الفصل الخامس والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

قطع حديثهم دخول فتاة من باب الغرفة فتاة جميلة بشدة ومثيرة فتحدثت قائلة :
- ولا حتى فاكرنى يا حبيبى
نظر إليها يامن وشعر بإنقباضة فى قلبه
- لا مش فاكرك إنتى مين ؟
نظرت إليه وأقتربت منه وقالت :
- أنا فيروز مراتك يا حبيبى
تحدث يوسف بغضب قائلاً :
- مرات مين إنتى إنتوا متطلقين ولا جالك زهايمر فجأة
إبتسمت فيروز ليوسف بسخرية وتحدثت وهى تنظر ليامن ببراءة مصطنعة
- أيوة متطلقين بسببكم ليك عين تتكلم
ثم أكملت بسخرية
- طب ولما إنت جدع أوى كدا مقولتلوش سبب الحادثة ليه
كان يوسف سيتحدث ولكن قاطعته هى قائلة :
- أقوله أنا سبب الحادثة بتاعتك يا نور عينيا إنك كنت جاى ورايا عشان ترجعنى وكنت سايق بسرعة فالعربية إتقلبت
ثم إقتربت منه وتحدثت بصوت منخفض
- وغلاوتك أول ما عرفت جيتلك عالطول ونسيت إنك طلقتنى
تحدث يوسف بنفاذ صبر
- إنتى واحدة كدابة مش فاهم إيه اللى جايبك أصلاً
تحدثت فيروز ببرود
- نفس اللى جابك ، قلبى هو اللى جابنى يعنى لما أعرف إن جوزى حبيبى اللى خليتوه يطلقني وإفتريتوا عليا إنت وأمك الله يرحمها تعبان فى المستشفى مجيش أشوفه ، دى حتى تبقى عيبة فى حقى
ثم نظرت إلى يامن وإبتسمت
- ولا إيه يا روحى
وضع يامن يده على رأسه بألم
- أنا مش فاكر حاجة خالص مش فاكرك خالص أنا تعبان ممكن تسيبونى لوحدى  عايز أبقى لوحدى بعد إذنكم
خرج الجميع من الغرفة فأمسك يوسف معصم فيروز بعنف حتى أنها تألمت فإقترب الجميع حتى يعلموا من هذه
- والله أدفنك صاحية لو مغورتيش من هنا
كان يونس يتابع فى صمت منذ بداية الحديث فإقترب وتحدث بهدوء وقام بإبعاد يد يوسف التى تمسك بمعصمها
- إهدى يا يوسف إحنا فى مستشفى
نظرت فيروز إليه بصدمة لم تلاحظه منذ أن دخلت الغرفة
إبتسم يونس وصافحها قائلاً :
- إزيك أنا يونس أخو يامن متستغربيش أووى كدا إحنا يادوب عرفنا من الحادثة إننا أخوات
نظر إليه يوسف بتعجب عاقداً حاجبيه ثم فضل أن يصمت بالطبع يونس سيتولى الأمر 
أومأت فيروز برأسها بحزن زائف من موقف يوسف تجاهها ونظرت إلى يونس ببراءة مصطنعة
- طيب يرضيك اللى يوسف بيعمله ده بشهدك
إرتدى يونس نظاراته وتحدث قائلاً :
- فين قسيمة الجواز يا فيروز  عشان زى ما إنتى شايفة يوسف موقفه من ناحيتك مش أحسن حاجة ويامن مش فاكرك ، عايز أعرف موقف يوسف منك شخصى ولا إنتى بتكدبى فعلاً
إبتسمت فيروز بسخرية وقامت بإخراج قسيمة الزواج من حقيبتها
قام يونس بفحصها جيداً فوجدها حقيقية وليست مزورة
- طيب ما القسيمة مفيهاش أى حاجة أهى أومال مالك يا يوسف
كان يوسف سيتحدث ولكن قاطعه يونس قائلاً :
- لا يا يوسف مالكش أى حق تكلمها بالطريقة دى ولا أى حد هنا يامن لوحده لما ترجعله الذاكرة هو اللى يقرر ولحد الوقت ده فيروز هتيجى معانا بصفتها مراته طبعا
تهللت أساريرها وشعرت بالسعادة هى ويامن فى مكان واحد وهذا أقصى ما تريد.
نظرت فيروز  إلى عمر وإقتربت منه قائلة بإبتسامة :
- يامن هيخرج النهاردة يا بابا صح
أومأ عمر لها برأسه وهو يبتسم ثم نظرت إليها ملك وقامت بإحتضانها وتحدثت قائلة :
- منورة عيلتنا يا روز هو أنا ممكن أقولك يا روز
- أه يا حبيبى ممكن تقوليلى كدا هو إنتى مين
بقى
إبتسمت ملك بلطف زائف وتحدث قائلة :
- أنا ملك أخت يامن ويونس اللى واقف هناك ده
تحدثت فيروز إليها بسخرية
- آه إتشرفت بيكى يا روحى
كان يوسف ينظر إليها بغضب وتوعد وقلق فى آنٍ واحد لماذا تذكرتهم الآن ؟ هل أنها فكرت أن بموت أمه وأبيه سيعود إليها يامن ؟ لا يعلم ولكن يبدو أن يونس يفكر فى شئ ما
كانت سارة تنظر إلى فيروز من الحين والآخر والنيران تأكلها من الداخل لا تعلم لماذا ؟ 
قام ياسين بإنهاء إجراءات المشفى وذهبوا إلى المنزل كان يونس يتحدث طوال الوقت مع يوسف حتى لا يشعر بالغربة وكذالك عمر أيضاً .
وصلوا جميعاً إلى المنزل فأمر عمر بتحضير عشاء لجميع العائلة
- عشان خاطرى يا يامن إتعشى معانا وإبقى إطلع إرتاح لو قادر لو تعبان مش همنعك
إبتسم يامن بلطف
- هنتعشى سوا وأقعد معاكم شوية كمان اللى نفسك فيه هعمله يا بابا
إقتربت سارة قائلة :
- حمدلله على سلامتك يا يامن
شعر يامن بأنه سعيد لرؤية هذه الفتاة فتحدث بلطف
- الله يسلمك إنتى تبقى مين
إبتسمت سارة قائلة :
- أبقى سارة بنت عمك
إقتربت فيروز وتأبطت فى ذراعه بغيرة شديدة وتحدثت قائلة :
- مش خلصنا تعارف يا سكر ولا إيه
نظر يامن إليها وشد ذراعه عنوة وتحدث قائلاً :
- بصى يا فيروز أنا مش فاكرك خالص وموقف يوسف منك غريب بصراحة وده يبقى أخويا
ثم إبتسم إبتسامة جانبية جعلته وسيم بشدة
- وغير كدا بتقولى إنى طلقتك طب ليه بقى ، أنا مش فاكر
ثم أشار إلى رأسه موضع الحادثة وتحدث قائلاً
- كلك نظر يعنى فأكيد يعنى يامن ده مش عيل صغير قالوله طلق فيروز راح مطلقها
فربت على كتفها قائلاً بهدوء أرعبها
- فيا بنت الحلال من هنا لحد ما أفتكر إنتى خطيبتى شوفتى أنا جدع إزاى مقولتش معرفكيش ، طولة لسان بقى تحرجى ده تزعقى مع ده هتزعلى منى بتقولى إنك مراتى هتعامل معاكى بنخوة أى حد هيتعدى حدوده معاكى أنا موجود وهجبلك حقك ، إنتى بقى غلطتي فى حد هنا عملتى حاجة أنا حذرتك هتزعلى منى
أومأت فيروز برأسها بخيبة بينما يوسف وباقى العائلة كانوا يشعرون بالسعادة.
تحدثت فيروز قائلة وهى تمسك بحقائب ثيابها
- فين أوضتك طيب أحط حاجتى وأغير هدومى
نظر كلاً ملك ونادية وكذالك فريال وسارة إليها شزراً بمعنى "ما هذه البجاحة ؟"
نظر إليها يامن بنفاذ صبر
- قولت لحد ما أفتكر إنتى خطيبتى ، نبات فى أوضة واحدة إزاى وإحنا فى حكم المخطوبين يعنى
فوضعت هى يديها الإثنتين على صدره وتحدثت بغنج ودلال قائلة :
- معايا قسيمة جواز هتقولى رديتك يا روز  وخلاص
ثم غمزت له بعينيها اليسرى
إبتسم هو بيأس من تلك الفتاة وأمسك يديها الإثنين وأبعدهم عنه وتحدث قائلاً :
-  وعد أول ما إفتكر هقول رديتك يا روز وأنا اللى هاخدك أوضتى يا ست حلو كدا
نظرت له هى بتأفف وطلبت منهم أن يرشدوها إلى الغرفة الذى ستمكث بها بينما يامن كان ينظر لأثرها ولا يعلم ما سر تلك الإنقباضة بداخله
إقترب منه يوسف وربت  على كتفه قائلاً :
- مش عايزك تضغط دماغك هتفتكر كل حاجة لوحدك متقلقش
أومأ رأسه له بحب فعقد يامن حاجبه وتذكر شيئاً
- صحيح هو فين تليفونى
- إسأل يونس عنه لإنى معرفش
كان يامن ينظر ليونس الذى يتحدث مع والده يراه شخص ناضج وجادى إلى حدٍ كبير
قطع هذا التفكير دخول إلياس الذى يبدو على عينيه أثر البكاء
إقترب من يامن وإحتضنه بشدة
- والله معرفتش غير دلوقتى بقالى إسبوع بكلمك على تليفونك محدش بيرد جيتلك هنا عرفت بس محدش يعرف عنوان المستشفى عامل إيه طمنى
ربت يامن على كتفه قائلاً :
- أنا كويس متقلقش الحمدلله ربنا لطف
نظر إلياس إلى يوسف قائلاً :
- وإنت يا يوسف عامل إيه البقاء لله يا جماعة
نظر يامن إليهم بتعجب
- مين اللى مات
وضع يونس يده على وجهه بيأس من ذلك الغبى وحاول تصحيح الموقف
- هو يقصد صاحب يوسف اللى كان معاه مات فبيعزيه مش أكتر المهم أنت ترتاح وكدا
كان إلياس ينظر إليهم ببلاهة
- صاحب مين يا عم ده ...
وضع يونس يده على فم إلياس قبل أن يتحدث ثم قال :
- ده يامن تعبان يا بنى كفاية كلام الراجل فاقد الذاكرة
إبتسم إلياس بحرج
- وأنا أعرف منين نيمونى ولا ودونى فى أى حتة يا جماعة
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي