الفصل التاسع اقتحام

احنى هيركلين رأسه أمام أذنها، ثم قال لها بابتسامة مرحة:
لم أكن أعلم أنكِ تستطيعِ الرقص بهذه المهارة، أنا أحب رقصك.

ابتسمت إيملي لكلماته، تبدو ابتسامتها مختلفة، ربما لأنها لا تبتسم إطلاقًا، كانت مثالية جدًا.

وهو ينظر إليها، قال لنفسه:
"لا أعرف ما هو المختلف فيها، هي تبدو مثيرة للغاية وهي ترقص معي، بعكس شخصيتها المتزمتة في المكتب."

أخرجته إيملي من تخيلاته وهي تقول له:
سوف نغادر الآن، لقد حققت غرضي ولا داع للمكوث هنا أكثر من ذلكَ.

في الخارج، أمام موقف السيارات.

لوحت إيملي بالبطاقة أمام وجه وهي تقول:
هذا الرجل المسمى روبي، ربما إذا طرحنا عليه بعض الأسئلة فسنعرف المزيد عن هذه القضية، إذا كان يقوم بالفعل بأشياء غير قانونية، فسيكون لديه زبائنه المميزون، وعلى الأغلب سوف نجد الرجل صاحب الوشم.

قال لها هيركلين:
هل تعتقدين أنه سيكون غبيًا بما فيه الكفاية للتعاون معنا، والكشف عن عملائه؟ علينا أن نفعل شيئًا آخر.

ثم أشار إلى عنوان موجود خلف البطاقة، وقال لها:
هيا نذهب إلى هذا العنوان أولاً ونرى ما سيحدث من هناك.

وفي داخل السيارة، رن هاتفه، التقطه في الحال عندما رأى اسم السيدة سميث:
مرحبًا؟

-المحقق هيركلين.

-نعم، سيدتي.

قام هيركلين بتشغيل مكبر الصوت، لكي تسمع إيملي ماذا ستقول السيدة سميث.

قالت السيدة سميث:
الصورة التي أظهرتها لي، ذلك الشخص الذي كان مع آري خارج الملهى، هل تعتقد أنه هو الذي قتل ابنتي؟

رد عليها هيركلين:
هناك احتمال كبير أن يكون هو القاتل، ولكن نحتاج فقط إلى دليل لإثبات ذلك، الدليل الذي لدينا الآن هو الوشم، فأنتِ كما تعلمين لم يظهر وجهه في الصورة، وحتى هذه اللحظة هو شخص مجهول الهوية بالنسبة لنا.

قالت له على الفور:
لدي شيء قد يساعد، لقد تذكرت الوشم الذي رأيته في الصورة، أنا رأيته قبل ذلك على هاتف آري، عندما سألتها من هذا الشخص صاحب الوشم، أخبرتني أنها التقت صديقًا عبر الإنترنت يمكنه مساعدتها على الحصول على وظيفة جيدة في الصيف.

-أخبرتني أنه رجل أعمال كبير وكان يبحث عن طلاب المدارس لكي يتدربوا معه، الرجل لديه وشم مماثل على معصمه، هل هذه المعلومة مفيدة؟

قال هيركلين بنبرة متحمسة:
هل يمكنكِ أن ترسلِ إليَّ الصورة؟

هزت رأسها وهي تقول:
بالطبع نعم.

رن هاتف هيركلين مع وصول تلك الصورة، اهتزت يده وهو يرى الصورة.

هتفت إيملي بحماس:
هذا هو الرجل نفسه، اليد والأصابع كلها متشابهة، الشامة حول الخنصر موجودة أيضًا.

قال هيركلين:
شكرًا لكِ، سيدة سميث، سوف أغلق الآن.

بمجرد أن أنهى الاتصال، ضغطت إميلي على الدواسة، ولم تتوقف أبدًا حتى وصلوا إلى المكان الذي يعيش فيه صاحب الملهى.

-ماذا تنتظر؟ هيا بينا إلى داخل المنزل.

-ولكن كيف؟ هل سنقتحم المكان؟

ضحكت وهي تقول:
نعم.

وعندما رأت ملامح الاستهجان على وجه، قالت له فورًا:
دائمًا أنسى أنكَ تحب القيام بكل شيء بطريقة قانونية، كفى التزام بالقانون هيرلكين، نحن بحاجة إلى بعض الأدلة.

ربما لديه بعض الملفات عن هذا الرجل ذو الوشم، أو لديه قائمة عملائه في مكان ما، إذا تمكنا من الحصول عليها، فسوف نتمكن من العثور على القاتل، وفي النهاية سنحصل على ترقية.

رد عليها بضيق:
حسنًا، ولكن دعينا أولًا نضع السيارة في مكان بعيد من هنا.

انطلق بالسيارة من جديد، ثم توقف بها خلف الفِنَاء الخلفي، وسار كلاهما عبر الحديقة المتصلة بالباب الخلفي للمنزل، كان المبنى مكونًا من ثلاثة طوابق.

فتحت إميلي الباب باستخدام الأدوات التي تحملها كل فتاة في حقائب اليد فقط، مثل آلة الحلاقة والمبردات ودبابيس الشعر، وكان من السهل بالنسبة لهم الدخول دون أي مشكلات أو ضوضاء.

قال هيركلين:
كل يوم معكِ أكتشف لديكِ موهبة جديدة.

قالت إيملي بصوت خافت:
أخبرتكَ أنكَ ستتعلم أشياء كثيرة إذا بقيت بجانبي، أذهب أنتَ من هنا، وأنا من هنا.

سلكا هيركلين وإيملي مسارات منفصلة بعد ذلك، متبعين مسار المطبخ الذي يفتح على منطقة المعيشة التي تربط الطابق الثاني عبر مجموعة من السلالم التي ترتفع أقصى الجدار.

بالطبع، المكاتب ليست في الطوابق الأولى، فهي في العادة مكان لا يتجمع فيه الكثير من الناس، لذا أتبع هيركلين الطريق إلى الطابق الثاني.

لا توجد أضواء، كل ما استطاع رؤيته من خلال المصباح اليدوي هو وجود أكثر من ثلاث غرف، كلهم يبدون متشابهين، متطابقين، وعندما فتح الغرفة لم يجد شيئاً، ثم هبط إلى الطابق الأول من جديد، فوجد إيملي في انتظاره.

عندما رأته أمامه قالت على الفور:
انظر هناك.

كانت تشير إلى صورة كبير معلقة على الجدار، كان الرجل يقف بجوار امرأة ترتدي فستان زفاف، والأيادي متشابكة، وكان هناك وشم على ذراع الرجل مثل وشم رجل الملهى.

هتف هيركلين يصدمة:
اللعنة.

قالت إيملي بنبرة متحمسة:
صاحب الملهى، لم يكن يدير أي عملاء غير شرعيين، بل هو من فعل كل هذا؟.

صدمت إيملي عندما رأت صور أخرى له وهي الأحدث، فقالت بغضب:
هو ليس شاب ولكنه رجل عجوز في السن، لا يقل عن خمسين أو أكثر، يقوم بقتل الفتيات الصغيرات، هذا يثير اشمئزازي.

قال هيركلين:
دعينا لا نضيع المزيد من الوقت واقفين هنا، هيا نبحث بسرعة عن أي شيء مفيد لكي نخرج من هذا المكان.

أومأت إيملي برأسها، ثم قالت:
حسنًا، هيا بنا.

ثم بدأ كلاهما في البحث، وفي داخل المكتب الرئيسي.

قالت إيملي بخفوت:
مهلًا، انظر هنا.

كانت هناك حقيبة صغيرة داخل درج المكتب، ويبدو عليها أنها مهمة.

سأل هيركلين:
ماذا بداخل هذه الحقيبة؟

عندما فتحت الحقيبة ورأت ما بالداخل، قالت له على الفور:
عدد من الأسطوانات المدمجة، أعتقد أنها ستكون مهمة

قال لها:
حسنًا، سوف نأخذهم جميعا.

ثم دخلا إلى غرفة أخرى، عندما أصبح هيركلين في الغرفة جذب انتباه تلك المكتبة الضخمة، فقال فورًا:
كيف لهذا المتخلف أن يهتم بالكتب، هذه مكتبة ضخمة للغاية إيملي، أخشى أن يستغرق الأمر وقتًا طويلاً في البحث في هذه الكتب، أذا انفصل كلانا، لذا أنتِ تبدئين من هذا الجانب، وأنا وسأبدأ هنا.

وبدأوا في البحث في الكتب، سحب هيركلين كتاباً فأحدث ضجيجًا غريبًا للغاية، وكاد كل منهم أن يقفز في مكانه، وفجأة تحرك الرف من جانب واحد، ومثل السحر تم فتح ممر سري، تنبعث منه رائحة العفن والغبار والرطوبة.

قالت إيملي:
أوه! ما هذه بحق الجحيم.

همس هيركلين:
أنه مخبأ سري، إذا كنت مجرمًا فهذا سيكون مخبأ سرياً مناسباً.

ثم دخلا كلاهما إلى الداخل، ولم يجدوا أي شيء سوى الأثاث المتهالك.

قال هيركلين بحدة:
لا يوجد شيء هنا، هيا بنا نخرج.

قطع هيركلين كلامه، عندما سمع صوت خطوات تقترب، فقال بهمس:
إيميلي، هناك شخص ما قادم.

خرجوا بسرعة من المخبأ، ثم وضع هيركلين الكتاب مكانه، وقام بجذب إيملي و اختبئوا خلف الخزانة، حتى هدأت الخطى.

قال هيركلين بسرعة:
هيا نخرج من هنا بسرعة.

أخذوا كل ما في وسعهم ووضعوه في حقيبة السيارة، ثم انطلقوا.

وفي داخل منزل هيركلين.

قال هيركلين بحماس:
لقد فعلت شيئًا لمرة واحدة ولم أخطئ به، لا أستطيع أن أصدق أننا فعلنا ذلكَ؟ نحن أقتحمنا منزل، أنا أستحق شراباً.

قالت إيملي:
وأنا أيضًا.

ثم أخذت الحقيبة من هيركلين وجلست على الأريكة، وقالت:
أخشى أن تنفجر أعصابي من شدة الإثارة، نتيجة المعلومات التي سنكتشفها الآن.

تحدث هيركلين:
لا، لا يزال لدينا الكثير من الأشياء علينا القيام بها.

ثم أخذ هيركلين الحقيبة ووضعها على الطاولة في منتصف الغرفة وقال:
لن نفحص محتويات الحقيبة الآن، سأقوم بإعداد بعض القهوة أولًا، ثم أحضر جهاز الحاسوب المحمول الخاص بي، إذا كنتِ تريدِ تغيير ملابسك، يمكنك استعارة بعض ملابسي، كل شيء موجود في الغرفة.

وهو يتحدث أشار إلى المكان الذي توجد به حزينة ملابسه، ثم أكمل قائلًا:
قد تكون الملابس كبيرة عليكِ بعض الشيء عليكِ، لكن هذا كل ما يمكنني تقديمه لكِ.

-شكرًا، كنت بحاجة إلى تغيير ملابسي.

ثم نهضت من على الأريكة، وقالت:
أنا أحتاج إلى اثنين من قهوة الإسبريسو، سأحتاجهم الليلة وبشدة.

غير هيركلين ملابسه، وارتدى بيجامة مخططة باللون الأزرق وتوجه إلى المطبخ ليعد فنجانين من القهوة.

أخذ نفسًا عميقًا قبل أن يتجه إلى المطبخ، وقال لنفسه:
"أعلم أنها ستكون فوضى عارمة، وأعلم أنني سأصاب بسكتة دماغية طفيفة؛ بسبب جيري، فهو أحدث فوضى عارمة في المطبخ في آخر مرة."

-عليكَ أن تسرع هيركلين تنظيف المطبخ، قبل أن تأتي إيملي.

اغمض هيرلكين عينيه ثم دخل المطبخ، وعندما فتح عينيه وجد المطبخ نظيفًا، وكل شيء مستقر في مكانه.

وقال بخفوت:
هل قام جيري بتنظيفه؟ مستحيل، ولكني سوف أسأله لاحقًا ولن أجعل هذا يمر بسهولة، الآن قم بإعداد القهوة قبل أن تأتي إيملي.

ماذا تفعل؟ قفز تقريبًا من مكانه عندما سمع صوتها، التفت لمواجهتها ورآها، نظر إليها بتمعن، نظر إلى خدها المحمر، كان يبدو عليها عدم الراحة وهي ترتدي ملابسه.

سألته وهي تنظر إلى نفسها:
لماذا أنتَ صامت هكذا؟ هل أبدو مضحكة في هذه الملابس؟

قال لها بنبرة رقيقة:
البيجامة تناسبك، يجب أن تجربي المزيد من الألوان.

-حقًا؟

-نعم، تفضلي قهوتك.

أعطها الكأس، وقبل أن يتكلم تفاجئ بجرس الباب.

قال هيركلين:
من الذي يرن جرس الباب، في هذا الوقت؟

سألت إيملي:
هل هي الشرطة أم صاحب المنزل الذي قمنا باقتحامه.

أعاد كوب القهوة مكانه، ثم قال بنبرة متوترة:
لا أعلم، سأذهب لمعرفة من الطارق.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي