الفصل السادس

كانت زينو تسأل إسراء:
_اعترفي بأنك لا تحبين كنان، وتزوجته لسبب لا أعلمه.

إسراء بصوتٍ متعب:
_اخرسي زينو، هل عدت لما تقولينه من تخاريف.

_لن أخرس، لقد رأيت عيناك المشخصتين على مروان، أخبريني إذاً لماذا كنت تشربين، بهذا الشكل المليء بالهروب.

صارت إسراء تبكي وتطلب منها السكوت، وهنا فهم كنان الءي بفي يسترق السمع وحزن كثيراً، واتجه إلى الحفل ووقف عند المشروب وراح يشرب ويشرب حتى وصلت كارلا وسألته:

_كنان ماذا بك؟ لماذا تشرب هكذا؟ انتبه الضيوف ينظرون إليك.

كنان لم يرد، وفجاة وصل مروان وقال لها:
_دعيه وشأنه، أنا سأتحدث معه بعد انتهاء الحفل.

كارلا:
_طيب، إذاً سأذهب أنا وانتبه له مروان رجاءً.

وبينما راح يتحدث مروان مع كارلا التفتا نحوهما ولم يجدا كنان فقال مروان:
_لا تقلقي سيكون بخير.

كانت نظراته قبل أن يختفي مليئة بالحقد لمروان فهو يشعر بأنه قد سرق له حبه.
وترك الحفل وانطلق بسيارته كالمجنون ودموعه تملأ وجهه.


راح يصرخ:
_لماذا يا إسراء، لماذا، أنا إحببتك بجنون، لماذا كذبت علي؟

وبعد قليل وصلت إسراء وزينو ورأت كارلا تراقص مروان فشعرت بالدوار وسقطت مغشياً عليها.

زينو بخوف:
_إسراء، أرجوكم أحضروا الاسعاف.

التفت مروان إلى الصوت وتجمع الناس وحدثت جلبة كبيرة، فركض بسرعة وراح يحاول إيقاظها لكنها لم تستيقظ
_إسراء، إسراء هيا استيقظي، لن يحصل لك شيء

كانت كارلا ستجن عندما رأته بهذا المنظر وعلمت بأنه لن ينساها، وهكذا نقلن إلى المشفى ورافقتها زينو التي سألت كارلا:
_أين كنان، خطه مقفل.

كارلا بغضب:
_لا أعرف، لا أعرف.

وهناك اقترب مروان من الطبيب ومعه كارلا وزينو ومحاسن ويامن وأكرم ورفيف وسأله:
_ماذا بها أيها الطبيب؟

سألته محاسن:
_ما بها ابنتي أيها الطبيب، طمئني عنها أرجوك.

يامن:
_اهدأي حبيبتي، ستكون بخير، أليس كذلك أيها الطبيب.

فقال لهم الطبيب:

_كيف تسمحون لها بالشرب وهي حامل؟ هي الآن بوضع مستقر عندما تصحو تستطيعون إخراجها غداً، لا داعٍ لبقاء أحد منكم هنا.

فرحت محاسن والأخرون وراحت تقول:
_حمداً لله، حمداً لله حبيبتي ستصبح أماً يا يامن.

_آه أجل يا حبيبتي سأصبح جداً، لا أصدق.

أكرم ضم رفيف وقبلها وراح يقول:
_أين صهري كنان، ليفرح بهذا الخبر؟

لكن مروان أصابه الانزعاج فخرج مع كارلا إلى خارج الغرفة، وفجأة تذكر تلك الليلة بينهما فقال:

_هل يعقل أن يكون طفلي أم أنها فعلا تزوجته وأنا الأحمق الذي كسر خاطر كارلا ولم أقترب منها.

وقرر أن يتأكد منها عندما تصحو، وغضب جداً لمجرد أنه فكر بالأمر.

وقال لنفسه:
_أقسم أن أجعلها تندم لو علمت بأن الطفل هو أبوها.

وفي نفس اللحظة رن جوال كارلا فردت:
_ألو نعم.

_صاحب هذا الهاتف قد تعرض لحادث، وهو الآن في العناية المشددة.

صرخت كارلا بعد أن أفلتت الجوال من يدها واختل توازنها و راحت تقول:
_يا إلهي يا مروان، لا، لا، أخي كنان في هذا المشفى في العناية المشددة، أرجوك خذني إليه، يا حبيبي يا أخي.

فوجئ مروان بما قالت:
_لا تقلقي اهدأي، اهدأي كارلا، هيا بنا سنرى ما وضعه تعالي.

وركضا دون إخبار أحد، متجهين إلى غرفة العناية، وكم كان منظر كنان محزناً عندما شاهداه من الزجاج! لقد كان ممدداً على السرير تحيط به الأنابيب والأجهزة الطبية وهو فاقدٌ للوعي.

كانت كارلا تبكيه عندما وصل الطبيب وسألته عنه قائلةً:
_أرجوك أيها الطبيب، ما وضع أخي طمئن قلبي عليه.

فأجابها:
_للأسف، وضعه ليس مطمئناً، وإن نجا لن ينجو من إعاقة.

_يا الله، احم أخي .

وراحت تبكي ومروان يحتضنها، ويهدئ من روعها.

ولسوء الحظ تصحو إسراء في هذه اللحظة وتجد الجميع قد غادر بناءً على طلب الطبيب وتمشي مغافلةً الكادر الطبي وتمر بالقرب منهما فيصدمها المنظر وتقول لنفسها:
"أنت خائن يا مروان، أكرهك."

فتترك المكان غاضبة وتخرج من المستشفى لا تعلم كيف تتوجه.


فتقول كارلا عند رؤيتها:
_كم هي وقحة! حتى أنها لم تسأل عن كنان، هل فقدت عقلها؟

_دعكم منها،المهم أن ينجو كنان.

‏تتصل هنا كارلا بأبيها، وتخبره بما حصل قياتي مسرعا ويستفسر عن كنان، ثم يسأل. عن اسراء:
‏_اين هي زوجته؟

‏فرد مروان بسوء:
‏_كانت هنا ثم رحلت ولم تسأل عنه حتى.

فغضب ابوه وقال:
‏_السافلة، هكذا إذن.

يجن جنون الأب ويخبرهم ما حدث معه قبل وقوع الحادث:
_لقد اتصل بي كنان وكان على غير ما يرام وقال لي:

"أبي أنا لست بخير، أحتاجك جدا."

لكنني كنت أبا فظاً وقلت له:
_لم تركت الضيوف في الحفل وأتيت، ألن تتغير يا بني؟

فقال لي وهو يجهش بالبكاء:
_حتى أنت يا أبي، ألا يكفيني مايحصل معي.

_ماذا هناك؟ ماذا بك يا بني.

ولكنه أقفل الخط بعد أن لفظ اسم اسراء، ووصفها بالكاذبة وقال أنها لا تحبه و أنها تخدعه.

كارلا:
_تبا لها أهذا جزاؤنا؟ لقد طورناها وزوجناها من أخي، سأنتقم منها تلك الصديقة السيئة، وزوجة الأخ القذرة.

قال الأب:
_انتظري حتى يشفى كنان، سأجعله يقتلها بيده.

طبطب مروان على كتف عمه وقال له هامساً:
_سنعالج أمر الخائنين بعد أن يتعافى كنان.

_وأكثر ما أوجعني أنني نعته بنصف الرجل.

فانتفض وقال الأب:
_إن حدث لكنان شيء، ستتمنين الموت لا يا كنان، فلنتمنى من الله أن ينجو والا ستفهم معنى مصاب الابن.

فتماسكت كارلا وقالت:
_كنت أدرك من تصرفاتها أنها لا تحبه، مسكين يا أخي.

هنا كان مروان يراقب ويصب الزيت على النار ويحرضهم عليها متلذذاً بسخطهم على إسراء.

أما في بيت إسراء فقد صعق الجميع بعودتها بهذا الوقت المتأخر من الليل.

الأم:
_إسراء، ما بك يا بنييي؟ هل عدت لوحدك أين كنان.

ترتمي بحضن والدها وتبكي مطولاً ثم تقول:
_أريد أن أنام يا أبي وأمي.

و عندما دخلت قالت محاسن:
_يامن، أنا خائفة عليها كثيراً جداً.

_سأتصل به وأكسر رأسه، ابنتي ليست لعبه عندهم.
_أجل افعل.

يتصل يامن بوالد كنان ويقوم بالشكوى له:
_ابنك تجاوز كل الحدود، عليك وضع حد لما يجري.

_أيها الوغد سوف ترى كيف سأقتلكم جميعاً، عندما يتعافى ابني.

_ماذا، ماذا هناك ما به كنان؟

_كنان في نفس المشفى الذي كانت به ابنتك والمحترمة تخلت عنه ولم تسأل حتى.

يصدم يامن ويقول لزوجته:
_ما الذي يحدث أنا لا أفهم شيئاً.

فتسأله محاسن بتحير عن معنى كلامه؛ ليشرح لها كل شيء.

تدخل محاسن بسرعة إليها لتسألها فتصعق إسراء ويغمى عليها.

تصرخ محاسن على أكرم:
_أختك يا أكرم ماذا يحدث لها.

وتمضي الأيام إسراء متعبة ومنبوذة من بيت أهل كنان وممنوعة من رؤية زوجها، وكنان لا يزال في غيبوبة لم يحدد الطبيب متى ستنتهي، أما مروان فيستغل الأمر لصالحه ويطور من عمله أكثر وكارلا رغم كل شيء تستمر بخيانة مروان مع عامر زوجها السابق.

حياة تطور مطعمها وزمرد تكيد لها دائما بغيرة شديدة إلى أن يحين الوقت وتلد كارلا طفلة جميلة فيغرح مروان بها كثيراً.

كارلا:
_جميلة طفلتي يا مروان أليس كذلك.

_حبيبتي الصغيرة.

_ستكون لها أباً طيباً، أليس كذلك مروان.

_بالتأكيد.


وبعد فترة تلد إسراء ويدور حوار بينها وبين أهلها:
_أمي لا أريد لعائلة كنان أن تعرف بخبر ولادتي، سأتعافى وأسافر إلى مكان آخر.

_ولكن يا إسراء الطفل طفلهم، سيسألون عنه.

_قولي لهم أنني فقدت الطفل.

تشهق محاسن:
_لا تتفوهي بهذا الكلام، حماه الله لأطلس الصغير.

يتدخل الأب ويقول:
_سننقل مكاننا جميعاً؛ لنهتم بطفلنا الصغير.

تصرخ محاسن:
_لا، لا أستطيع ترك حارتي ومطعمي، ماذا تقول يا يامن.

_لا يوجد حل أخر لن أترك ابنتي وحيدة في مكان أخر.

تقول إسراء بتفهم:
_لا يا أبي لا تقلق علي، سأبتعد من هنا؛ لأنقذ طفلي.

_كنان لم يستيقظ بعد، ماذا لو حصل؟ ماذا سنقول له عن ابنه؟

تتوتر إسراء وتقول:
_الطفل ليس ابن كنان.

تصعق الأم وتقول:
_ويحك يا إسراء.

ويبهت الأب ولا يسأل، با يبقى مشدوهاً لتجيب إسراء:

_إنه ابن مروان يا أبي، لم يمسسني كنان أبداً، وأنا أشعر باللوم لنفسي تجاه كنان، لا أستطيع العيش هنا في مكان يكرهني فيه أهل زوجي، ويكيد لي زوجي السابق أبو طفلي.

تتصل بعد فترة بزينو لتحجز لها وتوصيها أن لا تخبر أحداً هن مكانها.

وفي ليلة من الليالي والكل نائم تحمل طفلها وتدخل إلى غرفهم جميعاً:
_أسفة يا أمي ويا أبي، أسفة أكرم، سأرحل دون وداعكم، لن أستطيع حضور عرسك يا أخي، سامحني.

وهكذا تسافر مع طفلها إلى مكان لا يعرفه أحد، وتستيقظ عائلتها لتقرأ تلك الورقة التي كتب عليها:

(سببت لكم الكثير من التعب، فقدت عملي، ورطتكم معي جميعاً، سامحوني، سأحمي طفلي منهم، أحبكم جميعاً سامحوني."

يجن حنون أهلها وتبكي الأم ويتوتر الأب وأكرم أيضاً، وتبدأ رحلة التشتت؛ ليكتشفغيابها لاحقا مروان فيجن هو الأخر.


وبعد فترة تتصل بهم وتطلب من أبيها:
_أبي عجل بزواح أكرم، لو سمحت.

_إسراء أين أنت يا ابنتي، أنا وأمك قلقون عليك جدا.

_لا تقلق أنا وأطلس بخير، أرجوك ياأبي افعل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي