الفصلالخامس

بعد خطوبة مروان على كارلا، استغل مروان هذا لصالحه حتى أصبح على قوةٍ في أعماله وأصبح مع الوقت شريكاً لأبيها، ما أثر على وضع إسراء في العمل وأصبحت محط أنظار الأب، ومازاد الطين بلة، هو خطوبة مروان.

ورغم أنه تمت خطوبتها على كنان الذي سارع بتعجيل الزواج حتى ينقذ إسراء من الفضيحة أمام مجتمعها، فبطنها سيكبر.

كنان:
_سأكون لك زوجاً صالحاً ومحباً، وأباً لطفلك القادم، ولن يعلم أحد منهم هذا السر، ثقي بي إسراء.

نظرت إليه نظرة الاحترام التي حاول أن يجد في خفاياها بعض الحب لكنه لم ينجح فقالت له:
_أشكرك جداً كنان.

_علام تشكرين من يعشقك.


قال كنان في نفسه:
"لم تمنحني بعد حناناً، لكنني سأفوز بقلبها."

اما هي فقد حدثت نفسها قائلةً:
"سامحني كنان، لم أستطع أن أشعر بحب ليس لك أصلاً، قلبي الأحمق لا ينبض إلا له."

وفي مكان أخر في بيت مروان الجديد حيث عاش مع زوجته كارلا التي كبر بطنها أيضاً بعد شهر واحد من الزواج، كان مروان يختلف مع كارلا دائماً.

مروان:
_ألم تكتف بعد كارلا؟ لست مستعداً بعد.

كارلا بغضب:
_أنت لا تحبني، فلو كنت لأعطيتني دفء قلبك وثقتك بي.

غضب مروان وقال:
_عن أية ثقة تتحدثين كارلا، بطنك كبر بسرعة، كيف هذا، ما هذه السرعة.

تظاهرت بالحزن وقالت لائمة:
_أنسيت تلك الليلة التي قضيناها معاً.

_لكني لا أتذكر أي شيء عنها، كارلا.

_لقد كنت ثملاً يومها، ورغم تمنعي لكنك، لكنك، اجل فعلتها، وأقسم أنني كنت سعيدة جدا معك رغم أننا كنا نخطئ معاً.

شعر مروان بأنه متورطٌ بأمرها ولكنه قرر أن يستمر وقال لنفسه بأنانية:
"رغم أنني لا أصدقك، لكنني مجبر فمصلحتي تقتضي ذلك."

سألته كارلا فجأة وهو يستعد للخروج:
_هل ستتأخر؟ إسراء جهزت لاحتفال هذا اليوم، ونحن بالطبع مدعون لأننا من أصحاب الشركة.

قال لها بعد صمت دام لثوان ليست بقليلة:
_طبعاً، سنذهب جهزي نفسك عالموعد وسآتي لرفقتك.

_اتفقنا حبيبي.

وحاولت أن تذهب؛ لضمه، لكنه هرب دون أن يشعرها بصدّه.

وبينما هو يركب السيارة متجهاً إلى العمل قال لنفسه:
‏"عليك أن تضبط نفسك ولا تلتفت لها؛ لأنها ستكون جميلةً جداً كما عهدتها، لكن ضع قلبك جانباً، واستغل الأمر لانتقامك.

وفي بيت محاسن أم إسراء كانت الأم والأب يفكران.

يامن:
_ماذا سترتدين حبيبتي حياة.

_فستاني الأسود، هل نسيته؟

_ألم تملي منه، لا يجوز عليك شراء واحدٍ جديد، من أجل بريستيج ابنتنا إسراء.

_معك حق، وخاصة أمام تلك الحرباء زمرد.

_تماماً، عليكِ أن تجعليها تفرقع من الغيرة منك.

_أشكرك يامن، لولاك لما كنت أعرف ماذا سأفعل.

_حبيبتي الجميلة وصديقة عمري.

_أحبك كثيراً.

أما في بيت زمرد فكانت زمرد تتنمر على الجميع وتقول لرفيف:
_أنظري ما أجمل أمك زمرد، انظري ملابسي وذهبي كم هو جميل.

فقالت لها رفيف:
_بالله عليك أمي، ألا تملين، أنا ذاهبة للقاء حبيبي أكرم.

_سأمنعك من الزواج به مهما حصل.


وبينما مروان في عمله رن جرس الباب، فكم كانت الصدمة كبيرة عندما عرفت من على الباب فشهقت وصاحت:

_ لا أصدق، هل هذا أنت؟

_اشتقت لحبيبتي وجئت لرؤيتها عندما خرج زوجها.

ودفع بها إلى الداخل وأقفل الباب خلفه، وقبلها بشوق ثم قال لها:
_لم تخليتِ عني؟ تعرفين أنني أحبك بجنون.

استسلمت لعواطفها وصعدا إلى غرفة نومها مع مروان وشاركته السرير ونسيت أنها الآن متزوجة من مروان.

كارلا:
_لم أشعر بالحب إلا معك .

_لماذا إذاً تزوجت من مروان؟

_خشيةً من الفضيحة فبطني كبر ولم أستطع التخلص من الحمل ولم أتجرأ على قول الحقيقة لأبي، كان سيعلق مشنقتنا معاً

_لن تبتعدي عني صحيح، سآتي لرؤيتك كلما اشتقت لك.

_لا لا، ارحل ولا تعد إلى هنا ثانيةً.

_لن تحلمي بهذا.

ارتدى ملابسه ورحل وهو يقول:
_لا تحلمي أن يعيش ابني بعيداً عني.

_أرجوك لا تعاود الاتصال بي، ستعرضنا للخطر.

_في حلمك.

ارتجف قلب كارلا بعد رحل وندمت على ضعفها وقالت بنفسها:
"علي أن أتخلص منه بأي طريقة."

فاتصلت بأحدهم وقالت له:
_مر بي فلدي مهمة لك ولن تكون إلا راضياً، ولكن بسرعة لاني زوجي مروان على وصول.

أما في الشركة كانت إسراء مشغولة ترشد الموظفين؛ لانجاح حفل الليلة.

ودخل كنان ينظر لعينيها الجميلتين:
_هل وصلك الطرد؟

_أي طرد، لم يصلني بعد.

_إذاً لن أخبرك، لقد أرسلوه إذاً إلى البيت.

_هل هذه مشاكسةٌ منك كنان؟ أنا مشغولة.

وتركته وحيداً في مكتبها واتجهت إلى ماكانت تديره من تفاصيل، فشعر كنان بالحزن وبشدة.

ورحل فوراً دون أن يخبرها وعندما عادت لم تجده ولم تعط الأمر أهمية.

وفي المساء وصل الجميع إلى الحفلة التي كانت في منتهى التنظيم، وكانت ترتدي إسراء ذلك الثوب الذي اشترته من المتحر القريب من الشركة وكم بدت جميلة!

كنان أمسك بيدها:
_لم ترتديه، ألم يناسبك، هل كان غير جميل؟

_عم تسأل كنان؟

_عن الطرد، أنسيت؟

_آه، الطرد أسفة حبي، لم أتذكر، قلي ما الذي كان فيه؟

حزن كنان وقال بلهجة تملؤها الحرج:
_لا لاشيء، هيا الآن ضيوفك ينتظرونك، تفضلي

لم تعره انتباهاً ولكنه رافقها متظاهراً بالفرح من أجلها ووقف معها عند المنصة حيث قالت:
_يسعدني وجودكم اليوم بيننا، لنحتفل بنجاح شركتنا المتألقة، شكراً لكل من ساهم في هذا من إداريين وموظفين، فلتفرحوا معنا هيا.

صفق الحضور بشدة وراح الجميع يحتفل ويرقص.

زمرد ومحاسن راحا ترقصان معاً

محاسن:
_هل رأيت جمال ابنتي، حماها الله من العين.

_انظري كارلا كم تبدو جميلة مع وسامة ابني مروان، كم يبدوان رائعين.

تدخل يامن:
_لا تردي عليها حبيبتي، الغيرة إنها الغيرة، تعالي وراقصيني أنا.

فقالت زمرد:
_تباً لكما خربتما الحفلة بوحودكما، كم تبدوان ساذجين.

وفي هذه الأثناء كانت إسراء قد انفصلت عن كنان الذي صار يشرب بكثرة، ورافقت زينو وتشاركتا وشرب الكأس.

زينو:
_ ألن تعترفي إسراء؟

_ماذا؟ بماذا سأعترف؟

_انك لا تزالين مغرمة بمروان، أرى ذلك في عينيك؟ لا زلت تحبينه.

_لا أنت مخطئة، سأبقى بعيدة عنه ما حييت، انا الآن لي حياتي الخاصة في العمل، ومع كنان أعيش سعيدةً، فهو يحبني كثيراً.

_أنت كاذبة إسراء.

_لست كاذبة زينو، اصمتي.

_ارجعي إلى حبك فلا تليقان إلا لبعضكما.

فراحت إسراء تكثر من الشرب وزينو تطلب منها:
_لا إسراء كفي عن الشرب، ستؤذين طفلك، هل نسيت انك حامل؟

فسحبتها لتبعدها.


وفي جهة أخرى كان مروان وموسى يراقبانهما وموسى يحاول إقناعه أيضاً بالعدول عن مواقفه.

_أنت تحبها يا أخي، أنا أعلم ذلك.

ضحك مروان وقال:
_أنت أحمق كبير، لم أعد أحمل لها أية عاطفة، ولا يشغلني الآن الانتقام منها.

_لا أصدقك، عيناك تفضحانك يا صاحبي.

_بالله عليك موسى، اصمت.

وراح هو الاخر يشرب بكثرة، وكأنه يحاول ان يمنع نار الشوق التي حركتها كلمات موسى وصار يقول:

_سأنتقم منها وألقنها درساً لن تنساه.

غضب منه موسى وقال له:
_لا أحب كلماتك عن الانتقام، ولن اكون جزءاً من هذا الانتقام.

_اخرس موسى، ألأجلها تخذل صديقك.

_إنها حبيبة أخي وزوجته، فكيف لا؟

_قلت لك اخرس.

لكن موسى راح يقول:
_أنت أحمق كبير، تترك حبك لغيرك، انظر هناك كيف يقترب منها كنان.

فلم يكن من مروان إلا أن يضرب موسى على فمه، حيث أخرج له الدم من شفته العليا.

حزن موسى و عاود الطلب إليه:
_لا زالت هناك فرصة لتصحيح كل شيء.
لكن مروان أصر على موقفه، فقال له موسى:

_إذاً، أنا منسحب من هذه المسرحية، وداعاً يا أخي.

_انتظر موسى أيها الجبان الخائن.

_لست خائناً لكنك، أحمقٌ كبير.


وانطلق غاضبا متجهاً نحو زينو خطيبته وقال لها:
_أنا راحل، لن أبقى معه.

_لحظة انتظر، ما الذي حصل بينكما.

_لا، زينو لا تهتمي، ابقي إلى جانب إسراء ولا تتركيها إطلاقاً.

في تلك اللحظة التي يخرج فيها موسى تصل كارلا إلى مروان وتحاول أن تظهر مودتها له أما إسراء فراحت تراقبهما وتثمل أكثر رغم محاولات زينو لمنعها.

وراح مروان يراقص كارلا؛ ليغيظ إسراء أكثر، إسراء التي كانت تتذكر لحظاتها الجميله معه عندما كانا متزوجين.

فشعرت بالدوار وطلبت من زينو مرافقتها إلى الحمام، فلحق بهما كنان ليطمئن عليها.

وفي تلك الأثناء اتجه مروان إلى عمه ورجال الأعمال يحادثهم دون أن يعلم ما حصل لإسراء، أما كارلا فراحت؛ لتعدل زينتها وهناك وبينما هي تفعل هذا دخل عليها مارك ووصع يد على الحائط وأخرى على كتفها فشهقت:
_أيها الغبي، ماذا تفعل هنا؟

_اشتقت لحبيبتي، وجئت لتقبيلها.

وسحبها من يدها وصعد بها إلى الغرف العلوية وأدخلها رغماً عنها راح يبادلها الحب وضعفت كما اعتادت ونسيت أنها قد تقع في ورطة.

وفي الحمام سمع كنان ما لم يكن يجب سماعه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي