الفصل الخامس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم


  ______
كانت العائلة مجتمعة أمام التلفاز
كان يونس يتفقد أوراق القضية ليستعد فى الغد ، بينما يوسف وفريدة ومصطفى يشاهدون التلفاز ، أما يامن فكان يرسم سارة
كان قلمه يخطو على الورقة بحرفية وترك العنان لخياله وأخذ يدندن كعادته
- الليلة دى سبنى أقول وأحب فيك ، وإنسى كل الدنيا دى وغمض عنيك
كان يوسف يسير على أطراف أصابعه ليرى ما سبب تلك السعادة التى يشعر بها شقيقه
إلى أن نظر إلى الورقة وهتف بسعادة
- يا واد يا جامد،  لما شوفتها قلبى دق تلات دقات
كان الجميع فى حالة صدمة نطقتها فريدة بسعادة
- مين يا يامن نعرفها يا حبيبى
كان يامن لا يستوعب ما يقال
- ده أهبل والله إبنك ده
قهقه يونس بشدة فهو يعلم لمن تكون الرسمة ولكن حاول أن يجعل شقيقه يفقد صوابه
- إنت مقولتلهمش ولا إيه عيب عليك
تحدث يامن ببرود
- مش المفروض إنت اللى تقول ولا إيه
نظرت فريدة إليهم باستغراب وكذالك يوسف ومصطفى
- فيه إيه
- يونس هيخطب والرسمة دى لخطيبته
قامت فريدة باحتضانه بشدة
- يا قلب ماما وريهالى كدا يا يامن
إبتسم يامن بحب
- حاضر هخلصها وتشوفيها يا ستى
كانت إبتسامة يونس لا تتخطى وجهه لاحظ هذا الجميع ولكن لا يقوى أحد على الحديث معه بشأن هذا ، لاحظ يونس نظراتهم إليه فحاول الفرار .
- هدخل أنام عشان قضية بكرا تصبحوا على خير
- وأنا كمان هنام عشان محاضرات بكرا يلا يا يونس
فى غرفة يوسف كان يونس يتنفس بعمق
فلاحظ هذا يوسف
- إنت كويس ولا الأوضة مش عجباك ومش متعود وكدا
إبتسم يونس بسمة بسيطة
- لا الأوضة كويسة جداً بس مشغول بالقضية
- متقلقش خير إن شاء الله ،ممكن أسألك سؤال
- إسأل طبعاً
- ليه وشك اتقلب لما ماما باركتلك إنت مكنتش عايزنا نعرف ولا الموضوع إيه بالظبط
وضع يونس يده على رأسه
- لا طبعا بس أنا لما بتبقى دماغى مشغولة مش بعرف أفرح فاهمنى
- اها لا إذا كان كدا ماشى
كان يونس ينظر إلى تفاصيل الغرفة إلا أنا وقعت عينه على إطار به صورة لثلاث أشخاص يامن ، ويوسف ، وفتاة لم يراها من قبل .
تحسس الإطار بيديه ونظر إلى يوسف ليجيبه
- حلوة الصورة بس مين اللى متصورة معاكم دى
إبتسم يوسف بألم
- دى يسر توأمى
إبتسم يونس بفرحة
- بجد طيب هى فين مسافرة ولا متجوزة مشوفتهاش قبل كدا معاكم يعنى
تتفس يوسف بألم
- لا يسر الله يرحمها
نظر إليه يونس بأسف
- آسف إنى فكرتك بجد مكنتش أعرف يامن مجبش السيرة دى قدامى قبل كدا
شعر يوسف بخوف شديد على حالة شقيقه
- ولا تجبله سيرة ما صدقنا بقى كويس كدا متفكرهوش يا يونس بالموضوع ده
نظر إليه يونس بتعجب
- للدرجادى كان متعلق بيها
- فوق ما تتصور
حاول يوسف تغير مجرى الحديث لينتهى من أسئلة يونس
- هو إنت بتحب البنت اللى هتخطبها دى
- عايز الحقيقة
غمز إليه يوسف بعينيه اليسرى
- طبعاً يا بنى قسّْم وسمعنى
تحدث يونس بإشمئزاز
- ولا بطيقها مش عارف أحبها حاولت معرفتش بقالى كتير بحاول مش قادر
شعر يوسف بالشفقة حيال شقيقه
- طيب وليه تتجوزها طالما مش بتحبها
تنفس يونس بعمق
- تتم بس الخطوبة وبعدين أفكر هعمل إيه المشكلة إنها مش مقتنعة كل ما أقولها لو مش بحبك هتعملى إيه تقولى هتحبنى مش فاهم تفكيرها
- البنت دى تبقى سارة مش كدا
- عرفت منين

- لما اتخانقت معايا فى الجامعة بعد ما خلصت المحاضرة كانت بتتكلم مع يامن وكدا الطريقة بقى اللى كانت بتتكلم بيها تبين أد إيه كانت بتحبك فاهم
نظر إليه يونس بنفاذ صبر
- عارف إنها بتحبنى المشكلة فيا أنا مش بحبها
كان يوسف يفرك رأسه ويفكر إذا كان يونس لا يحبها لما سيتزوجها إذن
- هو واجب مدرسة هتتجوزها ليه
- أنا مش بحب حد يمكن ده طبعى
- ويمكن لسه ملقتش الشخص اللى تحبه وقتها هتعمل إليه
قهقه يونس بشدة
- إنت ويامن أسئلتكم تعجيزية الصراحة
- صدقنى بلاش طالما مش بتحبها
- أكيد بابا إتكلم مع عمى خلاص بقى فكك
- إن شاء الله خير متقلقش خلى تركيزك فى القضية بكرا
- خير يا عم يلا تصبح على خير
حين وضع يونس رأسه على الوسادة غفى فى سبات عميق تحت صدمة يوسف ، بتلك السرعة
ذهب للخارج وتركه
- بابا نام ولا إيه
أجابته فريدة
- أيوة يا حبيبى ، بس أنا مستنية يامن يخلص الرسمة طلبت منه يلونها
- دقيقه بس قربت أخلص أهو
- هى إسمها إيه
أجابها يوسف على الفور
- سارة
إبتسمت فريدة بشدة
- إسمها حلو
إبتسم يامن وتحدث بتلقائية مفرطة
- وشكلها كمان حلو ضحكتها وكلامها وطفولتها تخيلى تكون بتعيط تقوليلها أى حاجة كدا تنسى إنها زعلانة أصلا
نظر فريدة ويوسف إلى بعضهم البعض وإلى يامن
لاحظ هذا يامن
- إحم بصى يا ماما أهى
نظرت فريدة إليها بتمعن حقاً جميلة وهادئة وبريئة
- حلوة فعلاً
إختطف يامن منها الورقة
- طيب هاتى بقى عشان أشيلها عشان تبقى تاخدها بقى لما أبقى أروح هناك
نظرت إليه فريدة بتعجب
- ما يونس يديهالها
حاول يامن تجميع كلماته
- ما هو أصل يعنى هى طلبتها منى أنا يونس ملهوش دعوة تصبحوا على خير
بعد دخول يامن كانت خائفة فحاول يوسف أن يطمئنها
- متقلقيش أصلاً يونس هيخطبها روتين كدا عشان باباه لكن هو مش عايزها إطمنى عشان لو اللى فى دماغك صح يعنى
تنفست فريدة الصعداء
- ربنا يطمن قلبك روح نام بقى عشان محاضراتك
- تصبحي عل  خير يا حبيبتى
_______
كان يامن يفكر ما هذا الهراء الذى تحدث به أمام والدته أى جمال وأى براءة ما شأنه هو بتفاصيلها .
كان يفكر ويحدث ذاته : لا لن أقترب 
كان يفكر إلى أن غفى فى سبات عميق

____________
فى فيلا رحيم وصفى كانت سارة تفكر بيونس وأخيراً سيتحقق حلمها وستتزوجه
إقتحم الغرفة ياسين
- إنتى نمتى
نهضت سارة من على الفراش
- لا لسه منمتش مش جايلى نوم
- ولا أنا  والله بس انتى منمتيش ليه يعنى
- فرحانة ومتلغبطة عشان عمى فاتح بابا وهما جايين بكرا وكدا
شعر ياسين بالسعادة لشقيقته
- ربنا يتمم على خير وأشوفك أحلى عروسة
- يارب يا ياسين ، وانت منمتش ليه
تذكر ياسين حديث يامن وشعر بالغضب
- يامن حرق دمى النهاردة قال أنا إشتغلت واسطة شوفتى
قهقهت سارة بشدة
- بيهزر ده يامن ده بلسم يا بنى حاجة كدا نسمة فى البيت
- لا ميغركيش الهدوء ده
- عالفكرة هو كويس وطيب جداً ده لما لقانى عيطت وزعلت من يونس قالى هرسمك زى ما طلبتى عشان مزعلش
نظر إليها بتعجب
- الواد ده مش سهل إبعدى عنه خالص الله وأعلم نيته إيه متتعامليش معاه ببرائتك دى
إبتسمت هى بهدوء
- حاضر يا حبيبى 

_____
فى صباح يومٍ جديد كان يونس يقود السيارة بسرعة عالية إلى أن وصل المحكمة
"فى قاعة المحكمة "
قدر كانت واثقة من نفسها تنظر إليه بإستخاف وتكبر
- سيدى القاضى حضرات السادة المستشارين إنه المتهم الذى يمكث أمامكم فى قفص الإتهام قاتل لم تعرف الرحمة إلى قلبه سبيل
وحابة أدخل فى الموضوع عالطول أنا معايا الدليل إنه قتل ده فيديو باللى حصل كله
وقامت بتقديم الدليل للمحكمة.
كان الدليل يحتوى على مقطع لمؤمن وهو يقتل شادى صديقه متعمد عدة رصاصات متفرقة دون أن يغمض له جفن
نظر يونس إليها بصمت ثم تحدث
- أنا بعترض يا سيادة القاضى الأستاذة  بتحاول تضلل العدالة
أجابه القاضى بتعجب
- إزاى
- .........
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي