الفصل الثالث والعشرون العودة إلى العمل

هيركلين لم يكن قادرًا على تجاهل الشكوك التي تسللت إلى عقله بخصوص والده، قال مغيرًا الحِوَار بينهم:
هل أعترف روبي بأسماء هؤلاء الرجال الآخرين، المشتركين معه في جرائم القتل؟

ابتسمت إيملي وهي تقول له:
حتى الآن لم يقل كلمة واحدة بخصوص شركائه أثناء الاستجواب، هو سوف يعترف قريبًا، إنها مجرد مسألة وقت،

هيركلين كان يشعر بالقلق والاستياء من ابتسامة إيملي، حاول أن يحافظ على هدوئه وهو يقول:
لكن لا يمكننا الانتظار طويلاً، يجب علينا العثور على أي معلومات قد تساعدنا على القبض عليهم، قبل أن يتمكنوا من مساعدة القائد على الهرب، أو قتله، جميع الاحتمالات واردة.

إيملي أبقت على ابتسامتها وهي ترد عليه:
لا تقلق، القائد تحت الحراسة المشددة، ولا يستطيع أي شخص الاقتراب منه.

قال هيركلين:
رأسي سينفجر من كثرة التفكير، أحتاج مشروبًا.

قالت له إيملي:
سأقوم بإعداد مشروب لكلانا.

أعدت إيملي المشروب وعندما أعطته إلى هيركلين، طوت ذراعيها، ثم قالت له:
لقد كنت على حق في كلامي لكَ، أنتَ لن تستعيد وظيفتك لمجرد أنه طُرد من وظيفته، أليس كذلك؟

-نعم، كنت على حق، أنا أحتاج إلى مشروب آخر، أحتاج إلى نسيان أنني أصبحت عاطلاً من العمل.

قالت له إيملي:
هل لديكَ خطط في الوقت الراهن؟ هل ستعود إلى نيويورك؟

هيركلين نظر إلى إيملي بتفكير عميق، ثم أجاب بصوت هادئ:
لا أعتقد أنني سأعود إلى نيويورك في الوقت القريب، هناك الكثير من الأمور التي يجب عليَّ القيام به، وأهمها العثور على قاتل ستيلا.

سألته ستيلا بفضول:
وما هي خطتك لكي تعثر عليه، وأنتَ لا تملك أي معلومات عنه؟

زينت وجه ابتسامة باهتة وهو يقول لها:
هل تعتقدِ بأنني سأشارك خطتي مع محقق شرطة؟

تلقت إيملي مكالمة مفاجئة من القسم، فغادرت في الحال، مما أثار توتر هيركلين وأدى إلى شعوره بالغيرة، فهو مختبئ كالفأر وعاطل من العمل.

هيركلين حاول بجدية تهدئة مشاعره الغاضبة والغيرة التي كان يشعر بها، وبعد لحظات من التفكير، وجد أن تصفح الأخبار على هاتفه ستكون وسيلة جيدة لتشتيت انتباهه عن شعوره بالغيرة، لكنه سرعان ما عرف أن الأمور كانت تسير في صالحه بسرعة رهيبة.

هتف هيركلين عندما رأى هذا المقطع:
يا إلهي.

كان الناس يتجمعون في الشوارع ويرددون شعار عودة هيركلين إلى عمله، كانت مفاجأة بالنسبة له رؤية هذا الكم من الدعم والتضامن من قبل ناس لا يعرفهم، جعله هذا يشعر بأنه ليس وحده في هذا العالم.

وعندما فتح الرسائل التي لديه على الهاتف، وجد العديد من رسائل الدعم المرسلة إليه، كل هذا جعله يشعر بالسعادة، ونسي تمامًا إحساسه بالغيرة والوحدة.

قال هيركلين لنفسه بابتسامة منتصرة:
النتائج المترتبة على المقاطع التي قمت بنشرها، أظهرت أهمية التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي، كوسيلة دعم فعالة من الناس.

أنا الآن أكثر من بطل، بعد أن عرف الناس كيف تسللت إلى منزل الكابتن، وخاطرت بحياتي للوصول إلى الحقيقة وإحضارها إليهم.

صمت للحظات ثم قال:
ما الذي سوف تفعله الآن، هيركلين؟

كان يتكلم ويرد على نفسه:
سأقوم بإنشاء مقطع فيديو وتحميله على الإنترنت، فيديو أتكلم فيه عن كل الأحداث التي حدثت منذ ليلة اعتقالي في منتصف الليل، حتى اليوم.

الناس عاطفيون للغاية وهذا سيكون في مصلحتي، مادام أنني لن أضر أي شخص، فلا ضرر من الاستمرار في نشر الفيديوهات وتسريب بعض الأخبار.

بعد عدة ساعات لاحقة، كان هيركلين يستعد للنوم عندما رن هاتفه، من الرَّقْم الذي لا يعرفه سوى عدة أشخاص، الرَّقْم كان غير معروف.

قال بنبرة متعبة:
كيف علم هذا الشخص، برقمي هذا؟

انتظر هيركلين حتى تنتهي المكالمة من تلقاء نفسها، وذهب إلى الفراش، لكن الهاتف لم يتوقف عن الرنين ولا الاهتزاز.

رد هيركلين على الاتصال بنبرة غاضبة:
من المتصل؟

قال الشخص على الطرف الآخر:
لم تصنف أبدًا على أنك جبان أيها المحقق، أنه أنت من وراء الأخبار الحالية.

سأل هيركلين بانفعال:
من أنتَ؟ وكيف لديكَ رقمي؟

قال له الشخص على الطرف الآخر:
من العدل بالنسبة لي أن أحتفظ بتفاصيل الإتصال بالمحققين الذين يعملون لدي على هاتفي.

أخذ هيركلين بعض الوقت لكي يستوعب ما قاله هذا الشخص، جلس فورًا على الفراش، وهو يقول بسرعة:
من؟

-أنا لينكولن، ولكنني لست أبراهام لينكولن.

ضحك على نكتته، وهو يكمل قائلًا:
أنا لينكولن سترز، الكابتن المعين حديثًا والشخص الوحيد المسؤول عن التحقيق في قضية القاتل المتسلسل.

هيركلين بنبرة مصدومة:
هل هذه المكالمة مزحه؟

-هل يجب أن تكون المكالمة رسمية، لكي تصدق أنها ليست مزحه.

-لا، كنت أقصد.

قاطعه لينكولن:
أمامك ليلة كاملة لمعرفة ما إذا كانت هذه المكالمة مزحة أم لا، وعندما تكتشف ذلك، قابلني غدًا في قسم المحققين، وأيضًا، سيكون شريكك القديم هو شريكك الجديد.

وقبل أن يتمكن هيركلين من قول كلمة أخرى، انتهت المكالمة بينهم.

هتف ببهجة وهو يضرب رأسه في الوسادة:
أنا فقط أتخيل الأشياء، أنا أكيد في حالة سكر؛ بسبب هذا الكأس الذي شربته منذ قليل.

في صباح اليوم التالي، اتصل هيركلين بأمه.

ردت عليه في الحال:
لماذا لا ترد على مكالمتي؟ لقد خفت أن يكون أصابكَ مكروه.

ابتسم هيركلين وهو يقول:
أنا بخير أمي، وبصحة جيدة، لدي أخبار جيدة لكِ.

قالت الأم فورًا:
هل وجدت قاتل ستيلا؟

شعر بالألم لمجرد ذكر اسمها، رد عليه وهو يتنهد:
لا، ولكني عدت إلى وظيفتي.

قالت له:
مبارك لكَ العودة إلى العمل.

لم يبد على صوتها السعادة، فقال لها:
سوف أجد القاتل أمي، تأكدي من هذا، سأجعل ستيلا ترتاح في قبرها.

-اعتني بنفسك جيدًا، ولا تعرض حياتك للخطر.

-سأفعل أمي، إلى اللقاء.

-إلى اللقاء.

أخذ هيركلين يفكر في أمه، الجميع يقول إنها امرأة ضعيفة، بل إنه أقوى شخص رآه في حياته.

ثم قال لنفسه:
لا داعي للقلق بشأن جيري، أمي لن تتركه أبًدا، إنها تجمع الأسرة معًا بمخالبها، أعلم أيضًا أنني لا أستطيع أن أكون هناك الآن، ولا أستطيع أن أريحهم، اثنان منهم يشعرون أنني المسؤول عن مقتل ستيلا المأساوي، سأنتقم لكِ ستيلا.

نهض هيركلين من مكانه واتجه إلى خزينة ملابسه، وهو يرتدي ملابسه، أخذ يدندن بكلمات أغنيته المفضلة، وأخذ يشاهد الأخبار، ويقرأ خبر عودته مرة أخرى إلى قسم المحققين.

حدث هيركلين نفسه أمام المرآة:
أعلم أن الدائرة أجبرت على هذا القرار، وتم إعادة تعييني فقط لإخماد الرأي العام قليلاً، لقد نجح الأمر.

شعر هيركلين بالقلق عندما وصل إلى قسم التحقيق، الدقات العالية التي أحدثها حذاؤه رنت في عقله بشكل مخيف، أسرع الخطى على السلالم المؤدية إلى مكتبه.

حاول هيركلين بكل ما أوتي من قوة أن يتجنب النظر حوله، وعدم القيام بأي إتصال بصري، عندما لاحظ أن الجميع ينظرون إليه.

قال لنفسه:
"يا إلهي، لماذا الجميع ينظرون إليَّ بتلكَ الطريقة."

ذلك الأمر زاد حالة القلق التي كان يشعر بها، لم يكن هيركلين يعرف ما الذي يحدث؟ وكان يحاول جاهداً معرفة ما إذا كانت هذه النظرات تعني شيئًا جيدًا أم سيئ.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي