الفصل السابع

بسم الله الرحمن الرحيم
قد تعود المياه إلى مجاريها لكنها تصبح غير صالحة للشرب.
كل شئ منكسر لا يعود كما كان بل نتخلص منه على الفور.
كن متحفظ فى علاقاتك مع الآخرين حتى لا تنطفئ روحك.
وحشتونى جدا جدا وبعتذر كان فيه ظرف صحى معلش بس رجعتلكم أهو ومعايا أحداث كتير إحنا لسه فى البداية الأهم نعمل فوت ومتنسوش تكتبولى توقعاتكم للى جاى عشان هصدمكم فعلاً ندخل بقى على المفيد
فى قصر عمر وصفى كان الجميع يلتفون حول طاولة العشاء ، يترأس الطاولة عمر وعلى جهته اليمنى شقيقه رحيم وزوجته إيناس وأبناءه ياسين وسارة.
وعلى الجهة اليمنى نادية وبجانبها ملك ويونس 
كان الجميع يتناول الطعام بشراهة عدا عمر كان ينظر إليهم وإلى الكراسى الفارغة يريد أن تجتمع عائلته معه كى تكتمل سعادته لاحظت هذا زوجته نادية
- مالك يا عمر مش بتاكل ليه الأكل مش عاجبك
أجابها عمر بحزن وملل مما يحدث معه
- لا بس مليش نفس كلوا إنتوا بالهنا
ثم ترك الطاولة وذهب إلى الحديقة بالخارج
كانت نادية تأكل وتحدثت دون أن ترفع نظرها إلى يونس
- عجل فى موضوع يامن عشان الوضع ده مش هينفع ، محدش شافه غير سارة صح
كانت سارة مرتبكة خصوصاً بعد علمها بشأن قرابتهم لا يشبه يونس فقط بل شقيقه التوأم
- أيوا يا ماما شوفته
لطالما كانت سارة تناديها هكذا فهى أم الجميع هنا أحن قلب عليهم جميعاً تحتضنهم بكامل الود والحب.
كانت نادية تريد أن تطمئن هل يشبههم فى الطباع والهيئة أم لا
- قوليلى يا بنتى هو شكله عامل إزاى لبسه هيئته إحكيلى بالتفصيل
كانت سارة تتذكره بشده كانت هيئته ملفته
- هو مفيش فرق بينه وبين يونس يا ماما يعنى أنا معرفتش إنه مش يونس غير لما قلع النضارة عينيه بس لونها مختلف لكن الهيئة والشكل واحد بس هو يختلف أكيد فى الطبع مش عارفة
- يختلف فى الطبع إزاى
- مش عصبى وقفل زى يونس إتحملنى للآخر من غير ما يعلى صوته حسيته لطيف عكس يونس كدا
نظر إليها يونس والشرر يتطاير من عينيه شعر بالصدمة تجاه هذا الحديث بينما نادية قهقهت بشدة
فتحدث يونس بغضب مكتوم
- أنا قفل يا سارة
إبتلعت سارة ريقها بصعوبة وقامت بهز رأسها بمعنى نعم وكانت النهاية الحاسمة لهذا الحديث
- ولما أنا قفل بتتعاملى معايا ليه ما تنطقى يا لطيفة
تحدث بسخرية ونهض من على الطاولة
نظرت سارة فى أثره وتحدثت بغضب طفولى إلى نادية التى كانت تستمتع بمشاجرتهم اللطيفة
- شوفتى يا ماما بيتكلم إزاى
- متزعليش منه عنده قضية مهمة بكرا وأكيد متوتر يا حبيبتى ، هروح أعملكم شاى بلبن لحد ما تخلصوا عشا
نظرت إيناس بإتجاهها بتعجب
- ما توصى حد من الخدم يعمله يا نادية بدل ما تتعبي نفسك يعنى 
- لا عمر ويونس بيحبو يشربوه من إيدى.
جلس يونس بجانب والده ولا يعلم ماذا يفعل بشأن القضية التى سيترافع عنها بالغد لا توجد ثغرة واحدة تنهى الجدال بشأن القتل فإبن نبيل الصفطى قتل عمداً وظلم كيف سيخرجه ؟
لاحظ شروده وتوتره عمر
- إنت كويس يا يونس
هو ليس بخير بالطبع ولكن لا يريد أن يحمل عمر فوق طاقته يكفى حزنه وألمه على يامن فأخبره بصدقٍ زائف
- أنا كويس يا حبيبى دماغى مشغول بس عشان قضية بكرا
كان عمر يريد أن يبث بداخله الطمأنينة ويشعره بالثقة
- متقلقش إنت قدها وهتكسبها إن شاء الله ، صحيح إحنا لازم هنكلم عمك  قبل ما نوصل ليامن عايزين تبقى الفرحة فرحتين كلامى مفهوم
كان يونس يعلم مغزى هذا الحديث كان يشعر داخله بالخوف إتجاه هذه الفكرة ولكن حياته خالية لا يوجد بها أحد ما الذى يمنع زواجه منها هى تعشقه وهذا يكفى فكانت فكرة صائبة له وهذا الخوف سيزول تدريجياً مع الوقت فأجاب والده على الفور
- كلمه يا بابا دلوقتى لو حابب أنا معنديش مشكلة
شعر عمر بالسعادة لأجل هذا الحديث
- لما يخلصوا عشا هكلمه ربنا يفرح قلبك يا يونس

قاربت الساعة منتصف الليل تقريباً كان إلياس يستعد للرحيل حتى يلحق بالقطار كان يامن ويوسف المستيقظين فقط فى منزل منصور الخلفاى حيث أن تلك البلاد دائماً ساكنيها ينامون باكراً حتى يستيقظوا باكر لتأدية الأعمال الزراعية الخاصة بهم.
- يلا يا إلياس عشان أوصلك المحطة خلصت
- أيوة جهزت كل حاجة التذكرة وكله تمام يلا بينا
قام يوسف بتوديعه وتوصية يامن أن لا يتأخر ويعود حينما ينتهى من إيصال رفيقه إلى المحطة.

جهز يامن سيارته كى يذهب به إلى المحطة ويعود فالبلد كالصحراء خالية من أى شخص.
- إبقى كلمنى لما توصل البيت بقى ماشى
نظر إليه إلياس بإمتنان
- حاضر ، كان يوم جميل أوى إن شاء الله أبقى أجى تانى حبيت العيلة أوى
- فى أى وقت يا عم ده بيتك يعنى مش محتاج تتعزم
- ده العشم بردوا

ترجلت السيارة أمام المحطة وقام يامن بتوصيله إلى القطر وأطمئن لذهابه وبينما كان يستعد للرحيل ولكن إستوقفه شخصاً ما كان ينظر إليه بتفحص
- إنت يامن صح
كان ينظر إليه يامن بإستغراب
- أيوة إنت مين وعايز إيه و...
لم يمهله الفرصة لتكملة حديثه وقام بضربه على رأسه ووقع مغشياً عليه وكل هذا كان مسجل بواسطة شخصاً آخر كى تكتمل اللعبة.
  

كان يوسف يسير ذهاباً وإياباً قلقاً بشأن أخيه الساعة الثانية بعد منتصف الليل وهو لم يأتى بعد وهاتفه مغلق ، كان يستعد لمغادرة الغرفة بحثاً عنه ربما أتى أو فى حديقة المنزل ولكن إستوقفته فُتنة وكانت هيئتها مبعثرة وملابسها ممزقة تكشف جزءاً من جسدها وتبكى ، شعر بالصدمة تجاه تلك الهيئة يبدو أنها تعرضت للتحرش أو ما شابه
- مين اللى عمل فيكِ كدا قوليلى
نظرت إليه وإبتسمت وقامت بإدخاله إلى الغرفة وأغلقت الباب وهو لا يفقه شئ ماذا تفعل ؟ ظن أنها ستخبره ولكنها تخشى أن يراها أحد فلم يعلق إلى أن ألقت بالمفتاح من نافذة الغرفة.
كانت تصرخ وتبكى وتستنجد تحت نظراته المصدومة لا يعلم هل أصابها الجنون تريد النجدة من ماذا
- فيه إيه أنا جيت جمبك ولا هو رمى جتت ولا إيه
كانت لا تأبه بذلك الهراء فى رأسها هدف معين
- يا أبوى إنجدونى بعد عنى عشان ربنا بعد عني يا ولد عمى أنى معايزاش أوطى راس أبوى ف الطين
إستيقظ الجميع وقام مصطفى بكسر الباب ونظروا جميعاً بهيئة تلك الفتاة التى هرولت مختبئة فى أحضان والدتها وتبكى بشدة.
نظر مصطفى إلى ولده وقام بصفعه وكان منصور يشعر بالصدمة وكذالك فريدة تبكى وتهز رأسها يمينا ويساراً بمعنى أنها لا تصدق
ثم قام مصطفى بإنهاء أى مشاجرة ستحدث
- بكرة هنكلم المأذون وتكتب على بنت عمك وده كلام منتهى  مفيش فيه جدال
نظر يوسف إليهم بصدمة وإلى تلك الحية التى تختبئ، كان يتوعد لها بأشد من الجحيم سيذيقها كافة أنواع العذاب.
كان منصور لا يتمنى أن تتم الزيجة بتلك الطريقة لو كان يريدها حقاً لما لا  يطلبها للزواج بل تواقح عليها هى إبنة عمه الموضوع يمس شرف العائلة لا تهاون به .
ثم تحدث حتى تمر تلك الليلة بسلام
- الموضوع خلص كله على أوضته يلا وبكرة هنجهزوا الدوار عشان الفرح
ترك الجميع الغرفة عدا فريدة كانت تريد أن تسمعه.
بعد ذهابهم جميعاً قامت بإحتضانه بشدة وهى بكى بشدة إنه مأزق لم يفر منه
- والله يا ماما دى كدابة دى دخلت الأوضة وكانت كدا لسه بسألها إيه اللى حصل قفلت الباب ورمت المفتاح من الشباك أنا قولت خايفة حد يشوفها وهتقولى مين فجأة لقيتها بتصرخ وبتنده لباباها بس لكن والله ما حصل حاجة من كلامها ده دى وسخة
إستوعبت فريدة تلك اللعبة القذرة من هذه الحية ولكن كانت تتمنى أن يتزوج إبنها من البلدة هنا فكان يروق لها هذا
- مفيش فى إيدينا حاجة تصبح على خير
نظر إليها بصدمة لم يقوى على الحديث ولكن هى من أشعلت الحرب.

فى قصر عمر وصفى كان يجتمع كل أفراد أسرته كى يتحدث بشأن الزواج من يونس ب سارة ولكن قطع هذا الإجتماع بدخول أحد أفراد الأمن وبيده كاميرا بها فيديو يخص عمر
- فيه واحد ساب دى وإختفى وفضلنا وراه وفص ملح وداب
- طيب ورينى كدا
نظر كلاً من عمر ويونس بصدمة هذا يامن إختطفه أحد يكن عداوة بالتأكيد قطع تفكيرهم رنين هاتف عمر من رقم مجهول
- ألو مين
- أنا اللى خطفت إبنك
- عايز إيه وتسيبه إنطق لو حصله حاجة هتندم صدقنى
- المناقصة قصاد إبنك يامن
يتبع ....
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي