الفصل الواحد والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

فى الإسكندرية وصلت عائلة مصطفى منصور الخلفاوى إلى المقابر أصعب موقف يحدث كل عام اللحظة التى لا يشتهيها الجميع كانت فريدة تنظر إلى القبر وإلى إسم إبنتها المحفور أعلاه وإنهارت فى البكاء كذالك يوسف يبكى على توأمه بقلبه قبل عينه قلبه ينزف على فراقها يلتمس العذر ليامن لأنه لا يأتى هو لم يراها تلفظ أنفاسها الأخيرة ويقدم قدم ويأخر الآخرى فى المجئ لزيارة القبر ما بالك بيامن ماذا يشعر الآن ؟ قتل نادر بيديه وماتت هى بأحضانه .
بينما مصطفى ينظر للقبر بثبات لا يصدق أن إبنته الوحيدة فارقت الحياة وبهذه الطريقة تلك البريئة قلبه ينزف على رحيلها آآه لو كانت بينهم الآن ولكن قدر الله وما شاء فعل .




فى جامعة القاهرة وفى كلية الطب بالأخص كانت سارة شاردة فيما حدث كأنها ترى شخصاً آخر غير الوجه اللطيف الذى كانت تراه حتى أنها لم تلاحظ وجود ندى .
تعجبت ندى من شرودها هذا فهزتها بعنف قائلة :
- يا بنتى مالك كدا سرحانة ف إيه
إبتسمت سارة قائلة :
- دماغى مليانة بس شوية وبفكر يعنى يونس هيجى يتقدم إمتى المفروض إنه كسب القضية إمبارح يعنى المفروض فى خلال الإسبوع ده
قامت ندى بإحتضانها بشدة
- يا حياتى مبارك يا عيونى
إبتسمت سارة وأومأت رأسها فتعجبت ندى
- مالك مش عجبانى يا سارة فيه حاجة حصلت
تنفست سارة بعمق
- مش عارفة يا ندى كل ما أحس إن يونس هيجى يتقدم بخاف بحبه ويمكن بعشقه كمان بس هو مش بيخاف على مشاعرى خالص بحس إنى إتخطيت مرحلة مش فارقة معاه دى بحس إنه مش بيبقى حابب أتكلم أصلاً تخيلت لحظة إنى أبقى متجوزاه ويبقى معايا كدا طول العمر هعيش إزاى هفضل أحبه بس مش هبقى سعيدة
- والله يا سارة مش عارفة لإنى مشوفتوش قبل كدا عشان أحكم عليه لكن الحب لو من طرف واحد بتبقى علاقة فاشلة هتفضلى تضحى وتتحملى من غير أى مقابل ، فكرى كويس يا سارة عشان خاطر نفسك




كان يامن فى غرفته يقوم بنزع الزجاج العالق فى يديه ثم قام بتطهير هذا الجرح العميق وتعقيمه فدخل يونس الغرفة ولا يعلم بماذا سيتحدث مع شقيقه ؟
- يامن إنت كويس
تحدث يامن بنبرة منخفضة فنبرة صوته متعبة من أثر البكاء والصراخ
- كويس
ربت يونس على كتف شقيقه وتحدث بلطف
- حقك عليا يا يامن والله بابا بس كان خايف عليك وعلى مستقبلك بس أنا طمنته
أومأ يامن رأسه ووضع رأسه على كتف شقيقه لعله يرتاح قليلاً
- الله يرحمها يا يامن إدعيلها عشان ترتاح ريحها يا حبيبى كفاية اللى حصلها
وهنا أجهش يامن فى البكاء مرة أخرى
- كفاية اللى حصلها الله يرحمها أنا تعبان أووى يا يونس تعبان
- إنت حاصر نفسك عند اللحظة دى لازم تتخطى اللى حصل وتزروها وتقتنع باللى حصل أكيد هتبقى واخدة على خاطرها إنك مش بتزورها يكفى إنك ريحتها وجبتلها حقها وقتلته وبقت مرتاحة فى قبرها وممكن بدل ما كل ما تفتكرها وتتخنق وتعيط إنك تدعيلها ، تقرأ قرآن على روحها ، تتصدق على روحها ، تجيب هدايا للأيتام وتبقى صدقة على روحها بدل ده لازم تخرج من الذكرى دى يا حبيبى
كان حديث يونس مقنع وصحيح بالنسبة ليامن فقرر أن يتصدق على روحها لعله يستريح
فأكمل يونس حديثه قائلاً :
- وبالنسبة لطليقتك دى ربنا هيعوضك خير
إبتسم بألم :
- فيروز كانت الحلم اللى مش من حقى فاكر أخر كلامها قالتلى أنا بكرهك حقها قتلت أخوها قصاد عينيها ومش هكذب عليك وأقولك إنها ف بالى بالعكس نسيتها تماماً وعارف إنى هقابل اللى تنسيني كل ده
- صح كدا إنت صح والله بابا زعلان عليك جداً مكنش يقصد يوصلك للحالة دى متعرفش هو بيحبك أد إيه يا يامن والله متعرفش ده موصينا محدش يزعلك مهما قولت
تنهد بتعب
- وجعنى كلامه وجعنى طلعنى وحش قصاد الكل ده أنا اللى قاهرنى إن المحضر مقفول على إنى قتلتهم الإتنين
- أنا هظبط كل ده وهغيره متيشلش هم خالص
أومأ يامن رأسه وإحتضن أخيه بشدة
كان يونس يشعر بأنه هو الذى يحتاج هذا العناق وليس يامن ، بينما كان عمر يراقبهم من بعيد إرتاح قلبه لرؤيتهم هكذا.




- يعنى هتعملى إيه يا ندى محتاجة فلوس أد إيه طيب متشغليش بالك إحنا واحد
- لا با سارة هدور على شقى تانية تكون أريح فى الإيجار أهلى بيشتكوا من المصاريف خالص الله يكون ف عونهم
- بردوا لو إحتاجتى حاجة كلمينى
أومأت ندى رأسها ورحلت كى تبحث عن مكان .




كانت قدر لا تعلم ماذا تفعل ؟ فصاحب المنزل أخبرها أن الإيجار تضاعف بدلاً من ١٠٠٠ أصبح ٢٠٠٠ جنية وإلا ترحل من هنا كانت تسير وهى شاردة فإصتدمت فى فتاة فتحدثت بغضب
- وجعتيلى كتفى مش تحاسبى
شعرت ندى بالإحراج
- والله مكنش قصدى بس معرفش حد هنا أعذرينى آسفة والله
كانت قدر تضع يدها على كتفها بألم
- ولا يهمك ، إنتِ جاية لحد هنا أساعدك
- ياريت بدور على شقة يكون إيجارها بسيط كدا متعرفيش فين بواب العمارة اللى كنت ساكنة فيها قالى إن المنطقة دى الإيجار فيها بيبقى بسيط شوية
وضعت قدر يدها على رأسها بمعنى جاءت فى رأسها فكرة فتحدثت قائلة :
- والله أنا كمان بشتكى من الإيجار هو إنتِ معاكِ حد
- لا لوحدى أصل أهلى مش من هنا أنا بس عشان دراستى
تنفست قدر الصعداء وأخذتها معها إلى الشقة التى تمكث بها
- إيه رأيك فى الشقة دى
تهللت أساريرها وتحدثت بحماس
- حلوة أووى ونضيفة ودى سعرها يطلع كام
أجابتها قدر قائلة :
- ب ٢٠٠٠ جنية فى الشهر
- يا خسارة طيب مفيش حاجة أقل أى مكان مش هتفرق
أجلستها قدر وتحدثت قائلة :
- بصى الشقة دى بتاعتى وإيجارها رفع وأنا مبقتش قادرة أدفعه عندك مشكلة لو قعدنا سوا وقسمنا الإيجار أنا محامية عالفكرة بس ماليش حد عايشة لوحدى فإيه رأيك نونس بعض نقسم الإيجار والأكل والشرب موافقة
شعرت ندى بأن هذا هو الحل الوحيد أمامها ويبدو على قدر أنها مثقفة ولا بأس أن تستأنس بها فإبتسمت قائلة :
- موافقة فكرة كويسة فعلا وأهو نونس بعض
شعرت قدر بالسعادة فأخيراً قد إنحلت مشكلتها .
قامت ندى بتفريغ حقيبتها وشعرت بالراحة فى هذا المكان .



كان يامن قد إنتهى من صلاته ومن الدعاء إليها وجلس يقرأ فى المصحف على روحها ثم بعدها قام بمهاتفة يوسف ولكن لا يوجد رد





فى السيارة كانت كلاً من فريدة ويوسف يشعرون بالذعر
- يعنى إيه يا بابا مفيش فرامل
شعر مصطفى بالخوف على زوجته وإبنه
- زى ما بقولك كدا نطوا من العربية بسرعة يلا يا يوسف مفيش وقت
كانت فريدة تبكى بهيستيرية ثم أتت سيارة نقل وقامت بصدم السيارة وإنقلبت قبل أن يهبطوا منها


كان يامن يشعر بالقلق فلا أحداً منهم يجيب إلا أن سمع صوت لا يعرفه أبداً
- إنت مين صاحب الفون ده فين
- لو حضرتك تعرف صاحب التليفون ده هو عمل حادثة ومعاه ست كبيرة وراجل كبير واخدينهم على مستشفى (....)
يتبع ..
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى /شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي