الفصل الحادي عشر روبي هو القاتل

ولأول مرة في حياة هيرلكين وإيملي، أتيحت لهم الفرصة لكي يضعوا مجرماً خلف القضبان، كانت هذه هي أول فرصة حقيقية لديهم لإنقاذ بعض الأرواح، لديهم الآن أدلة قوية تدين هذا الرجل، أن وصفه بأنه رجل هو إهانة للإنسان والبشرية، إنه ليس رجلاً، إنه وحش.

سار كلاهما في مبنى قسم التحقيقات بخطى واثقة، يحمل هيركلين على يديه هذا الصندوق الذي يحتوي على كل الأدلة التي تدين روبي.

دخلا إلى مكتب القائد، دون الدق على باب، نهض القائد من مكانه ونظر إليهم بغضب عارم، وقال:
كيف تدخلان هكذا، دون استئذان؟ وأنتَ ماذا تفعل هنا في القسم؟ ألست ممنوع من التواجد هنا.

قال له هيركلين بهدوء:
لقد أخبرتني منذ فترة أن أفعل أي شيء، لكي أثبت أنني أستحق هذه الوظيفة، كنت بحاجة إلى فرصة لإنقاذ وظيفتي.

نظر إليه القائد بتمعن شديد، ثم قال:
أريدكَ أن تعرف أنها فرصتكَ الأخيرة، أنتَ بحاجة إلى إعطائي سبب قوي، شيء يستحق أن أعفو به عنك.

قال لها هيركلين بنبرة واثقة:
لهذا السبب جلبنا لك هذا الصندوق.

تحدث القائد بنبرة مستهزئة:
وماذا يوجد بداخله؟ هل توجد سر القنبلة الذرية؟

رد عليه هيركلين بهدوء:
بل يوجد بداخله ما يثبت جدارتنا كمحققي شرطة.

ثم أشار إلى إيملي وقال لها:
هيا، قومي بتشغيل الفيديو.

قامت إميلي بتوصيل قارئ البطاقة بالحاسوب، وهي تقول:
لقد قمنا بحل القضية التي عهدت بها إلينا، ثم انتزعتها منا، نحن نعرف من القاتل.

لقد أصيب القائد بالذعر الشديد عندما بدأت المشاهد تتوالى على الشاشة، ركض بسرعة وقام بإسدال الستائر على النوافذ جميعها.

قال القائد بصدمة:
يا للهول، من أين لكم بهذا؟ هل تحاولون قتلى؟ ما هذا الذي أشاهده.

رد عليه هيركلين:
شاهد الفيديوهات التالية.

كان الفيديو الثاني أسوأ من الأول، لم تكن تلك الفتاة تقيم فقط مجرد عَلاقة، لكن فمها كان مكممًا، وتتعرض للضرب وتجبر على إقامة عَلاقة رغمًا عنها، منتهى السادية.

وأخذت اللقطات في التوالي، لم يكن هيركلين ينظر إلى الشاشة ولكن كان يشاهد تعبيرات القائد وعرف بالضبط ما كان ينظر إليه، كان وجهه يبدو عليه الغضب والشديد، وعينيه تلمع بالدموع.

ثم شغلت إميلي الشريط الذي كان منفصلاً عن الشرائط الأخرى.

قال هيركلين:
هذا نيك وأرى، أنظر إلى الشاشة.

رأى القائد نيك يتم دفعه من قبل حارسان إلى داخل الغرفة، وألقي على الأرض، وتم ربطه وتقيده على الكرسي، صرخ وكافح نيك لتخلص من قيوده، بالرغم من تعرضه للضرب المبرح.

وفي هذه اللحظة دلفت آري إلى الغرفة، كانت في حالة سكر للغاية وكانت بالكاد تمشي بشكل مستقيم، جعلها أحد الحراس تجلس على كرسي وتم وربطها بجانب نيك.

كانوا هناك لمدة يومين في هذه الغرفة، حدثت أشياء كثيرة خلال هذه المدّة، تعرض نيك للضرب بلا رحمة في كل مرة يحاول الصراخ للحصول على المساعدة، أو محاولة التحدث إلى آري.

لقد تعرض للضرب كما لو أنه لم يكن إنسانًا، بل كحقيبة للملاكمة، يصبون كل غضبهم عليه، على مجرد مراهق لم يتعدَ السادسة عشر سنة، تم ركله، لكمة، نزف وتعرض لعدة كسور في وجه.

كان هذا تعذيبًا خالصًا على أثنين من المراهقين، لا حول لهم ولا قوة، استسلم نيك وصعدت روحه إلى السماء قبل أن ينتهي اليوم.

شاهد هيركلين هذا الفيديوهات عدة مرات، كان بحاجة إلى معرفة أن الوحوش لا ينبغي أن تغفر لها، هو بحاجة ليثبت لنفسه أن هناك أشخاص مثله موجودين في هذه الحياة، أشياء مثلهم، وأن إميلي كانت على حق، هو بحاجة إلى تذكر هذه الصورة لبقية حياته، كان بحاجة إلى هذا الغضب لتصحيح أفكاره.

انهمرت دموع القائد، وهو يقول بخفوت:
آري حبيبتي، ماذا فعلوا بكِ؟

في هذه اللقطة، نيك تعرض للضرب المبرح، بينما آري كانت تتعرض للإغتصاب ليس من قبل رجل واحد، ولكن من قبل أكثر من رجل، وكان هناك شيء واحد مشترك بين هؤلاء الرجال، كلهم كانوا يرتدون نفس القناع.

كانوا جميعا يرتدون بدلات رسمية، وجوه مغطاة، باستثناء هذا الرجل، صاحب وشم الجمجمة، كان وجهه واضحًا في العديد من اللقطات.

لقد تم تسجيل هذه الفيديوهات عن قصد، فهو ليس مجرماً عادياً صادفوه خلال هذه الوظيفة، لقد كان مختلاً عقليا، لا يشعر بالتعاطف مع أي من هؤلاء الفتيات.

سأل القائد بصوت مهزوز:
كيف حصلت على هذه؟

رد عليه هيركلين:
حصلت عليها بكل سهولة من مكتبه.

قاطعته إيملي:
لم يهتم حتى بإخفائهم، لقد كان واثقًا من أنه لن يتم اكتشافه أبدًا.

ثم ألقت إيملي كل دليل لديها على الطاولة، ثم أكملت قائلة:
يمكننا استخدام كل هذه الأدلة ونضعه في السجن، هذا الرجل نيك، يستحق أن يتم تبرئة سمعته، أنه ليس هذا المغتصب.

على الرغم من أنه مات، ولكن سمعة عائلته أصبحت ملطخة، بذنب لم يقترفه.

القائد ترك جسده يسقط على كرسيه، بدا عليه أنه فقد السيطرة على نفسه، وضع رأسه بين يديه، ثم قال بنبرة متألمة:
آري، كانت ابنة أخي.

رددت إيملي بصدمة:
ابنة أخيك، مستحيل.

وقال هيركلين هو الآخر:
يا للهول، هذا أمر لا أستطيع تصديقه.

سقطت الدموع من عينيه، وهو يكمل قائلًا:
أرادت أن تكون مثلي تمامًا، أرادت أن تحقق العدالة، ومعاقبة المجرمين، أرادت أن تكون مدعياً عاماً مثل والدها، أنا لم أستطع إعطاءها العدالة التي تستحقها.

قال له هيركلين:
لم يفت الأوان، لدينا العديد من الأدلة.

قال بنبرة متألمة:
لقد سرقتهم من منزله، لن يأخذ بها كأدلة رسمية في المحكمة، وهذا الرجل ذكي بما يكفي لتحويل كل شيء إلى مصلحته، يمكنه أن يتهمكَ بالسرقة والدخول إلى منزله عنوة، وأنتَ وأنتِ، كلاكما ستفقدان وظيفتكم.

قالت إيملي بانفعال:
لكن وجهه موجود في الفيديوهات، كيف تكون هذه الأدلة غير صالحة ولن يؤخذ بها في المحكمة، يكفي إلقاء نظرة واحدة من القاضي وهيئة المحلفين على فيديو واحد، حتى يقوموا بالحكم عليه بالإعدام.

جلس القائد على كرسيه، ثم قال بحزن:
أريدكَ أن تفعل شيئًا واحدًا، زوجته، ابحث عن زوجته، أقنعها بأن تكون شريكة لنا، وتقول في المحكمة أنها من أعطاكم هذه الأدلة، وإذا فعلت ذلك فسوف يذهب إلى السجن ويعدم، وقبل رحيلكم ضعوا كل هذه الأدلة داخل هذه الخزانة.


في الخارج، اتصلت إيملي بالسيدة سميث
لقد وجدنا قاتل ابنتك.

صرخت، وقالت بنبرة غير مصدقة:
حقًا.

-نعم، سيدتي.

أخذت السيدة سميث نفس عميق وهي تقول:
لقد وجدتوا من فعل هذا بإبنتي، بارك الله فيكَ، بارك الله فيكِ، هل هو الرجل ذو الوشم.

أومأ هيركلين برأسه وقال لها:
نعم، إنه هو وسوف يعاقب على كل ما فعله، كل ما علينا فعله الآن هو الانتظار، وسيحصل على كل ما يستحقه، سأتصل بكِ عندما يتم سجنه.

تساقطت دموع السيدة سميث بغزارة وهي تقول:
أرجوكم بسرعة، أنا أريد القصاص.

حاول هيركلين تهدئتها، فقال له:
قريبًا جدًا، سيدتي.

وبعد مرور أقل من دقيقة، انصرف كلاهما إلى الخارج، وبمجرد أن أصبحوا في الخارج، رأوا شخصاً يضع شيئاً في داخل السيارة.

قالت إيملي بخوف:
من هذا الشخص.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي