الفصل الثانى

بسم الله الرحمن الرحيم
فى مقر الشركة وفى غرفة الإجتماعات بالأخص كان يامن ينظر إلى المدير باستغراب ثم تحدث قائلاً
- غنى عن التعريف إزاى أنا أول مرة أسمع إسمه من حضرتك دلوقتى
نظر إيه طارق "مدير الشركة" بمرح
- إهدى على نفسك شوية لسه مكملتش كلامى ، عمر وصفى لسه راجع هو وعيلته وشغله من لندن ونهى شغله هناك وهيبدأ هنا مع الشركة دى عمر وصفى مش مجرد عميل يا مهندسين ليه نصف أسهم الشركة دى أتمنى يكون كلامى إتفهم بشكل كويس حد عنده أى إستفسارات ، الإجتماع إنتهى كل واحد على شغله
بعد خروجهم من غرفة الإجتماعات كان كلاً من إلياس ويامن ينظران إلى بعضهما بإستغراب ثم تحدث إلياس قائلاً
- ليه صاحب الشركة يبيع نصها لحد تانى
إبتسم يامن على غباءهما بشدة
- إحنا لفة معانا ليه صاحب الشركة الفعلى رحيم وصفى أكيد أخوه يعنى إيه الغباء ده
- هههههههههههه عشان مش بيجى الشركة بس أصل طارق هو الكل ف الكل اللى جه على بالى إن طارق باع نصف أسهم الشركة لعمر وصفى ده
- أنا بردوا فكرت كدا حصل خير
- طيب يلا بقى نبدأ شغل عشان ننجز وأهو بالمرة نفطر أصلى واقع من الجوع

فى مكتب المدير العام للشركة كان طارق يتحدث مع عمر وصفى ليقص له حديثه مع المهندسين وآرائهم
بشأن التغيرات التى ستحدث فى الشركة
- أيوة يا باشمهندس عمر فهمتهم إن حضرتك مش مجرد عميل وإن ليك نصف الأسهم فى الشركة وإخترت لحضرتك أشطر مهندسين للمشروع
- برافو يا بشمهندس أما هبقي آجى الشركة فى خلال يومين كدا أطمن بنفسى على أحوال الشركة أظبط أمورى بس
- حاضر يا باشا
- سلام إنت يا طارق دلوقتى

فى مقر السجل المدنى الخاص بالبلدة كان عمر وصفى يبحث ويبحث إلى أن فقد الأمل
- للأسف مفيش حد خالص بإسم يامن عمر وصفى أنا دورت فى سجل مصر كلها ولا يامن محمود الخلفاوى بردوا
نظر رحيم إلى شقيقه بشفقة
- إهدى يا حبيبى إنت لسه واصل إمبارح بليل إن شاء الله هنلاقيه بس إهدى
- إزاى بس أهدى إزاى وهو بعيد عن حضنى أنا قلبت إسكندرية عليه عشان أخطفه منها وهى فص ملح وداب مفيش ليها أثر هيكون فين إبنى يعنى
- إنت المفروض كنت تاخدهم الاتنين من الأول
- المحامى أكد ليا إن مقدرش أخدهم من حضانتها، ولو كنت عملت كدا كانت رفعت قضية أنا عارف دماغها فقولت أضحك عليها وأتفق معاها نقسم الولاد هى تاخد يامن وأنا أخد يونس وأرجع أخطف يامن منها بس هى كانت أذكى وقدرت تهرب بدور عليها بقالى خمسة وعشرين سنة
- يونس عرف ولا لسه معرفش
- لا معرفش هقوله إزاى
- إنت غلطت لما عملت كدا كنت لازم تعرفه إن والدته لسه عايشة وإن ليه أخ توأم
- أهو اللى حصل بقى المهم دلوقتى ألاقى يامن

فى كلية الطب جامعة القاهرة كانت سارة تسير كالتائهة تماماً إلى أن إستطدمت بفتاة أخرى تحدثت الفتاة بغضب
- إيه ده مش تحاسبى
تراجعت سارة بخوف
- ااانا آسفة مكنش قصدى خالص
- طيب خلاص محصلش حاجة شكلك جديدة هنا صح
- أيوة أول يوم ليا هنا لسه راجعة من لندن
- تعالى نقعد فى الكافيتريا نتكلم مع بعض شوية
" فى الكافتيريا "
- تعالى نقعد هنا ونتكلم ، بصى يا ستى أنا ندا فى آخر سنة وإنتِ
- سارة فى آخر سنة زيك
- إيه السبب بقى اللى خلاكِ تسيبى لندن وتيجى تكملى هنا
- أنا كنت بدرس هناك وعايشة مع عمى هناك ، لكن هو قرر يسيب لندن ويصفى شغله ويبدأ هنا فنزلت معاهم
- ما هو إنتِ كان ممكن تكملى هناك لوحدك
أجابت سارة بتلقائية وعفوية فدائماً ما يتحدث قلبها سابق لعقلها
- ما هو أنا مقدرش أبعد عن يونس
نظرت إليها ندا بإستغراب
- مين يونس
أجابت سارة بخجل
- يبقى إبن عمى
- إبن عمك بس هههههههه أنا شاكة فيكِ إعترفى
قررت سارة أن تخبرها فهى لم تفعل جريمة هى تعشقه بجنون
- أنا بعشق يونس يا ندا ومقدرش أبعد عنه
لمحت ندا السعادة فى عينيها
- حبيبتى ربنا يهنيكم ببعض
- ياارب ، إحنا بقينا صحاب مش كدا
- أيوة طبعاً هو أنا أطول يبقى عندى صاحبة قمر زيك كدا
شعرت سارة بالخجل والسعادة لقد كانت تتمنى دائماً أن تحظى بصديقة بريئة كتلك
- إنتِ اللى قمر والله أنا إرتحتلك أووى ممكن رقمك عشان نبقى نتكلم عالطول ونتقابل
- آه طبعا سجلى عندك (.......)

فى مكتب خاص بالشئون القانونية كان يونس يجلس أمام أحد الموكلين بشأن قضية ما.
- هو اللى قتل ولا لأ من حقى كمحامى هيترافع عنه أبقى عارف الحقيقة
- أيوة هو اللى قتل هتعرف تخرجه منها ولا أشوف غيرك
- لا هعرف دى حاجة سهلة جدا بس أتعابى هتقدر عليها
- كام يعنى
- 200 ألف دلوقتى و 200 بعد الحكم
- وأنا موافق طبعاً
كان يونس محامى ضال وفاسد يستغل سلطته وذكاءه فى ضلال العدالة فكثيرا ما يلتف حبل الظلم على رقبة المظلوم بسبب محامين ك يونس هذا طاغى وظالم.
أعلن هاتف يونس مكالمة من والده تحمل فى طياتها غموض وحزن إستشعره يونس وقرر الذهاب للاطمئنان على والده

فى قصر عمر وصفى كان كلاً من رحيم ونادية " زوجة عمر" ويونس قد آتى إليهم
- مالك يا بابا خضتنى فيه إيه
- كنت عايز أقولك حاجة
- حاجة إيه
- بخصوص والدتك يا يونس
- فيه إيه مالك يا ماما
نظرت إليه نادية بنظرات خالية من أى مشاعر
- مش دى والدتك بتكلم عن والدتك فريدة محمود الخلفاوى لسه عايشة
نظر إليه يونس بعدم تصديق
- عايشة !!
نظر يونس إلى والده بصدمة كبيرة
هل يعقل هذا؟ والدته على قيد الحياة يخبره بتلك السهولة أنها حيةٌ تُرزق
- عايشة !! أنا المفروض أصدق الكلام ده إزاى إنت قولتلى إنها ماتت وكنا بنزورها عالطول
نظر عمر إلى ولده بشفقة لقد عاش يتيماً ووالدته على قيد الحياة
- أنا مرضتش أقولك عشان متطلبش منى تشوفها وتاخدك وتختفى زى ما أخدت أخوك
نظر إليه يونس بصدمة فالصدمات تأتى واحدة تلو الآخرى أيمتلك أخاً كيف ذلك
- هههههه بابا إنت بتهزر صح
ثم أكمل حديثه بعصبية كبيرة وغضب فاق الحد
- أكيد بتهزر لا يمكن أصدق كلام زى ده أبداً أم وأخ إيه ده جاى تقولى كدا بعد خمسة وعشرين سنة المفروض أعمل إيه دلوقتى وقولتلى ليه أصلاً
نظر إليه عمر والدموع تهبط من عينيه من شدة الحزن والألم
- عشان قلبت الدنيا على أخوك ومش لاقيه ، المفروض تقف فى كتفى وندور عليه ونرجعه تانى
نظر إليه يونس بإستنكار وسخرية
- هو عيل هندور عليه ، لا نعرف شكله وأكيد هى غيرت إسمه طالما بتقول قلبت الدنيا عليه ومش لاقيه
تحدث عمر بثقة واطمئنان
- لا شكله دى سهلة  ده توأمك يا يونس
- توأمى!!
يتبع ......
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي