الفصل الواحدوالثلاثون

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد مرور شهرين إستقرت الأوضاع إلى حدٍ ما وباشر يامن عمله بينما يونس قدر هذه لم يطمئن لها أبداً ولا يعلم ما هى قصتها ، بينما ملك كان حازم يخطط كيف يتقرب منها بأى طريقة .
فى جامعة القاهرة وفى كلية الطب بالأخص كانت ندى تجلس برفقة سارة فتحدثت قائلة :
- أنا هنزل يومين من الإجازة لأهلى البلد وحشونى أوى يا سارة بصراحة أنا أصلاً منزلتش من أول السنة
- يومين بس مطوليش عشان إحتمال تبقى الخطوبة اليومين دول بعد حفلة التخرج و كدا بقى
أمسكت ندى يديها بسعادة :
- يا روحى يا روحى فرحتلك أوى ربنا يتمم ليكِ على خير هما كلموا باباكى إمتى مقولتليش يعنى
إبتسمت سارة بحرج :
- لسه مكلموش بابا بس هما قالوا جايين النهاردة يعنى، عارفة يا ندى ؟
أومأت ندى رأسها حتى تتحدث سارة إليها
- أنا مش مبسوطة خالص ومتضايقة من نفسى
عقدت ندى حاجبيها متعجبة
- ليه تتضايقى من نفسك إحكيلى يا حبيبتى يمكن أساعدك
تنفست سارة و تنهدت بتعب وحزن قائلة :
- عشان مبقتش بفكر فى يونس زى الأول بقيت بقارن يا ندى
تعجبت ندى من سارة بشدة ثم تحدثت قائلة :
- بتقارنى إزاى يعنى و بتقارنى إيه
وضعت سارة يدها على رأسها
- بقارن بين يامن و يونس ف كل حاجة و عقلى مش مبطل كدا خالص الفترة اللى فاتت حصلت بينى وبينه مواقف كتير أوى بحسه فاهمني أكتر من نفسى مش بيضايقنى خالص عكس يونس اللى بحسه مش شايفنى أصلاً بس المفروض إنى بحب يونس إزاى بفكر كدا يا ندى
نظرت إليها ندى بحزن و تحدثت إليها قائلة :
- بصى يا سارة لو عايزة رأيى إنتى تاعبة نفسك على الفاضى
عقدت سارة حاجبيها مستفسرة :
- تاعبة نفسى على الفاضى إزاى
نظرت إليها ندى بنفاذ صبر
- يعنى ليه تجبرى نفسك تعيشى فى تجربة زى دى أنا شايفة إن الموضوع لما يدخل فى مقارنة يبقى قلبك بيبتدى يغير حساباته وأنا شايفة إنك هتتعبى مع يونس جداً والحب ده هيروح مع الوقت و المعاملة مش هتعيشى الحياة اللى بتتمنيها هتحسى نفسك أقل من أى حد و أنا شايفة بصراحة إنك مشدودة ليونس أوى يا سارة لكن ده مش حب خالص ، الحب ده بيجى من غير ما نحسبله و لا نخططله بيخطفنا كدا فاهمة
عندما نطقت ندى هذه الجملة لم يأتى بخاطرها سوى يامن فنفخت بضيق فتعجبت منها ندى و غضبت
- مش عاجبك كلامى وبتنفخى كمان دى جزاتى يعنى إنى بحاول أساعدك
- مش كدا يا ندى بس آخر جملة قولتيها مجاش ف بالى وقتها غير يامن بصى أنا مش عارفة أوصفلك أد إيه هو شخص لطيف أنا خايفة أكون حابة معاملة يامن ليا و المقارنة بس عشان هو و يونس توأم و إن نفسى يبقى يونس زيه
ثم نظرت إليها و أكملت حديثها قائلة :
- وبعدين حتى لو زى ما إنتِ بتقولى هل ينفع عمى يكلم بابا بخصوص يونس و أنا أرفضه و أحب أخوه مش هينفع خالص لا يمكن أعمل كدا وبعدين إنتى متعرفيش يونس ويامن متعلقين ببعض إزاى الموضوع ده معقد أوى يا ندى أنا هروح أروح عشان بجد فاصلة و مش قادرة
أومأت ندى بأسف و تحدثت قائلة :
- طيب إستنى جاية معاكِ وصلينى ف طريقك

فى جانب آخر من كافتيريا الجامعة كان يوسف يجلس برفقة أصدقائه فأخرج حازم صورة ل ملك من هاتفه حتى يراها أصدقائه ويريد من تلك الحركة أن يرى ردة فعل يوسف على ذلك .
أصدر أحد رفاقه صفيراً عالياً وهذا يدل على مدى جمال الصورة فإبتسم يوسف و يريد أن يأتى دوره ليرى ما أعجبهم جميعاً ف دائماً ما يعجبهم لا يعجبه أبداً .
وها هى قد أتت اللحظة التى أمسك بها يوسف الهاتف ورأى صورة ملك وتبدلت ملامحه وقام بحذف الصورة وقلب فى الهاتف ليرى هل هناك صور لها أم لا ؟
فأمسك حازم هاتفه و وجد ما فعله يوسف فتحدث بغضب زائف :
- إنت إزاى تسمح لنفسك إنك تمسح الصورة إنت إتجننت
كان الجميع ينظر للمشهد بترقب
فتحدث يوسف بهدوء
- إتكلم بس عدل عشان متزعلش
نظر إليه حازم بسخرية شديدة:
- هتعمل إيه يزعلنى إنت قول كلام تبقى أده بس
تحدث يوسف بلهجة تحذيرية:
- المرة دى أنا مسحت الصورة و إعتبره تحذير المرة
الجاية ردة فعلى مش هتعجبك خالص ، البت دى قريبتى وتخصنى قربت سنتى منها وإفتكرت إنها زى البنات الزباله اللى تعرفهم تبقى غلطان دى أنضف من عيلتك كلها
ثم نهض من موضعه كى يرحل فقام حازم بلكمه بقوة فنظر إليه يوسف والشرر يتطاير من عينيه وقام برد اللكمة و لكن بعنف أكثر .
نهض حازم من موضعه وتشاجرا حتى قام رفاقائهم بفض الإشتباك و ذهب كل واحدٍ منهم من حيث آتى .

فى شركة رحيم جروب كان يامن يباشر عمله وعقله فى شئٍ آخر هو أن والده والعائلة سيذهبون لخطبة سارة يشعر بالحزن ولكن لا يعلم لماذا ؟ يقسم أنه يعشق أخاه ويتمنى له السعادة وسارة فتاة رقيقة لا يبغضها أبداً .
ولكن هناك شيئاً بداخله لا يريد تصديقه، هذا الشئ يجب دفنه فقط فيستحق يونس منه أن يفعل ذلك لأجله.


بعد رحيل يوسف كان حازم يسب ويلعن وأقسم أنه سينتقم منه فيها ليرى ماذا سيفعل له ؟
إبتسم بشر وقام بمهاتفة شخصاً ما
- ألو أيوة يا سهيلة عايزك
- ..........


ذهبت ندى إلى المنزل لتقوم بتوضيب حقيبتها كى تسافر و كانت قدر تستند بذراعها على باب الغرفة و تنظر لها بحزن فقد إعتادت عليها و لا تعلم كيف ستجلس بمفردها فى فترة غيابها
فنظرت إليها ندى بحزن
- مش عايزاكى تزعلى بقى والله هما يومين تلاتة بالكتير و هتلاقينى ناطة ليكى من تانى
تنهدت قدر بحزن
- والله غيابك هيقطع فيا هتوحشينى يا ندى والله متغبيش كتير عليا أحسن والله آجى أجيبك من شعرك
إبتسمت ندى بحب وقامت بإحتضانها فترة طويلة ثم قامت بتوديعها و رحلت .
ظلت قدر تنظر إليها إلى أن إختفت تماماً ثم إستدارت بحزن و قامت بتبديل ثيابها لتذهب إلى الكورنيش كما إعتادت .

كانت فريال تجلس برفقة زوجها وتتحدث معه
- عمر جاى عشان يطلب إيد سارة بس يا ترى ل مين
نظر إليها رحيم قائلاً :
- يعنى إيه ل مين ما كل العيلة عارفة إن يونس و سارة بيحبوا بعض
قهقهت هى بسخرية قائلة :
- بنتك بس اللى بتحبه والعيلة كلها عارفة ده بس إنت اللى متعرفش ، وبعدين ما يمكن يطلبها ل يامن حتى يبقى أحسن يامن عند أخوك بقى الكل ف الكل و أنا أهم حاجة عندى مصلحة بنتى وإنت كمان لازم تفكر كدا
نظر إليها رحيم بيأس و تركها ورحل ولكن وجد إبنته واقفة أمام باب الغرفة والدموع التى بأعينها توضح أنها سمعت كل شئ فتحدث وهى تبكى قائلة:
- هو فعلاً زى ما ماما بتقول كلكم عارفين إنى أنا اللى بحب يونس لوحدى وهو مبيحبنيش
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي