عِشقُكَ جُنونِي

زهرة الليل`بقلم

  • أعمال مشتقة

    النوع
  • 2023-11-26ضع على الرف
  • 40.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول

استيقظ مروان على أثر منام جميل كان يحلم به, حيث كان يرى نفسه، وهو يجلس في ڤيلة جميلة جداً تحت مظلة والخدم حوله في كل مكان يقومون بتنفيذ طلباته.

يضع نظارة ويستلقي على كرسي في الحديقة قرب مسبحٍ واسعٍ، وفجأة يصل محموعة من الأشخاص يحملون معهم الكثير من الصناديق، ويدخلون إلى الڤيلة.

فصرخ على الخادم وسأله:
_من هؤلاء الأشخاص ولمَ هم هنا؟

فيجيب الخادم:
_سيدي، أنت تملك أموالاً طائلة ولا تعرف أين ستضعها لذلك نحن ننقلها إلى هنا فضحك مروان بعنجهية وغرور وقال:
_ آها، صحيح، دعهم إذاً يضعونها في الطابق العلوي في إحدى الغرف.

وراح يضحك ويضحك إلى أن سقط وفجأة صحا من منامه؛ ليجد نفسه وقد سقط عن السرير فقال لنفسه بحزن:
_أوووه، كان مناماً جميلاً جداً، يا ليته حقيقة.

ثم قام؛ ليستعد للذهاب إلى عمله فوجد أخته رفيف تفتش في محفظته وتبحث عن النقود، فصرخ عليها وركض لينقذ المحفظة من يدها وقال:
_أنت لصة، ماذا تفعلين؟

فسخرت أخته وقالت له:
_أضحكتني، ليس هناك ما يسرق منه.
وتركته واتجهت باتجاه الحمام فلحق بها وحاول أن يسبقها إليه لكنه لم يستطع فقال بغضب:
_لقد تأخرت على عملي أيتها الحمقاء.

وقالت له بالرد:
_وانا أيضاً تأخرت على عملي، أيها المزعج.

ومن ثم خرجت وأعطته الفرصة للدخول وهو يتذمر منها.

ومن ثم توجه إلى مطعم أمه زمرد خانم وهناك وصل بائع الجرائد حيث قرأت زمرد في الجريدة خبر وصول المليارديرة إسراء من لندن صاحبة أكبر مجموعة شركات في الوقت الحالي.


فففدت صوابها وحاولت جاهدةً أن تمنع مروان من الوصول إلى الجريدة، كما حاولت أن تمنعه من الالتحاق بالعمل.

_بني لا تذهب اليوم إلى العمل، أرجوك ابقَ معي اليوم في المطعم.

_لماذا يا امي، سأتأخر عن عملي.

تتصرف الأم بغنج وتمارض وتقول:
_أنا مريضة أرجوك لا تتركني وحيدة، أشعر اني مرهقة اليوم، احمل عني عمل المطعم.

لكنه يرفض ويقول:
_لا، لا، أمي يستحيل ستبقى معك اليوم رفيف.

ويركض بسرعة وهو يحمل مصنفاً
رأى حلاق الحارة جاره وبدا يجامله كعادته اليومية:

_صباح الخير يا عم، كيف حالك اليوم؟

_أهلا مروان، كيف حالك؟

_تمام التمام.

وتابع لكن الحلاق قال لنفسه:
"يبدو مروان نشيطاً، لا بد أنه لم يسمع بالخبر بعد."

وراح يركض مروان في شوارع المدينة متجهاً إلى عمله علماً أنه لم ينتبه إلى الصحيفة التي كانت تحملها أمه وتحاول أن تخفيها عنه.


وتابع سيره ولم ينتبه لللافتات الإعلانية التي كانت تعلن عن شركة إسراء طليقته السابقة وعندما ركب الباص المكتظ بالركاب وقف وراح ينظر إليهم وفجأة وقع نظره على صفيحة كان يقرؤوها أحدهم فشهق بصوتٍ عالٍ وصرخ:
_إسراء، لا أصدق، هل هذه إسراء؟

سحب الصحيفة من يد الرجل
وراح يثرثر غاضباً مع الناس:
_إسراء التي تخلت عن حبي، تصل ٱلى هذا المستوى من الغنى، وتمتلك كل هذه الشركات، كيف حصل هذا؟ أخ يا ربي، لماذا، أنا من كنت وراء كل هذا.

لكن الرجل غضب منه وقال له:
_كيف تجرؤ على سحب صحيفتي مني دون إذن مني.

وتجادلا بالكلام فلكمه الرجل على وجهه ليصرخ ويقول:
_هل تجرؤ على ضربي، سوف ترى.

فتوقف الباص ونزلا معاً وبدأا يتعاركان، لكن السائق تدخل ومنعهما وعاودا ركوب الباص، لكن مروان لم يسكت بل تابع حديثه عن ماضي إسراء معه.

_كانت متعبة، متخلفة، تضع ربطة شعرها بشكل دائم، لم تكن طموحة، كيف حصل هذا؟

قالت له السيدة القريبة منه:
_إهدأ بني، كله قسمة ونصيب.

_لا، أنا لا اهتم، لكن فقط أستغرب.

بدا الناس يتذمرون من ثرثرته الغاضبة ويحاولون منعه، لكنه لم يتوقف.

وبعد وصوله العمل راح يحدث صديقه موسى هناك عنها وعن ما سمعه وكيف حصل هذا..الخ.

كان موسى يستمع إلى ضجيجه ويهز برأسه دون أي تعليق.
وفجأة صرخ بهما صاحب المطعم:
_كيف تتركان عملكما، وكأنكما أصحاب العمل، ما رأيكما أن أحضر لكما بعض العصير.

فقال مروان المنهك التفكير:
_أجل لا بأس بذلك.

فصرخ به مرؤوسه:
_إخرس مروان، واتجه إلى الطاولة رقم٨ وانظر الفاتورة.

قام مروان بتهالك:
_أووف، ألا ترى ما حصل لي، إسراء أصبحت غنية وأنا الطموح لا زلت أعمل جرسونا في مطعمك.

قال مديره:
_اخرس مروان، وإلا طردتك.

اتجه مروان باتجاه الطاولة ٨ وقال:
_تفضلوا الفاتورة يا شباب.

الشبان الجالسون هناك بدأوا يتسامرون ويتحدثون عن إسراء بكل إعجاب:
_واو، كم هي ساحرة، تخيل روعتها، كيف وصلت إلى هذا المكان بوقت قياسي.

قال الأخر:
_تعجبني جداً هذه الأنواع من النساء.

فقال الأول:
_كم كان فاجراً وغبياً حتى تخلى عنها بهذه السهولة.

فصرخ به مروان وشتمه:
‏_أيها الحقير، كيف تجرؤ على سبتي، سأقتلك.

وحصلت بينه وبين الرجل معركة انتهت بهما إلى قسم الشرطة حيث اتهم الرجل مروان بالتعدي عليه وضربه دون سبب.

كان الشرطي يأخذ إفادة الجميع حيث تواجد هناك موسى ومروان والشاب ورفاقه.
‏الشرطي:
‏_لماذا تعديت على الشباب وشتمته؟

‏مروان:
‏_سيدي، أنا المعتدى عليه وليس هو.

الشاب:
_كم أنت وقح! ألم تضربني؟

_أجل فعلت لأنك وصفتني بكلماتٍ بذيئة.

_لم أفعل، كنت أتحدث عن طليق السيدة إسراء المليارديرة الشهيرة.

سبب وصفه لها الاستياء فقال:
_أنا طليقها.

فضحك الرجل وقال:
_بالله عليك، هل جننت، من أنت لتكون زوجاً للسيدة الغنية إسراء.

وراح يسخر منه هو ورفاقه قائلاً:

_لو كنت كذلك، اجعلها تأتي لتثبت لنا صحة كلامك.

فصدم مروان من طلبه وقال:
_أفضل الموت على هذا.

طلب منه موسى:
_ أرجوك مروان، اتصل بها لتخرجك.

_لا، لا أريد السجن.

فقال له الشرطي:
_إذاً ستسجن، فالرجل قد ادعى عليك

_موافق.


وجعله عنصر الشرطة بنتظر في الخارج حتى يتم نقله إلى السجن، ورغم كل محاولات موسى لاقناعه لكنه رفض.

موسى:
_سأذهب لأجلب شيئاً تأكله، لابد أنك جائع.
_أجل افعل موسى.


وبعد قليل من ذهاب موسى وصل مجرمين مقيدين فجلسا قربه، نظر إليهما وقال:
_بالسلامة، ماتهمة كل منكما.
قال أحدهم:
_قتل وسرقة
والاخر:
_تهريب.

فابتلع مروان لعابه وقام ليجلس على مقعد أخر وهو يقول:
_بالسلامة، بالسلامة.

قال له الاول:
_وأنت.

فهز مروان أكتافه وقال لنفسه:
"ما هذه الورطة، هل أخبرهما بجريمتي المتواضعة أمام جرائمهم"

ثم قال:
_سطو.
فنظرا إليه باعجاب، وفي هذه الأثناء اتصل موسى باسراء التي كانت تنظم أمورها في الشركة والموظفين حولها بكل مكان.

_ألو.

_ألو إسراء، أنا موسى.

_نعم موسى عرفتك تفضل، ماذا تريد موسى؟

شرح لها الأمر، وقال لها:
_مروان وقع في مشكلة وهو الآن في قسم الشرطة بسبب أمور تخصك أنت.

فردت عليه بطريقة فظة وقالت:
_لا يهمني مروان، ولم تعد لي اي علاقة به.

ثم أقفلت الخط في وجهه، وقالت في نفسها:
"مروان مجدداً، أوف."

ولكن وبينما مروان وموسى هناك في المغفر وبعد مرور حوالي الساعة وصلت إسراء ودخلت ألى رئيس المغفر واستطاعت أن تحل الأمر وتخرج مروان من المأزق، وسط اندهاش مروان وموسى، والبقية.

وبعد انتهاء الامر خرجت إسراء ومعها زينب صديقتها وتوجهت إلى سيارتها ومن خلفها مروان وموسى الذي كان يدفع به ليشكرها.

فصاح به:
_لا لماذا؟
موسى:
_هيا تقدم واشكرها، لقد انقذتك اليوم.

مروان بنزق:
_حسنا، حسناً.

فتقدم نحوها وقال لها بتوتر:
_شكرا.

نظرت إليه بفوقية وقالت له:
_ارحو ان لا تزعجني مرة أخرى، انا مشغولة دائماً، وليس لدي وقت لمشاكلك.

فقال لها بغضب:
_على فكرة، انا لم اطلب منك الحضور، انت من أتى.

_هل ستقنعني ان موسى اتصل من تلقاء نفسه؟

_نعم، أنا لم أفعل، ولماذا تكلميني بهذه الطريقة، انا أصلاً كنت قد نسيت أحداً بهذا الاسم.

_اممم وانا أيضاً لا أفكر بك.


كان كلاهما يكذب، وقلبهما لا يزال معلقاً بالأخر.
ركبت إسراء سيارتها الفاخرة وراحت تتكلم لزينب عن مروان ومشاكله
_مزعج، وانا لا اريده في حياتي اصلاً.

فضحكت زينب؛ لتعلق عليها إسراء:
_لم تسخرين مني؟ ما الذي يضحكك؟

_اعذريني أختي إسراء لكنك تكذبين.

_لا أبداً.

_اممم، عموماً مروان جميلٌ جداً.

فقالت إسراء:
_جداً، جداً جذاب، لكن كل شيءٍ انتهى بيننا.


وراحت تحدثها عنه وعن أسباب انفصالهما عن بعض.
_كنت أشجعه دائماً، وعملت كثيراً من أجله، لكنه كان بارداً، كسولاً، لا يهتم لشيء.

ومن جهةٍ أخرى كان يتحدث مروان لموسى عن اسباب الانفصال من وجهة نظره.

موسى:
_لا تزال تحبها، انا أعلم.

_اخرس موسى، هذا ليس صحيحاً أبداً.

وعاد إلى البيت ليجد.أمه بانتظاره
_أهلاً مروان، أخبرني كيف كان يومك اليوم، هل انت بخير، كيف كانت الأمور؟

فصاح مروان:
_لقد عرفت كل شيء، لا داعٍ لهذا الأسلوب يا امي.

_عرفت.
_أجل.

ودخل إلى غرفته متذمراً، وقفز إلى سريره وهو يفكر وراح يتقلب يمنة ويسارا على سريره ويقول:
_تظن أنني لا زلت أفكر بها، مخطئة ومغرورة، لن أهتم لها، مهما صارت غنية لا يهمني أبداً.

وإسراء حاولت ان تشغل نفسها في مشاغلها الجديدة محاولةً أن تقنع نفسها بأنها لا تهتم.


حاولت أخته أن تقنعه بالعدول والعودة إليها فغضبت وأخبرها بأن كرامته لا تسمح بذلك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي