الفصل السابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
فى منزل مصطفى منصور الخلفاوى كانوا مجتمعين حول طاولة الطعام لتناول الغداء كان يوسف يأكل بنهم
- الأكل تحفة يا ماما تسلم إيدك
إبتسمت فريدة بشدة وتحدثت قائلة:
- بالهنا والشفا يا حبيبى
بينما كان يامن شارد وكانوا جميعاً يعلمون سر هذا الشرود كان فى عالم آخر ثم فرك وجهه بيده وتنفس بعمق وإبتسم رغماً عنه ربت مصطفى على كتفه وتحدث بحنو بالغ
- المفروض تنسى اللى حصل يا بنى فات عليه كتير
أومأ يامن رأسه وإبتسم بحزن
- أنسى !!
- أيوة تنسى
سقطت دمعة من مقلتيه وكأن لم يمر عامان على ما حدث
- أنسى إيه؟!  أنسى إن يسر زى يوم بكرا ده لقيناها مرمية قدام البيت وغرقانة فى دمها أنسى وهى ماسكة إيدى وعايزانى أوعدها أجيبلها حقها أنسى كل ده بسهولة كدا أرمى ده كله ورا ضهرى
ثم قام بتجفيف دموع عينيه وإبتسم
- أنا اللى عايز أنساه  إن يسر ماتت دى حاجة مستحيل أقتنع بيها أقتنع إن فيه كرسى من السفرة ناقص أقتنع إنكم رايحين إسكندرية عشان  تزروا قبرها بكرا وتقولى أنسى
ثم نهض من موضعه وغادر المكان بأكمله فإنهارت فريدة كلياً وكذالك مصطفى ويوسف فهذه ذكرى سوداء لا يمكن نسيانها أبداً.



فى المكتب الذى تعمل به قدر كان المدير الذى تعمل هى بمكتبه غاضب بشدة
- أصلك محامية فاشلة عشان تخسرى قضية زى دى
تحدثت قدر بإنفعال شديد
- أيوة يعنى كنت عايزنى أعمل إيه وهو مقدم فيديو باللى حصل وأوراق رسمية مش مزورة ده واحد عارف هو بيعمل إيه مش إسمها محامية فاشلة لا دى قضية خسرانة أصلاً
إبتسم لها بسخرية
- طيب يا كونتيسة إنتِ مرفودة بالسلامة من هنا بقى طرأينا 
شعرت قدر بالصدمة ماذا ستفعل ؟ ثم تحدثت بثقة مهزوزة بعض الشئ
- إدينى مرتبى وأنا همشى عادى جداً يعنى الأرزاق على الله
نظر إليها من أعلى إلى أسفل بسخرية و برود قائلاً:
- لا مالكيش مرتب يلا إتفضلى بقى متضيعيش وقتى

كانت تسير  و تجر أذيال الخيبة خلفها  كانت لا تتوقع هذا أبداً لا تملك عمل سواه كانت تريد أن تستريح فقط هذهبت إلى مكانها المفضل كى تهدأ قليلاً  .


على كورنيش النيل كان يامن يجلس كى يذهب الحزن عنه يتذكر كل شئ فيها ويبتسم كانت بريئة ونقية كان يريد فقط أن يمحى تلك الذكرى السوداء من رأسه كان شارد إلى أن إقتحمت هى المكان  بعشوائية وجلست أمامه كان شارد لدرجة أنه لم يشعر بها بينما هى كانت تنظر له بإعجاب حتى أنها لم تلاحظ من قبل لون عينيه الأخضر هذا، لاحظها يامن فنظر إليها بتعجب وتحدث قائلاً بخفوت ظناً منه أنها لم تسمع :
- مين دى
ثم نهض كى يرحل ولكن إستوقفه حديثها
تحدثت قدر بغضب
- بقولك إيه فيا اللى مكفينى ومعرفش حد غيرك أحكيله خيبتى  كويس إنى لقيتك هنا إتهد وأقعد
- خيبتك ؟!
نظرت إليه قدر فوجدته ينظر لها وشعرت بأن قلبها يرجف من نظراته تلك
فتحدثت قائلة :
- إترفدت من المكتب  النهاردة عشان خسرت القضية
نظر إليها بأسف
- طيب أنا مش فاهم يعنى إنتِ زعلانة عشان خسرتِ القضية ولا عشان إترفدتى ولا الإتنين
نظرت إليه بتعجب من نظراته البريئة تلك التى لأول مرة تراها فدائماً ما تكون نظراته تحمل الغموض والتحدى
- زعلانة عشان مكنش عندى شغل غيره هاكل منين وأدفع الإيجار منين واللى مضايقنى إن المدير ده عارف ظروفى ومرضيش يدينى مرتبى منتهى الغباء اللى فى الدنيا يعنى
حك يامن أنفه بيده ثم تحدث بهدوء تعجبت منه
- بصى أنا يمكن معرفكيش وأول مرة أشوفك  وكدا بس أنا ممكن أساعدك يعنى
نظرت إليه قدر عاقدة حاجبيها
- أول مرة تشوفني إنت بيجيلك زهايمر بالليل لا سلامتك ولا باين عندك إنفصام
- قصدك إنى شوفتك قبل كدا ممكن بس أعذرينى مش بركز فى الوشوش أوى  
تحدثت هى بغضب شديد
- مش بتركز فى الوشوش وهو أنا خبطت فيك وأنا ماشية ده إحنا وقفنا قصاد بعض فى المحكمة إنت أهبل
رفع يامن حاجبة وتحدث بغضب
- أهبل !! تصدقى أنا غلطان أصلاً إنى وقفت أسمعك
كان سيرحل ولكن أمسكت يديه فنظر ليديها فتركت يده .
ربع يامن يديه أسفل صدره منتظراً منها أن تتحدث
- مقصدتش بس إستغربت إنك مش فاكرنى إنت فعلاً مش فاكرنى خالص
ربط يامن حديثها بشأن المحكمة والقضية بالتأكيد تقصد يونس
- آه قضية ومحكمة تقصدى يونس
ثم عبث فى شعره قائلاً:
- يؤسفنى أقولك إنى مش يونس أنا يامن أخوه التوأم مدتنيش فرصة أقولك بقى معلش 
شعرت قدر بالصدمة لم تلاحظ أبداً
- إنتوا توأم فى الشكل بس بصراحة
إبتسم يامن وتحدث قائلاً:
- عموماً لو إحتاجتِ حاجة ممكن أساعدك
ثم أخرج أموال كثيرة من محفظته ليعطيهم لها
- دول عشان الإيجار إنتِ بنت ومينفعش تتبهدلى فى الشوراع
نظرت إلى يده بصدمة
- أنا محكتش والله عشان تدينى فلوس
- ماشى أنا عارف والله بس صدقينى مينفعش معملش كدا بصى إعتبريهم دين يا ستى إبقى رديه وقت ما تحبى
نظرت إلى يده بحرج وأخذت الأموال ثم تحدثت بخجل
- والله هردهملك يا يامن دين فى رقبتى
- ولا يهمك يا ...
إبتسمت قائلة :
- قدر إسمى قدر
- عاشت الأسامي يا قدر طيب الوقت إتأخر وأنا هروح لو هتمشى هوصلك فى طريقى
- آه همشى بس مش عايزة أتعبك
إبتسم وهو ينظر لأعلى فكان وسيم للغاية
- لا مفيش أى تعب إتفضلى صعدت إلى السيارة وأخبرته بالعنوان كان يقود بهدوء عكس العاصفة بداخله
كانت تنظر إليه خلسة فقد كان وسيم للغاية هدوءه وحديثه ثم تحدثت بخفوت
- يخربيت حلاوة أمك
وصل الحديث إلى مسامعه فقهقه بشدة
- هى حلوة فعلاً بس عرفتى منين
نظرت إليه قدر بصدمة وتحدثت بحرج
- هو أنا كنت بتكلم بصوت عالى
رفع حاجبيه متحدثاً
- تخيلى آه بس عادى ولا يهمك يعنى أنا فعلاً حلو وكدا
قهقهت بشدة عليه
- مش للدرجادى هو عشان عينك خضرا يعنى ولا إيه
عبث يامن فى خصلات شعره
- لا مش عشان عينى أنا حلو وإنتِ لسه قايلة ده تنكرى
نظرت قدر لأسفل وشعر هو بخجلها فتحدث بمرح
- مش باين خالص إنك محامية يعنى شكلك ميبانش عليه خالص يا قدر
نظرت له وتحدثت قائلة :
- مش محامية أوى لسه تحت التدريب دى أول قضية ليا ومن حظى النحس إن أخوك اللى واقف قصادى هو صعب بصراحة
- يونس شاطر مش صعب تفرق جداً أنا شايف إنه مكنش ينفع غير إنه يبقى محامى أو ظابط لايق عليه جداً
تنفست بعمق وتحدثت قائلة  غير مبالية بوجود يامن :
- من ناحية لايق عليه معاك حق لايق عليه كل حاجة هو كاريزما أوى يهوس بس حلاوته مش هتشفعله عندى
إنفجر يامن فى الضحك
- ولو قولتلك عشان خاطرى
نظرت إليه وكانت تريد أن تنشق الأرض وتبتلعها فنظرت للجهة الأخرى فتحدث هو بجدية
- متقلقيش كأنى مسمعتش حاجة عادى
- بجد
- بجد يا ستى
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/ شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي