الفصل السادس والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت فيروز تسير ذهاباً وإياباً بغضب من موقف يامن إنه لا يتذكرها ويعاملها هكذا فكيف إذا تذكرها ماذا سيفعل ؟
كانت تدعى ربها أن يفقد ذاكرته للأبد فبعد أن علمت بفقدانه للذاكرة أتت مسرعة لعل النصيب يكتمل هذه المرة فهى تعشقه حد الجنون .

بينما يوسف كان يسير فى حديقة القصر وهو يفكر فيما حدث وتذكر موت والديه حقاً يشتاق إليهم كان يسير وهو يفكر فإصتدمت به ملك فتألم بشدة
وضع يده على صدره بألم
فوضعت ملك يدها على فمها بصدمة وتحظثت بشئ من القلق
- والله مأخدتش بالى مكنش قصدى إنت كويس
جلس يوسف وهو يشعر بألم شديد ثم تحدث بوهن
- كويس كويس
ذهبت ملك وأجلبت له كوباً من الماء
- إشرب ماية طيب
تناول يوسف الكوب من يدها وإرتشفه دفعةً واحدة
ثم شعر ببعض الراحة قليلاً فجلست ملك فى الكرسى المقابل له وتحدثت قائلة :
- بقيت أحسن طيب
نظر إليها يوسف وتحدث قائلاً :
- الحمدلله، عشان الجرح بس لسه جديد إتوجعت شوية لكن حصل خير
إبتسمت ملك بلطف وقالت :
- أنا عارفة إنك فى طب وكدا كان بابا بيقول عندك كام سنة
أجابها يوسف قائلاً :
- عندى ٢٥ سنة دى آخر سنة فى طب إنتى إسمك ملك صح
قامت ملك برفع حاجبها بمعنى هل حقاً لا تعلم ؟
ثم تحدثت قائلة :
- ده على أساس إنك مركزتش وكدا ومش عارف إسمى
عقد يوسف حاجبيه متعجباً
- آه أنا فعلاً مركزتش خالص هكدب عليكى ليه
شعرت ملك بالحرج منه فتحدثت قائلة :
- لا أقصد يعنى إنت هنا من إسبوع إزاى مركزتش ده قصدى بس
إبتسم يوسف قليلاً وتحدث قائلاً :
- آها تصدقى فعلاً بس أنا يعنى مش مركز الفترة دى خالص والمفروض أبدأ أحضر من بكرا الإمتحانات قربت أهى
إبتسمت ملك قائلة :
- لازم تركز الفترة الجاية عشان مستقبلك اللى بتحلم بيه
- معاكى حق أنا هنام تصبحى على خير يا ملك
إبتسمت هى قائلة :
- وإنت من أهله
ذهب يوسف وكانت هى تنظر إلى أثره إلى أن إختفى تماماً و كان فى ذلك الحين يونس فى طريقه إلى الخارج فإستوقفته ملك قائلة :
- على فين العزم كدا
تحدث يونس بنفاذ صبر
- خارج فيه حاجة
تحدثت ملك بغضب طفولى
- هو إنت عالطول تحرجني كدا سواء إنت ولا يامن
- عشان إنتى روتر عرفتى بقى يلا على فوق نامى إخلصى
ذهبت ملك وهى تضرب الأرض بقدمها كالأطفال بينما يونس كان يود أن يصفى ذهنه فالقادم يحتاج إلى عقل وذهن صافٍ فذهب بسيارته يتجول ولفت نظره منظر النيل فتنفس بعمق وهبط من السيارة وجلس أمام النيل يتناول كوباً ساخن من الشاى بينما سمع صوت جعله يشعر بالصدمة
- كدا كتير تانى مرة أقابلك صدفة عاش من شافك
نظر إليها يونس وتحدث قائلاً بنفاذ صبر
- هو إنتى ؟! ، الواحد مش مكتوبله يريح دماغه خالص
شعرت قدر بالصدمة إنه يونس لقد علمت أنه هو من لون عينيه وطريقة الحديث اللاذعة
- عالفكرة أنا كنت أفتكرك يامن مكنتش أعرف إنه إنت خالص وإلا مكنتش كلمتك أصلاً
قهقه يونس بشدة وتحدث بسخرية قائلاً :
- لا كلمينى هموت لو متكلمتيش معايا
ثم نظر إليها وتحدث بجدية كأنه لم يضحك منذ قليل
- وبعدين إيه علاقتك بيامن عايز أفهم
كانت قدر ستجيبه كالبلهاء ولكن تذكرت سخريته
- وإنت مالك دى حاجة متخصكش يا طور إنت
نهض يونس من موضعه وأمسك كوب الماء ودفعه فى وجهها دفعة واحدة
شعرت قدر بالصدمة من فعلته هذه والجو شديد البرودة أيضاً فكانت فى حالة لا يرسى لها
فتحدث هو قائلاً :
- ده هيخليكى تبقى فايقة كدا وإنت بتتكلمى معايا وتعرفى تختارى الكلام كويس
أمسكت قدر ياقة قميصه وتحدثت بغضب
- إنت يا عديم الرحمة والدم مش شايف الجو بارد إزاى تدلق عليا ماية بالشكل ده وتغرقنى كدا
كان يونس لا يسمع شئ من حديثها هذا بل كان ينظر لعينيها فقط وقربها له جعله يشعر بالتوتر ولا يعلم لماذا ؟ إبتعد عنها يونس دون أى حديث وذهب إلى سيارته قادها ورحل من المكان بأكمله
كانت قدر تشعر بالغضب ولا تعلم ماذا تفعل ؟ كانت تريد أن تجلس أمام النيل ولكن هذا يونس الأحمق دمر لها مخططها فهى تشعر بالبردوة ولا تستطع الجلوس أمام النيل فذهبت للمنزل.




كانت سارة تفكر بكل ما حدث ولا تعلم لماذا تشعر بالضيق هكذا من تلك فيروز فنظر إليها ياسين بتعجب قائلاً :
- مالك يا سارة كدا مش عجبانى
نفخت سارة بضيق وتحدثت قائلة:
- مش عارفة يا ياسين مش عارفة متضايقة كدا ومش طايقة نفسى
إبتسم ياسين بيأس من شقيقته وتحدث قائلاً:
- ده كله عشان البت اللى هتقعد فى بيت عمك
هنا وقد إنفجرت سارة :
- مش فاهمة ليه تقعد وإحنا عارفين الحقيقة واللى حصل مش يمكن ناوية على نية سودة مشوفتهاش يا ياسين بجحة إزاى وهى عايزة تقعد معاه فى أوضة واحدة ، طب يامن ومش فاكر هى كمان مش فاكرة ولا جاية ترجع الذى مضى ، دى واحدة لزجة ومستفزة وبص أنا مش طايقة نفسى تصبح على خير بقى
تركته سارة ورحلت بينما هو إنفجر فى الضحك من جنونها هذا وذهب كى يخلد للنوم هو الآخر .

عادت قدر إلى المنزل فعندما رأتها ندى نظرت إليها بتعجب وتحدثت قائلة:
- إنتى لحقتى ، جيتى بسرعة ليه كدا ومالك غرقانة ماية ليه كدا
إنفجرت قدر وقصت لها ما حدث بينما ندى قهقهت بشدة فتحدثت قدر قائلة :
- إنبسطتِ أووى بقى أنا متضايقة وبحكيلك وإنتى نازلة ضحك يا باردة
كانت ندى تضحك بشدة ثم تحدثت من بين ضحكاتها
- أصل بصراحة موقف يهلك ضحك وبعدين مستنية من الراجل إيه بعد ما غلطتى فيه
تذكرت قدر نظراته لها وهى مقتربة منه وتذكرت فراره ثم إبتسمت وذهبت غرفتها كى تبدل ثيابها.



ذهب يونس إلى المنزل وكان يتنفس بنفاذ صبر لا يعلم ما الذى أصابه لم يشعر بتوتر كهذا من قبل ولكن تنهد قائلاً :
- بت غبية عايزة قطع لسانها أنا هضايق نفسى ليه البت دى مش لازم أشوف وشها تانى واحدة متربتش
ثم قام بتبديل ثيابه وذهب إلى غرفة يامن كى يطمئن عليه فتح باب الغرفة فوجد يامن متسطح على الفراش ونائم بعمق فتنهد براحة قائلاً :
- الحمدلله إنك كويس ده أنا إتكتبلى عمر جديد لما عرفت إنك بخير
ثم ربت على كتف شقيقه وأغلق الباب ورحل وذهب لغرفة يوسف فوجده يحاول تضميد الجروح الذى فى سائر جسده
- إستنى هساعدك
تنهد يوسف بتعب
- ياريت لإنى تعبت والجرح وجعنى
قام يونس بمساعدته وكان يشعر بالألم والشفقة إتجاهه فتحدث يوسف قائلاً :
- إنتم عملتوا حادثة إزاى يا يونس صحيح
تحدث يونس قائلاً وهو يكمل تضميد جراح أخيه :
- مكنش فيه فرامل مش عارف إزاى والله
عقد حاجبيه متعجباً :
- وإحنا كمان مكنش فيه فرامل
ترك يونس القطن من يده فهذه ليست صدفة أبداً يا للهول إنه شئ مدبر فتحدث إلي يوسف قائلاً :
- إيه الصدف دى ، أنا خلصت نام بقى وإرتاح وأنا كمان هنام تصبح على خير
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي