الفصل السابع والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد مرور شهرين كان الوضع  قد هدأ قليلاً فيوسف إعتاد على منزل وعائلة عمر وصفى ويامن إلتئم جرحه ولكن مازال لا يتذكر شيئا عن حياته السابقة وكانت فيروز لا تترك فرصة كى تقترب منه .

فى صباح يومٍ جديد إستيقظ يوسف بتملل فى فراشه ونظر إلى الساعة فوجد أنه تأخر كثيراً على الجامعة فنهض مسرعاً حتى لا يتأخر أكثر من ذلك .
إرتدى يوسف بنطال من الجينز الأزرق وتيشرت من اللون الأبيض وجاكيت أسود اللون والحذاء أبيض وصفف شعره بعناية وهبط إلى أسفل فوجدهم يتناولون وجبة الإفطار .
فتحدث قائلاً بمرح :
- صباح الخير يا جماعة 
إبتسم عمر قائلاً :
- صباح النور يا حبيبى أقعد إفطر  معانا يلا
- ياريت ده أنا متأخر خالص على الجامعة وعندى محاضرات كتير أوى أشوفكم على الغدا
ذهب يوسف إلى الجامعة بينما كان يجلس يامن وبجانبه شقيقه يونس وتجلس نادية فى الكرسى المقابل ليامن  وتجلس بجانبها ملك وفى الكرسى الأخير تجلس فيروز.
كانت فيروز تنظر ليامن من الحين للأخر  تحت نظرات الجميع ولا تشعر بالحرج من ذلك أبداً .
إستأذن يونس ورحل إلى المكتب حتى يباشر عمله فنهضت فيروز من موضعها وجلست بجانب يامن فحمحم هو بحرج ونظر إلى والده قائلاً :
- أنا شايف يا بابا إنى أبدأ أروح الشركة لعل وعسى أفتكر حاجة أنا قاعد فى البيت بقالى كتير
أومأ عمر رأسه بتأييد لحديث يامن وتحدث قائلاً :
- روح يا حبيبى وأنا هوصى فى الشركة يفهموك كل حاجة كأنك لسه بتبدأ وإن شاء حالتك تتحسن
قامت فيروز بتقبيله من خده الأيسر وتحدثت بغنج ودلال
- خدنى معاك عشان أعرف أخلى بالى منك
شعر يامن بالحرج من وقاحتها ونهض من موضعه وذهب إلى الخارج فهرولت هى خلفه
بينما نادية نفخت بضيق وتحدثت قائلة:
- على إمتى يامن ويفتكر بقى ولا يونس يلاقى حل ويمشوا البت الملزقة دى
قهقه عمر بشدة وكذلك ملك
بينما فيروز إستوقفت يامن فنظر إليها وتحدث بلهجة لا تقبل النقاش
- كل مرة بتخرجينى عن شعورى بنفس الطريقة ألف مرة أقولك إبعدى عنى ومتتصرفيش بالطريقة دى
تحدثت فيروز بغضب طفولى قائلة :
- ما أهو إنت واحشنى طيب أعمل إيه
نفخ يامن بضيق ويأس منها ثم تحدث قائلاً :
- أنا ماشى يا فيروز مع السلامة 
قامت فيروز بإحتضانه بشدة فكان يامن يريدها أن تبتعد ولكن بطريقة لائقة فقام بإبعادها وتحدث قائلاً :
- فيروز هو إحنا إطلقنا ليه إيه اللى حصل طيب
شعرت فيروز بالتوتر وتحدثت قائلة :
- ما قولتلك بسبب مامتك وأخوك
أومأ برأسه ثم أكمل حديثه قائلاً :
- طيب هو إحنا إتجوزنا أد إيه
- تلات شهور بس
- يعنى لسه عرسان  ، كنا بنحب بعض صح
أومأت هى برأسها فتحدث هو بحيرة قائلاً :
- طيب أومال ليه بحس قلبى مقبوض ومش مرتاح لما بشوفك
شعرت هى بالصدمة من حديثه كانت لا تعلم هذا ظنت أن القليل من حبه لها مازال عالق بقلبه فتحدث قائلة  بتحدى :
- عشان مش فاكر بس لكن إنت بتموت فيا وهتزعل أوى لما تفتكر
ربت يامن على كتفها وتركها ورحل

فى كلية الطب كان يوسف يجلس برفقة صديقه حازم فتحدث إليه يوسف قائلاً :
- هات تليفونك أرن على معتز يا حازم
- مش معايا رقمه ما إنت عارف
- اه ، طيب إتحملنى لحد ما إشترى فون وهات أكلمه ماسنجر
أومأ حازم له برأسه فأخذ يوسف منه الهاتف وقام بفتح حسابه على الفيسبوك ليتحدث إلى معتز ثم أنهى حديثه وأعطى الهاتف لحازم مرة أخرى  .

ذهب يامن إلى الشركة وفعل معه طارق ما أمر به عمر وقام بتعلميه عدة أشياء كأنه يعمل من البداية ، بالطبع كان يامن يفعل أشياء تلقائية بحكم الفطرة فى العمل وكانت تأتى أمامه ومضات من الماضى ولا أصوات وأشخاص متداخلة ولا يستطيع تفسير شئ فشعر بالتعب والإرهاق فأمره طارق بالعودة للمنزل كى يستريح وإنها بداية مبشرة .

فى المكتب الخاص ب يونس كان يفكر فيما حدث بالطبع هذه خطة ليست صدفة ولكن يفكر بالأمر من كل جهة ويفكر فى كل شخص
وضع يده على رأسه وكان يفكر ويتحدث
- سامى حواره خلص وبعدين سامى عداوته معانا ليه أهل يامن معتقدش إنه يعرف الموضوع ده أصلاً ، وفيروز دى حوارها يقلق ليه تظهر فجأة كدا ، يمكن عشان يامن فقد الذاكرة قالت تستغل الوضع وملهاش علاقة بحوار الحادثة لا فيه لغز مش هرتاح غير لما أعرفه
ثم دخلت السكرتيرة التى تعمل لديه تحدثت إليه قائلة :
- فيه واحدة  برا طالبة إنها تقابل حضرتك ضرورى
نفخ يونس بضيق
- طيب دخليها ودخلى اتنين قهوة
دخلت الفتاة للغرفة نظر لها يونس بنفاذ صبر ونفخ بضيق قائلاً :
كملت ، نعم عايزة إيه طالبة تقابلينى
تحدثت قدر بغضب قائلة :
- بقولك إيه والله فيا اللى مكفينى وواقعة فى كارثة
وضع يونس يده على رأسه ثم نهض من موضعه وقام بخلع الجاكيت الذى يرتديه وجلس مرة أخرى
غضبت قدر من بروده هذا وتحدثت بنفاذ صبر قائلة :
- هو البعيد مفيش دم بقولك واقعة فى كارثة
عقد يونس حاجبيه بنفاذ صبر وتحدث قائلاً :
- ده مكتب محاماة هو جمعية خيرية وأنا مالى واقعة ف كارثة
فوجدها منكسة رأسها لأسفل فتحدث قائلاً بنفاذ صبر :
- مهببة إيه طيب
دخلت السكرتيرة ووضعت القهوة وخرجت من المكتب
فتناول يونس الكوب الخاص به وإرتشف منه القليل ووضعه على المكتب مرة ثم أشار لها كى تبدأ بالحديث
نظرت إليه قدر وأخرجت هاتفها وقامت بفتح الرسائل وأعطته الهاتف فكانت الرسالة الذى كان يقرأها يونس بتمعن :
" خلفتِ بالوعد وقولنالك الضربية هتبقى كبيرة ومصدقتيش بس التمن هيبقى حياتك يا حلوة إستنى نهايتك "
أعطاها يونس الهاتف وتحدث قائلاً :
- وعد إيه ؟! مين دول أصلاً اللى إنتى متورطة معاهم
مسحت قدر وجهها بيدها ثم قالت :
- نفس الناس اللى بعته المقطع اللى مؤمن قتل فيه شادى نفس الرقم
نظر إليها يونس نظرة طويلة لم تفهمها أبداً ثم تحدث قائلاً :
- ورينى المسدج دى تانى والرقم
قامت قدر بإعطائه الهاتف فنظر إلى الرسالة وإلى الرقم وأخرج هاتفه من جيب البنطال ونظر فيه يتأكد من شئ وإبتسم وأعطاها الهاتف مرة أخرى
- طيب وليه جاية ليا أنا عشان أساعدك يعنى مش فاهم
هنا أجهشت قدر فى البكاء فنظر لها بتعجب وقام بإعطائها المنديل
- هو حد كلمك عشان تعيطى أنا بسألك أصل أنا أصلاً مشوفتكيش غير كام مرة وكنتِ بتتكلمى كأننا أعداء ف ليه أنا اللى لما تقعى فى مشكلة تجيلى يعنى ما أنا عايز أفهم
قامت قدر  بمسح عينيها ونظرت إليه وتحدثت قائلة :
- عشان أنا ماليش حد لا أب ولا أم ولا أخ ولا أى حد معرفش حد أصلاً فحسيت إنك شخص كويس بيدور على الحقيقة وميخلصكش يقتلونى وأنا معملتش حاجة
أومأ يونس برأسه ونظر إليه نظرة مطولة ثم تنهد بعمق وقال لها :
- بصى يا ...
- قدر
- تمام بصى يا قدر ، موافق أساعدك وكل حاجة هفكر فى الموضوع وأكلمك أقولك تتصرفى إزاى ولو حصل جديد بلغينى
ثم أعطاها رقمه ورحلت ،بينما يونس كان يتوعد .

بعد إنتهاء مدة الدوام آتى كلاً من يوسف ، يامن ، يونس ، وعمر من أشغالهم
كان يامن يحمل العديد من اللوحات وكانت تبدو عليه السعادة
فتحدث إليه عمر قائلاً :
- شكلك مبسوط يا حبيبى وإيه اللوح دى
تحدث يامن بحماس
- أنا فعلا مبسوط ، النهاردة طارق فهمنى حاجات كتير وسابني أشتغل لوحدى ف حاجات كتير عملتها مظبوطة وده باقى الشغل هكمله وأسلمه بكرا
بينما هو يتحدث دخلت سارة وفى يدها كوب من العصير وكانت على مقربة من يامن لا تعلم كيف سقط الكوب من يدها ووقع على اللوح التى كان يحملها يامن
نظر إليها يونس بنفاذ صبر
- مفيش مرة واحدة بس تتصرفى كدا بعقل مش تخلى بالك بجد حد مبيفهمش إطلاقاً
سقطت الدموع من مقلتيها بينما يامن وضع الأوراق على الأرض ونظر ل يونس وتحدث قائلاً :
- إنت بتكلمها كدا ليه هو الشغل ده يخصك أصلاً ده ورق أبيض لسه هبدأ فيه
ثم نظر إليها وتحدث قائلاً بلطف :
- حقك عليا أنا يا ست حتى لو فيه شغل فداكى بردوا ممكن بقى متعيطيش خلاص عشان خاطرى
إبتسمت سارة وتحدثت قائلة :
- والله مكنتش أقصد معرفش وقع من إيدى إزاى
- ولا يهمك خالص محصلش حاجة
كان الجميع يتابع الموقف باهتمام بينما يونس كان ينظر إليه بصدمة هل يامن غضب عليه من أجل سارة ؟
نظر يامن إلى شقيقه وتحدث قائلاً بعد مغادرة سارة
- زودتها يا يونس عالفكرة
هنا قهقه الجميع بشدة فتحدث يونس بنفاذ صبر
- ده أنا المفروض
نظر إليه يامن وتحدث قائلاً :
- بقولك إيه يا يونس متكلمهاش بالطريقة دى تانى مهما حصل هى عملت إيه يعنى العصير إتدلق غصب عنها لازمته إيه كلامك ضايقتها وخليتها تعيط ليه يعنى إستفدت إيه
كان يونس ينظر إليه ولا يعلم ماذا سيتحدث ؟ فنظر إلى والده فتحدث عمر قائلاً :
- متكبرش الموضوع يا يامن ، يونس ميقصدش حاجة هو زعل على مجهودك اللى ضاع بس فإتعصب غصب عنه
أومأ يامن برأسه وتركهم وصعد كى يبدل ثيابه
كان يوسف يتابع الموقف ورأى الإهتمام فى عين شقيقه إتجاه سارة .
نظر يونس إلى والده وتحدث قائلاً :
- شوفت إتعصب عليا إزاى موقف مش طبيعى خالص فيه حاجة غلط
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي