الفصل الثانى والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
كان يامن يشعر بالقلق فلا أحداً منهم يجيب إلا أن سمع صوت لا يعرفه أبداً
- إنت مين صاحب الفون ده فين
- لو حضرتك تعرف صاحب التليفون ده هو عمل حادثة ومعاه ست كبيرة وراجل كبير واخدينهم على مستشفى (....)
نظر يامن للهاتف بذعر ونهض من موضعه وكان يهرول فأمسك به يونس فتحدث يامن بخوف وكلمات غير مرتبة فهذه عادته عندما يشعر بالخوف
- مستشفى إسكندرية تانى أكيد محصلش حاجة

ثم تركه ورحل فذهب يونس كى يلحقه وصعد إلى السيارة معه
- متقلقش أنا معاك بس إهدى وقولى إيه اللى حصل بالظبط عشان افهم وأعرف أتصرف
كأن يامن لم يستمع إليه أبداً بل كان متوتر وغير متزن بالقيادة أبداً
سقطت الدموع من مقلتيه
- لا يارب نفس اليوم محصلش حاجة محصلش حاجة التليفون وقع أكيد منه محصلش حاجة
كان يونس ينظر إليه بشفقة كان لا يعلم أن حالة يامن النفسية مضطربة إلى هذا الحد بمجرد أن يحزن أو يقلق لا يستطيع أن يتمالك أعصابه
كان يامن يقود بجنون وكان يونس يحاول أن يهدأه ولكن بلا جدوى ، فأتت حافلة كبيرة فشعر يونس بالخوف من سرعة يامن الجنونية فتحدث قائلاً :

- يامن إحود يمين بسرعة
كان يامن يحرك المحرك بسرعة وهو متوتر ولكن بلا جدوى فرامل السيارة لا تعمل
- مفيش فرامل مفيش

توتر يونس أيضاً الحافلة تقترب ستصدمهم
- نط من العربية طيب اعمل حاجة
- أيوة ح ح حاضر
هبط يونس هبوط إضطرارى من السيارة بينما يامن إنقلبت السيارة به بعد إصتدامها بالحافلة وإصتدمت رأسه بشدة وتناثرت الدماء منها .
تألم يونس أثر الهبوط المفاجئ ولكن هرول إلى حيث يوجد أخيه فوجده غارقاً وسط بركة من الدماء .
صرخ بقوة
- إسعاااااف حد يطلب إسعاااف بسررعة
كان حشد من الناس ملتف حولهم فقد كانت حادثة مريعة كان يونس يبكى بشدة على توأمه ولا يستطيع أن يفكر إلى أن أتت الإسعاف وقامت بأخذه للمشفى .




فى الأسكندرية كانت الحادثة التى حدثت هى الأهم والأخطر فى هذا اليوم ولا أحد متواجد من أهلهم فقامت إدارة المشفى بالإتصال على آخر رقم قام بمهاتفة الحالة وقد كان من سوء الحظ أنه رقم يامن .


كان يونس ينظر إلى غرفة العمليات بخوف شديد وقلق كان يبكى بشدة لا يصدق أبداً وقام هاتف يامن بإصدار رنين عالياً فوجد الإتصال من يوسف وتذكر حديث يامن الأخير
- مستشفى إسكندرية تانى أكيد محصلش حاجة
فربط الأمور ببعضها ووجد أن العلاقة ترتبط بيوسف ووالدته
فقام بالرد سريعاً عليه فوجد أخر شئ توقعه شعر أنه لا يستطيع الوقوف على قدميه
- حضرتك لو تقرب لصاحب التليفون ده أو تعرف قرايب ليه هو فى مستشفى (...) ومعاه اتنين تانيين واتوفوا ياريت حد يجى يمضى ويستلم الجثث
سقط الهاتف من يده وأجهش فى البكاء ثم قام بمهاتفة والده فهو لا يستطيع التصرف أبداً.


كانت نادية تشعر بالقلق تهاتف يونس ولكن بلا جدوى لا يوجد رد أبداً فدخل عمر من باب القصر ووجدها تمسك الهاتف وتهاتف أحداً بقلق
- فيه إيه يا نادية مالك
- يامن جرى على برا من أربع ساعات هو ويونس وكان باين إن فيه حاجة سعدية الشغالة لسه قيلالى وبرن على يونس مش بيرد
كان عمر سيتحدث ولكن وجد هاتف يعلن مكالمة من أحد فوجده يامن فأجاب سريعاً
كان يونس يبكى كطفل صغير
- بابا تعالى مستشفى (...) العربية اتقلبت بينا ويامن بقاله تلات ساعات حصل كارثة تعالى بسرعة
هرول عمر إلى الخارج دون أن يتحدث فقط شعر أن قلبه سيخرج من موضعه من القلق على ولده الذى لم يشبع منه بعد .
قاد السيارة بجنون إلى أن وصل للمشفى الذى أخبره به يونس .
وصل عمر إلى المشفى ودخل قسم الإستقبال
- يامن عمر وصفى فين ؟
أجابته قائلة :
- اللى جه من شوية فى حادثة عربية صح
- أيوة أيوة هو فين بقى
- لسه مخرجش من أوضة العمليات رقم (5)
هرول عمر إلى حيث قالت هى حتى يطمئن على يامن فوجد يونس أمام الغرفة منهار بالكامل فهذه أول مرة يراه هكذا فإقترب منه وإحتضنه فتحدث يونس قائلاً :
- مش عارف أعمل إيه يا بابا
حاول عمر بث الطمأنينة بداخل قلب ولده
- هيبقى كويس متقلقش إن شاء الله هيبقى كويس
أجهش يونس فى البكاء
- هقوله إيه لما يفوق
إبتعد عمر عن ولده ونظر له بصدمة مصحوبة بقلق
- تقوله إيه يعنى إيه هو فيه حاجة حصلت
ثم تذكر حديث نادية
"يامن جرى على برا من أربع ساعات هو ويونس وكان باين إن فيه حاجة سعدية الشغالة لسه قيلالى وبرن على يونس مش بيرد"
تحدث يونس ببكاء شديد
- لسه مبلغنى إن يوسف وماما وأستاذ مصطفى ماتوا ونيجى نستلم الجثث
ثم إحتضن والده وتحدث بإنهيار
- ماتت قبل ما أشبع منها ده أنا لسه عارف من إسبوعين بس إنها عايشة وموجودة مش قادر أتحمل يا بابا ، يامن لو عرف هيجراله حاجة مش هيقوم منها
سقطت الدموع من مقلتيه شفقةً على أبنائه لا يعلم ماذا سيفعل ؟ وكيف يامن سيتقبل الأمر.
تحدث يونس قائلاً :
- أنا لازم أروح إسكندرية عشان
ثم أجهش فى البكاء
- أستلم الجثث خليك جمب يامن هرجع بسرعة
أومأ عمر برأسه وهاتف ياسين حتى يذهب مع يونس

آتى ياسين إلى يونس كما أخبره عمه فوجد أن هناك خطبٍ ما فعقد حاجبيه بتعجب
- إيه اللى حصل مالك قولى فيه إيه
أجهش فى البكاء
- إطلع على مستشفى(...) وهتعرف هناك مش قادر أتكلم



كان عمر يقف أمام الغرفة منتظراً خروج أحد الأطباء يطمئنه على حالة يامن ، بالطبع فى تلك الأثناء خرج الطبيب من الغرفة فهرول عمر إليه
- طمنى يا دكتور حالته إيه كويس صح طمنى محصلوش حاجة صح
- إهدى يا أستاذ إحنا قدرنا نسيطر على الوضع ونوقف النزيف والأشعة والتحاليل بينت إن فيه تجمع دموى بسيط فى جزء حساس من المخ وقريب من الذاكرة لو إتدخلنا جراحياً ذاكرته هتتشوه بالكامل
- الحمدلله إنها جات على أد كدا عايز أشوفه يا دكتور
تحدث الطبيب بأسف
- حالياً مينفعش هو هيتنقل العناية يتحط تحت الملاحظة يومين عشان نطمن إن الوضع بقى كويس وبعدها حضرتك تقدر تشوفه.



وصل يونس وياسين إلى المشفى كان يونس يبكى بهيستيرية
- أنا اللى إتصلتم بيا من شوية عشان آجى أستلم الجثث
ثم أجهش فى البكاء عالياً كان ياسين لا يعلم من توفى ولكن شعر بالشفقة تجاه يونس بشدة
فتحدثت الممرضة بشفقة
- الست الكبيرة والراجل الكبير كانوا واصلين هنا ميتين لكن الشاب الدكاترة عملوا ما فى وسعهم عشان ينقذوه وهو فى العناية حالياً تقدر تعرف حالته من الدكتور
أجهش يونس فى البكاء وسقط على الأرض بإنهيار
- إهدى يا يونس يا حبيبى البقاء لله
- ده أنا ملحقتش أشبع من حنانها أنا عايز أشوفها عايز أشوفها
أسنده ياسين وذهب به إلى الغرفة التى توجد بها جثة والدته.
إقترب يونس من موضع الجثة وأزاح الغطاء عنها ويده ترتجف فنظر إليها وأجهش فى البكاء
- ماما متسبنيش ملحقتش أشبع من حنانك متسبنيش خليكى جمبى ياريتك كنتِ خدتينى معاكى يوم ما أكتشف إنك عايشة مشبعش منك وتموتى ملحقتش أفرح بوجودك ملحقتش .
أسنده ياسين وأخرجه من الغرفة بصعوبة وهى يبكى ثم ذهبوا إلى الطبيب الذى تابع الحالات
- الست الكبيرة كانت جاية ميتة بسكتة قلبية من أثر الخضة اللى حصلت والراجل الكبير جاله نزيف داخلى ومقدرناش نسيطر على الوضع خالص
- ويوسف
- للأسف هو دخل فى غيبوبة وفيه كسر فى ضلعين فى القفص الصدري
- هيفوق إمتى
- ممكن بكرا أو بعده ،شهر، إتنين ،سنة على حسب اللهُ أعلم وممكن ميفوقش منها خالص إدعوله نجى بإعجوبة
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي