الفصل السادس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
فى صباح يومٍ جديد كان يونس يقود السيارة بسرعة عالية إلى أن وصل المحكمة
"فى قاعة المحكمة "
قدر كانت واثقة من نفسها تنظر إليه بإستخاف وتكبر
- سيدى القاضى حضرات السادة المستشارين إنه المتهم الذى يمكث أمامكم فى قفص الإتهام قاتل لم تعرف الرحمة إلى قلبه سبيل
وحابة أدخل فى الموضوع عالطول أنا معايا الدليل إنه قتل ده فيديو باللى حصل كله
وقامت بتقديم الدليل للمحكمة.
كان الدليل يحتوى على مقطع لمؤمن وهو يقتل شادى صديقه متعمد عدة رصاصات متفرقة دون أن يغمض له جفن
نظر يونس إليها بصمت ثم تحدث
- أنا بعترض يا سيادة القاضى الأستاذة  بتحاول تضلل العدالة
أجابه القاضى بتعجب
- إزاى
إرتدى يونس النظارات الخاصة به ونظر إليه بإستخفاف فشعرت هى بالغضب حيال ذلك وإنتظرت كى يتحدث ولكن الصدمة أنه أخرج فلاشة من حقيبته ووجهها إلى القاضى وتحدث قائلاً :
- المقطع اللى الأستاذة قدمته ناقص واللى فيه الدافع الرئيسى ورا الجريمة ومرفق مع إذن النيابة
أومأ القاضى رأسه وقاموا بتشغيل المقطع
الذى يحتوى على شادى وهو يعتدى على فتاة بوحشية وجاء مؤمن وقام بقتله بعد مشاجرة كبيرة ، كانت قدر تنظر للمقطع بصدمة فهذا شادى وغداً دون أن تعلم ولكن مهما كان لا يحق لمؤمن قتله فتحدث القاضى بلهجة غير قابلة للنقاش
- وإيه علاقة المجنى عليها بالجانى مؤمن كامل السيوفى واللى يوصل الموضوع للقتل بالطريقة الشنيعة دى  
قهقت قدر خفيةً فلمحها هو فأخرج عدة أوراق من حقيبته وتحدث بثقة تليق به كثيراً
- علاقته قوية جداً بالمجنى عليها الأوراق اللى قدام حضرتك بتثبت  إن مروة متولى رمضان تبقى زوجة الجانى مؤمن كامل السيوفى رسمياً متزوجها من ست شهور والمجنى عليها هنا فى القاعة وممكن تقدم شهادتها لسيادتك
كانت قدر تنظر له بصدمة كيف قلب الموازيين لصالحه بتلك الطريقة .
جاءت مروة وهى تنظر لأسفل ووقفت على المنصة كى تقدم شهادتها فوضعت يدها على المصحف
- والله العظيم أقول الحق أنا ومؤمن متجوزين من ست شهور فعلاً وشادى كان أقرب صاحب ليه واللى حصل فى اليوم ده إنى روحت الشركة لمؤمن فعلاً وكان فى إجتماع وشادى دخلنى المكتب وطلبلى عصير وكان مصِّر أشربه ولما رفضت شدينا فى الكلام وإعتدى عليا
كانت تحكى وهى تبكى بشدة حتى أن مؤمن أخفض رأسه لأسفل
ثم أكملت حديثها قائلة:
- فى اللحظة دى مؤمن دخل المكتب لإنى كنت بصرخ بصوت عالى ، واتخانق مع شادى والسلاح ده مش بتاع مؤمن أصلاً شادى هو اللى كان عايز يقتل مؤمن وقاله كدا وبعدها مؤمن أخد منه المسدس وضربه بالنار لما شادى إتكلم فى شرفى وقاله إن كل اللى حصل ده متصور وهيفضحنى بيه
قامت قدر بالإقتراب منها ووجهت لها الحديث
- تقدرى تقوليلى واحد زى مؤمن كامل السيوفى يتجوز كدا من غير فرح ، خبر فى الجورنال أى حاجة من الحاجات دى يعنى بحكم إنه من عيلة كبيرة
نظرت مروة إليها وتحدثت بثقة كبيرة
- مؤمن إتقدملى من سبع شهور وبابا وافق لكن بعد إسبوعين بالظبط مات
ثم أجهشت فى البكاء وتحدثت من بين شهقاتها قائلة:
- وإبن عمى وقتها كان عايز يتجوزنى غصب فإضطرينا نكتب الكتاب عشان أقدر أعيش أنا ووالدتى معاه بشكل طبيعى ورسمى وكان مؤمن بيجهز إنه يعملى فرح بس ملحقناش
وهنا إنهارت مروة كلياً فأسندها يونس لتجلس وتستريح
إبتلعت قدر ريقها بصعوبة ونظرت إلى القاضى منتظرة الحكم
- الحكم بعد المداولة
بعد مرور خمس دقائق
خرج القاضى وتحدث قائلاً:
- نظراً للأدلة المقدمة وتقرير الطب الشرعى قررنا نحن هيئة المحكمة بالحكم على المتهم مؤمن كامل السيوفى بالسجن ثلاثة أعوام مع إيقاف التنفيذ رفعت الجلسة
إبتسم يونس بثقة وأنهى إجراءات البراءة فأدمعت عين مؤمن وإحتضنه بشدة
- أنا مش عارف أقولك إيه
- ده شغلى مش محتاج تقولى حاجة
ربت مؤمن على كتفه بإمتنان
- أنا مديون ليك بحياتى شكراً بجد
إبتسم يونس وحمل حقيبته للمغادرة فإستوقفته قدر
- إستنى عندك
نظر إليها يونس بتعجب ثم تحدث قائلاً :
- نعم إتفضلى يا أستاذة
تحدثت هى بغضب طفولى
- مكنتش بكدب لما قولت إنك بتموت فى اللعب من تحت الترابيزات
إبتسم يونس بشدة ثم تحدث بهدوء جعلها تغضب أكثر
- حضرتك ممكن تقدمى طعن فى الحكم لو مشككة يعنى
كانت تنظر لليمين ولليسار ولا تجد حديثاً فتحدث هو بثقة
- المفروض أنا كمحامى أدور على الحقيقة الكاملة لكن إنتِ إعتمدتى على الدليل لكن ليه إتخانقوا ليه مؤمن قتله ده مفرقش معاكِ كل اللى فرق معاكِ إن مؤمن يتعدم حتى لو كان برئ أهم شئ تكسبى القضية لو أنا بلعب من تحت التربيزة زى ما بتقولى فده لو متأكد مليون فى المية من براءة موكلى ومستحيل كنت هقبل القضية لو كان قتله بدون أى وجه حق
ثم نظر إليها وتركها ورحل فكانت تنظر لأثره وتشعر أن بداخله إنسان سوى عكس ما يتحدثون تماماً .
كان يونس سعيد للغاية بأنه ربح القضية من الجلسة الأولى فهكذا هو يكون إبن عمر وصفى .

فى شركة رحيم جروب كان طارق غاضب بشدة فلم يأتى يامن بعد ثم آتى عمر كى ينعقد الإجتماع فكان طارق سينفجر فتحدث عمر قائلاً:
- كل حاجة جاهزة عشان الإجتماع يا طارق
- أيوة ثانية واحدة بس حضرتك
قام طارق بإستدعاء إلياس فكان إلياس يعلم لما إستدعاه فكان يهاتف يامن ولكن بلا جدوى فذهب إلى مكتب طارق
- أهلاً بشمهندس طارق ، وأهلاً بحضرتك يا بشمهندس عمر نورت مصر
أومأ عمر برأسه بمعنى أهلاً فتحدث طارق بغضب
- ممكن أعرف بشمهندس يامن فين بقالك ساعة بتقولى جاى فهمنى بقى
كان إلياس يحك رأسه ويفكر فى الرد ثم وضع يده على رأسه وتحدث بحزن زائف
- الله يكون فى عونه هو كان جاى بس خالته توفت فرجع تانى يا حبيبى يا يامن
ترك طارق القلم الذى بيده وتحدث بغضب
- خالته مين إنت هتجننى إنت مش الشهر اللى فات قولتلى إن والدته عملت عملية وقاعد جمبها عشان معندهاش أخوات ولا حد يخلى باله منها
وضع إلياس يده على وجهه فقهقه عمر بشدة فتحدث إلياس قائلاً:
- آه فعلا بس أصل مامته بتعتبر عمته دى زى أختها تمام لدرجة إنى إتلخبطت وقولت خالته بس ملحوقة عمته هى اللى ماتت يا بشمهندس
دخل يامن فى هذه اللحظة فإستدار إلياس وقام بإحتضانه بشدة وتحدث بصوت خافت
- عمتك ماتت إنت سامع
نظر إليه يامن بإستغراب فتحدث طارق قائلاً:
- البقاء لله يا يامن معلش إضطريناك تيجى المهم إنكم دفنتوها والحى أبقى من الميت لو مجتش الشغل النهاردة كنت هتيجى بكرا والحياة مستمرة
- دفنة إيه وميت إيه أنا مش فاهم حاجة
كان إلياس سيتحدث ولكن نظرة طارق أسكتته تماماً
- اللى سمعته إن عمتك ماتت يعنى
حمحم يامن وفهم أن إلياس قال هذا ليقذه ونظر إلى إلياس ببراءة بينما ينظر هو له بتوعد فتحدث يامن قائلاً :
- آه فعلاً هى ممكن تكون ماتت خلينا فى المهم اللى هو الإجتماع أنا وبشمهندس إلياس جهزنا خطة المشروع
فأومأ طارق رأسه بحماس
- برافو بجد هناقشها فى الإجتماع
فتنفس إلياس الصعداء أن الموقف مر بسلام
فأكمل طارق حديثه قائلاً :
- خصم تلات أيام يا إلياس ، إتفضل يا بشمهندس عمر عشان نلحق الإجتماع و....
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي