الفصل العاشر

تزداد حالات تخويف كنان المزيف لإسراء ضمن عدم تصديق أهلها لها واعتبارهم بأنها مصابة بضغط نفسي مؤقت، فقدم عارف إلى أبوها وتكلم معه بكل جرأة:

_لقد سمعت أن ابنتكم مصابة بحالة نفسية سيئة، ويبدو أن تأنيب الضمير قد بدأ يعمل لديها أخيراً، وبناءً عليه، سآخذ حفيدي آطلس ليعيش معي ريثما تتحسن أمه.

يامن:
_عارف بيك، هذا لا يجوز، وغير ممكن.

_بل اجباري.

فقفزت محاسن كالأبطال وقالت له:
_إياك أن تفكر بلمس حفيدي، لا، لا يا بيك لا، نحن لسنا لقمةً سائغة يا عارف بيك، احذر.

فقام غاضباً وقال:
_حسنا يا محاسن، سنتواجه قريباً، وسوف نرى تجهزوا للأسوأ.

يامن:
_اخرج من بيتي، مجرد مغرور.

تدخل زمرد هنا وتقول:
_عارف بيك، كيف حالك؟

_تبدين جميلة يا زمرد، لا تكبرين أبداً.

_كم أنت لطيف عارف بيك، هذا لطف منك، أنت صاحب نظرة ثاقبة حقاً.

تضحك محاسن وتقول ليامن الذي يشاركها الضحك:
_انظر المجنونة، انظر ههههه تصدق نفسها.

_ليست مجنونة أكثر منه.

_فعلاً.

تصرخ بهما بعد أن خرح عارف:
_اخرسا كلاكما، أنتما لا تفهمان ما قال.

محاسن:
_حمقاء خرقاء لن تتغيري أبداً.


يخرج عارف ويتصل فوراً بالمحامي.
_أستاذ أريد رفع قضية الحصول على الحضانة لحفيدي أطلس.

_حاضر، فوراً.

وعندما سمعت جن جنونها وراحت تصرخ حتى انهارت ونقلت إلى المشفى.

وبطريق الصدفة قدم موسى وزينو لزيارتها فاكتشفوا ذلك وقص عليهم أكرم ما حصل لأخته إسراء، فاتصل موسى فوراً وحكى لمروان، الذي شعر بالانزعاج فوراً من تصرف ذلك الرجل.

موسى:
_أخي يجب أن تعود لحياة إسراء المسكينة، إنها تحتاجك.

_ما بها إسراء تكلم؟

قص عليه قصة معاناتها و سوء معاملة المحيط لها، فركض مروان سريعاً إليها وعندما وصل وجد أهلها قد أخرجوها.



توقف وراح ويقص عليه تلك الذكريات معها عندما وجد شالها لايزال على السرير....


حيث عاد إلى للماضي:
مروان:
_الحب أجمل شيء، الحبيب لما يغيب عنه حبيبه، يصيبه شعور باليأس.

إسراء:
_الحب وجع.

_هل ترين حبنا وجعاً يا إسراء.

_قلي ماذا حقق لنا ذلك الحب في الماضي، زعل أم هم وفقر، وتصرفات خالة زمرد التي تختلف مع أمي دائماً.

_هل تذكرين يوم احترق المتجر كيف حاولنا منعها للوصول لكنها أتت وراحت تسب وتشتم.

_أمك كانت تقوم بالواجب أيضاً.

_أترى تفاصيل من سنوات ماضية، وها نحن نتذكر أدق التفاصيل فيها، هل هذا يدل على الحب، بالطبع لا.

تدخل في هذه اللحظة كارلا لتقطع الذكريات وتفتح الباب ثم تخاطبهما:
_ماذا تفعلان هنا؟

موسى:
_لقد أقفلت الباب علينا بالخطأ ولم أكن أعلم أن السيد.مروان هنا ففوجئت بأنه لا يفتح
.
_نعم نعم هذا ما جرى ، كارلا.

كارلا:
_حسناً أنتما بأمان.


تهمس لمروان بعد أن دخل موسى:
_هل تعتقد بأني صدقت هذه المسرحية با زوجي العزيز.

_لا يهم عزيزتي الخائنة لا يهم.


وهناك في جهة أخرى كانت عائلة إسراء قلقة عليها وكانت محاسن غاضبة جداً تسرد لرفيف:

_هذه العائلة سببت لابنتي الحزن، أنا لا أنسى تصرفات أمه المجنونة و مواقفها، كم مرة خربت علينا مشاريعنا لأنها تغار، أحل احل رفيف لا تنظري إلي أمك تغار مني.

_أفصحي يا خالة عن ما في خاطرك.

_أجل أمك وأخوكِ وحتى إنت.

تدخل أكرم:
_أرجوكِ أمي، دعيها وشأنها رفيف لا علاقة لها بشيء.

_وغد ستقف معها طبعاً فهي زوجتك أما أنا فأم بائسة.

_بالله علبك إمي.

هنا تخرج رفيف غاضبة وتتجه إلى أمها وتتشاجر معها كالعادة ثم تتصل بأكرم:
_الو رفيف حبيبتي، أرجوك لا تحزني، أمي...
تقاطعه:

_جهز معاملة الطلاق فوراً، ٱمك معها حق.

وتقفل الخط وتحتضن طفلها وتجهش بالبكاء.

يحزن أكرم ويقول لأمه:
_هل فرحتِ يا محاسن؟ أخبرها يامن بأن زوجة ابنكما طلبت الطلاق.

_أحمق أنت وهي خرقاء.

تصحو إسراء وتطلب أطلس وهي تبكي وتكلم مروان:
_مروان أرين أطلس، ابننا.

يصدم مروان بما قالت، ثم يعد إلى العشرة ويسأل موسى:
_هل سمعت ما قالت؟

_أجل قالت ابنكما.

ضرب يده عل حائط الغرفة حتى نزف الدم، وراح يقترب منها ويكلمها بلوم:
_ماذا قلت إسراء، اطلس ابني.

بكت وبكت:
_أطلس، أطلس أريد ابني، أجل هو ابنك أنت يا مروان.

_لكن لماذا، لماذا فعلت هذا بي، كيف تحرمين أباً من ابنه.

_خفت عليه، وكنت غاضبةً منك.

_أي كلام هذا.

كان الجميع مرتبكاّ، يستمع لها وله متعاطفين مع مروان ومعها.

موسى:
_لا يحق لي التدخل لكن يا زوجة أخي، أقصد سابقاً، اممم، إسراء، كيف ستقنعين تلك العائلة بأنه ابن مروان.

_هو لم يسجل باسم كنان، أبوه هو مروان في النفوس.

تبسم مروان وقال لها:
_أنت غريبة جداً، لو اضطررت سأعمل له تحليل الDNA، لن يمسه أحد منهم، أتفهمون جميعاً؟ وأنت فكري الآن بأطلس ومصلحته وانسي الماضي، تذكري من هو مروان.

_لقد جن جنونه عندما سمع أنك هنا، أعط حبكم فرصة جديدة.

_للأسف لا توجد حتى فرصة واحدة، إنه متزوج ولديه طفلة.

_لننه النقاش الآن، ونرى ماذا سيقول الطبيب عنك.

واتجه إلى أطلس الذي كان قد غفا على كتف خاله أكرم،

حمله عنه وراح يقبله ويشتم رائحته كان منظره حزينا لدرجة أبكى كل من حوله وبسبب ضمه الشديد استيقظ أطلس وقال:
_لماذا يبكي عمي يا أمي، انظري دموعه.

_أتعلم يا بكل غداً سأخذك في نزهة ما رأيك.
_هييي، اتفقنا يا...

_نادني شريكي.

_أجل، اتفقنا ياشريكي الطويل.

فضحك الجميع وقرروا العودة بعد أن طلب منهم الطبيب المغادرة ما عدا محاسن التي رفضت تركها.

ليلتها مروان اخذ أطلس معه إلى بيته وعرفه على أخته من كارلا ولكنه لم يخبره بالحقيقة..

لم تكن عينيه تُنزعان عنه حيث طلب منه:
_فلتلعب معها إنها أختك الصغيرة.

_أنا ليس لي إخوة يا شريكي الطويل.

ضحك مروان وقبله على جبينه:
_أقصد مثل أختك.

قال في نفسه:
"تبا لك إسراء، حرمتني منه كل تلك السنين."

سألته الطفلة:
_من هذا يا أبي؟ وما اسمه؟

_أطلس حبيبتي، هيا سأصنع لكما العشاء، هل تأتيان معي إلى المطبخ.

قالت له واطلس بصوتٍ واحدٍ:
_هيييي، نعم.

وهناك في مكان أخر كان مارك يهدد كارلا بإفشاء سرها أمام الجميع إن لم تعطه المال.

فقالت له بغضب:
_أنت ثمل.

_لا لست كذلك، أعي كل كلمة، إن لم تؤمني لي مبلغ من المال يكفيني للخروج خارح البلد سأخذ الطفلة، إنها طفلتي وأنت تعلمين هذا، أعتقد أن مثل هذا الخبر سيروق مروان وأبوك عارف بيك.

لطمته عل كتفه وشتمته:
_ أيها الحقير، ابتعد عن ابنتي وعائلتي.

فراح يضحك بغلاظة وقرف شديد ويكرر:
_حذرتك، وقد أعذر من أنذر.

_سأحاول، فالمبلغ كبيرٌ جداً.

_معك ثلاثة أيام فقط، سأعاود الاتصال بك، وإياك أن تتململي، اتفقنا.

ارتدت ملابسها بسخط وانتزعت جزدانها بغضب وقبل أن ترحل أمسك بها وحاول تقبليها فصفعته عل خده ورحلت.

وعند عودتها فوجئت بأن مروان في المنزل ومعه أطلس الذي نام في السرير قرب ابنتها فسألته بغضب:

_ماذا يفعل ابنها هنا، هل اشتقت لها فجلبت طفلها، لتشتم رائحته

_اخرسي، أين كنت حتى الآن أيتها الأم الفاضلة.

تهربت من الإجابة وقبلت طفلتها ثم قالت له:
_بالله عليك مروان، أنا متعبة جداً من العمل.

فهمس لها وقال:
"كااااذبة كارلا انت كاذبة، وقريباً سيتتهي كل شيء، بعد أن أتأكد من شكوكي."

نظر إليها نظرةّ لم تعجبها أبداً عندما رن جوالها ولم ترد عليه.

يومها لم ينم مروان وهو يحدق في وجه أطلس طيلة الوقت..
_حبيبي الصغير سأعوضك عن كل الوقت الذي ضاع منا أعدك، سأصلح كل شيء نن أجلك أنت.


أما أكرم فحاول أن يصلح الأمر بينه وبين رفيف لكنها رفضت أن ترد عليه فأمضى ليله حزينا غاضباً.

وفي المشفى بعد أن عاد الجميع إلى بيته وحل الظلام وكانت محاسن نائمة في سرير قرب إسراء استيقظت إسراء على صوت همس:

"إسراء، أنا كنان، سأنتقم منك يا خائنة"

وجلست لترى ان أحدهم خرج هارباً فصرخت خائفةً:

_أمي، أمي.

استيقظت محاسن هلعةً وأشعلت النور:
_ما بك حبيبتي؟ ماذا جرى؟

_إنه كنان يا أمي، لقد كان هنا، أقسم لقد هرب من الباب، أنا رأيته.

تنهدت الام و احتضنتها وقالت:
_إنها هلاوث يا ابنتي، انا معك، لا تخافي، هيا نامي.

خرجت محاسن ونظرت حول الغرفة لكنها لم ترَ أحداً.

وعادت إلى النوم بعد أن هدأت إسراء ونامت، لكنها في الصباح عندما استيقظت، لاحظت وجود منديل كنان وقد سقط في الغرفة، ولما استيقظت أمها قالت لها:

_انظري، هذا المنديل، إنه خاصة كنان، هل صدقتني يا أمي.

نظرت إليها محاسن وإلى المنديل الذي بيدها وقالت:
_بسم الله، وهل يعقل ان يعود الأموات إلى الحياة.

أمسكت الجوال واتصلت بيامن وأكرم وطلبتهم على وجه السرعة.


أما كنان المزيف فقد وقف أمام أبيه وهما يضحكان، ليقول الأب اخيراً:
_إنها البداية فقط يا إسراء.

ودخلا معاً إلى مكتب الأب وبقيا.يخططان معظم الوقت.للخطط القادمة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي