الفصل الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم
فى بداية الحديث أتمنى ترددوا الدعاء ده رجاءاً وليس أمراً
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وبصفاتك العلا وبرحمتك التي وسعت كل شئ، أن تمن علينا بالشفاء العاجل لجدى ، وألا تدع فيه جرحا إلا داويته، ولا ألما إلا سكنته، ولا مرضا إلا شفيته، وألبسه ثوب الصحة والعافية عاجلا غير آجل، وشافِيه وعافِيه ا واعف عنه، واشمله بعطفك ومغفرتك، وتولّه برحمتك يا أرحم الراحمين.
إدعوا لجدى فضلاً إن ربنا يتم شفاءه على خير .
__________
كانت سارة فى حالة لا يرسى لها كانت تنظر إلى يامن تارة وإلى مكالمة يونس تارة أخرى ثم شرعت فى الرد حتى تتأكد من ظنونها فكيف لشخص أن يشبه شخصاً فى الشكل وحتى الصوت، كانت تبتلع ريقها بصعوبة
- ألو يا يونس
- أيوة يا سارة إنتِ فين أنا مستنيكى
كانت هذه هى الصدمة الكبرى لسارة  كانت تشعر بالأرض تهتز من أسفلها ما هذا ، إنه ليس يونس حقاً كيف؟ هل ما أراه حقيقة أم أننى من فرط العشق أصبحت أراه أمامى دون وجوده .
- أنا جاية أهو سلام
هرولت سارة من أمامهم وكانت عيناها لا تجف خائفة متوترة ، من الذى حدث؟ إحتمت بشخص لا تعلم عنه شئ هو ليس محبوبها يونس ليس هو ماذا لو كان تسبب بأذيةٍ لها من أجل من تشاجرت معه؟
أما يامن فكان فى حالة صدمة إنها حقاً مُختلة ، نظر إليه يوسف بإستغراب
- هتفضل واقف كدا كتير مالك
- حاجة غريبة إنت شوفتها بتتكلم بثقة إزاى وكأنها مش متلغبطة يا يوسف
- دى مجنونة يا بنى فكك
- جايز طيب يلا عشان ماما إتصلت كتير
- يلا بينا

كان يونس يتحدث فى الهاتف بإنفعال فصعدت سارة دون أن تتحدث بأى شئ ، ولكن يونس لاحظ هذا الصمت وتلك الدموع التى تهبط دون صوت منها فأنهى المكالمة على الفور وقرر أن يستجوبها عن ما حدث
- إيه اللى حصل يا سارة إحكيلى عشان أقدر أحل المشكلة
قامت سارة بإحتضانه بشدة وتشبثت به ، ولكن بدلاً من المواساة والتخفيف عنها أبعدها عنه بعنف
- عالفكرة يا سارة أنا مش بحب إسلوبك ده متقربيش منى تانى بالطريقة دى أنا محترم عمى ومش حابب أجرح شعورك بس ده فوق طاقتى بجد
شعرت سارة بالإحراج منه فهى لم تعتاد على هذا الرفض من قبل فكانت تحتضنه كلما إشتد بها الألم لم يكن يبادلها الشعور ولم يرفضه أيضاً ، شعرت هى بالإنكسار
- أنا آسفة بس كنت متضايقة شوية ومش هعمل كدا تانى صدقنى
لم يبالى هو بهذا الكسر الذى سكن أعماقها وتحدث بلامبالاة
- المهم مالك راجعة بتعيطى ليه كدا
- يهمك فى حاجة
- لا ميهمنيش بس سألتك عشان إنتِ كلمتنيى وكنتِ خايفة ، حصل حاجة إنطقى
شعرت سارة بالتردد بإخباره عما حدث منذ قليل
- ما هو .... إنت مش هتصدقنى
- قولى اللى حصل وسبيلى القرار إذا كنت أصدق ولا لأ
قررت سارة إخباره بالحقيقة لإنها غير مطمئنة.
- شوفت واحد شبهك وإتكلمت معاه وكنت فكراه إنت بس لما قلع النضارة بتاعته لقيت عينه لونها أخضر ولقيتك بترن وسيبته وجيت

كان يونس لا يصدق ما تقصه ساره على مسامعه من الممكن أن يكون حديث والده حقيقة  بشأن الشبه فتحدث بلهفة
- شوفتيه فين إنطقى
- جوا فى الجامعة
- طيب تعالى معايا عشان نتأكد
ذهب يونس معاها كى يتأكد من حديثها هذا ولكن لم يجدوا شئ
- فين ده
- كان بالعربية هنا  مش عارفة راح فين
شعر يونس بالإختناق من تصرفاتها حقاً بلهاء فتحدث بعصبية وإنفعال
- وإنتِ مقولتيش أجيلك ليه هنا كنت لحقته إنتِ عمرك ما عرفتى تتصرفى مرة واحدة صح فى حياتك

- إنت بتتعصب عليا ليه أنا معملتش حاجة لكل ده
- إسكتى خالص بقى مش عايز أسمع صوتك
- لو محتاجه يعنى ممكن تيجى معايا بعد بكرا وتسأل يوسف اللى أنا إتخانقت معاه هو يعرفه
- هو ده الحل الوحيد فعلاً أول مرة تفكرى يلا

فى أكبر قرى الصعيد كانت البلدة فى حالة من البهجة خصوصا بعد مجئ يامن ويوسف كان منصور سعيد للغاية بتلك الزيارة كانت العائلة بأكملها مجتمعة أحمد شقيق مصطفى وزوجته أمنية  وأبناءه الثلاثة محمد ، وصابر ، وسعدية  ،التى أعمارهم بنفس معدل أعمار يامن ويوسف  وزينب شقيقته أيضاً وإبنتيها إبتهال ، وتهانى  ورؤف وزوجته سليمة وأبناءه الإثنين مندور وفُتنة
- البلد منورة بيكم يا ولاد الغالى
- منورة بأهلها يا جدى
قام الشابان بتحية الأهل وإحتضان أعمامهم وأولادهم فقد كانوا فى حالة إشتياق لهذه الأجواء فهم الأمان والمسكن هم الأهل ❤️
كان يوسف ينظر حوله بإعجاب فهذه الطبيعة خلابة
- عجبتك البلد يا ولدى
- تحفة يا جدو
كانت فاطمة زوجة منصور تنظر إلى أحفادها بفرحة كبيرة
- إكده تهملونا الفترة دى كلياتها
"كلها"
- مشاغل بقى يا ستى إنتِ عارفة
- إتوحشتك يا يامن جوى جوى
- وإنتِ كمان وحشتينى أوى يا فطوم ، كنت عايز أطلب منك حاجة كدا يا حاج
- إتمنى يا ولدى
- إلياس صاحبى هيبات هنا النهاردة ويرجع على الصبح كدا
- البيت بيتكم يا ولدى تعزم فيه اللى إنت رايده
- العفو يا جدى ، إدخل يا إلياس
نظر إلياس من حوله وإندهش لجمال قصر الخلفاوى فهو تحفة فنية كل شئ بهذه البلد بسيط ومريح هواء نقى هدوء شديد.
- السلام عليكم إزيك يا حاج عامل إيه
- منيح يا ولدى ده بيتك ومطرحك مهتعوزش تستأذن عشان تجعد فيه
- ده العشم يا حاج
أمر منصور بتوصيل الحقائب إلى الغرف بالأعلى ، وتحضير الغداء إلى حين أن يبدل الشباب ثيابهم ويلحقوا بهم.
كان يوسف بالأعلى يعلم ما سيحدث بعد قليل وكان يامن ينظر إليه بتشفى
- بتبصلى كدا ليه
- ههههههههه شمتان فيك بصراحة نفس اللى بيحصل كل مرة بس أصبر
- سيبنى بقى عشان أنا على أخرى أصلاً
حاول يامن إستفزازه مرة آخرى
- على أخرك هههههه ده إحنا لسه جايين ما تسيب أخرك ده شوية لسه بدرى عليه ههههههههه
- ده إنت رخم بس مردودة

كان يونس يسير ذهاباً وإياباً يفكر بما حدث بينما عمر كان لا يصدق أن  ولده يمكث هنا بالقاهرة
- هنعمل إيه يا يونس هنفضل قاعدين مكاننا كدا
نظر يونس إلى والده بنفاذ صبر
- أيوة يعنى هنعمل إيه غير إننا نستنى لحد بعد بكره
- إستعجل فى الموضوع شوية يا يونس
- ده على أساس إنى معطله
يعنى يا بابا
تحدث عمر بشئ من الحنين والاشتياق
- هتجنن وأشوف أخوك
- متقلقش مبقاش يونس عمر وصفى إلا لما أجيبه لحد عندك هنا 
يتبع ....
عارفة إن الفصل قليل بس يارب ينال إعجاب الجميع شجعونى وأنا هطول الفصل وعايزة أعرف توقعاتكم للى جاى متنسوش تعملوا فوت
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي