الفصل الواحد والعشرون الشك

نظرت إيملي إلى وجه هيركلين وكأنها لا تفهم شيئًا، ثم قالت له:
ماذا تقول؟ أنا أتستر على القائد، هذا مستحيل.

كانت عيناها تصرخ بالبراءة وهي تنظر إليه، فبدأ يشك في نفسه وأنه هناك احتمال أن يكون ظلمها، وهي فعلًا لا تعلم شيئًا.

قال لها هيركلين:
كنتِ تعرفِ هذا طوال الوقت، أليس كذلك؟

ردت عليه بانفعال:
لا، اللعنة عليكَ، لم أكن أعرف أنه كان مشترك مع روبي، في تلك الجرائم البشعة؟ هل تعتقد أنني كاذبة وكنت أعلم كل شيء والتزمت الصمت.

تنفس بعمق وهو يقول لها:
أنا لا أعلم شيئًا، ولكني متأكد من إنكِ اشتبهت في الكابتن، فهو كان من ضمن رواد النادي الذي يمتلكه روبي، كنت تعلمين أنه متورط، لقد اشتبهت في سلوكه، هل تريدين مني أن أصدق أنكِ لم يكن لديكِ أي شك تجاه القائد؟

وعندما التزمت الصمت صرخ في وجهها، بقدر ما تستطيع رئتاه أن تتحمل، ولكن بالرغم من صراخه أصبحت إيملي أكثر هدوءًا.

صرخ فيها:
قولي الحقيقة، إيملي.

تنهدت وهي تقول له:
كنت أعلم أنه كان يحمي نادي روبي غير القانوني، اعتقدت أنه يمكنكَ استخدام هذه المعلومة لابتزازه؛ لكي تستعيد وظيفتك، كان هذا ما خططت له، ولكني لم أعلم أنه مشترك مع روبي في تلكَ الجرائم، ومن حسن حظكَ الجيد أنكَ حصلت على هذا التسجيل.

هذا أفضل بكثير مما كنت أظن، لدينا دليل قوي، والآن يمكننا ابتزازه، هذا الدليل كنز ومن الأشياء الجيدة التي حدثت لكَ.

قال هيركلين بغضب:
كيف يكون هذا جيدًا؟ هذا أمر سيئ للغاية، معرفة أن الأم تجني المال من وفاة ابنتها، حتى إنها كانت مسؤولة عن وفاتها المروعة، لا يوجد شيء جيد، الأمر كله محزن.

ردت عليه بضيق:
أنت تحرف كلامي بطريقة خاطئة، نحن الآن لدينا نقطة ضعفه، يمكننا ابتزازه ليعيد لكَ وظيفتكَ، وهذا ما تريده، أليس كذلك.

قال لها بنبرة مصدومة:
آه! هل أنتِ حقًا من البشر، لا أستطيع أن أصدق أنكِ قلت هذا، كامرأة يجب أن تغضبي بسبب ما حدث لهؤلاء الفتيات الصغيرات.

قالت له وكأنه لم تسمع كلامه وإهانته لها:
أنتَ تريد وظيفتكَ، إذًا استخدم هذا التسجيل لكي تعود إلى القسم.

قال لها بغضب:
هل جننت، إيملي؟ ما هذا الذي تقولينه؟ هل تريدين مني التستر على قاتل من أجل وظيفة؟ أنا لا أريد وظيفتي بهذه الطريقة، أنا سوف أستخدم التسجيل لإيصاله إلى السجن.

صرخت في وجهه:
لن تستعيد وظيفتك إذا فعلت ذلك، سيقتلوك، هناك أشخاص مهمة في الدولة سيفعلون المستحيل من أجل أن تظل أسماءهم في طي الكتمان.

قال بنبرة غاضبة:
أنتِ لست إيملي التي أعرفها، هو قاتل ويجب أن ينال جزاءه.

لم تنظر إليه وهي تقول بنبرة كئيبة:
أنتِ لم تعرفني أبدا، أنا أقصد أن تساومه بهذا التسجيل حتى تعود إلى وظيفتك، ثم نفكر في طريقة لتقديمه إلى العدالة وفي الوقت نفسه تحافظ على حياتك.

قال له بنبرة رافضة:
لن أنتظر دقيقة واحدة، وسأبلغ عنه، ولتذهب وظيفتي إلى الجحيم، وأنا أيضًا إذا لم أتكلم وأقول الحقيقة.

صاحت إيملي في وجهه:
هل تمزح؟ أنت بحاجة إلى هذه الوظيفة لكي تفتح لكَ كل الأبواب المغلقة في قضية ستيلا، تذكر، من أجل ستيلا، من أجل أخيك، من أجلي.

-أعلم كلامكَ هذا جيدًا، ولكنه قاتل حقير ويستحق العقاب، يحتاج آري ونيك إلى العدالة، وهذا سيمنحهم الراحة في قبورهم.

قالت إيملي بانفعال:
لقد ماتوا، ولا يحتاجون إلى العدالة، كل ما يريدونه هو أن يُتركوا بمفردهم، أسمع ما أقوله لكَ استخدم هذا الدليل لابتزازه لتعود إلى العمل، ثم نعمل معًا من جديد ونقبض على من قتل ستيلا، هذا ما تريده في الوقت الراهن.

-الشيء الصحيح هو أن يعاقب كل مجرم وأن يكون خلف القضبان، هذا هو الحق، سأسلم هذا التسجيل إلى الشرطة الآن.

هتفت إيملي:
لا، سوف تؤذي نفسك إذا فعلت هذا دون خطة مسبقة منكَ، القائد علاقته كثيرة، هناك الكثير من العناصر الفاسدة في الشرطة، لن تستطيع الصمود أمامهم، واحتمال أن يقوموا بالتخلص منكَ.

تنفس بعمق وهو يقول:
لا أبالي، يجب عليَّ فعل الشيء الصحيح، ماذا حدث لإيميلي الصالحة؟ هل ماتت بداخلك؟

ثم تركها وتحرك تجاه الباب.

قالت له بنبرة عالية:
قف.

ثم وقفت أمام الباب، وكأنها تستطيع أن توقفه إذا أراد هو المغادرة، هو أقوى منها بكثير.

حاول هيركلين المضي قدمًا، لكنها وضعت يديها على صدره، جسده أصبح متوترًا بسبب لمسته تلكَ.

نظرت إيملي إلى عينيه، ثم قالت:
لا تذهب الآن، أريد أن أخبركَ عن نفسي.

ودون أن تتكلم سحبت أكمامها، إنها المرة الأولى التي يرى فيها وشمها، ذراعيها مليئة بالوشم.

همس بخفوت:
ليس من الجيد أن تمتلك محققة في الشرطة، هذا العدد الكبير من الأوشام، هل هذا هو السبب وراء إخفاء ذراعيك خلف الأكمام الطويلة، طوال الوقت.

وهي لا تزل ملتزمة الصمت، جذبت يده ووضعتها على جلد يديها، وبعد مرور عدة ثوان قالت له:
هل تشعر به؟

شعر هيركلين وكأن الوشوم الموجودة على بشرتها قد عادت إلى الحياة، فهمس بصدمة:
هذه ليست وشوماً، إنها ندبات، يا هول.

هو رأي بعض الندبات، ولكن هذه الندبات كانت مختلفة كثيرًا، كما لو أنها آذت نفسها من قبل.

قالت له إيملي وهي تتنهد:
لقد تعرضت للضرب، أردت العدالة لأمي، لكن كل ما حصلت عليه هو هذه الندوب.

ثم سحبت قميصها فوق رأسها وأدارت ظهرها نحو وجه هيركلين، الذي بمجرد رؤيته هذه الندوب أخرج شهقة مصدومة، إنها مليئة بالندوب الباهتة.

قال لها بنبرة مصدومة :
هل تزال تؤلمك؟ من فعل ذلكَ؟

ابتسمت بحزن وهي تقول له:
لقد تعرضت للضرب المبرح، لأنني أردت العدالة ضد والدي الغني، وعندما كبرت تعلمت الدرس جيدًا، هو أن أبقى رأسي منخفضة وأقوم بعملي فقط، بما يكفي لإبقائي على قيد الحياة.

لقد حاولت قتل نفسي في الماضي، ولكن عملي كمحققة أنقذني من ضعفي هذا، والآن أن أحاول فقط أن أكون على قيد الحياة، أرجوك لا تتهور وتبلغ عنه الآن، ألا تعلم عدد العلاقات التي لديه؟ قد تقتل قبل أن ترى نهار اليوم التالي.

أنتَ محظوظ لأنكَ أتيت حياً من منزله، ولا تحاول أن تستنفذ فرص حظك في الحياة، وعندما انتهت من كلامها انهارت في البكاء، عانقها هيركلين عندما بدأت تبكي، وأخذ ينظر إليها، أنها ضعيفة، لم تظهر نفسها أبدًا على أنها ضعيفة، ربما كان هذا ما كانت تخفيه.

همس بالقرب من أذنها:
أبكي، لا تخافي من ضعفك، أنا ضعيف مثلكِ، أقوم بالبكاء على أي شيء.

ثم أحنى رأسه وعانقها وقال لنفسه:
"إنه مجرد عناق لمنحها الراحة، الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أقدمه لها الآن."

وعندما ابتعدت عنه، قالت:
حاولت مساعدة أمي، ولم أرغب في أن تتأذى، ولم أرغب في أن يضربها أبي، فقط لأنني قررت المساعدة، ولمجرد أنني أخبرت الشرطة، قتلها أبي ولم تفعل الشرطة له أي شيء.

لقد ضربها بشكل مستمر حتى ماتت، وعندما حاولت الدفاع عنها، عاقبني بأبشع الطرق، أنا لا أريدكَ أن تتأذى، من فضلك لا تفعل هذا.

جذبته نحوها بقوة، ثم أكملت قائلة:
سيكون كل كبار البلدة معه في هذا، سيقتلونك ولن يكتشف أحد ذلك أبدًا.

همس في أذنها:
أنا آسف لما حدث لكِ، لكنني لا أستطيع أن أتركه، هو لن يتوقف أبدًا، وأنا يمكنني إيقافه، لا أستطيع أن أصمت على الحقيقة، فهذه ليست جريمة صغيرة يمكنني ابتزازه بها، هذه جريمة ضد النساء، وهي أكبر خطيئة يمكن أن يرتكبها إنسان.

تنهدت وهي تقول له:
حسنًا، افعل ما تريد، ولكن عدني بشيء واحد، سوف تعتني بنفسك وتبتعد عن الموت.

ابتسم لها وهو يقول:
ما زلت صغيرًا على الموت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي