الفصل الثلاثون

بسم الله الرحمن الرحيم
قام عمر بمهاتفة كلاً من ياسين ويونس ليذهبون إلى قسم الشرطة حتى تقع عليها أقصى عقوبة ويتخلصون منها للأبد

على كورنيش النيل
قامت قدر بإخراج هاتفها وأعطته له ليقرأ الرسالة الواردة إليها .
" فاكرة بقى لما تتدخلى المحامى الخايب ده هتهربى مننا طيب إستنى عليا بس "
أومأ يونس برأسه قائلاً :
- إنتى تحت المراقبة والوضع كدا زاد عن حده ولازم أتصرف
كانت تنظر له قدر بسعادة لطالما كانت تحلم بأحداً يقف بجانبها بهذه الطريقة .
ثم قطع حديثهم رنين هاتفه وجده والده فشرع فى الرد سريعاً
- ألو يا حبيبى كل حاجة كويسة
- لازم تروح إنت وياسين قسم (.....) 
ثم قص عليه ما حدث بإختصار
أومأ يونس برأسه
- لا من الناحية دى متقلقش خالص أنا هتصرف إشرب قهوتك وبالك مرتاح خالص سيبها عليا
كانت قدر تنظر إليه الجميع يعتمد عليه وكان يونس سعيد للغاية فنظر إليها وتحدث قائلاً :
- بصى يا قدر متقلقيش خالص وإطمنى تمام ، بس أنا لازم أمشى دلوقتى ورايا مشوار مهم أوى هبقى أكلمك
أومأت برأسها فترك هو الحساب وأوقف لها تاكسى ورحل كى يذهب لقسم الشرطة.

فى قسم الشرطة كانت فيروز تضحك تارة وتبكى تارة آخرى .
كان الجميع فى الزنزانة ينظر إليها فإقتربت منها سيدة يبدو عليه الإجرام وتحدثت قائلة :
- مالك يا بت إنتى شوية تعيطى وشوية تضحكي فيه إيه ، هو إنتى جاية ف إيه
كانت فيروز تضحك بهيستيرية شديدة وتحدثت قائلة:
- فى قتل ، قتلت
نظرت السيدة لهيئتها التى لا يبدو عليها ذلك فأكملت فيروز حديثها
- متستغربيش قتلت ، كنت عايزة أقتلهم كلهم بس يوسف ويامن لسه عايشين
وعلى نطقها إسم يامن أجهشت فى البكاء وتحدثت قائلة:
- أنا لسه بحب يامن ، هو ليه نادر عمل كدا ف يسر ليه قتلها لييه أنا عايزة أتجوز يامن
ثم أكملت وهى تبكى
- يتجوزنى بعد ما قتلت أهله ، أنا ليه قتلتهم لييه
ثم هدأت قليلاً
- ما هو قتل نادر ، ونادر كان كل عيلتى يبقى إحنا كدا خالصين
ثم وضعت يدها على فمها
- لا مش خالصين ويسر !!! نادر قتلها ، هو ليه نادر يحب يسر أصلاً ، مفيش حد بيحب حد ويقتله
ثم قهقهت بشدة
- بس أنا حاولت أقتل يامن يبقى إيه قولى ؟
كانت السيدة تنظر إليها بدهشة بالتأكيد هذه مجنونة بالكامل
فضحكت فيروز بهيستيرية:
- أقولك إيه يبقى ومن الحب ما قتل صح
ثم جلست تتحدث مع نفسها تارة تضحك وتارة تبكى .

كان يونس سعيد للغاية بأمر ما حدث علمه بمن دبر هذه الحادثة أراح ذهنه كثيراً فذهب إلى قسم الشرطة فوجد ياسين قد آتى أيضاً .
- بابا قالى روح لياسين هو مش إنت اللى بتحقق ف القضية دى  ولا إيه
- للأسف لا بس هنحضر التحقيق أنا وإنت يلا بينا
قام وكيل النيابة بإستدعاء فيروز للتحقيق معها .
دخلت فيروز مكتب الضابط ورأت يونس وياسين نظرت جهتهم بسخرية شديدة
فنظر إليها وكيل النيابة وتحدث قائلاً برسمية:
- إيه أقوالك فى التهم المنسوبة إليكِ ، إنتِ متهمة بقتل فريدة عثمان الخلفاوى،  ومتهمة بقتل مصطفى منصور الخلفاوى ، إيه ردك ؟
عقدت فيروز حاجبيها وتحدثت قائلة :
- وإيه التهمة ف كدا آه قتلتهم حق نادر أخويا نادر بعيلته كلها
- سجل عندك يا بنى أقوالها
ثم قام بالنداء على العسكرى
- عسكرى خدها على الحبس الإنفرداى
كان يونس يتابع ما حدث بتمعن فتحدث وكيل النيابة قائلاً :
- بس البنت دى مش بكامل قواها العقلية
إبتسم يونس قائلاً :
- ده رأيك ويستحسن تحتفظ بيه لنفسك عشان البت دى بتكدب وهى هنا بقالها تلات شهور بتخطط للجريمة دى ومش هتكتب كدا فى التحقيق هتأيد الإعتراف بس أنا عايز البت دى تختفى من الوجود
أومأ وكيل النيابة وأيد قرار يونس وسجل الإعتراف فقط .

فى فيلا ناير الأسيوطى "والد شادى" كان يجلس ويأمر أحد رجاله
- زى ما فهمتك عينك متغبش عن يونس عمر وصفى ، والمحامية الغبية اللى إسمها قدر دى لازم يدفعوا تمن سمعة إبنى اللى جابوها الأرض لازم أجيب حقه .


كان يامن لا يتحدث بعدما ذهبت الشرطة بشئ فإحتضنه عمر قائلاً بمواساة:
- مفيش هروب من قدر ربنا وحد الله يا بنى
أومأ يامن برأسه ثم إبتعد عنه قائلاً :
- أنا رايح إسكندرية أزورهم مش هقدر أستنى
- النهار ليه عينين طيب
- لا دلوقتى مش هستنى للصبح
أمسك يوسف بذراعه قائلاً :
- طيب يلا هروح معاك يلا بينا
- لا مش عايز حد معايا سيبونى لوحدى
فى هذه اللحظة كان يونس قد آتى
- مالكم صوتكم عالى ليه كدا ؟
تحدث عمر بقلق :
- أخوك عايز يروح إسكندرية دلوقتى ومش عايز حد يروح معاه
نظر يونس إلى شقيقه ورأى الإصرار فى عينيه فتحدث قائلا ً :
- خلاص يا بابا سيبه براحته
ثم وجه حديثه إلى يامن
- هاجى معاك بس أتأكد من العربية والفرامل وروح لوحدك زى ما إنت عايز
كان عمر ينظر إليه ولا يفسر أبداً ردة فعله ولكن فضل أن ينتظر للنهاية
ذهب يونس معه وتأكد من سلامة السيارة ثم صعد يامن إليها وقادها ، بينما يونس تحدث لوالده قائلاً :
- متقلقش يا بابا همشى وراه بالعربية بس ده وقت مينفعش تعاند معاه حتى لو لمصلحته
ثم صعد يونس للسيارة وسار خلف سيارة يامن
حتى يطمئن عليه .
وصلت السيارة إلى المكان المنشود هبط يامن منها وكان دموعه تهبط كالشلال وهو على باب المقابر فإستفسر منه الشخص الذى يجلس على الباب عن أى مقبرة يبحث وأرسله إليها .
بينما يونس إنتظر إلى أن يدخل يامن ودخل هو فنظر إليه عامل المقبرة بصدمة وتحدث بخوف
- سلامٌ قول من ربٍ رحيم هو أنا مش لسه مدخله دلوقتى
إبتسم يونس وتحدث قائلاً :
- هم يضحك وهم يبكى صحيح إطمن أنا أخوه هدخل بس عشان مسبهوش لوحده بعد إذنك
دخل يونس فوجد يامن يتحسس القبر ويبكى فقط دون أى حديث ظل يصرخ ويبكى
- اللى أنا فيه دلوقتى حقيقة مبقتوش موجودين فعلاً ، ماما أنا محتاج لحضنك أووى مش قادر أصدق اللى حصل وإنت يا بابا مين هيسندنى ويفهمنى مين ؟ أنا محتاج لوجودكم أووى
ثم إقترب من قبر يسر ونظر إليه وأجهش فى البكاء
- ياريتنى ما عرفت فيروز دى ولا أخوها يارتنى وحشتينى يا يسر وحشتينى يا قلب أخوكى
كان يونس ينظر إليه وبكى رغماً عنه ثم لم يحتمل إقترب منه وربت على كتفه
إستدار له يامن وإحتضنه بشدة فتحدث يونس قائلاً :
- متقلقش أنا جمبك مفيش فى إيدينا غير إننا ندعيلهم ونتصدق على روحهم هون على نفسك يا حبيبى
- أنا تعبان يا يونس الدنيا من غيرهم صعبة
أجهش يونس فى البكاء وتحدث قائلاً :
- ملحقتش أشبع من حنانها يا يامن سابتنى بعد ما لقيتها
ظلوا يتحدثون لفترة طويلة إلى أن هدأوا تماماً وغادروا الأسكندرية.


بعد مرور شهرين تم تحديد القضية التى سيتم محاكمة فيروز بها كانت التحقيقات دقيقة جداً ولكن الأدلة كانت واضحة وكذالك الدافع كانت هذه هى المحاكمة النهائية فالجلسة الأولى حاول المحامى الذى أرسله والدها بإثبات أنها ليست بكامل قواها العقلية ولكن التحقيقات وطريقة القتل وكذالك إعترافها يتنافى مع حديث المحامى فتحدث القاضى ناطقاً بالحكم
- بعد الإطلاع على كامل الأدلة والبراهين ، قررنا نحن هيئة المحكمة بتحويل أوراق المتهمة فيروز سالم محفوظ إلى فضيلة المفتى رفعت الجلسة
إنهار والدها بالكامل وكان يبكى بهيستيرية بينما هى نظرت ليامن وإبتسمت بمعنى ها هى قد تحققت العدالة كما أردت .
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي