الفصل التاسع والعشرون

كانت فيروز تراقب يامن ثم جلست بجانبه وتحدثت قائلة :
- مش هتردنى لعصمتك إنت لسه مش مصدق يا يامن إنى مراتك وإنك بتحبنى
نظر يامن فى أعينها مباشرةً وتحدث قائلاً :
- هو مين نادر ده وليه قولتى قبل كدا إنك بتكرهينى
نظرت إليه فيروز بصدمة كبيرة هل قال للتو نادر ؟
توترت فيروز بشدة ثم تحدثت قائلة :
-  نادر يبقى صاحبك
شعر يامن بصداع شديد فى رأسه وكانت تتردد فى رأسه عدة جمل
[- قتلته ليه عملك إيه حرام عليك إنت مش بنى آدم أنا بكرهك بكرهك]

[-بالله عليك يا بنى مش حمل خسارتك إنت كمان قلبى واجعنى على بنتى طالما عرفوا سيبهم يعدموه]
[-يا حبيبتى يا يسر أنا السبب أنا السبب والله مكنتش عايز أقتلها والله مكنتش أعرف إن ده كله هيحصل]

[-إنت كداب أنا إبن مصطفى منصور الخلفاوى ومن فضلك كفاية كدا وإمشى]

[-يامن إحود يمين بسرعة
كان يامن يحرك المحرك بسرعة وهو متوتر ولكن بلا جدوى فرامل السيارة لا تعمل
- مفيش فرامل مفيش

توتر يونس أيضاً الحافلة تقترب ستصدمهم
- نط من العربية طيب اعمل حاجة
- أيوة ح ح حاضر ]
ثم نظر حوله فوجد فيروز  تنظر له بترقب لقد فشلت مخططها
"فلاش باك "
فى الغرفة التى تمكث بها فيروز  كانت تتحدث فى الهاتف بغضب
- أيوة يا بابا هربت من المصحة ومش هقولك أنا فين وإنسى إنك خلفت بنت إسمها فيروز خالص
كانت تسير ذهاباً وإياباً بغضب بالطبع سيأتى اليوم الذى تعود به الذاكرة ل يامن فقررت أن تستشير أحداً فى هذا فقامت بمهاتفة إستشارى وقصت عليه القصة كاملة .
فأجابها قائلاً :
- بصى فى الحالة دى لو المريض إتعرض لصدمة فى رأسه بيحصل تشوه كامل للذاكرة وفى الحالة دى نش بيفتكر أى حاجة
أعطاها الحل الذى كانت تريده فأغلقت الهاتف بسعادة شديدة
" عودة إلى الوقت الحالى "
نظر يامن إلى فيروز وأدمعت عينيه لا ينكر أن رؤيتها والذاكرة عائدة إليه مختلفة بشدة يشتاق إليها ويأبى أن يعترف بذالك حتى  أمام نفسه .
كان الجميع ينتظر ردة فعل يامن تذكر يامن كل شئ وجود يوسف بينهم لا يدل سوى على شئ واحد وهو أن والديه قد فارقا الحياة يتذكر حديث إلياس بشأن التعزية وإعتذاره عن عدم المجئ جلس وأجهش فى البكاء فجلس كلاً من يوسف وعمر بجانبه بينما ملك أفيضت عينيها بالدموع ونادية كذالك
فتحدث عمر قائلاً :
- متعملش ف نفسك كدا إهدى
تحدث يامن قائلاً :
- أهدى إيه ده أنا حتى محضرتش دفنتهم أهدى إزاى بس نفس اليوم مش قادر أتحمل بجد
وعلى ذكر اليوم تذكر وجود فيروز بجانبه وهذا شئ غير مفهوم أبداً ، فنهض من موضعه وإقترب منها ثم تحدث قائلاً :
- وإنتى جاية ليه عايز أفهم جاية تشتمى فيا مش كدا
عقدت حاجبيها بتعجب وتحدثت بسخرية
- أشمت فيك ؟ طب ليه الظن ده أشمت فيك ليه ده إنت حالتك تصعب على الكافر أصلاً ، أمك وأبوك ماتوا فى نفس اليوم اللى نادر أخويا قتل أختك فيه مش كدا ولا أنا غلطانة
إبتسم يامن بألم
- آه فعلاً بتتكلمى صح  إنتى جاية بقى  عشان تفكرينى
نظر إليها بسخرية :
- تعبتِ نفسك والله مكنش ليه داعى خالص
إلا قوليلى صحيح عايز أفهم حاجة كدا
رفعت حاجبيها بمعنى تحدث ، فتحدث هو قائلاً :
- إنتى كنتِ عايزة تباتى معايا فى نفس الأوضة ليه لحد دلوقتى مش قادر أفهم بصراحة
قهقهت بشدة ثم تحدثت قائلة :
- أقولك ومتزعلش
أومأ برأسه إليها لكى تتحدث
- عشان كنت عايزة أعمل فيك نفس اللى عملته فى نادر ، وأعمل كشف عذرية وأتهمك وبابا يقتلك عرفت
قهقه يامن بشدة بل كان يضحك بسخرية حتى أدمعت عيناه فتعجبت هى من هذا بل كان الجميع صامت يشاهد المشهد فقط
فتحدث يامن قائلاً وهو مازال يضحك :
- تاعبة نفسك و جاية لحد هنا عشان كدا ، صدقينى مش محتاجة نبات فى أوضة واحدة مع بعض عشان تتهمينى ، كان ممكن تروحى تعملى الكشف من غير ده كله وتبلغى
وضعت ملك يدها على فمها من هول الصدمة من جرآة حديثه بينما كان كلاً من نادية وعمر ويوسف مستمتعين من هذا الحديث وبشدة
رفعت فيروز يدها كى تصفعه وهتفت بغضب شديد قائلة :
- بس يا زبالة يا حقير
ولكن أمسك يامن يدها قبل أن تفعل هذا وقام بلوى ذراعها للخلف وتحدث قائلاً :
- الزباله دى تبقى عيلتك مش أنا ، لو عليا أقتلك حالاً بس ليه وإنتى عايشة هتبقى متعذبة أكتر وأنا بصراحة لما شوفتك كدا فرحت أوى لسه زى ما إنتى متغيرتيش
ثم تركها فأمسكت ذراعها بألم وتحدثت قائلة:
- إنتم شايفين نفسكم على إيه أصلاً لا إنت كنت تحلم تتجوزنى ولا أختك كانت تحلم إن نادر يحبها ، أنا لحد دلوقتى مش عارفة هو حب فيها إيه أصلاً
فى هذه دخلت سارة من باب القصر فوقفت بجانب ملك لكى ترى ما يحدث
قهقه يامن بشدة وتحدث بطريقة أثارت الغضب بداخل فيروز :
- أنا مكنتش أحلم أتجوزك إنتى صح
ثم إقترب من أذنها وتحدث بصوت لا يسمعه أحد
- ناسية إحنا إتقابلنا إزاى إستنى هفكرك وأعرف الجمهور اللى بيتفرج
ثم نظر إليهم وقهقه بشدة ثم جلس وتحدث قائلاً :
- أنا قولت أقعد شكل الحوار مطول ، بتقولى بقى مكنتش أحلم أتجوزك ونادر حب إيه فى يسر صح
ربعت يدها بغضب وهى تنظر إليه
فعقد حاجبية متحدثاً بسخرية
- هو أنا اللى كنت فاقد الذاكرة ولا إنتى
ثم رفع حاجبه وإرتفعت نبرة صوته
- أنا واحد كان قاعد فى كافيه بيشرب قهوته فى أمان الله لقى واحدة قعدت على التربيزة معاه وبتقوله أنا معجبة بيك ومش هسيبك إلا لو إرتبطنا عالفكرة
ثم عقد حاجبيه وهو ينظر إليها و إبتسم قائلاً :
- مش ده اللى حصل ، لولا كدا مكنتش هاخد بالى منك أصلاً يبقى مين فينا اللى مكنش يحلم ، وبالنسبة بقى ل يسر اللى مكنتش تحلم أخوكى يحبها دى مش عارف جبتيها إزاى
ثم وضع يده على رأسه وكأنه ليس متذكر وتحدث بإستفزاز :
- نادر أخوكى إتقدم ل يسر خمس مرات صح منهم مرة راح ل جدى البلد ، وعلى ما أعتقد عملها مفاجأة فى الجامعة وقالها إنه بيحبها وضربته بالقلم صح
ثم قهقه بشدة فإقتربت هى منه بجنون وأمسكته من التى شيرت الذى يرتديه بكلتا يديها
- هقتلك يا يامن لو مسكتش هقتلك
ثم أرخت يديها وأصبحت تتنفس عالياً فهذه النوبة تحدث معها دائماً عندما تكون غاضبة ، أسندها يامن لتجلس ووضع لها كوب المياة أمامها فأخذته وإرتشفته دفعة واحدة .
بينما يامن تحدث قائلاً :
- والله صعبانة عليا تصدقى جاية من إسكندرية لهنا عشان تمثيلية خايبة زى دى
ثم قهقه بشدة قائلاً :
- بقى أبوكى لما تعملى كشف عذرية وتمثلوا إنى عملت فيكى زى ما أخوكى الواطى عمل فى يسر هيقتلنى
ضحك يامن بهيستيرية وهو ينظر لتعابير وجهها المبهمة ثم أكمل قائلاً :
- كان قتلني لما قتلت أخوكى جوا بيتكم ، تصدقى وسعت منك أووى
نظرت إليه فيروز وهى ترفع حاجبيها وتبتسم بشماتة ثم تحدثت قائلة :
- ميصعبش عليك غالى عشان أنا معملتش تمثيلية خايبة خالص عارف ليه
- ليه !
- عشان أنا هنا فى القاهرة براقبك من تلات شهور قولى وإستفدتى إيه
إبتسم يامن ثم تحدث قائلاً لها :
- إستفدتى إيه يا كونتيسة
وضعت يدها على فمها وهى تبتسم بسعادة كبيرة
- فضلت أراقبك ، أراقبك لحد يوم سنوية يسر عارف ليه ؟!
كان ينظر لها بترقب ينتظر بقية الحديث.


فى مكان آخر كان والد فيروز قد أخبر الشرطة بإختفاء إبنته منذ مدة فقاموا بمهاتفته حتى يخبروه أنهم عثروا عليها وفى طريقهم حتى يحضروها إليه .

بينما فيروز كانت تستمتع بنظراته تلك فأكملت قائلة والإيتسامة لم تفارق وجهها أبداً :
- أقولك أنا ليه
إقتربت منه وهى تضع يدها على كتفه قائلة بإستفزاز وبرود :
- عشان أفك فرامل العربية لأهلك وليك يوم سنوية يسر
ثم نظرت إليه بكره وتحدى
- عشان تعرف إنها تمثيلية مش خايبة ، وجيت هنا بس عشان عرفت إنك لسه عايش إنت وأخوك
ونظرت إلى يوسف شزراً
ثم قالت
- أصل عيلتك كلها ، ب نادر عندى
كان يامن لا يستوعب ما قالته وكان الجميع فى حالة صدمة ولكن عاد يامن لوعيه وأمسك بعنقها بكلتا يديه وتحدث بغضب جحيمى
- يا زبالة ، مش هتعيشى يوم تانى بعد اللى قولتيه
كانت فيروز تحاول أن تنزع يده من عنقها ، وكان كلاً من عمر ويوسف يحاولون إبعاد يامن عنها ولكن بلا جدوى إلى أن أتت الشرطة وسيطرت على الموقف بالكامل أبعدت يامن بالقوة الجبرية .
كانت فيروز تسعل بشدة ثم نظرت إلى الضابط وتحدثت قائلة :
- حاول يقتلنى وإعتدى عليا
تحدث إليها الضابط قائلاً :
- حضرتك لسه معترفة بقتل فريدة عثمان الخلفاوى وزوجها مصطفى منصور الخلفاوى
قهقهت فيروز بشدة
- آه أنا قتلتهم وكنت جاية أقتله هو كمان
ثم كانت تضحك بهيستيرية شديدة وهى تنظر إليه

فآتى والدها ورآها هكذا فإحتضنها بشدة ثم أجهش فى البكاء قائلاً :
- ليه عملتى فى نفسك كدا
سقطت الدموع من مقلتيها ثم تحدثت قائلة :
- عشان أقهره زى ما قهرنا على نادر زى ما سابنى وطلقنى بعد اللى عمله ثم إحتضنت والدها وأجهشت فى البكاء
- أنا ليه عملت كدا ، أنا لسه بحبه يا بابا لسه بحبه ليه نادر عمل كدا ف يسر ليه
ثم أجهشت فى البكاء بهيستيرية
فأخذتها الشرطة ورحلت
فذهب والدها حيث يقف يامن وتحدث وهو يبكى
- ولادى ضاعوا منى بسبب غباءهم ، أعذرها من يوم موت نادر وهى ف المصحة بتاخد جلسات كهربة مش ف وعيها والله فيروز لو ف وعيها مش هتعمل كدا
ثم بكى بشدة
- أعمل إيه ، ضيعت نفسها
ثم رحل عنهم وهو يبكى
بينما يامن كان يشعر بالصدمة فيروز تلك الفتاة تقتل ، ولم تكتفى بل جاءت كى تقتله لأنه لم يمت ف المرة الأولى .
يتبع
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي