21

٢١
شعرت رفيف بأنها ورطت زوجها ولاحظت عليه توتره الشديد، وراحت تلوم نفسها وهو يحاول تهدأتها.

رفيف:
_سببت لك الإحراج أمام عائلتك.

_لا تقولي هذا، هذا قدري لن أجزع، إن الله معي، انا لم أفعل شيئاً.

دخلت زمرد عليهما وهدأت من حالهما.
_لا تقلقا، سيكون كل شيء بخير، الحب دائماً يقع في المتاعب، لكنه ينجو في النهاية.

افترب منها أكرم ورفيف وضماها بكل حب.
زمرد:
_فليكن الخير والفرح طريقكم يا أولادي.

أكرم:
_شكرا ماما زمرد.

رفيف:
_شكراً ماما، شكرا أكرم.
وهكذا بقي مروان على تواصل مع المحقق والثاني كان يعده خيراً.

وجاء الخميس ولم تنته قصة أكرم بعد، لكن مروان وإسراء وعدا جاك بالحضور وهو الأخر بدوره اتصل بهما للتأكيد.

إسراء:
_لا أرى ضرورة لذهابنا، اعتذر منهم، أخوك وأختي في ورطة ليس لائقاً.

مروان:
_لا ادري أخشى يحزن أكرم ورفيف.

شعر مروان في هذه اللحظة بضياعٍ بعيني إسراء فقبلها على جبينها وقال لها:
_لا أريد للحزن أن يدخل هاتين العينين، أفهمتِ؟.

_شكراً مروان.

_هل تشكرين حبيبك يا مجنونة؟ إن عِشقُكِ جُنونِي.

تبسمت إسراء وشعرت بالضياع أكثر فهي لا تتذكر حتى الآن أي شيء عن ماضيها وحاضرها مع مروان.

إسراء:
_سامحني فتلك الذاكرة التائهة تجعلني غبية معك، أنا أعلم هذا ولكن ليس بيدي.

_سنعمل على إعادتها، لا تقلقي، ستكونين بخير.

ثم نظر إليها بحزن، وقال لنفسه:
"يوجعني ذلك البرود الذي تملكها، فهي تتعامل معي كالغريب، ماذا سأفعل حتى ترجع ذاكرتها."

في هذه الأثناء تركته إسراء ودخلت إلى أطلس لتراه.

قال لنفسه بحزن:
_رغم كل الظروف أحبك إسراء ومجنون بعشقك، سأبذل جهدي، سننتصر على كل الصعوبات.

وهنا اتصلت زمرد:
_حبيبي مروان، اسمعني.

_تفضلي ماما.

_اذهب إلى عرس جاك، لا يجوز يا بني، يوم فرحٍ واحد لن يؤخر المشاكل، أليس كذلك، عليك ان تهتم بإسراء حتى تستعيد ذاكرتها، أكرم سيكون بخير.

_أحبك زمرد الغالية.

_وأنا أحبك يا فلذة كبدي، افرحوا الأيام لن تسامحنا على تفويت لحظات الفرح.


دخل مروان إلى غرفة أطلس فوجد إسراء نائمة وهي تحتضن أطلس، فراح يراقبهما بحب، ثم وضع نفسه قربها في السرير ونام أيضاً معهما.

وفي اليوم التالي استيقظت إسراء وصاحت:
_مروان، كيف تنام هنا، هل أنت طفل صغير؟ يا إلهي، هيا قم لقد تأخرت على عملك.

_اصمتي إسراء، دعيني أنام لازلت نَعِساً

أمسكت الوسادة وضربتها عليه، وحاولت الوقوف فأمسكها بيدها وسحبها إليه فوقعت عيناها على عينيه، ونظرا مطولاً بحب، وفجأة قالت له:
_غليظ، قم هيا، تأخرنا.

فأخبره مروان بقراره:
‏_لا عمل اليوم اتصلت بموسى وزينو وهما سيتوليا العمل عنا اليوم، لدينا حفلة عرس نحضرها.

_حقاً، هل سنذهب.

_أجل، جهزي نفسك، وجهزي أطلس.

فتح اطلس عينيه وقال ببراءة:
_هيييي، اطلس سيرافقكم.

قالت له إسراء وهي فرحة:
_طبعاً حبيبي سيذهب معنا، لكن أولاً سنقوم لنغسل وجهنا، ثم نتناول الفطور ونشرب الحليب.

أما في بيت محاسن فكانت محاسن قد استيقظت واتجهت إلى مطعمها مع يامن والتوتر كان بادٍ على ملامحها:
_لطالما قلت له لا تتزوج رفيف، رفيف ابنة زمرد وستوقعك بالمشاكل إنها ابنة أمها، لكنه لم يفهم، أحبها يا أمي، هاأنت الآن متهم بجريمة قتل، أيها الآخرق.

يامن:
_هدئي من روعك يا محاسن، سيرتفع الضغط لديك.

_كم أنت بارد يا زوجي، انصرف من امامي.

_حسناً حسناً.

وهنا يدخل أكرم:
_صباح الخير أمي صباح الخير أبي.

_لا أسعد الله صباحك، اغرب عن وجهي أكرم، لم أعد أتحمل رؤيتك.

_أرجوكِ يا أمي،

_اخرج من أمامي فوراً.

خرج يامن وأكرم منزعجين، وتركاها تتكلم مع نفسها..

يامن:
_ وهو يضحك، اهرب يا أكرم امك غاضبةٌ جداً.
_هههه، فعلاً الهروب ثلثي المرجلة، هيا نركض يا أبي.


أما في بيت إسراء ومروان فكانا يجهزان أنفسهما استعداداً لحفلة المساء حيث ارتدت إسراء فستاناً أحمراً جميلاً، قصيراً حتى الركب، عار اليدين.

مروان ارتدى بزةً رسميةً سوداء وياقةً بيضاء، وأطلس كذلك نفس البدلة تقريباً ونفس اللون.

نظر مروان إلى إسراء وقال لها وهو يسحبها نحوه:
_تبدين رائعة الجمال.

شعرت بالكسوف وقالت له:
_شكرا، وانت كذلك.

_ألم تتذكري أي شيء حتى الآن، اريدك كما كنت إسراء.

_لا لم أفعل بعد.

ثم تظاهرت بالاستعجال لتبعد الحديث عن هذا:
_هيا بنا حتى لا نتأخر، ما رأيك؟

شعر بالاحباط ولكنه تجاهل تصرفها ونزل إلى مستوى أطلس وقال:
_ماذا عنك يا شريكي، هل انت جاهز؟

_أجل، جاهز يا بابا، هيا بنا.

إسراء:
_حبيبي الحلو ستشهد عرس العم جاك، هيا افرح.

_أحبك ماما، أحبك بابا.

ابتسمت إسراء فابتسم قلب مروان وأعطاها يده لتغرس يدها بها وينطلقا.


وبعيداً عن هنا في بيت السيدة التي وجدت ابنة كارلا وتبنتها كانت هناك ترتدي أجمل الملابس وتلبس بام ثوباً أبيضاً جميلاً وتضع لها شريطة؟ سوداء في شعرها وتقول لزةجها:
‏_كنت اتمنى ان ترافقنا.

‏_وانا ايضاً يا حبي، لكنني مضطرٌ للالتحاق بنوبة العمل المسائية، افرحي أنت والصغيرة قدر المستطاع.


_شكراً حبيبي، أحبك.

فنزلت إلى مستوى الطفلة وقبلتها ثم رتبت هندامها وقالت لها:
_حلوتي ودعي بابا، هيا، سنرحل فوراً.

الطفلة بخجل:

_وداعا بابا.

_إلى اللقاء يا حلوتي.


انطلقت هي والصغيرة، وركبتا سيارتها الخاصة.


أما في بيت جاك مساءً، فقد وصل جميع من الأقارب والأصدقاء وكانوا مستعدين لحفلة زواجه، حيث كان يرتدي بزةً عرسٍ جميلةً سوداء، ويستعد.مع البقيه للالتحاق بصاله العرس.

في تلك الأثناء اتصل مروان:
_ ايها العريس، أصبحنا في مدينتكم، أين تقع صاله العرس.

_ اهلاً مروان سأرسل لك العنوان في رسالة.

وهناك في قاعة العرس اجتمع الجميع_ الاقارب والمعارف_ والتزموا طاولاتهم.


ووصل مروان واسراء والطفل استقبلهم جاك وأمه، وطلب منهم الجلوس على طاولتهم المخصصه لهم.
مروان:
_مبارك يا عريس.

_شكرا مروان.
اسراء:
_عروسك، ألم تصل بعد.
الام:
_ستصل بعد قليل حليبتي، شكرا لحضوركم تفضلوا.

ثم نظرت إلى الصغير:
_نورت الحفل أيها اللطيف.

_شكرا يا جدتي.

بعد قليل وصلت العروس ، فقام جاك وامه باستقبالها، وسط تصفيق الجميع وتهليلاتهم.

أمسك جاك بيدي العروس، ودخل إلى وسط الصالة، وبدأا برقصة هادئة، وأطفئت الأضواء بضع دقائق، حتى انتهت الرقصه.

راح يصفر مروان ويقول؛
_ هيا قبلها، هيا بسرعه قبلها.

وسط تصفيق الجميع وتاييدهم لطلب مروان، قبلها جاك وجلسا في المكان المخصص لهما يلوحان للحضور.

أم جاك تمسك المايك:
_شكراً لكم جميعاً لحضوركم؛ ومشاركتنا فرحتنا بجاك وعروسه.

قام الجميع وصاروا يرقصون على انغام الموسيقى الجميلة وكذلك مروان وإسراء.

كان مروان يحيط بيديه خصرها وينظر بحب في عينيها وراح يتغزل بها ويذكرها بيوم عرسهم قبل الانفصال.

_لقد كنت رائعة الجمال، سلبتني قلبي، وحياتي وروحي، متيم بك لدرجة الجنون.

_لماذا انفصلنا؟

_كنا أغبياء جداً، انسي الأمر.

_لا ستحدثني لاحقاً عن هذا عندما تستطيع.

نظر إليها بتفاجؤ وفكر في نفسه:
"كيف سأذكرها بأسوء مرحلة مرت بحبنا، يجب أن أتهرب من هذا السؤال بأي طريقة "

فنظر إلى جهة طاولتهم ووقع نظره على أطلس وهو يتناول الطعام، فضحك وقال:
_انظري إلى أطلس، كيف يأكل بشراهة.

نظرت باتجاهه وراحت تضحك وتقول:
_يا للعار، لقد فضحنا.

ثم تركا الرقص واتجها نحوه فقالت له:
_يا حلو، كل بهدوء، حتى تحافظ على ملابسك الجميلة.
مروان:
_لماذا لم تقم وتشارك بالرقص.
_أنا لا أعرف الرقص.

فهمست له إسراء تعال وارقص معي سأكلمك، هيا تعال.

_هييي، أجل سأرقص مع ماما،

أخذته وراحت تراقصه بهدوء، مرة يشبكها ومرة ينجح.

كان مروان يراقبهما بكل حب، وبعد قليل قام جاك وألبسها الخاتم، وقبلها قبلة العمر فعلا صوت التصفيق والتعليقات اللطبفة والمباركات.

وفي تلك الأثناء كانت قد دخلت بام وأمها دون أن ينتبه لها أحد وجلست في زاوية المكان.

_انظري بام، هناك مدعوون كثر، لاكظي كم عم سعداء.
_اجل ماما، وهل سنرقص مثلهم.
_بالتأكيد حبيبتي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي