الفصل العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

فى صباح يومٍ جديد كانت عائلة مصطفى منصور الخلفاوى تستعد للذهاب للأسكندرية كان يوسف يبكى بشدة فمفارقة توأمه له أصابته فى مقتل جعلته شخصاً آخر لا يضحك كثيراً حزين وشارد معظم الوقت تمنى لو أنه قتل نادر بدلاً من يامن لهدأ قلبه قليلاً ، ربت مصطفى على كتف يوسف وسافروا إلى الإسكندرية.

إستيقظ يامن من نومه قلبه يؤلمه يشعر بنغزة ترهقه فنهض إلى المرحاض كى يغتسل وإرتدى تيشرت من اللون الأسود وبنطال من اللون الأسود والجاكيت من نفس اللون وصفف شعره وهبط إلى أسفل فوجدهم بإنتظاره عدا يونس كان مكانه فارغ .
كان عمر ينظر إلى يامن ويرى الحزن والإنكسار يملئ عينه كأنه على وشك البكاء  جلس يامن دون أن يتحدث فربت نادية على كتفه
- أعملك شاى بلبن ولا تحب إيه
تحدث بنبرة تملأها التعب
- عايز قهوة سادة مش عايز حاجة فيها سكر خالص هى القهوة وبس 
فدخل يونس إليهم وهو ينفخ بضيق فتحدث عمر قائلاً :
-  رجعت تانى ليه مش كنت رايح تقضى يومين هناك عند مامتك
تحدث يونس بضيق
- لقيت الباب مقفول وعبدالله صاحب القهوة اللى تحت البيت قالى إنهم راحوا إسكندرية
ثم نظر إلى يامن وتحدث قائلاً:
- مقولتش ليه يابنى طيب
تحدث يامن دون أن ينظر إليه
- إنت سألتنى وأنا مقولتش
فجلس يونس بجانبه وتحدث قائلاً:
- فى دى بقى معاك حق ، مالك مش بتاكل ليه
- مستنى القهوة بس مليش نفس
- إممممم طيب هما راحو إسكندرية فجأة ليه
تنفس يامن بعمق وتعب وتحدث قائلاً:
- راحوا يزوروا يسر عشان ..
ثم إبتلع غصة فى حلقه
- النهاردة السنوية بتاعتها
قامت نادية بوضع القهوة أمامه فإرتشف منها ووضعها أمامه
فتناول يونس قطعة من الطعام ونظر إليه وتحدث قائلاً :
- خلص القهوة بتاعتك ونروح بعربيتى أنا وإنت
- لا عايز تروح روح لوحدك
نظر إليه يونس بتعجب وتحدث عمر قائلاً :
- ليه يا بنى روحوا سوا هو يروح لوحده وإنت تروح لوحدك
حك يامن رأسه بنفاذ صبر
- لا أنا مش هاروح خالص إسكندرية هو هيروح براحته
يكلم يوسف وهو هيقابله
عقدت ملك حاجبيها متعجبة:
- بتقول سنويتها مش عايز تروح ليه ، هى ماتت إزاى
حاول يامن أن يتمالك أعصابه وتحدث بهدوء عكس البركان الذى بداخله
- الناس بتموت إزاى يعنى ماتت أمر الله
نظر إليه الجميع بتعجب فتحدث يونس قائلاً :
- طيب أنا مش فاهم إنت مش عايز تروح تزور قبرها ليه ؟
كلمة القبر أوجعت قلبه بشدة فنظر إلى الأسفل قائلاً :
- حابب أحتفظ بالسبب لنفسى أنا مش عايز أورح شئ يرجعلى

  فتحدث والده قائلاً :
- إمبارح ياسين وهو بيغير إسمك لقى إسمك فى الجنائى ومرفوع عليك قضية طلاق لازم أعرف كل حاجة مريت بيها
تحدث يامن بنفاذ صبر قائلاً :
- بعدين حاضر نقعد مع بعض فى لحظة صفا وأحكيلك كل حاجة
نظر إليه عمر بغضب من برود يامن فى الحديث
- هو أنا بقولك إحكيلى عملت إيه فى يومك دى كارثة إبن عمر وصفى إسمه فى الجنائى قتل واحد
كان الجميع ينظر إلى يامن بصدمة فتحدث يونس قائلاً :
- إيه يا بابا الكلام اللى إنت بتقولوا ده ممكن يبقى ياسين غلطان أنا هدور فى الموضوع
كانت سارة تقف على الباب فدخلت ووقفت بجانب ملك فمن الواضح أن الأجواء متوترة
نظر عمر إلى يامن قائلاً :
- من غير ما تدور أكيد أخوك عارف الحقيقة فين يعنى ها يا يامن إيه اللى حصل دلوقتى اللى عرفناه واللى مكتوب فى تقرير النيابة إنك قتلت أختك ونادر عشان غلطوا مع بعض وأخت نادر تبقى مراتك اللى رفعت قضية الطلاق صح ولا غلط
ثم أكمل حديثه بسخرية
- والله أنا شايف كنت تجوزهم أحسن طالما غلطوا والعيب مش على نادر على أختك لو هى كانت حافظت على نفسها
من شدة ضغط يامن على الكوب إنكسر ودخل الزجاج فى يده فنظر يونس إلى شقيقه بصدمة وقلق وأمسك يده فنفض يامن يده بعنف وتحدث لوالده قائلاً بغضب شديد :
- ده اللى فرق طبعاً إبن عمر وصفى إسمه فى الجنائى صح ، بس اللى حابب أوصلهولك إنت وأى حد هنا إن أختى أشرف من الشرف ومش قضية شرف وغلطوا مع بعض هى قضية شرف وقتل وهو إعتدى عليها وقتلها عملها نزيف فى المخ عشان فضل يخبطها على دماغها
ثم أكمل والدموع تهبط بغزارة من عينيه
- واللى حارق قلبى إنى قتلته وريحته كنت المفروض أدوقه كل اللى الوجع اللى هى داقته والإهانة واللى إتعرضتلها ولو رجع الزمن بيا كنت هقتله هو وأبوه وأخته مش كنت هطلقها بس وآه هما عملوا كل ده تزوير فى ملف القضية ويرفعوا قضية طلاق بس عشان الأسهم بتاعته متقعش بس إنت بقى جاى فى أصعب يون فى حياتى وأسوأ ذكرى تعدى عليا وتخليني أحكيلك كل اللى حصل بالتفصيل
ثم تحدث بصراخ والدماء تهبط بغزارة من يديه
- آه إبن عمر وصفى قاتل آه قتلت عرفت كل حاجة إرتحت دلوقتى صح ، ماشوفتش كسرتنا وضعفنا وإحنا بنسمع الدكتور بيقولنا حالتها واللى حصلها كسرة أبويا قدام الظابط وهو بيقولى حقنا إحنا نجيبه ماشوفتش كل ده
تحدث عمر قائلاً :
- وليه مصطفى يلزمك إنت تقتله ليه مش يوسف هو اللى يعمل كدا ، ما طبعاً هيخلى إبنه ليه سابقة زى دى حتى لو قضية شرف لكن إنت عادى ولا هيفرق معاه
تحدث يامن بغضب جحيمى وصراخ
- ومين قالك إنى إتلزمت أجيب حق يسر ، أنا أول واحد شوفت يسر جاى البيت فى منتهى السعادة وألاقى أختى مرمية قصاد البيت غرقانة فى دمها يسر ماتت فى حضنى ماتت وهى بتقولى جيبلى حقى أخر كلامها إنى أجيبلها حقها وإنت بتقول مصطفى لزمني، مش من حقك تتهمه بالطريقة دى نهائى لإنى مش هقبل نهائى ولا هسمحلك تجيب سيرة يسر بأى كلمة مش من حق أى حد يجيب سيرتها أصلاً
كان يونس ينظر لشقيقه بصدمة لا يعرفه هذا ليس يامن وكذالك الجميع
كان عمر يشعر بالندم فتحدث بهدوء قائلاً :
- أنا مكنتش أعرف ده كله إهدى طيب أقعد وإهدى
- كدا إنت عرفت كل حاجة وكلهم عرفوا أتمنى تكونوا كلكم مرتاحين دلوقتى إنبسطت دلوقتى لما بقيت فى نظرهم كلهم قاتل إرتحت يا بابا مقدرتش إن ده مش الوقت المناسب إنى أحكيلك فيه دوست على وجعى بعز ما عندك كسرتنى مش قليل اللى حصلى عشان أحكيه بسهولة كدا طب أقولك اللى ألعن من ده كله نادر ده صاحب عمرى وقتلته كانت سهلة جداً وأنا بسمع إن صاحب عمرى هو اللى عمل كدا فى أختى واللى أسهل منه بقى إنى أسيب البنت الوحيدة اللى حبتها لإن أنا فى نظرها قتلت أخوها وهى بالنسبالى أخت اللى قتل ودبح يسر كانت فعلاً سهلة كان لازم أول ما عرفت إنك أبويا أحكيلك كل ده صح رد عليا
كان الجميع ينظر إليه بشفقة فضحك يامن بهيستيرية:
- إنت معرفتش إنى إبنك خلاص محلولة أنا إبن مصطفى منصور لإن ميشرفكش إن إبن عمر وصفى قاتل صح
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى /شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي