الفصل الرابع عشر قبلة

وقف القائد فوق المنصة وقال:
إلى جميع الحاضرين هنا، أنا كايل، المسؤول عن التحقيق في جريمة القتل الوحشية التي حدثت منذ سنتين، والتي تعرض لها آري ونيك، والذين كانوا يبلغون من العمر خمسة عشر عامًا وقت مقتلهم.

ونظرًا لأن الطب الشرعي أثبت وقتها أنها جريمة أغتصاب وقتل، وأن القاتل انتحر، ونتيجة لذلك تم قفل القضية على أنها جريمة قتل وانتحار، ولكن منذ فترة تم فتح القضية مرة أخرى، وتم تكليف المحققان إميلي وهيركلين في التحقيق مرة أخرى في مقتل المراهقان نيك وآري.


ونتيجة لجهود المحققين لدينا، وفي النهاية عثروا على بعض الأدلة الجديدة، والتي تثبت براءة نيك، وأن رجل الأعمال السيد روبي كروفورد كان متورطًا في القضية.

في الحقيقة، كان هو الجاني الحقيقي وراء ذلك، ارتكب هو والعديد من شركائه المجهولين الجريمة، وأيضًا اكتشفنا العديد من الجرائم، تتضمن ما لا يقل عن سبع تهم تتعلق بإساءة معاملة الأطفال، وثماني تهم قتل واعتداء، وتهمتين قتل من الدرجة الأولى.

وقبل اعتقاله كان لدينا كل الأدلة التي تدينه، والتي نحتاجها لإلقاء القبض عليه، وذهبنا بسرعة إلى مقر إقامته لاعتقاله، بعد تلقي بلاغ بأنه كان يحاول السفر جواً عبر البلاد، وعندما حاولنا القبض عليه، قام إطلاق النار علينا ببندقيته التي يحتفظ بها في منزله.

وعندما تم القبض عليه وبعد الاستجواب، حاول الهرب من خلال النافذة ولكنه سقط، وهو الآن يخضع لعملية جراحية، الأطباء يعتنون به، وعندما يتعافى سنقوم باستجوابه، حتى نتمكن من تعقب شركائه الذين كانوا معه في الجرائم كلها التي ارتكبها.

ثم وضع القائد كايل الورقة التي كان يقرأ منها على المنضدة التي بجواره، وقال بعدها مباشرة:
إذا كان لديكم أي أسئلة، فلا تترددوا في طرحها عليَ.

سأله أحد الحاضرين:
لماذا لم يبلغ أحد عنه بتهمة الاعتداء من قبل؟

رد عليه كايل:
روبي رجل أعمال مشهور في هذه المدينة، ومن المعلومات المتوفرة لدينا، أنه كان يستخدم المال والسلطة لإخافة الناس واسكاتهم من الظهور كشهود، نحن سنجري تحقيقًا شاملاً في هذا الشأن ونشاركه مع وسائل الإعلام قريبًا.

رفع شخص آخر يده.

قال له كايل:
نعم.

تحدث هذا الشخص:
لقد كنت تذهب بصفة مستمرة إلى في نواديه ومطاعمه، كنتما صديقين لسنوات عدّة، ماذا تريد أن تقول عن إهمال الشرطة في هذا الشأن؟

قال كايل بهدوء:
أستطيع أن أؤكد لك أيها السيد، لو كان لدي أدنى فكرة عما كان يفعله خلف غطاء أعماله، لكنت أول من يقدمه إلى العدالة، شكرًا للجميع، في أقرب وقت سنقوم بإصدار بيان جديد.

غادر الجميع وحان وقت رحيل هيركلين وإيملي، نادى القائد عليهم:
أيها المحققون.

التفت كلًا من إيملي وهيركلين إليه، وقالا في الوقت ذاته:
نعم، سيدي.

تحدث القائد إلى هيركلين:
لقد عملت بجد خلال الأيام الماضية، هيركلين، غدًا سيكون يومًا أفضل بالنسبة لكَ، كن متيقن من كلامي هذا.

قال هيركلين لنفسه:
"لم يناديني القائد باسمي أبدًا، لدي شعور سيء."

وهو يضحك قال كايل:
لقد قمت بعمل جيد، لا أستطيع أن أصدق عيني، وأنت أيضًا إميلي، والآن تصبحين على خير، يجب أن أذهب قبل أن تستيقظ زوجتي ولا تجدني في المنزل.

تبادل هيركلين وإيميلي النظرات كما لو كانوا يخبروا بعضهم البعض عن المعجزة التي شاهدوها توًا.

إميلي وهي تجري إليه، قالت:
الآن يمكنكَ أن تكافئنا بالسماح لنا بالعمل معك في قضية القاتل المتسلسل.

رد عليها كايل ببعض الحدة:
ماذا، تقولين؟

النظرة على وجه الكابتن كانت واضحة أنه لن يقتنع بسهولة، ولكنها قالت بالرغم من ذلك:
سوف نعمل بجد، أقسم لك.

نظر إليها بتمعن، ثم قال لها:
إذًا هذه كانت نواياك من البداية، أنا كنت أتساءل ما الذي دفعكِ فجأة إلى العمل بجهد أكبر، حسنًا، سأعطيكِ فرصة، لكن مجرد ارتكاب خطأ ستخرجون من التحقيق.

أومأت إيملي برأسها وهي يقول:
سنعمل بجدية أكبر، ولن نخيب ظنكَ أبدًا.

وقال هيركلين هو أيضًا:
شكرًا لكَ أيها القائد، نحن سنكون عند حسن ظنكَ.

ربت كايل على كتف هيركلين وقال:
جيد، أتمنى ذلك.

ثم غادر المكان بخطى سريعة.

اندفعت إميلي نحو هيركلين بمجرد مغادرة كايل، وقالت في الحال:
قلت لكَ أننا نستطيع أن نفعل ذلك.

ثم عانقته، شعر بالسعادة العارمة وهي تحتضنه.

وعندما ابتعدت عنه، قالت:
أنتَ تتذكر الرهان، أليس كذلك؟

ابتسم هو يضحك:
نعم، أتذكره جيدًا، ولكني متيقِّن أنكِ لن تطلبي ذلك.

قالت له بنبرة خبيثة:
من قال لكَ بأنني لن أطلب، أنتَ ستكون خادمي لمدة أسبوع، وبدون أجر.

اختفت ابتسامته وهو يقول لها:
هل أنتِ جادة؟ أكيد لست كذلك، هل نحن أطفال؟

-بالطبع جادة، سوف أستغل هذا الرهان أحسن استغلال.

ثم خرج كلاهما من المبنى، وقبل أن يتجه هيركلين إلى سيارته، قالت له إيملي:
خذ هذه المفاتيح، ليست لدي رغبة في قيادة السيارة اليوم.

قال لها وهو يأخذ المفاتيح من يديها:
أعتقد أن الرهان بدأ من الآن.

صمت لعدة ثوان وهو ينظر إلى عينيها الداكنتين، ثم قال:
لقد نسيت أن أشكرك سابقًا

-عن ماذا؟

-الحفلة، رأيت أنكِ تحاولين الاندماج، أعتقد أنكِ لم تحبِ عائلتي حقًا، لكنكِ انضممت إليهم من أجلي.

امتلئت عيناها بالدموع وهي تقول:
من قال إنني لم أحب عائلتك، أنتَ تمتلكَ عائلة رائعة، كل ما في الأمر أنني لم يكن لدي عائلة عادية أبدًا، العائلة التي امتلكتها لم تكن مثل عائلتك.

سألها هيركلين:
أليسَ لديكِ عائلة قط؟

انسابت دمعة من عينيها، وهي تقول:
أنا يتيمة منذ أن كنت في الحادية عشرة من عمري.

لا يعرف لماذا أشعر بألم وندم على سؤالها، وبالرغم من ذلك قال لها:
أنا آسف، هل فقدت والديكِ في هذا السن المبكرة؟

-لا، لم يموتا، لقد هرب والدي من المسؤولية، وهو لم يتحمل مصاريف العائلة، وأمي لم تهتم أبدًا بأي شيء آخر سوى بالتسوق وصرف الأموال، لذا بمجرد هروب والدي، تركتني أمي، ثم وضعتني الولاية مع أسرة حاضنة.

لم يحب هيركلين رؤية وجهها حزيناً؛ بسبب تلكَ الذكريات.

كمية الألم التي رآها هيركلين في عينيها وتصرفاتها، جعلته يكون متيقِّناً من أن شيئًا سيئًا حدث، في منزلها بالتبني.

احتضنها بين ذراعيه، فوضعت رأسها فوق صدره وأجهشت في البكاء، كان لدى هيركلين نقطة ضعف أمام الدموع وشعر بألم شديد في قلبه، هو يعلم أنه منجذبة إليها، وهو منجذباً إليها أكثر مما أعتقد، أراد فعل أي شيء لأجعلها تبتسم.

أخذت نفساً عميقاً وهي تقول:
لقد عشت في الجحيم، لقد رأيت وحوشًا حقيقية، لقد عشت معهم، هل ما زالت تريد معرفة الماضي؟

ضمها أكثر إلى صدره، ثم قال:
لا أريد أن أعرف شيئاً عن ماضيكِ، أريدكِ فقط أن تنسى كل شيء عنه، أريدكِ أن تتركيه وراءك ظهرك وتعيشي لنفسك، أنتِ لست فتاة صغيرة الآن، أنت محققة، يمكنك حماية نفسك جيدًا.

كانت كلماته من أجل راحتها، ولكن لسبب ما جعلتها تلكَ الكلمات تبكي بشكل أسوأ من ذي قبل، أمسك وجهها بكلتا يديه، ومسح الدموع الجارية بإبهامه.

مرت دقيقة، وربما دقيقتان، وما زالت قابعة في حضنه، وهو يحرك يديه لأعلى ولأسفل على ظهرها.

وعندما انتهت من البكاء، قالت له وهي تنظر إلى عينيه:
أريد العودة إلى المنزل.

تلاقت النظرات، وشعر هيركلين وقتها، إنها لا ترد العودة إلى المنزل، وأنها تريد شيئًا آخر .

ودون مقدمات أحنى رأسه وقبلها، قال وهو ما زال يقبلها:
أنا الآن أصبحت مدمن شفتيك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي