الفصل الثالث عشر محاولة هروب

قاد هيركلين سيارته إلى ذلك العنوان الذي أعطته إياه ستيلا، كان المكان عبارة عن حقل كروم يمتد لأميال، وهو لا يزال واقف في مكانه أصبح غير متيقِّنًا مما يفعله هنا، كيف من الممكن أن يكون هذا المكان لمنسقة حفلات الزفاف؟

دخل هيركلين عبر البوابات، شعر بالعشب تحت قدميه، رآى صندوق بريد على بعد بضع بوصات، المكان كان مظلماً، كل شيء مظلم.

تقدم أكثر، وبدأ يشم رائحة شيء ما، شيء تفوح منه رائحة المارشميلو والنار والشوكولاتة التي تحترق معها.

"مفاجأة!"

انتفض وهو واقف في مكانه، عندما سمع صرخات عالية وأشخاصًا يرتدون قبعات مزخرفة يحيطون بيه من الأمام.

رأى ستيلا وجيري وإيميلي يسيرون نحوه وهم يحملون كعكة، فقال لهم بخفوت:
لقد فعلتم ذلك فعلًا منذ عدة أيام، لماذا الآن؟ لماذا الكذب بشأن فستان الزفاف؟ لماذا التخطيط والسرية؟

ولكن قبل أن يتمكنوا من الرد عليه، سمعوا صوت سيارة تقترب من الخلف، مرسيدس سوداء مع زجاج معتم.

نظر هيركلين إلى الشخصين وهما يخرجان من السيارة، شعر بأنهما مألوفا جدًا بالنسبة له، وعندما أقتربا، خرجت الكلمة منه بصدمة:
أبي.

قالت له أمه بابتسامة مرحة:
لقد تأخرنا قليلاً في المجيء.

قالت ذلكَ وهي تصلح فستانها القرمزي، ثم أكملت قائلة:
آمل أنكَ لم تطفئ الشموع بعد.

تجمد هيركلين في مكانه، عندما رأى والده، شعر بثقل في صدره، لدرجة أنه لم يستطع التحدث أو المشي أو الرد بمدى سعادته برؤيتهم، والعين امتلأت بالدموع من حيث لا يدري.

قالت له أمه وهي تعانقه:
كيف حالكَ، نأمل أن تكون قد حصلت على هديتنا، لقد كان والدك يريدك أن تحصل عليه.

أخبره عناق أمه أنها اشتقت إليه كثيرًا، وكل شيء أصبح أفضل الآن بوجود أمه وعائلته هنا، وأباه؟ لا يستطيع هيركلين النظر مباشرة في عين والده، وليس لديه أي فكرة عن سبب وجوده هنا.

هو لم يتصل بيه مطلقًا طوال تلك الشهور الماضية، حتى عندما كانوا معًا في نفس المدينة، لم يتصل مطلقًا، أو حاول رؤيته، والآن هو سافر إلى الجنوب لرؤيته؟ لا يعرف من الذي أجبره على الحضور هنا، هناك شيء واحدًا هو متيقِّن منه، أنه مشتاق إليه كثيرًا.

عناقه هيركلين بعد لحظات من التردد، ثم ابتعد عنه، وقال:
مرحبًا، أبي.

رد عليه والده:
يوم ميلاد سعيد بني.

عندما إنتهى من جملته، تركه والده بمفرده، التفت هيركلين حوله، حست الشم لديه أخبرته أنه كان على حق بشأن المارشميلو والشوكولاتة، كان هناك وليمة جاهزة.

اقتربت منه إيملي، وقالت له:
هل أعجبتكَ المفاجأة؟

سألها هيركلين:
هل كانت فكرتك؟

عبست ملامحها الجميلة وهي ترد عليه:
كنت أتمنى ذلكَ ولكنها كانت فكرة ستيلا.

لاحظ هيركلين حركتها التلقائية، وهي تجذب كم قميصها إلى الأسفل.

قال هيركلين لنفسه:
"هناك شيء غامض في إميلي، ما السبب الذي يجعلها ترتدي الأكمام الطويلة دائمًا، ولا تطويها أبدًا؟ ما هو السبب وراء معرفتها لأشياء كثيرة، لا يستطيع عملها إلا عدد قليل من الناس؟ أشياء شديدة الْخَطَر بالنسبة لمعظم الناس، أم هي فلا."

نظر إليها ورآها تنظر إلى هاتفها بنظرة متوترة، فجأة نظرت إليه بقوة، وبدا على وجهها القلق الشديد، ودون أن تنطق بحرف واحد، أشارت إليه أن يأتي إلى الزاوية، ودون اعتراض تبعها هيركلين.

قالت إيملي بخفوت:
لقد أرسل إليَّ الكابتن رسالة نصية توًا، تقول إن روبي نجح في الهرب، وتعرض لحادث.

هيركلين بنبرة مصدومة:
ماذا، كيف؟

قالت إيملي:
أعتقد أننا بحاجة إلى المغادرة، الآن.

استأذن هيركلين من الجميع وقال لهم:
المكتب أعلن حالة الطوارئ، ويجب عليَّ التواجد هناك.

غادر كلًا من إميلي وهيركلين في الحال، وفي أقل من نصف ساعة، كان في داخل المبنى، ركضوا إلى الداخل، كان القائد واقفًا أمام مكتبه، كما لو كان ينتظر مجيئهم، كان يحدق في هاتفه.

عندما رآهم، قال لهم بنبرة هادئة:
روبي حاول الهروب، ولكن محاولته انتهت بالفشل.

بدت تعبيرات وجه هادئة للغاية، بالنسبة لشخص يهتم بشدة بسمعته، شعر هيركلين بالقلق، هناك شيء خاطئ على وشك أن يحدث، شيء أكبر من مجرد تقرير إعلامي وغضب عام.

لقد تصرف القائد بغرابة في وقت سابق، هو قال إن آري هي ابنة أخيه، لكنه أخبرنا ألا نذهب ونعتقل روبي دون خُطَّة، كعم، يجب أن يصاب بالجنون عندما يعرف ما مرت به في يومها الأخير، ردود أفعاله تلكَ لم يفهمها هيركلين.

تحدث القائد بهدوء، وكأنه يقول أخبار عن الطقس اليوم:
قال الأطباء أن روبي في حالة حرجة، هو يواجه صعوبة في التنفس، تم ثقب رئتيه بسبب اختراق معدن السيارة صدره، كسرت جمجمته ولديه العديد من الكسور في جميع أنحاء جسده، نحن بحاجة إلى إصدار بيان صحفي الآن، قبل أن يتنشر خبر هروب روبي.

أومأ هيركلين برأسه، ثم قال:
ولكن كيف هرب؟

القائد بحدة:
سنتكلم في هذا لاحقًا، ولكن الآن، اذهب وقم بإعداد التقرير، وسائل الإعلام ستكون هنا قريبا.

سألت إيملي:
ماذا تريد أن يكتب في التقرير، سيدي؟

ضم القائد يديه إلى صدره وهو يستند إلى الجدار، وبعد لحظات من التفكير قال:
لقد حاول الهروب من نافذة القسم ولكنه فقد السيطرة على نفسه وسقط من النافذة.

قال هيركلين لنفسه:
لكن كيف يمكن بحق الجحيم يترك روبي يسقط من المبنى، إنه ليس غبيًا بما يكفي لمحاولة الهروب من شرفة القسم، لن يصل إلى أي مكان، ربما أصيب بالذعر وفعل ذلكَ دون تفكير.

في وقت لاحق.

جلس هيركلين وإيملي على كراسيهم، قال هيركلين:
نحن بحاجة إلى تقديم تقرير مقنع إلى وسائل الإعلام.

قالت له إميلي:
يجب أن يتم إعداده بشكل جيد، فروبي ليس شخصًا عادي سقط من مبنى الشرطة، إنه مالك العديد من الشركات الناجحة وله تأثير سياسي واجتماعي في هذه المدينة.

ويحبه كثير من الناس بسبب أعماله الخيرية، فهو يقوم بتوزيع خمسة عشر في المئة من دخله السنوي بالتساوي بين دور الإيواء والمدارس العامة ومنظمات الصحة العالمية.

أخذ هيركلين نفساً عميقاً وهو يقول:
كل أعماله الخيرية تلكَ من أجل سبب واحد، وهي إخفاء حقيقته المرعبة.

قالت إيملي بغضب:
المال لعنة عندما يقع في يد الشخص الخاطئ، أنه حيوان بري عديم الضمير، بلا قلب، إنه وحش ينقض على أي شخص أضعف منه، لا يمكن لأي عمل خيري أن يعوض حقيقة أنه وحش لعين.

شعرت إيملي بيد هيركلين على كتفها، وقال لها:
يجب عليكِ أن ترتاحي.

عندما رفعت عينيها ونظرت إليها، رأى القلق في عينيها، فقال لها بهدوء:
كل شيء سوف يسير على ما يرام، اهدئي قليلًا.

قالت له بانفعال:
لا أستطيع، أشعر بالغضب الشديد بسبب ما حدث، يجب ألا يموت روبي قبل محاكمته.

نظر إلى عينيها، ثم قال:
أنا أفهم مشاعركِ تلكَ، أنتِ تريدين القصاص أولًا ثم يموت لاحقًا.

تنهدت بعمق وهي تقول:
أنا أريده أن يعاني أولًا، هو لا يستحق الموت بسهولة.

قال له بنبرة هادئة:
أنتِ على حق، وهيا بنا إلى العمل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي