الفصل الثانى والثلاثون والأخير

بسم الله الرحمن الرحيم
ذهب يوسف إلى المنزل و عندما رأته نادية فزعت من هيئته وكذالك ملك
- مالك يا بنى وشك ولبسك متبهدلين ليه كدا
كان يوسف غاضب بشدة فتحدث قائلاً :
- أنا عايز كوباية ماية بس عشان تعبان من الطريق ذهبت نادية لتجلب له كوباً من الماء
فنظر لملك بغضب شديد وأمسك ذراعها بعنف
- لما تيجى تبعتى صورة لحد ميبقاش بأف زى ده على الأقل متفضحيش نفسك كفاية فضيحتك بينك و بينه
عقدت ملك حاجبيها متعجبة
- سيب إيدى و متتكلمش معايا بالطريقة دى ووصورة إيه اللى بتتكلم عنها دى
كان يوسف سيتحدث ولكن أتت نادية فأخذ منها كوب الماء وصعد إلى غرفته .

فى منزل رحيم وصفى وفى غرفة سارة بالأخص كامت سارة تبكى لماذا جعلت نفسها هكذا ؟ جميع العائلة تنظر لها بعطف هى تعشق يونس و هو لا يطيق النظر لوجهها.
وفى هذه اللحظة دخل ياسين الغرفة
نظر إليها بصدمة فهو يعلم إن عمه طلب مقابلة والده ليتحدثوا بشأن الخطبة و يعلم أن شقيقته لطالما تمنت ذالك فتحدث إليها مستفسراً :
- مالك يا سارة بتعيطى ليه كدا  يا بنتى حصل إيه طيب
نظرت إليه سارة وتحدثت قائلة :
- مفيش مخنوقة شوية بس
تنهد هو قائلاً :
- إيه النكد ده فيه واحدة متقدملها عريس تبكى قلباها عياط ونكد كدا وياريته أى عريس ده الشخص اللى عايزة تكمل معاه وبتحبه
و على هذه الجملة بكت سارة بشدة وتحدثت قائلة و هى مستمرة فى البكاء
- و هو بقى بيحبنى يا ترى
نظر إليها ياسين و لم يتحدث
إبتسمت بسخرية و حزن فى آنٍ واحد
- ساكت ليه مفيش كلام تقوله صح
حاول ياسين أن يعطى لها تبريرات حتى تهدأ
- إنتى أول مرة تعرفى يونس يعنى هو ده طبعه يا سارة مش رومانسى وعملى جداً مش معاكى لوحدك عشان نقول مش بيحبك يعنى وبعدين أهم حاجة إن ده الشخص اللى بتحبيه وعايزة تكملى حياتك معاه
قامت سارة بمسح دموعها وطلبت منه أن يخرج حتى تبدل ثيابها حتى تستعد قبل أن يأتوا .

بينما فى منزل عمر وصفى كان يونس لا يعلم كيف يتخلص من تلك الزيجة ؟ يشعر بالإختناق ثم قرر أن يتحدث مع والده
- بابا عايز أتكلم معاك
نظر إليه عمر بنفاذ صبر
- و هو ده وقت كلام ده إحنا يادوب نلحق نروح ل عمك اللى مستنينا ده
- لا موضوع مش هينفع يستنى
نظر إليه عمر بإهتمام كى يتحدث فتحدث يونس قائلاً :
- بابا أنا مش عايز أتجوز سارة حاولت ومش قادر أتقبل ده أعذرنى أنا مش هاقدر أعمل كدا مش هاقدر
نظر إليه عمر بصدمة
- نعم إنت بتهزر ، جاى تقول كدا وإحنا رايحين خلاص أقول ل عمك اللى مستنينا ده إيه ؟
نفخ يونس بضيق وتحدث بغضب قائلاً :
- معرفش يا بابا الكلام اللى هتقوله ل عمى بخصوص الجواز من بنته  أهم عندك من حياتى وسعادتى أنا لو دى آخر واحدة مش هتجوزها يا بابا إفهمنى أنا مش حاسس غير ب خنقة
جلس عمر ووضع وجهه بين يديه ولا يعلم ماذا سيخبر أخاه ؟ ومشاعر تلك الفتاة هل سيكسر بسعادتها ؟
- طيب عمك ده أقوله إيه كلام عيال يا يونس يرضيك تطلعني مش أد كلمتى قولى إيه الحل دلوقتى ؟
كان يونس يشعر بالضيق ولا يعلم ما هو الحل إلى أن وجد حل ولكن لا يعلم إذا كان سيقتنع والده به أم لا
فتحدث لوالده قائلاً :
- و هو عمى عارف إنت جاى ليه ؟
نظر إليه عمر بنفاذ صبر
- يا شيخ جالك زهايمر فجأة ، أيوة طبعاً  عارف إننا جاين نطلب إيد سارة
إبتسم يونس قائلاً :
- نطلب إيد سارة ل مين
نظر إليه والده متعجباً
- يعنى إيه ل مين ما أكيد فاهمين يعنى وبعدين ما كلنا عارفين إن سارة بتحبك فأكيد إنت
نظر إلى والده بتأفف
- ما تتحرق سارة يا بابا أنا مش فى ست زفتة دلوقت إحنا ف كلمتك اللى مش هينفع ترجع فيها
نظر إليه والده ليكمل حديثه فتحدث يونس قائلاً :
- إحنا هنروح نطلب إيد سارة ل يامن وأكيد هى هترفض عشان زى ما بتقول بتحبنى أنا ويبقى نجيبها ل يامن بالتدريج سيب يامن عليا أقولك أنا هكلمه هتصل بيه
قام يونس بمهاتفة يامن كى يأتى
- ألو أيوة يا يامن إنت فين
- ورايا شوية حاجات كدا وجاى
- هتيجى معانا عند عمك طيب
تحدث يامن بنفاذ صبر
- لا لا روحوا إنتوا أنا مش فاضى
تحدث يونس بتوتر
- كنت عايز منك خدمة
- إيه
قص عليه يونس القصة و ما يريد فعله لينتهى  من تلك الزيجة فإبتسم يامن بألم ووافق لأنه يعلم أن حديث يونس صحيح هى لن توافق عليه لإنها تحب أخاه.
وضع يونس الهاتف فى جيب بنطاله ونظر لوالده بسعادة
- أهو يامن وافق أهو يلا بقى وزى ما قولتلك
كان والده يشعر بالحزن وتحدث قائلاً :
- إنت كدا بتكسر قلب أخوك وإنت مش واخد بالك عالفكرة
إبتسم يونس بسخرية
- بكسر قلبه إزاى هى ولا تفرقله أصلاً مش فاكر أول خلاف بينهم يا بابا
أومأ عمر رأسه بنفى وتحدث قائلاً :
- لا إنت اللى ناسى هو إتخانق مع فيروز عشان ضايقتها وزعق معاك إزاى عشان خليتها تعيط كان فاقد الذاكرة ومش فاكر إنها بتحبك وإنك هتخطبها مبتشوفش كان بيبصلها إزاى يامن بيتعامل بحرص بحكم الموقف اللى هو فيه هو جه وسطنا وسارة بتحبك وهتتخطبوا مكنش ليه خيار إنه ينفع يبصلها إفهم بقى
تحدث يونس قائلاً :
- طيب يا بابا و هى لما ترفض مش يامن هيفوق مش لازم يستنزف مشاعره ويبقى تفكيره إنه بس مشاعر سارة دى عشان هو مكنش موجود لإن اللى بيحب حد بيحبه تحت أى ظرف وتحت وجود أى شخص
إبتسم عمر قائلاً
- لو جينا للحق من غير زعل لو يامن كان موجود سارة كانت هتحبه هو إنت بتقول إيه ده إنت فيك همجية ف التعامل مع الستات مش عارف جايبها من أى داهية شوف أخوك بيتعامل إزاى باله طويل وبيتكلم بهدوء بيحتوى اللى قدامه لازم يا يونس تغير من طبعك شوية يا حبيبى
إبتسم يونس قائلاً :
- هحاول عشان خاطرك يلا بقى عشان نروح
إتأخرنا على عمى




إستوقفتها نادية قائلة :
- يا بنتى لازم تقولى لبابا عيب
- يا ماما هروح أطمن عليها وهاجى بسرعة هى تعبانة ومفيش حد معاها هشوفها محتاجة إيه  عشان خاطرى
تنهدت نادية بعدم إرتياح
- مش مطمنة للمشوار ده إتصلى بحد من إخواتك يروح معاكى
- يووه يا ماما ما إنتوا رايحين لعمى و يامن مش فاضى
تحدثت نادية قائلة :
- خلاص يوسف هيروح معاكى هو هنا
تذكرت ملك حديثه معها وأجابت قائلة :
- لا يوسف مش هيروح معايا أنا ماشية
وتركتها ورحلت فكانت نادية تشعر بالقلق فهى لا تحب صديقتها هذه أبداً .
صعدت نادية إلى غرفة يوسف فوجدت بابا الغرفة مفتوح و هو يكمل إرتداء ثيابه فوقفت على باب الغرفة فإستدار لها مبتسماً
- إدخل يا طنط واقفة على الباب ليه
تحدثت نادية بقلق
- ملك راحت لواحدة صحبتها ومحدش يعرف غيرى وأنا قلقانة يا يوسف هى يادوب دورت العربية أهى
أومأ يوسف برأسه وذهب كى يسير خلفها .


ذهب كلاً من عمر و نادية و يونس إلى منزل رحيم وصفى كانت السعادة ظاهرة على وجه يونس بشدة فتعجبت نادية بشدة هذا شئ غير طبيعى أبداً
فتحدث رحيم قائلاً :
- منورين والله منور بيت أخوك يا حبيبى
أجابه عمر قائلاً :
- ده نورك يا حبيبى والله ، طبعاً إحنا أخوات وحبايب بس أنا جاى النهاردة عشان نبقى نسايب
إبتسم رحيم بشدة كى يكمل وفى هذه اللحظة دخلت سارة بأكواب العصير وألقت التحية وجلست
فتنفس عمر بعمق وتحدث قائلاً :
- إحنا جايين نطلب إيد سارة بنتك ل يامن إبنى
كان الحديث كالصدمة للجميع ولكن رحيم شعر بأن هناك شيئاً خاطئ فتحدث قائلاً :
- قول تانى كدا يا عمر
كررها عمر مرة أخرى على مسامعه
- جايين نطلب إيد سارة ل يامن

كان يوسف يسير خلف سيارة ملك إلى أن وقفت أمام منزل حازم شعر يوسف بالصدمة مِن هذا كان لا يتوقع أن الأمر هكذا ظن أنها مجرد محادثات لا أكثر ، كان لا يعرف كيف سيتصرف فى هذه  الورطة ؟
ثم تحدث بغضب :
- غبية غبية هتضيعى نفسك
ثم قام بركن السيارة ليجلبها عنوةً .



بعد سماع جملة عمر كان الجميع فى حالة صدمة إلى أن كسرت سارة هذا الصمت
- ما ترد يا بابا على عمى
نظر إليها والدها ولا يعلم هل يرفض أم ماذا يفعل ؟ فالقرار ل سارة وهو يعلمه الرفض بالتأكيد فربت على كتفها وتحدث لأخاه قائلاً :
- الرأى رأى سارة أنا ولادك ولادى يا عمر والقرار دلوقتى لسارة
تحدث عمر بلطف لسارة :
- وأنا سارة عندى زى ملك بالظبط واللى هتقول عليه هيتنفذ إيه رأيك يا سارة
إبتسمت سارة قائلة :
- أنا موافقة يا عمى مش هلاقي شخص أحسن من يامن أكمل حياتى معاه
كان الحديث كالصدمة بالنسبة ل يونس وكذالك عمر و نادية فتحدث يونس قائلاً :
- موافقة يعنى ده آخر كلام عندك
أجابته سارة بإبتسامة باردة
- آه موافقة هو فين يامن
كان عمر لا يعلم بماذا يجيبها فتحدثت نادية قائلة :
- كان جاى والعربية عطلت ف الطريق زمانه على وصول يا حبيبتى
ثم قامت بإحتضانها بشدة
- ربنا يتمملكم على خير يامن جدع وإن شاء الله هيسعدك يا حبيبتى تتهنى ياارب

كان يونس وكذالك عمر لا يعلمون ماذا ستكون ردة فعل يامن إتجاه ما حدث ؟ وكيف سيخبرونه ؟


قام يوسف بركن السيارة وصعد حيث شقة حازم
قام بدق الباب ولكن بلا إستجابة و قام برن الجرس ولكن بلا فائدة أيضاً ، إلى أن فتح حازم الباب فنظر يوسف فوجد حذاء حريمى ونفس الحقيبة التى صعدت بها ملك فلاحظ حازم هذه النظرات فإبتسم بإستفزاز وبرود
- خير جاى ليه
كان يوسف يبحث عنها بعينيه
- هى فين إنطق
أجابه بنفس الإستفزاز
- هى مين دى اللى جاى تسأل عنها
- ما تخلص يا روح و بطل شغل الحريم بتاعك ده
قهقه حازم بشدة
- أنا اللى بيجيلى أشكال وألوان مش عارف بقى هى اللى تقصدها ولا لا على العموم هى متلقحة جوا
قام يوسف بدفعه ودخل إلى الغرفة ووجد ملك مسطحة على الفراش مجردة بالكامل  من الملابس وضع يده على وجهه وخرج من الغرفة ولم يأتى بمخيلته سوى شقيقته فقام بضرب حازم بشدة وهو يصرخ به
- يا واطى يا زبالة هقتلك يا حازم هقتلك
قام بضربه حتى أن الدماء أغرقت وجهه بالكامل فتركه و ذهب إلى ملك وألبسها ثيابها وقام بحملها إلى سيارته و صعد مرة أخرى للتأكد من أن أغراض ملك بأكملها معه و لا يوجد شئ آخر فوجد حازم يغسل وجهه وكان يبكى فدخل الغرفة فوجد كاميرا معلقة بها ،فقام بنزعها وأخذها وكذالك وجد آخرى فى غرفة الصالون قام بنزعها وأخذها أيضاً ، ثم أمسك حازم من ملابسه وتحدث بغضب وتحذير
- أنا أخدت الكاميرات الجهاز اللى متوصل بيهم فين
أخرج حازم هاتفه فقام يوسف بأخذه وقام بتحطيمه أمام أعين حازم وأصبح كل جزء من الهاتف بمكان ثم تحدث إليه بتحذير
- لو شفتك ماشى من شارع هى فيه مش هخليك تمشى على رجلك تانى ولسه حسابنا مخلصش لسه هتشوف هعمل فيك إيه
هبط يوسف إلى الأسفل وصعد السيارة وذهب بها إلى المنزل ومن حسن الحظ أن المنزل كان فارغ فقام بحملها وصعد بها إلى غرفتها ووضعها على الفراش وترك الغرفة ورحل بل المنزل بأكمله.



قام يونس بالإتصال على يامن ليخبره ماذا حدث ؟ فأجاب يامن فتحدث يونس قائلاً :
- إيه يا يامن كنت عايز أقولك على حاجة كدا
- حاجة إيه
تحدث يونس قائلاً بتردد :
- إحنا عملنا اللى إتفقنا عليه ، وسارة وافقت وقالت مش هلاقى حد أحسن من يامن أكمل معاه حياتى.
إلى اللقاء أحبتي فى الجزء الثانى
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي