الفصل الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت المشفى تعم بالفوضى حيال ما حدث وكان عمر قلق للغاية بشأن يامن إلى أن خرج الطبيب من الغرفة.
- هو عنده حساسية من حاجة معينة
اجابه عمر بقلق
- معرفش والله احنا ممكن نبعت نجيب عينة الأكل اللى أكلها وممكن نسأله لو يعرف
أجابه الطبيب تأكيداً على حديثه
- طيب هو فاق أصلاً تقدروا تتطمنوا عليه وحد يجى يخلص الإجراءات
ذهب ياسين مع الطبيب ودخل كلاً من عمر ونادية للاطمئنان على حالة يامن.
- خضتنا عليك يا بنى الدكتور قال إن عندك حساسية من حاجة معينة
أجابه يامن ببرود كعادته
- اه ما انا عارف عندى حساسية من الفلفل الإسود
تحدث عمر بضيق وإنفعال جلى على ملامحه
- طيب انت مقولتش ليه
- وأقول ليه
تنهد عمر بضيق
- أنا معنديش إستعداد أخسرك بأى شكل من الأشكال
نظر إليه يامن بمعنى حقا لا تريد خسارتى
اجاب عمر على تلك النظرات التى بات يفهمها
- عالفكرة يا بنى أنا بحبكم مش معنى إنى أجبرتك تيجى تعيش معانا هنا وهددتك تتعامل معايا كدا ، يا بنى ده حقى فيك إنى أشبع منك عايش مع والدتك خمسة وعشرين سنة بتقول ل مصطفى منصور يا بابا بقالك خمسة وعشرين سنة مستكتر عليا الباقى من عمرى تبقى جمبى
نظر إليه يامن بشفقة ثم تحدث قائلاً
- معاك حق أنا غلطت لما فكرت كدا بس مكنتش هعرف أفكر غير كدا لما يونس هددنا بس آسف من النهاردة مش هبعد ودى إرادتى
كان عمر سعيد للغاية
- ولو حابب تبات هناك مش همانع دول أهلك بردوا ومصطفى كتر خيره رباك تربية أفتخر بيها وهفضل مديونله بيها باقى عمرى
قام يامن بإحتضانه بشدة وهو كذالك وكانت نادية سعيدة للغاية
- ألف سلامة عليك يا يامن
أجابها يامن بمرح
- الله يسلمك يا دودو
قهقهت نادية بشدة
- دودو ده جديد عليا بس حبيته
نظر عمر بغضب وانفعال
- جديد عليكى لا يا شيخة وبعدين إتلم إنت كمان قال دودو
قهقه يامن بشدة على غيرة والده
- طيب مش يلا عشان أنا مش بحب جو المستشفي ده
- يلا يا بنى إنت هتروح مع ياسين وأنا هروح مع نادية الجمعية فى حاجات لازم تخلص

ذهب يامن مع ياسين وكان ياسين ينظر إليه بشدة فتعحب يامن
- إيه فيا حاجة غلط ولا إيه
- لا أصلى مستغرب إن فيه حد يشبه حد بالشكل الفظيع ده لولا العين كنت لغبطت
- هو إنت بتشتغل إيه
- وكيل نيابة وإنت شغال فى الشركة مهندس بس مش شايفك بتروح الشركة إعتمدت على مركز عمى ولا إيه
أجابه يامن بإستفزاز
- لا كنت فى أجازة وبعدين لو حد فينا هيتكلم عن منصب والده يبقى إنت مش أنا
نظر إليه ياسين بغضب
- قصدك إيه
- اللى فهمته يا ياسين سلام
بعد رحيل يامن كان ياسين قد بلغ الغضب ذروته
- مستفز وبارد
كان يامن يدندن كعادته
- الليلة دى سبنى أقول وأحب فيك وإنسى كل الدنيا دى وغمض عنيك
ولكن أصتدم ب سارة
اجابته بغضب
- مش تخلى بالك
اجابها بإستفزاز
- المرة الجاية حاضر هبقى أخلى بالى
تجمعت الدموع فى مقلتيها
- إنت بتعاملنى ليه كدا ممكن أفهم
نظر إليها يامن بتعجب
- بعاملك عادي مش قصدي حاجه
- لا قصدك إنت قولت إنى مش عجباك ورفضت ترسمني وأحرجتنى
طالعها إليها يامن بإحراج
- مش معنى إنى قولتلك إنك مش عجبانى يبقى إنتى وحشة ممكن يبقى العيب في عينى أنا وبعدين المهم يونس شايفك إزاى مش أنا
بكت سارة بشدة
نظر لها بتعجب ماذا حدث
وفى ذلك الحين آتى يونس ونظر لها
- إيه اللى حصل فيه إيه بتعيطى كدا ليه قولى يا يامن حد حصله حاجة
- لا والله مفيش حاجة هى عيطت فجأة
ن

ظر لها يونس بنفاذ صبر
- يا شيخة خضتينى
ثم تركها ورحل عنها
نظر لها يامن بحيرة وشفقة
- إهدى وأى مشكلة ممكن تحلوها مع بعض لكن الطريقة دى مش حل
إزداد نحيبها ثم تحدثت من بين شهقاتها
- إحنا مش متخانقين ... هو ..كدا عالطول
حاول التخفيف عنها بحديثه
- هو مش إنتى كنتِ عايزانى أرسمك جهزى نفسك
إبتسمت بشدة وكأنها لم تكن تبكى مطلقاً
- بجد طيب هاروح أجهز نفسى وأرجع مش هتأخر
إبتسم على براءتها تلك ثم ذهب للداخل
على طاولة العشاء كان يامن يريد أن يتحدث مع يونس بشأن ما حدث بالخارج ولكن لم تتيح الفرصة إلى أن تحدث عمر بجدية
- بإذن الله هكلم عمك بكرا وتبقى الفرحة إتنين القضية والخطوبة
إبتسم يونس
- اللى تشوفه يا بابا
تحدث يامن بتردد
- هتبقى مبسوط بالجوازة دى حاسس إنكم مش مناسبين لبعض
نظر له يونس بسخرية
- أيوة يعنى اكتشفت ده إزاى
تحدث يامن ببرود كعادته
- باين للأعمى وبعدين إنت حر ده رأيى وإنت صاحب القرار أقصد بابا
ثم ضحك بشدة
كان يونس يشتعل غضباً من برود يامن وحديثه اللاذع
- إنت مستفز وبارد
أومأ يامن رأسه بمعنى نعم أعلم هذا
هذهب يونس وهو يستشيط غضباً
ظل عمر ينظر ليامن بيأس
أما نادية كانت تضحك بشدة فالإثنين كالقط والفأر دائماً
أما يونس فكان يفكر حديث يامن صحيح هم ليسو مناسبين إطلاقاً إلا أن أتت سارة
نظرت إليه بضيق لاحظ هو هذا ولكن تنهد بعمق وتركها ورحل
نظرت إلى أثره وجاهدت أن لا تبكى ودخلت إلى الداخل لاحظت نادية نظرات سارة ل يامن ولكن كانت تائهة ، لا تفسر سر تلك النظرات بينما يامن نظر بجانبه وتقابلت تلك الأعين فى نظرة طويلة
إلى إن إبتسمت سارة وتحدثت بطريقة طفولية
- مش هترسمنى
نظر يامن إليها ببرود كعادته
- لا هرسمك بس أكمل أكلى
شعرت سارة بالسعادة
- لا براحتك خالص أنا مستنياك
تطلع عمر على إبنة أخيه ، لطالما كان يعاملها كأبنته ولكنها أكثر براءة من ملك طفلة كما يقول يونس دائماً.
كان يعلم أن يونس لا تتلائم طباعه مع تلك الهادئة ولكنه يعلم أنها تعشق يونس حد الموت.
نظر إليها بوجه بشوش
- بقولك إيه يا سارة
بادلته سارة الإبتسامة
- نعم يا عمى
وضع عمر يده أسفل ذقنه وحدثها قائلاً :
- أنا ويونس جايين نطلب إيدك من بابا بكرا وقبل ما نروح عندكم يا سارة ممكن أعرف رأيك فى الموضوع خصوصاً إنى حاسس إنكم مش متفقين
إتسعت أعينها وفمها من الصدمة ونهضت من على الطاولة وأصبحت ترفع يديها وتنزلها فى حالة من الهيستيرية كانت سعيدة للغاية حتى ظن الجميع أنها فقدت عقلها وقامت بإحتضان ملك ونادية بشدة كان هذا تحت صدمة يامن تذكر شئ يؤلمه حتى أنه نهض وترك الطاولة تحت نظرات الجميع.
نظرت سارة إلى عمها والدموع تملأ عينيها
- أنا مش مصدقة نفسى يا عمى معقول يونس هيجى يخطبنى بكرا أنا مبسوطة أووووى.
قام عمر بإحتضانها وربت على كتفها بحنو ولطف
- ربنا يهنيكم ببعض يا حبيبة عمك
رفعت سارة يديها إلى أعلى
- يارب يارب ، أنا هروح أقول لياسين
كانت سارة تهرول كى تخبر شقيقها إلى أن إصتدمت ب يامن
وضع يامن يده على كتفه بألم
- على مهلك طيب
أمسكت سارة يديه فى حالة من السعادة
- معلش متلخبطة بقى أنا مبسوطة أوووى يا يامن وشك حلو عليا عقبالك
إبتسم يامن على بلاهتها
- يارب يا ستى
أصدر هاتف يامن رنين نظر إلى المتصل بفرحة كبرى كان مصطفى
- بابا واحشنى أووى عامل إيه
- لو وحشناك كنت جيت شوفتنا
كان يامن لا يصدق نفسه هل جاءوا من الصعيد
- إنتم جيتوا إمتى
- النهاردة الصبح
- أنا جاى حالاً مسافة السكة
كان يامن سعيد للغاية فكانوا كطوق النجاة بالنسبة إليه ، كان يدندن كعادته
- الليلة دى سبنى أقول وأحب فيك
نظر عمر لولده بإستغراب هل لديه إنفصام؟
- يا واد يا جامد حب براحتك بس فى مين
- هنشوف أدينى بقول لحد ما هى تيجى
- إيه سر السعادة دى كلها؟
حمحم يامن بحرج كيف سيخبره؟
- أصل رايح عند أمى هبات يومين وهاجى تانى
إبتسم عمر له
- زى ما تحب المهم متنساش إجتماع بكرا ، غير بقى هدومك وهتنزل تلاقى الشاى بلبن اللى طلبته نادية بتعمله فى المطبخ إشربه وإمشى
ذهب يامن وإحتضن والده بحب
- ماشى يا أحسن أب فى الدنيا وهما يومين بالظبط وراجع تانى
- زى ما تحب يا بنى
صعد يامن إلى أعلى لتبديل ملابسه فإصتدم ب ملك
- رايح فين كدا
نظر إليها من أعلى إلى أسفل فهى دائماً ثرثارة تتدخل فى كل شئ
- خارج أى طلبات
نظرت إليه بسخرية
- لا متشكرين
ثم تركته ورحلت
فى داخل الغرفة كان يامن يفرد ذراعيه فى الهواء كان سعيد للغاية ، ثم ذهب إلى المرحاض ليغتسل ويبدل ثيابه إرتدى بنطلون من اللون الأسود وتيشرت من نفس اللون ثم ذهب أمام المرآة لتصفيف شعره
ثم تفوه ببعض الكلام لنفسه
- لا أنا مينفعش اللى أنا فيه ده الدقن دى هتاكل منى حتة هتحسد كدا
كان يونس يستمع لحديثه النرجسى عن نفسه ثم ضحك عالياً
- إنت بتهلكنى من الضحك والله إيه النرجسية دى يا عم براحة علينا
نظر إليه يامن ببراءة
- أنا نرجسي طيب ده أنا حتى مفيش منى تنكر
- لا بصراحة منكرش
ثم ذهب لإحتضان شقيقه
- مالك يا يونس إنت فيك حاجة
جلس يونس وتنهد بتعب
- أنا تعبان أوى يا يامن مضغوط خالص
فهم يامن مغزى حديث شقيقه
- طيب إهدى وكل حاجة هتبقى كويسة
- إنت خارج ولا إيه
- رايح لماما
شعر يونس أنه بحاجة إليها بحاجة إلى رمى الثقل الذى بقلبه فى أحضان والدته
- أنا هجيب ورق القضية وأجي معاك هبات هناك واطلع على المحكمة
غمرت السعادة أعين يامن
- بجد طيب يلا مستنيك
كان كلاً من يونس ويامن يتحدثون ويتمازحون وهم يهبطون من على الدرج كان عمر ينظر إليهم بفرحة كبيرة لا يصدق عيناه
نظر يونس إلى والده وكان يخشى أن ينزعج عندما يعلم أنه سيذهب لولداته أيضاً
- أنا رايح مع يامن يا بابا وهاجى بكرا من المحكمة على هنا إن شاء الله

حاول عمر جاهداً أن لا يمحى تلك الإبتسامة من على وجهه
- ماشى يا حبيبى بالتوفيق هستناك على الغدا بكرا إن شاء الله
نظر يامن إلى نادية وهى تخرج من المطبخ وقد أعدت أكواب الشاى باللبن الساخنة من أجله ، وكان سعيد إنها حقاً بريئة ونقية
وتحب والده كثيراً
- تسلم إيدك
- بالهنا يا حبيبى
وفى هذه اللحظة كانت سارة أعددت نفسها وهيئتها من أجل الرسمة التى وعدها بها يامن ، وكأنه نسى هذا الأمر كلياً وصبَ تركيزه بأكمله على الزيارة التى ستعيد إليه روحه من جديد

- أنا جهزت نفسى أهو هترسمنى هنا ولا فى الجنينة
نظر يونس إليها إنها جميلة بلا عقل طفلة لا يرى فيها الأنثى التى يقال عنها كاملة الأنوثة
كيف سيتزوجها ؟ لا يعلم
كان يامن لا يعلم بماذا سيجيبها
- بصى يا سارة هو أنا رايح مشوار ضرورى بصى أنا هرسمك يا ستى من غير ما أتعبك هستعين بوصف يونس
نظر إليه يونس وكان الكوب سيفلت من يده
- أنا هوصفلك سارة ولا هراجع القضية لما ترجع إبقى إرسمها بقى
- خلاص يا سارة أنا وعدتك
إبتسمت سارة بطفولة
- وأنا هستناك وهنشوف وصف يونس هيبقى عامل فى الرسمة إيه وأعرف بقى هو شايفنى بعيونه إزاى
كان يونس يشعر بالإختناق وقلبه يهتف :
" عينى لا تراكِ مطلقاً ، لستِ سوى دعوة ألقاها علىَّ أحد العابرين من شدة كرهه لى "
كانت سارة تشعر بالخجل من نظرات يونس التى تخترقها ثم أردفت قائلة :
- بتبصلى كدا ليه يا يونس
حاول عمر تصحيح الموقف حتى لا يفسد فرحة إبنة أخيه
- مش مصدق نفسه إنكم هتتخطبوا
نظر يامن لوالده وإلى يونس وهو يعلم أن شقيقه يشعر بالإختناق تغيير الحديث هو الحل الوحيد فى هذا المأزق
- الشاى بلبن ده يجنن بجد تسلم إيدك يا دودو
نظر عمر بضيق له ثم أردف قائلاً
- إنت إستحليتها ولا إيه دودو دودو ما تلم نفسك بقى
قهقه يامن عالياً
- الله فيه إيه مش بمدح الحاجة ولا عايزنى أسكت
- لا عايزك تمشى إتفضلوا بقى وسيبلى دودو
أمدحها أنا براحتى
وغمز لها بعينه اليسرى وأحمرت خجلاً
كان الجميع يمزح عدا يونس كان فى عالم آخر فكرة الزواج ليست صائبة كما يظن والده كان يفكر إلى أن أمسك يامن بيده لإصطحابه إلى منزل والدته.

__________
فى منزل مصطفى منصور كانت فريدة لا تصدق أنها سترى يامن من جديد إشتاقت إليه إعتادت عينيها على رؤيته بإستمرار لا تنكر أن حديث الجميع صائب ولكن هى أنانية بحبها لأبنائها
- على مهلك يا ماما بعدين تجرحى نفسك
كانت سعيدة للغاية
- لازم أخلص قبل ما يامن ياجى عملتله كل الأكل اللى بيحبه
إبتسم يوسف على لوالدته هو أيضاً إشتاق لشقيقه بشدة نِعمَ الأخ والرفيق
أعلن جرس المنزل قدوم أحدهم ذهب مصطفى ليعلم من الطارق أدمعت عينيه بشدة لرؤية يامن إنه ولده الذى إعتنى به منذ الصغر
إحتضنه بشدة
- وحشتنى أوى يا بابا طمنى عليك
- كويس يا حبيبى إنت عامل إيه كويس
- أنا كويس يا حبيبى ، أنا مش جاى لوحدى يونس معايا
شعر مصطفى بالسعادة لأجل هذا
- بجد طيب هو فين
- بيركن العربية وجاى ماما فين؟
- فى المطبخ
كان يامن يسير على أطراف أصابعه حتى لا تشعر به إلى أن إقترب منها ووضع يده على عينيها
كانت فريدة تعلم ، قلبها يشعر به دائماً
- وحشتنى أوى يا بنى البيت من غيرك وحش أوى يا حبيبى
إحتضنته بشدة وكانت تقبله قبلات متفرقة
كان يوسف يضحك عالياً
- ده لو مهاجر مش هتبقى كدا دول يومين بالعدد
نظرت إليه فريدة نظرة أسكتته
- يا ساتر
- إسكت خالص قلب أمه ده لما بيغيب عنى بيبقى عقلى هيطير
نظر إليها يامن بحب كبير
- يا حبيبتى وأنا على عينى أغيب عنك والله
وعالفكرة يونس جه معايا
كانت فريدة لا تصدق
- بجد إنت اللى قولتله
- لا والله هو اللى قال إنه عايز يجى عشانك
- هو فين
- سيبته بيركن وجاى
قام يوسف بإحتضان شقيقه بشدة
- اللى واحشنى
قهقه يامن عالياً
- أهلاً بالعريس
إبتعد عنه يوسف بضيق
- لا بقولك إيه فكك من الحوار ده ما صدقت نسيته ده لولا يونس حبيب قلبى كان زمانى لابس فى فُتنة خلينى ساكت
كان يونس يدق الجرس بهدوء ثم ذهبت فريدة لإنها تعلم أنه ولدها الذى لم تراه عينيها منذ خمس وعشرون عاماً
قامت فريدة بفتح الباب نظر إليها يونس بإشتياق وإحتضنها بقوة
أدمعت فريدة بشدة
- وحشتينى يا أمى إتحرمت من حضنك وحنيتك عليا
أمسكت وجهه بكلتا يديها
- حضنى مفتوح ليك دايماً يا حبيبى
إحتضنها يونس مرة آخرى وكأنه يرمى بأحزانه بعيداً
ثم ألقى السلام والتحية على مصطفى ، ثم ذهب يوسف إليه وقام بإحتضانه
- عامل إيه واحشنى يا يونس
إبتسم يونس إليه
- وإنت كمان يا عريس
إبتعد عنه يوسف بغضب
- لا كدا كتير إنتم متسلطين عليا إنت وهو ما قولنا ما صدقت نسيت يا جدعان الله
قهقه يامن عالياً
- ده أنا تملى هفكرك خلى بالك

إبتسم الجميع وكأن السعادة طوقت جدران هذا المنزل وإحتضنته
قامت فريدة بتجهيز طاولة الطعام وقام كلاً من يامن ويونس بتبديل ثيابهم بملابس منزل مريحة
كان مصطفى يترأس طاولة الطعام ، يجلس على يمينه فريدة بجانبها مصطفى ، وعلى يساره يامن ويونس.
كان يامن يأكل بنهم بينما يونس يقلب الطعام بلا شهية لاحظت هذا فريدة
- الأكل مش عاجبك ولا إيه يا حبيبى
نظر يونس إليها وإبتسم بتعب
- لا طبعاً الأكل يجنن بس دماغى مشغولة بقضية بكرا
أمسكت فريدة يديه
- إنت أدها، اللى عملته فى الصعيد بيقول إنك محامى شاطر متتصورش كنت فرحانه بيك أد إيه
شعر يونس بالسعادة برأى والدته فيه
- هو إنتى حلوة كدا عالطول
حمحم مصطفى ونظر إليه
- ده إنت طلعت أسخن من إخواتك بتعاكسها قدامى
قهقه يونس من قلبه
- أسيبهم هناك أجى ألاقى نسخة تانى منهم هنا كدا كتير بصراحة إنت بتغير يا حاج
إحمرت فريدة خجلاً من حديثهم هذا
- وبعدين معاك يا مصطفى بقى الله متكسفنيش قدام الولاد
كانت فريدة غير مطمئنة من أجل يونس فى قلبه حزن خائف من شئ
- حاساك زعلان من حاجة
إبتسم يونس بتعب
- دماغى مشغولة قضية عمرى بكرا كبيرة أووى
ربت يامن على كتفه بحنو
- إنت دماغك قنبلة ذرية متقلقش
قهقه يونس بشدة
- إنت بتطمنى ولا بتقر عليا
- تصدق إنى غلطان
- متزعلش نفسك أوى كدا بعدين أفكر إنك بتحس على دمك ولا حاجة
نظر يامن إليه ببرود وإستفزاز
فتحدثت فريدة قائلة
- يامن تلاجة خلى بالك صعب تضايقه
- واضح من غير ما تقولى والله يا ماما
نظر إليه مصطفى بتركيز
- هى القضية بكرا قضية إيه
- قتل
- ربنا معاك وتكسبها
تحدث يونس بداخله بثقة تامة
- هعرفك مين هو يونس بس الصبر يا ست زفتة

إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي