الفصل الثامن لغز تشاد

شعر هيركلين بالشفقة وهو ينظر إليها، فقال لها:
لا تقلقي سيدة سميث سوف نجد القاتل، وسوف يعاقب.

تنفست بعمق وهي تقول:
أنا على إستعداد للمساعدة بكل ما أستطيع، من أجل إيجاد قاتل ابنتي.

قال لها هيركلين:
سنغادر الآن وإذا كان لديك أي معلومة جديدة، اتصلِ بي في الحال.

ثم خرج كل من هيركلين وإيملي، وهما في الخارج، نادت عليهم السيدة سميث وهي تسير نحوهم بسرعة:
أيها المحققون.

سألها هيركلين:
نعم، سيدتي؟

ضغطت السيدة سميث على شفتيها وهي تقول:
لقد حدث شيء غريب في يوم المحاكمة.

مشى هيركلين تجاهها، وسألها:
ما هذا الشيء؟

قالت السيدة سميث:
في المحاكمة، أقترب مني رجل، وقام بالاعتذار لي وهو يبكي، وقال إنه آسف لما حدث لطفلتي، وأنه لم يستطع فعل أي شيء.

ألقى هيركلين نظرة متسائلة إلى شريكته، ثم سألها بخفوت:
ماذا يعني ذلك، إيملي؟

ردت عليه إيملي:
لا أعرف.

سأل هيركلين السيدة سميث:
هل تعرفين من هذا الرجل؟

ردت السيدة سميث:
إنه الرجل الذي قام بتشريح جثة ابنتي، واسمه تشاد.

-شكرًا سيدة سميث، أنا متيقِّن من أي معلومة ستقولينها سوف تساعدنا كثيرًا.

ثم تحرك كلاهما تجاه السيارة، قال هيركلين وهو يدفع إيملي داخل السيارة:
تحركِ بسرعة، متى أصبحت بطيئة هكذا.

قالت له بحدة:
لا تتحدث معي هكذا أيها الغليظ.

-حسنًا، أنا كنت أمزح معك.

-كاذب، بل تقصد كل كلمة.

أخذ نفس عميق وقال لها:
لا داعِ لأي شجار بيننا الآن، فنحن ليس لدينا الكثير من الوقت، فالشمس تغرب، ويجب علينا الذهاب إلى هذا الطبيب الذي قام بتشريح آري.

وأمام منزل تشاد.

طرق هيركلين على الباب، وعندما فتح قال له:
مرحبًا، أنا المحقق هيركلين وهذه شريكتي المحققة إيملي.

قال لهم تشاد بنبرة متوترة:
مرحبًا، ماذا تريدان؟

نظرت إليه إيملي بتمعن وهي تقول:
نريد بعض الأجوبة عن جثة قمت بتشريحها منذ أكثر من سنتين.

قال تشاد:
إذًا هيا إلى الداخل

تأمل هيركلين المنزل، كان منزله متواضعًا إلى حد ما ومزينًا بشكل جميل.

قال تشاد:
تفضلا بالجلوس على الأريكة.

وبعد عدة ثوان، جاءت زوجة تشاد، وقالت بابتسامة مرحبة:
هل تريدان المشروب ساخناً أم مثلج.

ابتسمت إيملي وهي ترد:
أي شيء سيدتي.

وعندما انصرفت الزوجة، سألهم تشاد:
كيف يمكنني مساعدتك أيها المحقق؟

سحبت إميلي تقرير التشريح من المجلد وأعطته له، وهي تقول:
أردنا أن نطرح عليكَ بعض الأسئلة حول هذه القضية.

بمجرد أن رأى هذا التقرير، أصبح وجه تشاد شاحبًا، ويبدو عليه الخوف، علم هيركلين وقتها أن كل ما سيقوله تشاد بعد هذه اللحظة سيكون كذبًا.

وعندما ألتزم الصمت، قال له هيركلين:
ماذا تتذكر عنها؟

حاول الابتسام وهو يرد عليه:
كل شيء مكتوب عندكَ في التقرير أيها المحقق، كيف يمكنني أن أتذكر هذه القضية؟ لقد مرت سنتان وشهر عليها.

قالت إيملي بنبرة ساخرة:
أنتَ تتذكر المدة التي مرت جيدًا، ولكنكَ لا تتذكر التقرير المزيف الذي قدمته.

رد عليها تشاد بانفعال:
ماذا؟ ما الذي تتحدثي عنه أيها المحققة؟ من فضلكم أخرجا من منزلي، أنا لست مضطرًا للإجابة عن أي من أسئلتكم، أطلب منكما الخروج من منزلي قبل أن أتصل بالشرطة.

وقفا مستعدين للمغادرة، همست إيملي إلى شريكها:
على الأقل نعلم أنه يخفي شيئًا ما.

رد عليها هيركلين بخفوت:
فعلًا هو يخفي شيئًا، ولكن لا يوجد شيء يمكننا القيام به في الوقت الحالي، هيا لكي نغادر إيملي.

ولكن إيملي قبل أن تغادر، قالت بحدة:
دعني أطرح عليكَ سؤالًا واحدًا، ما هو شعورك بالسماح لمجرم بالرحيل؟ الشخص الذي قتل تلكَ الفتاة، كيف تعيش مع نفسكَ وأنتَ تعلم أنكَ لفقت لمراهق جريمة لم يرتكبها أبدًا؟ هل تعرف زوجتك ما هي الأشياء التي قمت بها من أجل المال؟

جذبها هيركلين إلى الخارج، وهو يقول لها:
إيميلي، توقفي، هيا بنا الآن.

سحبت يدها وهي تقاوم جذب هيركلين لها، ثم صاحت في وجه تشاد:
هل هذا المنزل، وهذا المال يستحق أن تتحمل ذنب تلكَ الفتاة البريئة؟

قال هيركلين
-إيملي، هيا بنا، أنه لن يقول شيئاً.

قال تشاد بانفعال:
أنتِ محقة، هذا المنزل، وهذا المال، وحياتي، كانوا ثمن صمتي، أنا لا أستطيع محاربتهم؛ لذلك أخذت المال لأبقى فمي مغلقًا، أخذت المال حتى أتمكن من توفير حياة أفضل لزوجتي، لقد فعلت كل ذلك من أجل المال.

شعر كل من هيركلين وإيملي بالذهول التام من اعترافه هذا.

قالت إيملي بغضب:
لقد لفقت التهمة لمراهق بريء، فقط حتى تتمكن من الحصول على بعض المال؟

رد تشاد بانفعال:
إنهم أشخاص أقوياء، لن أتمكن من فعل أي شيء لهم، كل ما استطعت فعله هو إبقاء فمي مغلقًا، أغلق فمك وخذ هذا المال اللعين.

سألها هيركلين:
من هم هؤلاء الناس؟ من جعلكَ تفعل ذلك؟

-تعال إلى الداخل، سأخبرك.

عاد هيركلين وإيملي إلى الداخل مرة أخرى، وجلسوا على الأريكة.

سار تشاد إلى الغرفة الأخرى، وبعد دقيقة أحضر معه بعض المستندات، وقال لهم:
لقد احتفظت بهذا الملف معي دائمًا، وهذا هو كل ما يمكنني أن أساعدكم به.

سأل هيركلين:
ما هذا؟

التفت تشاد حوله ثم قال بنبرة متوترة:
لقد طُلب مني تدمير هذا، لكنني لم أستطع، كنت أعلم دائمًا أن شخصًا ما سيأتي وسيحتاجه، تمنيت أن يكون ذلك قبل أن أموت، هذا هو تقرير التشريح الذي كتبته عن نيك.

نظرت إميلي بغضب وهي تقول:
لقد كان لديكَ كل هذا الوقت، ولم تفكر أبدًا في استخدامه.

إحساس عارم بالذنب تمكن منه وهو يتحدث:
نيك لم يغتصب الفتاة، لقد مات قبل الفتاة بيومين، وكانت لديه جروح في جسده تشير إلى أنه حاول حمايتها، هو قُتل متأثرًا بصدمة قوية في رأسه، هذا كل ما سأقوله، والآن الأمر متروك لكم في كيفية استخدام هذه المعلومات.

صاحت إميلي:
من قال لكَ أن تفعل هذا؟

أخذ نفس عميق وهو يقول:
اسمعوا أيها المحققون، أنا رجل عجوز، أريد أن أعيش بقية أيامي في سلام، لقد أخبرتكم بما أعرفه، افعلوا ما تريدون بهذه المستندات، والآن اخرجوا من منزلي.

قال هيرلكين:
سنغادر وشكرًا لمساعدتك.

وأخيرًا غادرا المنزل.

هيركلين بضيق:
إيملي، عليكِ أن تسيطرِ على نفسكِ قليلًا.

-إنه مجرم، وإخفاء الحقيقة جريمة، وتزوير التقارير الطبية جريمة، كانوا جميعًا يعرفون الحقيقة، ولكنهم التزموا الصمت.

-لا يستطيع الجميع الوقوف ضد الشر، يجب أن تعرفي هذا أفضل من أي شخص آخر، ليس الجميع أقوياء بما فيه الكفاية يا إميلي، الآن، ستأتين معي إلى منزلي، لدينا بعض الأشياء لنقوم بها.

صاحت فيه إيملي:
لماذا أنتَ بارد هكذا؟ لماذا لا تشعر بالغضب؟

وكأنه يخاطب طفلاً صغيراً، قال لها:
بالطبع أشعر بالغضب، لكني أعرف كيف أحافظ على غضبي، هذا أول شيء تعلمته كشرطي، أحتاج أن أتحكم في انفعالاتي، حتى لو كنت أقف أمام أسوأ مجرم، مهمتنا ليست أن نعاقبهم بأنفسنا، بل تقديمهم للعدالة.

قالت بضيق:
عندكَ حق في كلامكَ هذا، سأحاول أتحكم في انفعالاتي أكثر من ذلكً.

نظر هيرلكين إلى ساعته فوجدها التاسعة، ثم قال:
أنا أتضور جوعًا قريبا.

-وأنا أيضًا.

-سوف أطلب وجبات صينية، هل تحبين الطعام الصيني؟

هزت رأسها وقالت:
بالطبع أحبه.

في وقت لاحق وهم جالسون يتناولون الطعام، قال هيركلين:
الفتاة غادرت مع هذا الرجل في ذلك النادي، فكيف انتهى الأمر بنيك معها في ذلك المستودع؟

وهو يتكلم كان ينظر إلى صور مسرح الجريمة، وصورة ذلك الرجل الغامض الذي يحمل جمجمة على معصمه.

وهي تفكر قالت له:
أعتقد أنه كان معها في النادي وعندما رآها تخرج مع هذا الرجل تبعها، والجروح التي كانت على جسده تدل على أنه حاول حمايتها بالفعل.

صمتت عدة ثوان قبل أن تكمل:
ولكن لماذا وجدت جثته في مكان آخر؟

قال لها هيركلين:
ألم ترِ هذه الصورة؟ لقد تم وضعه في الغرفة الخلفية، بالقرب من الفرن لتسريع عملية التحلل، مما يسهل عليهم إثبات قتل نيك لها، وبدون تشريح الجثة كان الأمر سيصبح سهلاً عليهم أن يلفقوا تلك الجريمة له.

فكرت إيملي، ثم قالت:
هناك أمر غير منطقي، لماذا كل هذا المجهود في نقل جثة نيك من مكان إلى أخر، وهم في الأساس قادرين على إسكات الجميع.

قال بحيرة:
لا أعلم ولكن هناك سر غامض في هذه الجريمة.

ثم نظر إلى الصور مرة أخرى، وهو يشير بإصبعه إلى المكات الذي وجدت فيه جثة نيك، ثم قال:
لمن هذه المبنى؟ لا أعتقد أنها كانت مسجلة في أي سجل، هذه الملكية مهجورة.

رأت إميلي المكتوب على الصورة، ثم قالت:
انتظر، سأقوم بإجراء مكالمة مهمة، سأتصل بصديق سيخبرني بكل المعلومات عن هذا المبنى.

التقطت هاتفها وحدثت الطرف الآخر:
مرحبا! كينت، أكتب هذا العنوان، سيتي ساوزن، مبنى تسعة، أريدكَ أن تجد لي مالك العقار، نعم! متى؟ أريد معرفة تلكَ المعلومة على وجه السرعة، وداعًا.

سألها هيركلين:
ماذا قال؟

ردت إيملي:
سوف يستغرق بعض الوقت.

فكر هيركلين للحظات ثم قال:
والآن لدينا هذا التشريح، أعلم أنه لن يدين القاتل، ولكن تقديمه كدليل..

قاطعته إيملي:
هذا سيؤدي إلى تنبيهم وسيجعلهم يأخذون حذرهم.

ابتسم هو يقول:
أو سيخرجهم من مخبئهم، يرتكب الناس أخطاء غبية عندما يشعرون بالخوف، ربما أكون على حق، ولكنها في تلكَ الحالتين مخاطرة كبيرة جدًا.

ولكن إذا تمكنا فقط من العثور على هذا الرجل، ذو الوشم، فسوف تحل القضية.

قالت إيملي وهي تمسك يد هيركلين:
سوف نعثر عليه، والآن لدي رغبة في الذهاب إلى الملهى.

قال لها بنبرة مصدومة:
ملهى!

ابتسمت وهي تقول له:
نعم، هيا بنا إلى هذا الملهى الذي ذهبت إليه آري.

قال لها هيركلين:
فهمت ماذا تريدين.

-إذًا هيا بنا.

في الملهى، رجع هيركلين بالزمن إلى أيام الجامعة، كانت هذه هي لياليه المعتادة، ونهاره المعتاد، وحياته المعتادة، كان ذلك قبل انضمامه إلى الجيش وبدأ كل شيء يتغير.

قال هيركلين بحماس وكأنه نسى السبب الحقيقي لوجوده هنا:
سأحضر لنا مشروبًا، أريد فقط أن أشرب وأرقص وأنسى كل الأشياء السيئة التي تدور في رأسي.

-سآتي معكَ.

أومأ هيركلين برأسه، ثم ذهبوا نحو الحانة.

قال هيركلين:
هل تعتقدين أنه يمكننا الحصول على أي شيء وسط هذا الحشد؟ ربما اخترنا يومًا خاطئًا لنكون هنا.

إيملي قالت له:
لا يزال بإمكاننا المحاولة.

قال لهم النادل:
مشروباتكم.

أعطت إيملي النادل ابتسامة مثيرة، وهي تقول له:
هل تعلم أن والدي إعتاد أن يحضرني إلى هنا، وكان يقول دائمًا أن المشروبات هنا هي الأفضل.

أعتقد هيركلين أنها تحاول إجراء محادثة قصيرة مع النادل، فهو في نهاية الأمر جذاب حقًا، خاصة بالنسبة للإناث الموجودين حوله، ولكنه في النهاية فهم ماذا تريد من وراء مغازلة النادل.

ابتسم النادل وهو يقول لها:
إذن لا بد أنه يعرف الرئيس.

-سأخبرك سرًا، لقد كانوا من أعز الأصدقاء.

ثم رفعت كمها وأكملت قائلة:
رفاق الوشم مثل الرئيس، كنت أتساءل عما إذا كان بإمكاني الحصول على رقمه، بعد وفاة والدي، فقدت الاتصالات جميعها معه.

-يمكنني أن أحضر لكِ رَقْم هاتفه.

-سأكون ممتنة لكَ، وأعلم أنه سيكون حزينًا جدًا عندما يعلم أن صديقه قد توفي.

شعر هيرلكين بالدهشة عندما أحضر النادل رَقْم الهاتف في الحال.

قالت إيملي للنادل:
-شكرًا.

ثم ابتسمت له وهي تقبل منديلًا أخرجته من حقيبتها، وكتبت عليه أرقامًا عشوائية، وقالت:
هذا رقمي، اتصل بي عندما تنتهي مناوبتك، يمكننا قضاء ليلة ممتعة معًا.

شعر هيرلكين بالدهشة من سلوك إيملي، قال لنفسه بضيق:
محققة تغازل نادلًا في نادٍ، وتتبادل الأرقام، ما يحدث يجعلني أشعر بالغضب، أنا لا أريد أن أكون جزءًا من هذا.

نظر إليها عندما عليه:
هيركلين، هل تريد الرقص؟

ثم همست بالقرب من أذنه:
فقط قل إنكَ تريد.

-الرقص؟ نعم بالتأكيد.

جذبته إيملي خلفها حتى منتصف المسرح، لم تعد إيملي تبدو الشريكة الصارمة، بل بدت أكثر جمالاً وإشراقًا، وكان هناك العديد من الرجال يريدون فرصتهم معها الليلة، إذا كانت فتاة ضعيفة سوف تكون فريسة سهلة ولكنها كانت فتاة قوية، تعلم جيدًا كيف تدافع عن نفسها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي