الفصل التاسع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
قام يامن بركن سيارته ودخل إلى المنزل بهدوء فوجدهم جالسين جميعاً وسعداء فنظر عمر إليه بفرحة شديدة
- يامن جيت إمتى تعالى واقف بعيد ليه تعالى يا حبيبى
إقترب يامن فإحتضنه يونس بشدة وتحدث قائلاً :
- النهاردة كسبت القضية مش تباركلى
إبتسم يامن وتحدث قائلاً :
- بجد أنا كنت متأكد من كدا من نجاح لنجاح يا حبيبى
إقتربت ملك من يامن ووضعت ذراعها على كتفه
- تصدق وحشتنى والله البيت وحش من غيرك
نظر إليها وشرد وكأنه يرى يسر أمامه فربت على كتفها وقرر أن يصعد لغرفته حتى لا يبكى أمامهم
لاحظت نادية أن هذه ليست طبيعته فتحدثت بقلق :
- مالك يا يامن هو إنت مش المفروض كنت تيجى بعد يومين إيه اللى حصل مامتك كويسة وأخوك كلهم كويسين
أومأ رأسه فشعر عمر بالقلق عليه ملامحه ليست كعادتها هذه أول مرة يراه هكذا فجلس بجانبه وحاول أن يشتت تفكيره حتى يلفت تركيزه
- النهاردة خليت ياسين يغير إسمك ل يامن عمر وصفى كلمته وزمانه جاى يطمنى وصل لإيه
إبتسم يامن بحزن ونظر لوالده وتحدث قائلاً :
- خبر حلو فعلاً ، أنا هطلع أنام حاسس إنى مش كويس
إقتربت منه ملك بقلق
- ليه طيب حاسس بإيه يا يامن
كان سيتحدث ولكن دخل ياسين إلى منزل عمه برفقة سارة فنظر إليه عمر بفضول كى يتحدث فوجهه لا ينذر بالخير
- إزيك يا يامن عامل إيه
- الحمدلله يا حبيبى أخبارك
- كويس ، بعد إذنك يا عمى عايزك فى المكتب فى شوية حاجات بخصوص الشركة وكدا
نهض عمر معه إلى المكتب وجلست سارة بجانب يامن تحت نظرات الجميع
- إزيك يا يامن عامل إيه
- كويس الحمدلله يا سارة بخير
ثم قام بفتح حقيبة ظهره وأخرج الرسمة من داخلها وقدمها إليها فنظرت إليها بسعادة كبيرة ثم نهضت من موضعها وإقتربت من يونس
- مش مصدقة إنك وصفتنى بالدقة دى مش رسمة دى أنا
ثم قامت بإحتضانه بشدة تحت صدمته
نظر يامن إليهم بحزن مصحوب بسخرية وتحدث قائلاً :
- العفو يا سارة
فنظروا إليه جميعاً فحاولت سارة أن تتحدث فأشار يامن بيده بمعنى لا بأس وتركهم وصعد إلى غرفته فتحدثت ملك قائلة :
- والله فيه حاجة مش ده يامن خالص سرحان ومش بيضحك مبيتكلمش لا لا فيه حاجة
شعر يونس بهذا أيضاً هو ليس بخير يبدو عليه الحزن .


فى مكتب عمر كان يشعر بالصدمة من حديث ياسين
- إنت متأكد من كلامك ده
- ده أنا دورت كتير متأكد جداً بقولك لقيت إسمه فى الجنائى فى جريمة قتل دفاع عن الشرف بإسم يسر مصطفى الخلفاوى واللى عمل كدا وإتقتل نادر سالم محفوظ واللى قتله يامن وكان معاه إذن نيابة عشان دى قضية شرف
جلس عمر بصدمة
- الموضوع ده حصل من إمتى
- من سنتين يا عمى بتاريخ بكرا
أومأ برأسه هو فهم الآن لماذا هو هكذا ؟ يبدو أن هذه الذكرى السوداء لا تفارقه لأجل هذا هو آتى من عند والدته .

صعد يامن إلى غرفته وأغلق الباب بالمفتاح وقام بخلع الجاكيت الذى يرتديه وإلى هذا الحد لم يحتمل جلس على طرف الفراش وأجهش فى البكاء حتى يهدأ قلبه ثم هدأ قليلاً بعد مدة وتذكر أن سارة لم تشعر بالسعادة لأنه قام برسمها بل شعرت بالسعادة لأن يونس قام بوصفها فقط حتى أنها لم تشكره .
قام بتبديل ثيابه وشعر بالإختناق من الغرفة فكان يفكر أن يجلس بحديقة القصر

فى الأسفل كانت سارة تنظر إلى الرسمة وتذكرت أنها قللت ذوق معه فنظر لها يونس وتحدث بغضب
- مش عارف بتفكري إزاى عمرك ما هتبقى بتعرفى تتصرفى وحياتك أصلاً أنا لا وصفتها ولا زفت ده رسمها وأنا نايم ومشوفتهاش غير وهى ف إيدك دلوقتى
شعرت سارة بالحزن وتركتهم ورحلت فتحدثت نادية بتأنيب
- ليه كدا يا يونس تكسر فرحتها بالطريقة دى
تحدث يونس بغضب مصحوب بلامبالاة
- تتحرق دى مفيش منها أمل خالص كل مرة بتبهرنى بغباءها طالع أتخمد
قهقهت ملك بشدة
- والله دول مجانين أصلاً مش عارفة إيه اللى جه فى دماغ بابا وهو بيقرر يجوزهم مينفعش يا ماما خالص يونس طبعه وحش مش رومانسى خالص وسارة رقيقة مش عايزة المعاملة دى إتكلمى مع بابا تانى عشان خاطرى
هزت رأسها يميناً ويساراً بقلة حيلة فحديث ملك صائب وهذه الزيجة لإن سارة تحب يونس وهو يرى أنها مناسبة طالما يونس لا يوجد فى حياته أحد .



بعد أن أبدل يامن ثيابه هبط إلى أسفل فلم يجد أحد سوى نادية وملك فسأل عن والده فأخبرته نادية أنه بعد مقابلة ياسين له صعد كى يخلد للنوم
- نفسى أشرب شاى بلبن وجمبه أى حاجة خفيفة مأكلتش من الصبح خالص
نهضت نادية على الفور
- بس كدا من عيونى
فتحدث هو قائلاً بنبرة منخفضة متعبة :
- تسلم عيونك يا دودو
دخلت نادية إلى المطبخ كى تحضر له ما طلب فأتت سارة وعلى وجهها أثر البكاء فإنصدمت ملك من هيئتها
- يخربيت عقلك مالك وشك أحمر ليه
نظر إليها يامن ببرود ونظر للجهة الآخرى وكان يقلب فى هاتفه
- عادى يا ملك كنت مخنوقة شوية بس
ثم نظرت إلى يامن وتحدثت قائلة :
- يامن بقولك
نظر إليها يامن منتظراً منها أن تتحدث فتحدثت قائلة :
- والله مقصدتش كل اللى حصل أنا بس من الفرحة إتلخبطت أنا كدا لما ببقى فرحانة أووى أو زعلانة أووى مبعرفش أتصرف
إبتسم يامن لها وتحدث قائلاً:
- ولا يهمك يا سارة مزعلتش والله محصلش حاجة إنك تعيطى وتعملى كل ده
قهقهت ملك بشدة
- أصل يونس إتعصب وقالها إنه أصلاً كان نايم وإنت بترسم
عقد حاجبيه بتعجب على تفكير شقيقه
- بيضايقك بس عالفكرة لكن فعلاً هو اللى وصفها
إنفرجت أساريرها وتحدثت قائلة :
- بجد يا يامن هو بيضايقنى بس
- آه بجد يا ستى بيضايقك بس
خرجت نادية من المطبخ ووضعت الصينية أمام يامن فوجدت سارة سعيدة للغاية
- طيب أنا همشى الوقت إتأخر وعندى محاضرات مهمة تصبحوا على خير
رحلت سارة فتحدثت ملك بشك
- مستحيل اللى إنت بتقوله ده يونس عمل كدا
أومأ يامن رأسه بنفى
- لا طبعاً هو كان نايم فعلاً ، بس مش عارف هو بيفكر إزاى طالما هى كانت فاكرة إنه وصفها ومبسوطة ملهوش داعى بقى يكسر فرحتها بالطريقة دى
تحدثت نادية بقلة حيلة
- والله إحترت الجوازة دى هتبقى فاشلة يونس طبعه صعب وزى ما إنت شايف
- مش طبعه صعب يونس مش بيحب سارة يا جماعة إقتنعوا بقى
تحدثت ملك وهى تنظر لوالدتها قائلة :
- والله لسه كنت بقول نفس كلامك ده مينفعش يتجوزوا
ربت نادية على كتف يامن
- مش ناوى تتجوز يا يامن وتفرحنا بيك
نظر إليها وهو يأكل وتحدث قائلاً :
- أول ما ألاقى اللى تخطفنى كدا هفرحكم أكيد
فتحدثت ملك قائلة :
- يعنى متخطفتش قبل كدا
إبتسم يامن قائلاً :
- أكدب لا طبعاً حبيت قبل كدا
- وبعدين
- خطبتها وكتبنا الكتاب وإتطلقنا
شهقت ملك ووضعت يدها على فمها بصدمة وكذالك نادية
- ليه يا بنى مش بتقول بتحبها ليه تسيبها
تحدث يامن بمرح
- قالى الوداع وهقوله إيه هو الوداع يتقال فى إيه
فقهقهت ملك ونادية بشدة على حديث يامن
بينما عمر كان يشعر بالحزن لقد عانى ولده كثيراً ولا يعلم ماذا سيفعل معه ؟
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي