الفصل الثامن عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
"تلتفت أحياناً لتلقى نظرة على ماضيك فتكتشف أنك خرجت حياً من مذبحة "
ذهب يامن إلى منزل والده قلبه لم يحتمل رؤيتهم وهم يستعدون لزيارة قبرها سقطت دمعة من مقلتيه ثم نظر إلى يديه التى حملتها للمشفى
" فلاش باك "
كان يامن فى طريقه للمنزل فوجد فتاة ملقاة أمام المنزل شعر بأن قلبه سيخرج من موضعه إقترب وهو خائف فوجدها شقيقته هرول إليها وتحدث بخوف والدموع تهبط من عينيه كالشلال
- يسر حبيبتى إيه اللى حصلك يسر ردى عليا
ثم أجهش فى البكاء عالياً
فأمسكت بيده وتحدثت بوهن وتعب كان الصوت يخرج بصعوبة
- يامن ..جبلى.. حقى ..نادر ..أخو.. فيروز ..هو ..اللى عمل.. كدا أوعدنى
كان لا يتوقف عن البكاء فأغمضت عينيها وفارقت الحياة كان يهز فيها بعنف ويصرخ
- يسر قومى متغمضيش عينيكِ يسر متسبنيش يسر
إجتمع الناس من حوله وهبطت والدته ووالده ويوسف من أعلى شعروا بالصدمة كانت فريدة تضرب وجهها بيدها وتبكى
- بنتى حصلك إيه قومى يا يسر متقهرنيش عليكِ يا بنتى قومى
ثم سقط مصطفى مغشياً عليه فحمله يوسف وهو يبكى وقلبه منفطراً على شقيقته منظر الدماء التى تحيط جسدها من كل جانب تجعل قلبه ينزف
قاموا بأخذها إلى المشفى فالتقرير الطبى أثبت أنها تعرضت للإغتصاب الوحشى والضرب المبرح وهذا أدى نزيف حاد فى المخ والرحم حيث أنه قام بضربها على رأسها عدة مرات ثم حملها فى سيارته وألقاها أمام المنزل ورحل .
- البقاء لله إحنا بلغنا باللى حصل والشرطة جاية دى جريمة لا يمكن السكوت عنها إتعرضت للإغتصاب والضرب العنيف وحصل نتيجةً لده نزيف حاد فى المخ وتهتك فى جدران الرحم أدى للنزيف بردوا
إنهارت فريدة وكانت تصرخ بلا توقف بينما يامن تحجرت الدموع فى عينيه وتذكر حديثها الأخير

"يامن ..جبلى.. حقى ..نادر ..أخو.. فيروز ..هو ..اللى عمل.. كدا أوعدنى "
أتت الشرطة وعلمت ما حدث فتحدثوا إلى يامن فهو الوحيد الذى يبدو عليه الهدوء
- إنتم شاكين فى حد
نظر إليه يامن وتحدث بلهجة تملأها الكسرة
- عايز من سيادتك إذن نيابة إنى أخد حقها إحنا صعايدة وده شرفنا اللى ضاع على إيد واحد كلب
تفهم الشرطى الموقف وقص عليه يامن ما حدث فتحرى الشرطى عن القصة وعلم أن يامن لا يكذب فالكاميرات التى أمام المنزل أظهرت وجه نادر ورقم سيارته وهو يلقى يسر أمام المنزل.
- أنا عملت تحريات وتأكدت من كلامك وده إذن نيابة لو ماخدتش حقها فى خلال ٢٤ ساعة من دلوقتى هتتحاكم
أمسكت فريدة بيده
- بالله عليك يا بنى مش حمل خسارتك إنت كمان قلبى واجعنى على بنتى طالما عرفوا سيبهم يعدموه
نظر مصطفى إلى يامن وتحدث قائلاً :
- شرف أختك اللى ضاع ده نارى مش هتنطفى إلا لو أخدنا حقنا بإيدينا من الكلب ده متنساش إنه دين فى رقبتك

أومأ يامن رأسه وذهب إلى خارج المشفى تنفس بعمق حتى يبدو صوته هادئ .
قام بمهاتفة فيروز خطيبته وتم عقد القران بينهم وتكون شقيقة نادر هاتفها فأجابت على الفور
- يامن وحشتنى مش قولت هتكلمنى لما تروح فينك بقى
أجابها وهو يحاول جاهداً أن يبدو طبيعياً
- حصل بس شوية حاجات كلت دماغى أومال فين نادر فى المرسم ولا رجع
- نادر !! هو مش إنت إتصلت بيه عشان يجيلك هو ويسر المرسم عشان عايزهم
- وهى يسر كانت عندكم بتعمل إيه مقالتش يعنى
شعرت فيروز بالتعجب
- نادر قالى أكلمها تيجى عشان هيفتح معاها موضوع الجواز تانى وقالى إنه كلمك وأخد الإذن منك فكلمتها تيجى تقعد شوية سيبتهم وطلعت وبعدين لقيتهم خرجوا
- وبعدين
- لقيت نادر جاى دلوقتى بسأله عملت إيه قالى هياخد دش ويجى يحكيلى
- طيب ماشى يا فيروز هركن العربية وأكلمك ماشى
- ماشى يا روحى
ذهب يامن مسرعاً إلى منزل فيروز حتى لا يفر نادر فقد أتت الفرصة التى سيأخذ بها الثأر
دق على الباب فإحتضنته بشدة ثم إستفسر عن نادر فأخبرته أنه مازال فى غرفته فإستأذن من والدها أن يصعد إليه
فتح باب الغرفة فوجده يصفف شعره وكأنه لم يقتل روح منذ قليل نظر نادر إليه وشعر بالذعر فإبتسم يامن بسخرية
- خايف من إيه معملتش حساب الوقفة دى ، يا صاحب عمرى
ثم تحدث بغضب قائلاً :
- دخلت بيتنا أكلت معانا فى طبق واحد يا خسيس يا زبالة يا واطى
إبتلع نادر ريقه بصعوبة
- والله بحبها مهوس بيها وهى رفضت حتى تدينى فرصة مقدرتش والله ما كان فى نيتى أعمل كدا مستعد أتجوزها والله بحبها
نظر إليه يامن وسقطت الدموع من مقلتيه وتحدث قائلاً :
- بتحبها ! فتموتها صح
شعر نادر بالصدمة وبكى بيهستيرية
- يا حبيبتى يا يسر أنا السبب أنا السبب والله مكنتش عايز أقتلها والله مكنتش أعرف إن ده كله هيحصل
أخرج يامن سلاح من ملابسه ووجهه إليه
- مش وقت صدمة خلاص ده فات آوانه لإنى مش هسيب حق أختى
توسل نادر إليه قائلاً:
- سامحنى يا يامن والنبى سامحنى والله ما كان فى نيتى إنى أقتلها يسر دى روحى أنا مهووس بيها والله مش مصدق إن ده كله حصل صدقنى
قام يامن بتفريغ كل رصاصات المسدس فى جسد نادر وصعد الجميع على صوت إطلاق النار نظروا إلى جثة نادر بصدمة فتحدث والدها قائلاً وهو يمسك بياقة قميصه :
- ده أنا هوديك فى ستين داهية
هرول كلاً من فيروز ووالدها إلى جثة نادر فجثت على ركبتيها ووضعت رأسه على قدمها وتحدثت بيهيستيرية :
- نادر حبيبى قوم نادر متسبنيش
ثم نظرت إلى يامن وتحدثت وهى تبكى بصراخ
- قتلته ليه عملك إيه حرام عليك إنت مش بنى آدم أنا بكرهك بكرهك
نظر إليها بسخرية وقام بإلقاء المسدس على الأرض ونظر إلى عينيها مباشرةً :
- إنتِ طالق يا فيروز
نظرت إليه ونظرت إلى جثة شقيقها وسقطت مغشياً عليها فهرول والدها الذى كان تحت تأثير الصدمة ينظر إلى جثة ولده الوحيد وإلى إبنته المغشى عليها وصرخ وهو يبكى حتى يأتى أحد وينقذ إبنته
رحل يامن من المنزل وإنهار كلياً على الأرض وأجهش فى البكاء ونظر إلى يده التى حملت جثة شقيقته وقتلت رفيق عمره الذى كان يعتبره أكثر من شقيقه لا يصدق ما حدث وكأنه كابوس يريد أن يستيقظ منه .
صرخ بشدة وهو لا يتوقف عن البكاء لا يحتمل ما حدث موت شقيقته وقتل رفيقه وطلاقه لفيروز خسر كل شئ .
بينما كان يبكى وجد من يربت على كتفه
- وحد الله طيب ربنا كبير تعالى أوصلك شكلك مش كويس خالص
نظر إليه يامن وهو لا يتوقف عن البكاء يبكى بشدة فنظر هو إليه وشعر أن بالتأكيد ما حدث لهذا الشخص ليس قليل ليبكى بهذا الشكل فتحدث قائلاً ليجعله يشعر بالإطمئنان
- أنا إلياس ساكن قريب من هنا إهدى عايزك تهدى مش مستاهلة تعيط بالشكل ده صدقنى
وهنا إنهار يامن وإنفجر كلياً فتحدث بغضب وصراخ وهو يبكى :
- مش مستاهلة فعلاً أختى تموت وأقتل صاحب عمرى وأطلق حبيبتى مش مستاهلة سهلة حاجة عادية متستحقش إنى أنهار بالشكل دى أخدت روحى معاها حاسس إنى مش قادر أتنفس أنا فى كابوس ده كابوس مستحيل ده كله يكون حقيقى مستحيل ، يسر مامتش متسبنيش بالشكل ده كمان نادر ميعملش كدا ميضربنيش فى ضهرى بالشكل ده ده مقلب ، تمثليه
ثم سقط مغشياً عليه فحمله إلياس إلى المشفى
فخرج الطبيب إليهم
- ده إنهيار عصبى محتاج ميتعرضش لأى ضغط نفسى الفترة الجاية هو فاق دلوقتى تقدروا تتطمنوا عليه بس زى ما قولت ميتعرضش لأى ضغط نفسى
دخلوا إلى الغرفة للاطمئنان عليه فإحتضنته والدته بشدة
- يا حبيبى كنت هموت عليك
نظر إلى وجوههم جميعاً
- فين يسر مجتش معاكم ليه
ظل يامن غير متقبل موت يسر عاماً بأكمله حتى أنه إلى هذا اليوم لم يزور قبرها ولو مرة واحدة ، وأغلقت القضية بأنها دفاع عن الشرف وتركوا إ
أسكندرية بأكملها وذهبوا إلى القاهرة حتى ينتهى هذا الكابوس للأبد بكل ذكرياته .
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي