١٩

وفي بيت محاسن كانت تتجهز للمسابقة وتخطط لها جيداً.

‏محاسن:
‏_كل شيءٍ جاهز عزيزي يامن، كيف ترى جاهزيتي.

‏_رائعة محاسن، رائعة جداً.

_شكرا يامن، لدعمك وتعاونك معي.

ضمها يامن وقبل رأسها ثم قال:
_سأجزع منك إن تفوهت بهذه الكلمات ثانيةً، أنت شريكة عمري وحبيبتي وأم أولادي.

_أحبك أيها العجوز.

ضحك يامن وقال:
_أموت بحبك أيتها العجوز.

فضحكا معاّ وتابعا عملهما، في حين كان يراقبهما أكرم وزوجته اللذين دخلا فجاة عليهما، وراحا يتهامسان.

رفيف:
_الله الله عالحب.

أكرم:
_كنت أقول لزوجتي ان تتعلم منك يا أمي جمال الحب.

خجلت محاسن واحمرت وجنتيها، فعلقت عليها رفيف:
_انظر إلى وجنتيها اكرم، إنها خجلة.

يامن:
_أيها الشقيان اخرجا من هنا فوراً لدينا عملٌ نكمله.

محاسن:

_سأنتصر على أمك زمرد في المسابقة، كيف هي جاهزيتها.

رفيف:
_تركتها منشغلة في تخطيطها، وتتوعد لك أيضاً.

أكرم وهو يغمز لرفيف بعينه:
_أمي، ستنتصر على أمك، وستحصل على اللقب.
ضحكت رفيف وتابعت معه:
_سنرَى، يوم الغد سيحسم الأمر، هيا الآن أمامي إلى البيت، فلدينا عمل.

علم يامن أنهما يمازحان زوجته فقال لهما:
_أجل، أجل انصرفا، قطعتم علينا أجمل اللحظات، هيا.


تبسم الجميع وانفضوا عن بعضهم.

أما مروان فقد وصل إلى مركز الشرطة وشرح للمحقق قصة الطفلة الضائعة و تكفل الضابط بالبحث عنها، والعثور عليها قريبا.

_لا تقلق سيد مروان، بما أنك حددت مكان اختفائها سنعمل على العثور عليها بالتأكيد.

_شكراً لك سيادة المحقق.

_بالمناسبة، عملت عناصرنا والجهات المختصة على التأكد من جثة كنان، فوجدت أنها مطابقة تماما، أي أن هناك شبيه له، قام بما قام به، وإن صدق الظن، هو توأمه بنان.

_من؟!
_أجل هناك ابن توأم لكنان، فار من وجه العدالة، يعمل في مجال التهريب والمخدرات.

_هكذا إذاً.

_أغلب الظن، على العموم التحقيق يأخذ مجراه وقريباً سنربط كل الحقائق، كن واثقاً.

_كلي ثقة سيدي.

انصرف مروان بعد أن يشكر المحقق..

وفي طريق عودته اتصل بموسى وزينو ودعاهما على الغداء، وبلغ إسراء بذلك، وهي بدورها جهزت سفرة عامرة بالطعام، وانتظرت وصولهما.


وبينما هي منشغلة دق جرس الباب فتوجهت لتفتحه، وكم أفرحها قدوم بقية العائلة ومعهم اطلس الذي ركض إليها واحتضنها:

_ماما، اشتقت لك.

شعرت بالتوتر لأنها لم تستطع التعبير للطفل عن مشاعرها تجاهه فنزلت إلى مستوى طوله وقالت له:
_أهلا أطلس.

أطلس بحب:
_ماما، ألم تنسي شيئاً؟

_ماذا؟

_اممم، ماما، حملي وتقبيلي.

_آه، لا طبعاً حبيبي لم أنسَ، لكن أولاً علينا الترحيب بالأقارب، قل لهم تفضلوا، هيا.

_تفضلوا.

محاسن:
_ولد مهذب، حبيب الجدة.

ويؤيدها يامن:
_أجل حفيدي الغالي مهذب وبطل.

تبسم الطفل ونظر لإسراء وأشار لها بذراعيه ففهمت أنه لا يزال يصر على حملها له فاضطرت للتنفيذ وقالت لنفسها:
_هل يعقل انني عودته على هذه العادة المتعبة، كم أنا غبية!


ودخل الجميع وتسامروا حتى وصل مروان وبرفقته موسى وزينو..
مروان:
_أوو، الجميع مجتمع هنا، أهلاً وسهلاً


سعد الجميع وكانت جلسةً جميلةً، وتكون إسراء سعيدة رغم أنها لم تستطع تذكر التفاصيل.

محاسن:
_جميل هذا الاجتماع للعائلة والأصدقاء لكن غداً أنتم مدعوون جميعاً لحضور المسابقة وتشجعوني كي أفوز.

فتنتفض زمرد وتقول بغضب:
_بل سيتم تشجيعي أنا، كوني أنا التي ستفوز.
وتتناحر الاثنتان كعادتهما مطولاً ليمل البقية ويتركانهما ويتجهون إلى حديقة المنزل.

محاسن:
_يبدو أنهم ملّوا تصرفاتنا، أليس كذلك يا زمرد، يلدو اننا رفعنا نسبة العراك.

_فعلاً هيا نلحق بهم.


وفعلا وجدوا الجميع فرح من يغني، ومن يرقص، ومن يشرب مشروباً، وعند المساء عاد الجميع إلى بيوتهم.

أما مروان وإسراء فقد أدخلا أطلس إلى غرفته لينام فقال لها أطلس:
_ماما الحلوة، أريد منك أن تقرأي لي قصة ما قبل النوم.

_ابني أطلس إلى النوم الآن، هيا.

فعبث أطلس ،لذلك همس لها مروان:
_إن أطلس معتاد على أن تقرأي له قصة ما قبل النوم، فلا تزعجيه إنها مجرد خمس دقائق.

_حقاً، أنا كنت أقرأ له

_أجل.

فرفعت صوتها وقالت:
_أجل، أجل، سأقرأ لأطلس حبيبي قصة جميلة، أجل.

واختارت له قصة الرجل الوطواط وراحت تقصها بطريقة شدت اطلس لها حتى نام.


وتسلل مروان وإسراء بعد نوم أطلس إلى خارج غرفته حتى أمِنَا أنّه قد نام تماماً.

ودخلا إلى غرفة نومهما، وهناك اقترب مروان من إسراء التي وللمرة الأولى لم تمانع اقترابه، لقد قالت في نفسها:
"يبدو إنني فعلاً اعتدت وجوده، وبدأت أحبه حقاً."

_إسراء.

_مروان.

_إسراء.

_امممم ماذا؟

ونسيا كل شيء في تلك الليلة.
وفي الصباح استيقظا سعيدين حيث وجدته وقد جهز لها طعام الفطور بنفسه.

_إسراء هيا حبيبتي، تناولي طعامك فهذا هو يومنا الاول في الشركة وعلينا ان نكون على قدر الاستعداد لنعيد الشركة أقوى مما كانت.

_ولكن مروان هل سأتذكر كيفية عملي وأنا بهذه الحالة.

_ولم أنا معك؟ سأذكرك بكل شيء،


_شكراً مروان.

مد لها رقبته وقال لها:
_لم أسمع، أتشكرين من يعشقك؟

_أحبك مروان.

تهرع إليه وتضمه بحنان ثم تطلب منه:
_أرجوك لا تتخلى عني مهما حدث، وتحملني حتى أستعيد ذاكرتي.

_لا تطلبي أنت تأمرين، سنمر على الشركة ثم نلتحق بالعائلة لتحضر مسابقة محاسن وزمرد.

_هههه أجل المسابقة، لنرَ من سيربح منهما.


وفي تلك الأثناء كان الطبيب جاك يخطط لزيارة إسراء ومروان مصطحباً أمه، فيتصل بإسراء:
_سارة أقصد إسراء خانم، طمئنيني عنك، كيف حالك.

_أهلاً بك أنا بخير، كيف حالك والخالة كيف هي؟ طمئني عنها.

_نخطط لزيارتكم إذا لم يكن لديكم مانع، ما رأيك؟

فرحت إسراء وقالت له:
_على الرحب والسعة، سأخبر مروان.

_تمام سنكون عندكم اليوم مساءً.

_تمام.

واتصلت بمروان! لتخبره بذلك فقال لها:
_أفرحتني، إذاً ننهي اجتماع الشركة ثم نذهب إلى المسابقة ونعود إليهم.
_ اتفقنا.

وفي مكان اخر كانت تقف هنالك بمكان أخر، حيث كانت الفتاة بام تبكي وتشكو لأمها إهانات رفاقها لها في المدرسة.

_حبيبتي، ما الذي حدث معك؟

_لقد سخرت مني رفيقاتي في المدرسة، أنا لم أعد أحب الذهاب إليها.

_ماذا قالوا لك؟ أخبريني طفلتي.

دمعت عينها وقالت:
_قالت عني إحداهن، أنت لقيطة، ليس لك أهل، ولا إخوة، وعلى هذه الحالة لا أريد الالتحاق بهم يا أمي.

_لا حبيبتي، سأذهب معك وأضع حداً لهؤلاء المتنمرين.

وفعلاً رافقتها إلى إدارة المدرسة، وهناك تحدثت معها وهددتها بان تقلب الدنيا عل المدرسة وتوقف المساعدات التي أسند مدرستكم بها.

المديرة:
_رجاءً يا مدام انتظري، سأتصرف،.

ودعت لاجتماعٍ طارئ، وبخت فيه الفتيات وطلبت منهن الاعتذار من الطفلة.

وضمن نظراتهم السيئة التزموا الصمت فصرخت المديرة:
_هذا التسيب ليس في مدرستي ومن يريد أن يلق في مدرستي، سيلتزم الأدب فيها، هيا اعتذرن بصوتٍ واحدٍ.

_أسفات يا بام.

نظرت الفتاة بفرح وقالت لهم:
_لا عليكن، هل ستصبحن صديقاتي.

ردت الفتيات بشكلٍ جماعي:
_أجل.

ففرحت السيدة؛ لزوال مشكلة الطفلة،

وهناك في مسرح البلدة كانت محاسن تتجهز؛ لتظهر على التلفاز كما وعدوها في البداية.يومها وجهزت كل الأصناف المطلوبة بوقتّ قياسي.

يومها كانت المنافسة قويةً جداً بين زمرد ومحاسن، ضمن تشجيع الحضورللطرفبن، حيث حصر مروان وإسراء وكل العائلة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي