الفصل الثامن والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
كانت ملك تمسك بهاتفها تعبث به إلى أن يهبط الجميع فكانت تقلب فى صفحة يوسف وأرسلت له رسالة بالخطأ ، وضعت يدها على فمها بصدمة
- يا لهوي على الغباء هحذفها بسرعة
كانت ستحذفها ولكن أتاها أنه يكتب الآن ...
فكانت تنتظر رده
فأجابها هو قائلاً :
- إزيك يا قمر عاملة إيه
- الحمدلله وإنت
- بقيت كويس
- تلاقيك بتقول ملك إتجننت ولا إيه وبعتتلى
- لا طبعاً إنتى تبعتيلى ف أى وقت طب أقولك حاجة يعنى
عقدت ملك حاجبيها وأجابته قائلة:
- صورك وشكلك ملفت أووى إنتى حلوة أوى يا ملك
شعرت ملك بالخجل والتعجب فى آنٍ واحد فطريقة حديثه فى الشات تختلف جذرياً عن الحقيقة فتحدثت قائلة :
- متشكرة لزوقك نبقى نتكلم تانى سلام
-  ياريت يا ملك هستناكى سلام
تنفست بعمق وأغلقت الهاتف وجلست تنتظر البقية حتى يهبطوا ليتناولون الغداء سوياً هبط عمر برفقة يونس ، بينما كانت فيروز تتحدث مع يامن وهم يهبطون وهو ينظر لها بنفاذ صبر حتى تكف عن الثرثرة ، وكان يوسف فى حديقة القصر دخل منها وهو يصفر نظرت إليه ملك ولكن بنظرة أخرى نعم فهو وسيم فلماذا تعتبره كشقيقها وهو ليس كذالك أبداً ثم نظرت إلى الأمام على الفور .
جلسوا جميعاً على سفرة الطعام فتحدث يونس موجهاً الحديث ليوسف
- عالفكرة يا يوسف أنا رنيت عليك كتير النهاردة والتليفون كان مقفول ليه كدا مش تشحنه قبل ما تنزل لازم يا حبيبى
إبتسم يوسف بحرج وتحدث قائلاً :
- الفون بتاعى ضايع من يوم الحادثة أصلاً لسه هشترى واحد وأطلع الخط بالبطاقة
تركت ملك الملعقة من يدها إذاً من تحدث معها منذ قليل .
فنظر إليه عمر بدهشة
- بتهزر يا يوسف ده الحادثة بقالها شهرين ليه مقولتليش يعنى
- محبتش أكلفك أكيد وأتعب حضرتك يعنى يا أونكل
نظر إليه عمر قائلاً :
- تكلفنى وتتعبني؟ كدا والله هزعل منك إنت زى يامن ويونس عندى وإنت عارف ده
- عارف يا أونكل بس مش هينفع
- دى مفيهاش كلام خلاص مش بمزاجك عالفكرة
إبتسم يوسف وأكمل طعامه
بينما يامن شعر برأسه تؤلمه فتحدث قائلاً :
- أونكل ؟ مش المفروض إن كلنا أخوات مش ده كلامك يا بابا
تحدث عمر قائلاً :
- طبعاً إخوات يا حبيبى ، بس يوسف يبقى أخوكم من الأم بس وملك أختكم من الأب بس لكن إنت ويونس من نفس الأب والأم فهمت
وضع يامن يده على رأسه ومضات تظهر أمام عينيه أصوات متداخلة ، كانت فيروز تنظر إليه وتبتلع ريقها بصعوبة تخشى اللحظة التى ينكشف بها كل شئ
ربت يونس على كتف شقيقه وتحدث قائلاً بقلق :
- متضغطش نفسك إنت أكيد مأخدتش الدوا هطلع أجيبه
نهض يونس من موضعه سريعاً ليجلب له الدواء وكان الجميع قلق عليه للغاية فقام يونس بإعطائه الدواء حتى يهدأ قليلاً ، تناول يامن الدواء حتى يهدأ الألم قليلاً.
كان يامن قد هدأ قليلاً وذهب إلى غرفته كى يستريح بينما يونس تحدث لوالده بقلق :
- طول أوى الدكتور قال شهر بالكتير ويمكن أقل والذاكرة ترجع
تنهد عمر بتعب
- والله ما عارف يا يونس العمل إيه هكلم الدكتور اللى متابع حالته وأشوف هنعمل إيه
نهض الجميع من على الطاولة وأمسكت ملك هاتفها لتعلم من كان يتحدث معها
فقامت بفتح المحادثة وقالت له
- إنت مش يوسف عالفكرة
إبتسم حازم بعبث وقال
- آه فعلاً أكدب عليكى هو كان بيكلم حد من الفون بتاعى عشان فونه ضايع
- مكلمتكش لولا إنى إفتكرتك هو عالفكرة
- براحة طيب وأنا عملتلك حاجة إهدى أنا أبقى زميله فى الكلية عالفكرة
- طيب ماشى خلاص
- خلاص إيه عالفكرة إنتى حد محترم جداً هو إحنا ممكن نبقى أصحاب
- لا مش ممكن نبقى أصحاب ومتكلمنيش تانى بقى
- حاضر اللى يريحك
ثم أغلقت الهاتف وخرجت إلى الحديقة فوجدت يوسف يجلس وينظر للسماء فجلست بجانبه وتحدثت قائلة بتردد :
- بقولك إيه طيب
نظر إليها يوسف كى تتحدث
فنظرت إليه ملك وتنفست بعمق قائلة :
- هعمل شاى تشرب معايا
- ياريت والله أبقى متشكر جداً
ذهبت من أمامه وهى تلعن نفسها هل كانت ستتحدث معه ؟


فى الغرفة التى تمكث بها فيروز كانت تتحدث فى الهاتف بغضب
- أيوة يا بابا هربت من المصحة ومش هقولك أنا فين وإنسى إنك خلفت بنت إسمها فيروز خالص
كانت تسير ذهاباً وإياباً بغضب بالطبع سيأتى اليوم الذى تعود به الذاكرة ل يامن فقررت أن تستشير أحداً فى هذا فقامت بمهاتفة إستشارى وقصت عليه القصة بأكملها فأعطاها الحل الذى كانت تريده فأغلقت الهاتف بسعادة شديدة
بينما يونس طلب فاروق الشخص الذى يجلب له كل المعلومات الذى يريدها عن أى شخص فتحدث إليه قائلاً :
- قدر محمود لطفى البنت دى عايز كل المعلومات عنها من يوم ما إتولدت يا فاروق كل حاجة ومش هوصيك فى أسرع وقت طبعاً
- عُلم ويُنفذ يا باشا
أنهى يونس حديثه مع فاروق وأعلن هاتفه مكالمة مجهولة فشرع فى الرد قائلاً :
- ألو مين معايا
فجاءه الرد منها
- أنا قدر يا يونس
إنتبه يونس لها
- إيه فيه حاجة جديدة
- لازم أقابلك ضرورى تعالى فى الكورنيش اللى إتقابلنا فيه المرة اللى فاتت
أغلق يونس الخط وذهب كى يبدل ثيابه ليقابلها
بينما يامن كان يتصبب عرقاً ويرى فى منامه حادثة يسر بأكملها وكأن هذا الكابوس أقسم أن لا يتركه طيلة حياته ، كان يتقلب بعنف ثم نهض وصرخ
- متموتيش وتسبيني يا يسر
ثم نظر من حوله فوجد نفسه فى الغرفة فمسح وجهه بيده ثم تعجب قائلاً :
- مين يسر دى ، قتل إيه وكان فيه نادر وفريدة ومصطفى وحتى يوسف
ثم تذكر قائلاً :
- يوسف أنا لازم أتكلم معاه لازم
ثم نهض من موضعه وذهب إلى الحمام ليغتسل لكى يبدل ثيابه ويهبط ليتحدث مع يوسف



فى أحد مساكن القاهرة الراقية كان هو يدخن بشراهة ثم تحدث بلهجة شيطانية
- بقى أقولك ينفع نبقى أصحاب تقولى لا إشمعنا يوسف يعنى ، أنا هعرفك ترفضى حازم إزاى إستحملى اللى جاى منى بس أصلك عجبتينى أووى
هبط يامن إلى الأسفل فوجدهم يجلسون فى حديقة القصر فجلس بجانب يوسف وتحدث قائلاً :
- يوسف ركز معايا كدا مين فريدة دى ومصطفى
لمعت عينى يوسف بأمل
- فريدة تبقى أمنا ومصطفى يبقى أبويا
حك يامن رأسه
- طب مين يسر دى
- أختنا
- طب هى فين
تحدث يوسف بأسف
- ماتت فى حادثة
أومأ يامن رأسه وإبتسم قليلاً ثم تنفس بعمق قائلاً :
- ماشى يا يوسف ماشى
كانت فيروز تراقب يامن ثم جلست بجانبه وتحدثت قائلة :
- مش هتردنى لعصمتك إنت لسه مش مصدق يا يامن إنى مراتك وإنك بتحبنى
نظر يامن فى أعينها مباشرةً وتحدث قائلاً :
- هو مين نادر ده وليه قولتى قبل كدا إنك بتكرهينى
نظرت إليه فيروز بصدمة كبيرة هل قال للتو نادر ؟




فى كورنيش النيل كانت قدر تننظر من يونس أن يأتى كى تتحدث معه فيما حدث معها كانت تفكر إلى أن رأته قادماً إليها فنظرت إليه بنفاذ صبر
- هو ده اللى هتيجى بسرعة بقالى نص ساعة هنا
- لما إتصلتى غيرت هدومى وجيت بسرعة ولا إنتى ..
قاطعته هى متحدثة
- إنت هتزعق آه أهو إنت كدا سايب الفراخ وماسك فى الريش
نظر لها يونس بتعجب
- فراخ إيه وريش إيه ، لغتك زبالة والله أول مرة أشوف بنت بتتكلم كدا حاسس إنى بكلم راجل
نظرت إليه هى وتحدثت بسخرية
- أهو أى حد فينا يخلى القاعدة ناشفة
نهض يونس من موضعه وتحدث بغضب
- أصلك مش متربية أصلاً الحق عليا بنصحك وبحاول أفهمك إنك المفروض تبقى بنت ده حسن السواق فى أنوثة عنك أقولك حلى مشاكلك لوحدك عشان طولة لسانك دى
ثم رحل عنها فإستوقفته قائلة :
- خلاص خلاص متبقاش قفوش أقعد بقى
جلس يونس وتحدث بنفاذ صبر
- ياريت ننجز
قامت قدر بإخراج هاتفها وأعطته له ليقرأ الرسالة الواردة إليها .
" فاكرة بقى لما تتدخلى المحامى الخايب ده هتهربى مننا طيب إستنى عليا بس "
أومأ يونس برأسه قائلاً :
- إنتى تحت المراقبة والوضع كدا زاد عن حده و..
يتبع
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي