الفصل الثانى عشر

بسم الله الرحمن الرحيم


فى قصر منصور الخلفاوى كانت فريدة تضرب وجهها وتبكى وجميع النسوة بالعائلة يحاولون التخفيف عنها
- أخده منى بعد ما كبرته وخليته راجل ملو هدومه خده بمنتهى السهولة وهو يا حبيبى متكتف لازم تتصرف يا مصطفى وترجعلى إبنى لحضنى أنا مقدرش أعيش من غير يامن سامعنى رجعهولى بأى تمن إتصرف
نظر إليها منصور بإستنكار كيف سيتصرف ؟ هل سيدخل السجن من أجل إبن ليس من صلبه هل أصابها الجنون ؟
- إتجنيتى فى عقلك يا حرمة ولا إيه ولدى هيتصرف كيف هيدس حاله فى السجن إياك عشان نانوس عين أمه بلا كلام ماسخ كل واحد يروح يتخمد وعدوها على خير بيت يغم النفس وإنت يا مصطفى تعالى معايا عايزك فى كلام مهم

كان مصطفى يشعر بالضيق والعجز والحزن لما حدث. لم يكن يامن من عائلته حقًا ، لكنه كان والده الذي قام بتربيته وبقي مستيقظًا طوال الليل أثناء مرضه
فالأب ليس هو الذي يلد ، بل هو الذي يجيد التربية ، لكنه مقيد اليدين ، فيعلم أعلم بمن هو عمر وصفى.
_________
فى قصر عمر وصفى وعلى طاولة العشاء كانت جميع العائلة مجتمعة حول سفرة الطعام ينتظرون قدوم يامن ، كانت نادية تنظر إلى الساعة قد تجاوزت منتصف الليل فشعر عمر بهذا
- إنت مش قولت نازل وراك يا يونس
- كان نازل ورايا فعلا
ثم قطع حديثهم هبوط يامن من على الدرج
نظرت إليه نادية بصرامة لم تروق إلى عمر مطلقاً
- هما مش فيه ناس مستنينك دى قلة ذوق
نظر إليها يامن بإحراج لم يكن يعلم  أن الجميع ينتظر قدومه
ثم أجابها بخفوت
- أنا آسف مكنتش أعرف وأنا مش هاكل مليش نفس أصلاً
ثم ترك المجلس ورحل ولكن قاطع هذا الرحيل عمر
- اقعد كل مفيش حاجة إسمها مليش نفس وقليل الذوق مش إنت خالص بس الظاهر نادية مفهمتش كلامى كويس
حاولت نادية تلطيف الأجواء بعض الشئ
- حبيبى أنا بعاملك زى يونس وملك أنا زى ماما صح
لم يستطيع يامن كبت مشاعره
- لا مش زى ماما طبعاً
ثم قام بسحب كرسى ليجلس بجانب يونس
حاول عمر تغيير مجرى الحديث
- البطل هيعمل إيه فى القضية اللى قالبة الدنيا دى سمعت إنها إتأجلت بسبب محامية خايبة
وكأنه أشعل فتيل قنبلة رأس يونس تذكر تلك الفتاة سليطة اللسان التى نعتته بالطور.
- دى قضية عمرى يا بابا هكسبها إن شاء الله
- لما نشوف
بينما يامن كان يتأمل ملك سبحان من خلق وكأنها آية من الجمال فتاة بمعنى الكلمة لاحظت هذه النظرات نادية فحاولت توضيح الأمور لعله لا يعلم من تكون

- يامن يا حبيبى باباك المرة اللى فاتت ملحقش يعرفك على الكل ، ثم أشارت إلى ملك
- دى ملك أختك إنت ويونس
- ما هو أنا عارف حضرتك بتقولى كدا عشان مركز معاها
توترت نادية فهذا يامن صريح جداً ما هذا ؟
- مش كدا بس حبيت أعرفك يعنى لتكون مش عارف
- لا عارف بس بصراحة ملك حلوة أوى وعايز أرسمها
نظرت إليه ملك بإستنكار
- ترسمني! هتعقدنى فى نفسى  يابنى
- هعقدك هو إنتِ تطولى فنان زيى يرسمك
تحدثت ملك بسخرية
- فنان ! لا إضحكوله مش باين عليك خالص إنك فنان هو أى واحد هيشخبط هيبقى فنان
نظر إليها يامن بتحدى
- تراهنى على كام
- حط يا يونس إنت الرهان
كانت تظن أن يونس سيأتى فى صفها ولكن هيهات
- متعمليش شوبنج لآخر الشهر لو خسرتى،  وإنت يا يامن تغنيلنا أغنية لو خسرت
كان يامن متأكد من فوزه
- موافق
كانت ملك تشعر أنها حتماً ستفوز
- وأنا موافقة ، جهزوله أغنية بقى لحد ما يخلص
رفع يامن حاجبه الأيسر وأمسك بالورقة والقلم وبدأ برسم تلك الفاتنة إستغرقت اللوحة حوالى عشر دقائق تقريباً.
كان الجميع منتظر على أحر من الجمر  حتى يعلموا من الفائز
نظر إليهم يامن وإلى الفضول الذى يوجد بأعينهم
- جاهزين ١..٢..٣
ثم أدار اللوحة التى عبارة عن وجه ملك بكل تفاصيله  ، كان الجميع يشعر بالصدمة حتى ملك أمسكت اللوحة نعم هو فنان بلا شك لم تكترث بأمر هذا الرهان بل كانت تطير من السعادة من جمال هذه اللوحة  قامت بإحتضانه بشدة
- أنا مبسوطة أووى اللوحة حلوة أوى يا يامن إنت فنان بجد
- طيب ما أنا عارف المهم أنا كسبت التحدى
نظر إليه عمر بفرحة
- بجدارة يا يامن أنا كنت عارف إنك هتكسب الرهان
قطع هذا التجمع دخول سارة التى كانت تبحث بعينيها على يونس
لاحظت هذا نادية فأسرعت قائلة :
- يونس فى الجنينة برة يا حبيبتى إنتِ مشوفتيهوش ولا إيه
- هطلع أشوفه إيه الورقة اللى فى إيدك دى يا ملك
تحدثت ملك بسعادة
- يامن رسمنى بصى حلوة إزاى
نظر إليها يامن بفرحة على سعادتها تلك
- إنتِ اللى حلوة يا ملك مش الرسمة
قامت ملك بإحتضانه ثانيةً
- أنا حبيتك أوى يا يامن إنت لطيف جداً
تحدث يامن بغرور
- ما أنا عارف طبعاً إنى أتحب وكدا
تحدثت سارة بحرج جلى فى ملامحها
- ما ترسمني كدا يا يامن
نظر إليها يامن بإستنكار
- مش برسم غير اللى بيعجبنى وبس فمش هينفع بصراحة
نظر إليه الجميع بالصدمة للوقاحة حدود ،  وتحدثت سارة بحرج
- تقصد إنى مش عجباك مش كدا
- لا برافو طلعتى لماحة أنا فعلا قصدى كدا
شعرت سارة بالغضب من برود هذا الوقح
- لو مش عجباك يبقى العيب فى عنيك وتروح تكشف نظر يا شاطر
- مش محتاج إنتِ باينة للأعمى أصلاً
حاول عمر أن ينهي هذا الشجار
- يونس جه يا سارة أهو وراكِ
- خير يا سارة فيه إيه
تحدثت سارة بخفوت
- هتيجى إمتى عشان تكلم بابا
- بكرا يا سارة إن شاء الله
أمسكت سارة يديه بشدة
- هستناك أنا مبسوطة أوى تصبح على خير
- وإنتِ من أهله
إنتهى اليوم بسلام لدى الجميع عدا تلك الغجرية التى حفرت فى مخيلتها ملامحه وثباته الغريب إنها قدر
- هو مز وكايرزما أيوة بس خبيث حلاوته مش هتشفعله أبداً
قطع حديثها هذا رنين الهاتف معلناً مكالمة مجهولة
- ألو مين
- إنتِ قدر المحامية صح
- أيوة مين حضرتك
- مش مهم  أنا معايا دليل يخص القضية بتاعتك قابلينى بعد ساعة فى (.....)
ثم أغلق الهاتف ولكن ستكون مختلة لو لم تذهب إليه فهى تريد تدمير يونس وكسب القضية و....
يتبع
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/ شيرين محمد الطيب❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي