يقين عاشق

شيرى`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2024-04-06ضع على الرف
  • 40.1K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

مقدمة
أنتِ الروح التي أسكنني الله إليها ، فإطمئن قلبي لتلك الروح التي تسكن روحي، أشتاق لرؤياكي وإن كنتِ بجانبي ، فرؤياكي تمر علي قلبي قبل عيني ، جمعني الله بكِ في دنياي كي تنيري قلبي وروحي وعسي أن يجمعني بكِ في جنةٍ تشبه عينيكي.
فى أحد أحياء القاهرة القديمة كانت الشمس تُعلن بداية يوم جديد.
فى منزل بسيط ومرتب مثل ساكنيه كانت فريدة شاردة بعض الشئ تلك السيدة التى تمتلك من العمر ما ينهاز الأربعين كانت شاردة وحزينة تفكر بما مضى
" منذ خمس وعشرون عاماً"
كان ينظر إليها عمر بسخرية
- خلصتى تمثيل إمسحى دموعك يا آمال
- تمثيل !! إنت غشاش ضحكت عليا ياريتنى سمعت كلام أهلى لما قالولى إنك طمعان فيا يا شحات يا زبالة
- هههههههه شوف مين فينا اللى بقى شحات دلوقتى ، خلاصة الكلام ولادى هاخدهم وبلاش ألبسك بلوة وأخدهم غصب خليها بالرضا أحسن يا فريدة
كانت فريدة تبكى بشدة وقهر هل سيأخذ أولادها بهذه السهولة
- حرام عليك كمان عايز تاخد منى ولادى إتقى الله يا مفترى
- خلاص إنتِ صعبتى عليا بما إنهم توأم ف قسمة العدل يا بنت الحلال إنتِ واحد وأنا واحد أنا هاخد يونس وإنتِ خدى يامن أظن كدا عدانى العيب
- حسبى الله ونعم الوكيل
" عودة إلى الوقت الحالى"
كانت فريدة ترددها دائما
- حسبى الله ونعم الوكيل فيك
كان ينظر إليها يامن هذا الشاب الذى يمتلك من العمر خمس وعشرون عاماً خريج كلية هندسة قسم التصميم والديكور يعشق الرسم بشدة ، طويل البنية وجسده منسق عينيه خضراء قاتم وشعره أسود مرتب كشخصيته تماماً هادئ إلى حدٍ كبير حتى أنك تظنه لا يغضب أبداً
- مالك يا ماما بتحسبنى على مين كدا على الصبح
- واحد ربنا ينتقم منه ، هاقوم إحضر الفطار أخوك صحى ولا لسه
- لسه هدخل أصحيه أهو

ذهب يامن الغرفة مجددا كى يوقظ يوسف أخيه الصغير الذى يمتلك من العمر إثنى وعشرون عاماً فى السنة الأخيرة من كلية الطب البشرى
- يا يوسف قوم يا بنى مش عندك محاضرات ولا إيه دنيتك
نهض يوسف بفزع ينظر إلى الساعة بجانبه حتى لا يتأخر على دوامه
- يا نهار مش فايت عندى النهاردة عملى وسع كدا خلينى ألبس عشان ألحق

- براحة بس إغسل وشك الأول كدا
- تصدق المفروض فعلاً الأول أغسل وشى فاتتنى دى
- فاتتك ده إنت مقرف هى دى حاجة تتنسى
- الله يسامحك مش هارد عليك عالفكرة

فى أحد أحياء القاهرة الراقية كان الجميع ملتف حول سفرة الطعام فى قصر عمر وصفى.
كان عمر يترأس السفرة هيئته لم تتغير مطلقاً يتمتع بجاذبيته وجسده الممشوق الذى لا يعطيه سنه مطلقاً وكان على يمينه إبنه يونس هذا الشاب الذى يمتلك من العمر خمس وعشرين عاماً خريج كلية الحقوق يمتلك مكتب كبير يزاول فيه مهنته طويل البنية عصبى إلى حدٍ كبير لا يبتسم إلا قليلاً عينيه كسواد الليل القاتم وشعره مرتب فهو يكره الفوضى والإهمال.
وعلى يساره تجلس سيدة تظنها خرجت للتو من عصر فيكتورى كأنها لوحة فنية ملكة متوجة من يراها يظن ذلك تمتلك من العمر أربعين عاماً ، تجلس بجانبها إبنتها ملك تلك الفتاة التى ورثت جمالها عن والدتها تمتلك من العمر واحد وعشرون عاماً خريجة كلية التجارة تعمل بقسم المحاسبات بشركة والدها .
نظر عمر إلى ولده وتمنى لو أنه أخذ الإثنين يشتاق إلى ضم ولده الآخر والحنو عليه ، هل هو بخير ؟ ينعم مثلما ينعم أخيه أم أن الفقر أسقطه.
يفكر ماذا لو أخبر يونس بأنه يمتلك أخ ووالدته مازالت على قيد الحياة ، هل سيتقبل ذلك أم سيغضب .
لاحظ يونس شرود والده فى ملامحه وقرر قطع الصمت هذا
- مالك يا بابا فيه إيه حصل مشاكل فى الشركة عندك ولا إيه
- لا يا حبيبى مفيش مشاكل ف الشغل ولا حاجة أنا همشى عشان عندى إجتماع سلام
رحل عمر تحت نظرات الجميع المتعجبة.

كان يونس يستعد للذهاب إلى عمله ولكن إستوقفته سارة تلك الفتاة التى تجعله يخرج عن شعوره يبغضها بشدة لإنها تافهة وطفلة.
نظرت إليه سارة بهيام لطالما كان يونس فتى أحلامها الذى تعشقه بجنون
- أنا آسفة يا يونس
نظر إليه بنفاذ صبر
- حصل خير وسعى كدا بقى خلينى أمشى عشان متأخر
- طيب ما توصلنى فى طريقك
- متأخر مرة تانية سلام
تركها يونس دون أن ينتظر ردها
- باردة ومستفزة
هكذا كان يردد يونس فهو لا يرغب فى رؤيتها مطلقاً ولكنها تعترض طريقه كل يوم ظناً منه أنه لا يفهم مشاعرها هو يعلم بعشقها ، ولكن ماذا لو لم يبادلها نفس الشعور ؟هل يرغم نفسه على ذلك؟ بالتأكيد لا.
كانت سارة تنظر إلى أثره وتبتسم يكفى أن تبدأ يومها بالحديث معه لا تبالى بشأن معاملته الجافة فهى تعلم أنه سيأتى اليوم الذى يخبرها به أنه يعشقها بجنون .

فى شركة للأعمال الهندسية كان يجلس شاب فى العقد الثانى من عمره وسيم بشدة يتحدث فى الهاتف
- طبعاً يا حياتى هقابلك النهاردة إستنينى ، بقولك إيه هقفل دلوقتى بقى عشان الشغل
نظر إليه يامن فاقد الأمل أن يتغير
- هتفضل طول عمرك كدا
قهقه إلياس وهو ينظر إليه
- دى نعمة واللى يكرهها يعمى
- طب ما تتجوز وريحنا يا عم
- لما يبقى قدامك موز ومانجا وفروالة وبرتقال تقطف من كل شجرة نوع إيه اللى يخليك تتدبس ف البرتقال طول عمرك
- تصدق وجهة نظر هفكر فيها المهم عرفت الصفقة الجاية مع مين أصل المدير بيقول واحد تقيل
- مش عارف ربنا يستر بقى مش يلا على الإجتماع فاضل خمس دقايق
- يلا يا عم
فى غرفة الإجتماعات
كان رئيس مجلس الإدارة يترأس الطاولة
- طبعاً إنتم عارفين إن الشركة تطورت فى وقت بسيط وقدرت تكسح شركات كتير والشغل بقى أكتر بس اللى هيحصل بعد كدا إننا مش هناخد غير شغل تقيل من ناس ليها وزنها وشركات كبيرة والعميل اللى هنشتغله المرة دى غير أى حد هينقل الشركة نقلة تانية ، أكفأ المهندسين هما اللى هيمسكوا الشغل ده هيبقى تحت إدراتهم
وطبعا كلنا عارفين إن المهندس إلياس ويامن هما أكفأ إتنين ممكن الشركة تعتمد عليهم فى الشغل ده والعميل طلب مقابلتهم
نظر إليه يامن بفرحة فهو عاشق لعمله
- إسمه إيه العميل ده يا سيادة المدير
نظر إليه المدير بإبتسامة عريضة
- عمر وصفى غنى عن التعريف طبعاً
نظر إليه يامن بتعجب قائلاً
-غنى عن التعريف إزاى أنا أول مرة أسمع إسمه من حضرتك دلوقتى
نظر إيه طارق "مدير الشركة" بمرح
- إهدى على نفسك شوية لسه مكملتش كلامى ، عمر وصفى لسه راجع هو وعيلته وشغله من لندن ونهى شغله هناك وهيبدأ هنا مع الشركة دى عمر وصفى مش مجرد عميل يا مهندسين ليه نصف أسهم الشركة دى أتمنى يكون كلامى إتفهم بشكل كويس حد عنده أى إستفسارات ، الإجتماع إنتهى كل واحد على شغله
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/ شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي