الفصل الثالث

صلى على النبى
نظر يونس إلى والده بصدمة كبيرة
هل يعقل هذا؟ والدته ما زالت على قيد الحياة يخبره بتلك السهولة أنها حيةٌ تُرزق
- عايشة !! أنا المفروض أصدق الكلام ده إزاى يعنى إنت قولتلى قبل كدا إنها ماتت وكنا بنزورها عالطول
نظر عمر إلى ولده بشفقة لقد عاش يتيماً خمس وعشرون عاماً ووالدته ما زالت على قيد الحياة
- أنا مرضتش أقولك عشان متطلبش منى تشوفها وتاخدك وتختفى زى ما أخدت أخوك
نظر إليه يونس بصدمة فالصدمات تأتى واحدة تلو الآخرى أيمتلك أخاً كيف ذلك
- هههههه بابا إنت بتهزر صح
ثم أكمل حديثه بعصبية كبيرة وغضب فاق الحد
- أكيد بتهزر لا يمكن أصدق كلام زى ده أبداً أم وأخ إيه ده جاى تقولى كدا بعد خمسة وعشرين سنة المفروض أعمل إيه دلوقتى وقولتلى ليه أصلاً
نظر إليه عمر والدموع تهبط من عينيه من شدة الحزن والألم
- عشان قلبت الدنيا على أخوك ومش لاقيه ، المفروض تقف فى كتفى وندور عليه ونرجعه تانى
نظر إليه يونس بإستنكار وسخرية
- هو عيل هندور عليه ، لا نعرف شكله وأكيد هى غيرت إسمه طالما بتقول قلبت الدنيا عليه ومش لاقيه
تحدث عمر بثقة واطمئنان
- لا شكله دى سهلة  ده توأمك يا يونس
- توأمى!!

- أيوة يا بنى إحنا لازم نلاقى أخوك فى أقرب وقت
- لازم أعرف عنهم معلومات أكتر
من كدا عشان أعرف أتصرف فى الموضوع ده
كان يتحدث يونس بلهجة شيطانية تعنى أنه بالطبع سيجلب أخيه.

فى منزل مصطفى منصور ذلك المنزل الذى برغم أنه فى حارة شعبية إلا أنه يبدو عليه الأناقة والثراء وكيف لا ؟ وصاحب هذا السكن من أكبر أعيان الصعيد عائلة منصور الخلفاوى هذا الرجل الذى يمتلك العديد من أراضى الصعيد والعديد من شهادات الإستثمار ؛ ولكن مصطفى ترك كل هذه الأشياء من أجل محبوبته ترك أراضى أبيه من أجلها لإن عشقه لفريدة كبير للغاية ولكن فريدة إختارت أن يكون عمر هو شريك حياتها  ولكن لم ييأس مصطفى ولم يتزحزح هذا الحب من موضعه وكأنه داء لا دواء له ،  وكان ترياق الحياة له هو طلاق فريدة من عمر وتخليه عنها فى قمة إحتياجها لسند وقرر إن يكون هو هذا السند.

"فلاش باك"

- أنا عايز أتجوزك يا فريدة
نظرت إليه فريدة بصدمة لم تتوقع هذا الطلب من مصطفى بعد هذه المدة الطويلة
- أتجوزك ؟!
- أيوة أنا بحبك
شعرت فريدة بالسعادة لما يكنَّه من مشاعر تجاهها
- ويامن!
- فى عنيا
كانت فريدة مترددة تجاه هذا الطلب الذى تريده ولكن قررت أنه لا مفر
- يبقى تكتبه بإسمك ده شرطى للجواز
شعر مصطفى بالحيرة تجاه ذلك كيف يكتب طفل بإسمه ووالده على قيد الحياة
- بس ليه يا فريدة ما أبوه عايش ومعترف بيه؟
- أنا عايزة أسيب إسكندرية وكل حاجة هنا وأمشى بإبنى أهرب من عمر عشان حاسة إنه هيغدر ويخلف بالإتفاق قولت إيه
- خلاص وأنا هريحك  يا ستى وأكتبه بإسمى.

"عودة إلى الوقت الحالى"
كانت العائلة مجتمعة على سفرة الطعام يتسامرون ويضحكون
كان مصطفى يود أن يخبرهم بشأن ذهابهم للصعيد هذا الإسبوع بناءاً على طلب والده
- جهزوا نفسكم عشان هنروح الصعيد
نظر إليه يوسف بنفاذ صبر فأكثر ما يكرهه هو ذهابه إلى تلك القرى
- يووه بقى أنا عندى محاضرات مهمة الإسبوع ده
نظر إليه مصطفى بسخرية لإستكباره هذا
- وإنت يا باشمهندس رأيك إيه
- لا أنا راشق بس إسبقونى إنتم وأنا هخلص شغلى وأمضى أجازة وأحصلكم
نظر مصطفى إلى يوسف بتحدى
- تحصلنا ده إيه؟ تحصلونا أخوك تجيبه معاك بلا دلع ماسخ
ثم ترك السفرة ونهض ، قهقهت فريدة على حديث زوجها ونظرت بشماتة إلى يوسف
- كان لازمته إيه الإعتراض وفى الآخر عارف إنك هتروح طلعت عرقه الصعيدى علينا عجبك كدا
- يا بنى هو فيه أنضف من القعدة هناك بستغربك بصراحة
نظر إليهم يوسف بقهر وحسرة ثم تحدث بغضب طفولى
- طبعاً ما إنت محدش بيدوسلك على طرف أومال أنا جدك عايز يدبسنى فى حد من بنات عمك خد فُتنة ولا سعدية وحاجة بتخلينى عايز أطير من هناك وأبوك بيبقى على قلبه زى العسل وبحسه ثانية ويقرأ الفاتحة معاهم ويجوزنى
قهقهت فريدة بشدة
- يخربيت عقلك ده اللى مزعلك
- أيوة
- خلاص وعد مخليش حد يتكلم معاك هناك ويضايقك خلاص
قام يوسف بإحتضان والدته بشدة وفرحة كبيرة ثم نظر إليهم مصطفى وهو يخرج من المرحاض كانت الغيرة كالنيران المشتعلة بقلبه
- ما تتحشم يا واد ، وإنتِ ما كفياكى دلع ماسخ عاد
نظر إليهم يامن بشماتة ثم تحدث بخفوت وهو يكتم ضحكته بصعوبة
- ههههههههه أحسن أحسن
نظرت فريدة بفرحة لذلك العاشق الولهان الذى عشقه يزداد يوماً عن الآخر
- خلاص  يا مصطفى متزعلش حقك عليا هقوم أعملك الشاى بنعناع اللى بتحبه
نظر إليه يوسف رافعاً يديه لإعلى بمعنى الإستسلام
- مرضى كدا يا حاج
- مش أوى بس يلا عفونا عنك
نهض يوسف وقام بإحتضان أبيه
- حبيبى يا حاج ده إنت اللى فى الحتة الشمال
- مهكرهش غير كلامك اللى مفهمهوش ده
قام يامن بالترجمة لوالده
- قصده إنك اللى فى القلب يا حاج
- إكده طيب أهو جينا منك بنفعة يا ولدى
قام يوسف بتعديل ثيابه
- عشان تعرف قيمتى
قام مصطفى بصفع مؤخرة رأسه
- دخل الأطباق اللى على السفرة فى  المطبخ فريدة واقفة على رجليها طول النهار بتعمل الأكل خلى عنديكم رحمة؛ وأنى هدخل أجيب منها الشاى
بعد دخول مصطفى المطبخ نظر كلاً من يوسف ويامن إلى بعضهم البعض بفخر وسعادة ثم تحدث يوسف قائلاً
- ياااه لو الواحد لما يتجوز يبقى زيهم كدا
- ههههههه عينك دى اللى هتجيبهم ورا والله

بعد إنتهاء اليوم لدى الجميع هناك من يشعر بالسعادة والآخر بالقلق والخوف.
فهذا هو حال الدنيا تبتسم لك وتدير ظهرها بوجه غيرك.

فى صباح يومٍ جديد أسدلت الشمس خيوطها الذهبية لتعلن بداية جديدة
كانت فريدة تستعد هى وزوجها للحاق بالقطار كى يذهبوا إلى الصعيد
- أنا وماما هنسبقكم وإنتم خلصوا مصالحكم وتعالوا ورانا
- حاضر يا بابا هطير أنا بقى عشان محاضراتى
- وأنا كمان مستعجل عشان الشغل عايزين حاجة ، أنا أخدت نسخة من المفتاح عشان لما نرجع نجيب حاجتنا
- بالسلامة يا ولدى فى رعاية الله
رحل الجميع عن المنزل بعد إغلاقه وكلاً منهم ذهب إلى وجهته.

كان يونس يستعد إلى الذهاب إلى المكتب كى يبدأ بالبحث بعد إن جمع كافة المعلومات من والده ، ولكن ككل يوم إستوقفته سارة وتحدثت بلهجتها المرحة
- صباح الخير ، المرة دى مش هسيبك غير لما توصلنى
تحدث يونس بنفاذ صبر
- تعالى لما نشوف أخرتها
كانت سارة تنظر إليه بهيام وهو يقود السيارة بين التارة والآخرى عينيها لا تفارقه وقلبها لا يصمت أبداً وكأنها حرب لا تستكين.
لاحظ يونس تلك النظرات نظر إليها بسخرية وأكمل طريقه إلا أن وصل إلى المكان المراد
- إتفضلى وصلنا
قامت سارة بتقبيل خده دون إستحياء منها
- هستناك وأنا مروحة
شعر يونس بالصدمة لفعلتها هذه ولكن لم يظهر هذا
- والله على حسب مع السلامة
تركها يونس ورحل ولكن هى كانت تعلم أنها حتماً ستجول بخاطره طوال اليوم كانت تسير وهى تفكر إلى أن إصتدمت بشخصٍ ما
- مش تفتحى وإنتِ ماشية
- إحترم نفسك يا حمار إنت
- أنا حمار يا ..
قام حازم بمقاطعة يوسف حتى ينتهى الشجار
- خلاص إهدى وفكك ورانا محاضرات
نظر إليها يوسف بشر
- صبرك عليا بس بعد ما  أخلص المحاضرة
إبتلعت سارة ريقها بصعوبة و ....
يتبع
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/ شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي