الفصل الثامن

بسم الله الرحمن الرحيم

فى منزل عمر وصفى وبالأخص فى حديقة الفيلا كان الجميع يفكر فيما حدث إنها حقاً كارثة يبحث عنه فى كل مكان ولكن كيف سيخبره أنه والده لا يعلم إلى إن قطع تفكيره حديث رحيم شقيقه
- مش هنفضل قاعدين كدا إبعت ورق المناقصة لسامى خليه يبعت الولد وفى داهية كنوز الدنيا كلها أهم حاجة يرجع لحضننا بقى
كان عمر يعلم أن هذا هو الحل الوحيد فالعنف لم يجدى نفعا بالمرة وتلك المناقصة ضئيلة بالنسبة لأعمالهم الضخمة.
- خد يا يونس إبعته مع السواق وأنا هبعتله اللوكيشن
نفذ يونس ما أمر به والده وكان فى حالة إضطراب رؤية شقيقه فى الفيديو إقتلعت قلبه من موضعه ماذا لو أمامه وجهاً لوجه كان يفكر فى كل شئ كيف سيتصرف معه كيف سيتعامل؟
- هو هيجى على هنا وهيقعد ولا إيه بالظبط يا بابا
- مش عارف يا يونس ردة فعلى هتبقى عاملة إزاى بصراحة سيبها لوقتها

فى منزل منصور الخلفاوى كان مصطفى يجلس فى حديقة القصر يدخن بشراهة وعينيه شديدة الاحمرار من كثرة الغضب كيف لإبنه أن يفعل هذا هناك خطب ما ستنفجر رأسه ، ثم قطع لحظة غضبه تلك هو خروج يوسف
- على فين يا تلفان
لم يقوى يوسف على النظر فى عينيه فتلك الفكرة التى أخذها عنه الجميع جعلته سئ ووقح بنظر الجميع فأحنى رأسه إلى أسفل
-  رايح أدور على يامن
- روح أهى حاجة ليها لزمة عاد أغرب من وشى
رحل يوسف عنه وفى حلقه غصة إبتلعها تجاه هذا الظلم الذى يحدث له

فى شركة s/m كان سامى يجلس على مكتبه وأخبره أحد أفراد الأمن أن هناك شخصاً يريده شخصياً فوافق على الفور بتلك المقابلة.
- قالولى إنك عايز تقابلنى
نظر إليه السائق وأعطاه الورق كما أمره رب عمله
- الباشا باعت لحضرتك ورق المناقصة وبيقولك كدا خالصين خدت حقك وإبعتله حقه
كان سامى فى قمة غضبه لهذه الدرجة يراه قليل حتى يبعث الأوراق له مع السائق نظر إليه بمقت ثم تحدث بسخرية
- قوله نص ساعة ويبقى عندك قدام القصر
- حاضر بعد إذنك يا سامى بيه
- خد الباب وراك

فى محطة القطار كان يوسف يبحث هنا وهناك ولم يعثر عليه فقط السيارة متواجدة ولكن يامن إختفى تماماً كالزئبق تبخر  كان يشعر بالذعر هو أمانه الوحيد هل حدث له شئ هاتفه مغلق أين هو ؟ قرر العودة إلى القصر لكى يعلم الجميع بغياب شقيقه ربما يتأجل الزفاف أيضاً لحين عودته.

كان مصطفى ينتظر عودة يامن كى يأخذ رأيه فيما حدث من شقيقه وما أحدثه من مصائب أوقعت الجميع
ولكن هيهات ها هو يوسف أتى بمفرده يجر أذيال الخيبة خلفه
- فين يامن مش قولت هتجيبه
تجمعت الدموع فى عين يوسف وكانت يديه ترتجف بشدة وهرول إلى والده وإحتضنه بشدة وكان يبكى بصوت مرتفع كان يراقب كل هذا منصور من الأعلى
- ملقتهوش يا بابا أنا خايف أوى أنا خايف يارب يبقى كويس لقيت العربية فى المحطة بس هو لا ملقتهوش وتليفونه مقفول
شعر مصطفى بالشفقة تجاه ولده
- هيبقى بخير إطمن هو مش عيل صغير روح نام والصباح رباح
صعد يوسف إلى أعلى وكان سيذهب إلى غرفته ليخلد إلي النوم ولكن إستوقفه صوت عصا جده ينبهه بالوقوف
- تعالى ورايا وإجفل الباب
إنصاع يوسف لأوامر جده

- إجعد يا ولدى وإحكيلى اللى حوصل من الأول
سقطت دموع يوسف رغماً عنه فهو وقع فى كارثة
- أقسم بالله يا جدى فُتنة دى كدابة دى دخلت عندى بشكلها ده بسألها مين عمل فيكِ كدا دخلت وقفلت الباب ورمت المفتاح من الشباك وصوتت وإتبلت عليا قدامكم والله ما جيت جمبها
شعر منصور بالصدق فى حديثه ولكن لما تفتعل فُتنة أمر كهذا ولكن حديث زوجة إبنه مع إبنتها جعله يشك فى الأمر
فلاش باك
نظرت سليمة إلى إبنتها بإعجاب
- شوفتِ حديتِ جه بنفعة إزاى
كانت فُتنة تشعر بتأنيب ضمير تجاه فعلتها لم يغفر لها طوال حياته
- بس إكده مهيسامحنيش واصل صوح
- ده حقك يا بتى وخدتيه متحطيش فى بالك غيرى خلجاتك ونامى يا حبة عينى اليوم طويل حدانا ريحى

كان هذا الحديث على مسامع منصور فهو كان يمر بجانب الغرفة بالصدفة
وسمع هذا الحديث
عودة إلى الوقت الحالى

- بص يا ولدى مفيش جدامك غير إنك تكشف الحقيقة للكل وإحنا هنأجل عشان يامن عجِل يا ولدى

نظر إليه يوسف بعين خالية من أى شئ واستأذن للرحيل كى يستريح

_____
مرت النصف ساعة وكأنها عشرة أعوام فهى اللحظة الحاسمة لحظة إنتظرها منذ خمس وعشرون عام لا يصدق عيناه كان أفراد الأمن يحملون ولده ويصعدون به إلى أعلى كى يتفحصه الطبيب الذى أمر أن يأتى قبل ولده حتى يطمئن عليه ولكن كان لا يتوقع أبداً  أن يكون غائب عن الوعى بهذه الطريقة صعد خلف أفراد الأمن وكذالك جميع العائلة .
بينما يونس قلبه سعيد بشدة سعادة لم يتذوق طعمها فى حياته قط فرحة من نوع آخر جزءاً من روحه كان مفقود وعاد إليه مرة أخرى ينتظر لحظة إفاقته يتشوق لإحتضانه والحديث معه.
كان الطبيب يتفحصه كى يطمأن والده وجد جميع المؤشرات الحيوية توحى بأنه بخير وأن سبب فقدان الوعى هو تلك الضربة التى سالت دماءه على أثرها ، قام بتنظيف الجرح الموجود فى رأسه ووضع لاصقة طبية ثم أمر بتجهيز طعام له حين يستفيق حتى لا تتأثر صحته ومناعته
ثم رحل عنهم.

كان الجميع ينظر إليه وكأنه تمثال أثرى إنه يونس كما قالت سارة من قبل لا تستطيع أن تفرق بينهم  كانوا ينتظرون إفاقته بالأخص يونس كان لا يحيد نظره عنه أبداً
نظر عمر إلى الجميع وكان يفكر كيف ستكون حالة يامن لو وجد هذا الكم من الأشخاص الذى لا يعرفهم حوله بهذه الطريقة
- طيب أنا شايف إن الكل يخرج من الأوضة لحد ما نمهد الموضوع   عشان لو فاق وشاف الكل كدا هيتخض خصوصا إنه ميعرفش حد فينا 
إنصاع الجميع لحديث عمر فهو على حق وجودهم لم يجدى نفعا والرحيل فى هذه الحالة أفضل بكثير ولكن يونس رفض هو سيظل بجانب شقيقه حتى يفيق
وضع يامن يده على رأسه ويحاول جاهداً فتح عينيه
- ااه ياربى
كان كلاً من يونس وعمر فى حالة صدمة ممزوجة بسعادة ها هو الغائب قد عاد
كانت الرؤية مشوشة أمامه بعض الشئ ثم أصبحت واضحة بعد فترة نظر أمامه ووجد عمر ثم بالجانب الأيمن يمكث يونس يطالعه بشوق وينتظر ردة فعله ، ولكن يامن كان فى حالة ذعر هذا بالتأكيد حلم ليس حقيقة و......
يتبع
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/شيرين محمد الطيب❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي