الفصل١٤

في قسم الشرطة وقف مروان مع المحقق الذي قال:
_يبدو أن إسراء كانت حبيسة هذا المكان، فكل الأدلة تظهر أنها كانت هناك.

_ما العمل سيادة المحقق؟ أنت الآن في صورة الوضع مع عارف بيك.


_يحتاج الأمر إلى الدقة؛ لأنك تعلم عارف بيك شخصية مرموقة في المجتمع،لا نريد أي خطأ، ولا تقلق لن يفلت الفاعل من قبضتنا، عممنا المعلومات إلى كل الأقسام والمطار ولن يستطيع الفاعل الهرب مهما كان وإلى أين اتجه.

_شكراً سيدي أرجو أن تضعني في كل التفاصيل.

_بالتأكيد.


وبينما خرج مروان راح يفكر كيف سيسرع الوقت لإيجاد حبيبته إسراء، وراح يتذكر أيامه معها وكم أمضيا أوقاتاً مليئة بالحب وقال لنفسه:
"عندما سأجدها، سأعوضها عن كل شيء، أجل سأفعل."

ثم خطرت له فكرة فقام بإرسال مقطع الفيديو الذي أرسله إليه مارك إلى عارف بيك وأتبعه برسالة عادية.
(عارف بيك معك مهلة ساعة تماما لترجع إسراء، وإلا سينتشر هذا المقطع على السوشيال ميديا، بدأ العد التنازلي)
وأتبعها ثانيةً:
‏(لعلمك أنا لست ممن يلعب بأعراض الناس وشرفهم لكنك أنت من علمني السوء فتحمل يا معلم.)

وأقفل ثم اتجه يبحث عن اسراء في كل مكان، عله يعثر على أي شيء يساعده في العثور عليها.

وفي بيت عارف بيك كانت قد وصلت الرسائل إليه فجن جنونه فراح يكسر كل ما وصل إلى يده ويصرخ:
_سأقتلك مروان، ستندم، سأقتلك مارك وانت كذلك كارلا، سببت لي العار."

وحاول أن يتصل بابنته كارلا لكن خطها كان مقفلاً، فغضب أكثر، واتجه إلى بيتها فوجد هناك الخدم فقط وعندما سألهم عنها
قالت الخادمة المسؤولة عن الطفلة:

_لقد أخذت السيدة كارلا ابنتها وحقائبهما الخاصة وانصرفت دون أن تقول أي شيء.

_ألم تقل إلى أين ذهبت؟

_إطلاقاً.

فدخل يبحث في غرفتها مطولاً حتى وجد أخيراً رسالة منها لمارك كانت تنوي إرسالها له ويبدو أنها لم تفعل:
(حبيبي مارك، أنا حامل بطفلك، مروان لا يعلم لكنني أتعذب كثيراً.)

جن جنونه ومزق الورقة واتجه إلى شركته وهو يتصل برجاله الخاصين ليبحثوا عنها حيث قال:
_أريدها حيةً، أو ميتة.

ثم اتصل ببنان ووجهه:
_إياك أن تتحرك من مكانك، الشركة تبحث عنك، وأختك المحترمة هربت مع زوجها السابق وابنتها.

_يا أبي ماذا تقول؟ والعمل ما هي أوامرك؟
_علينا أن نجد كارلا وبعدها سأعاقبها، ومروان يجب أن يعاقب، أما عن إسراء فنحن مضطرين لإطلاقها فوراً، لأن السافل مروان يهدد بفضيحة كارلا.


ومن جهةٍ أخرى كارلا وطفلتها كانت قد وصلت إلى المكان الذي دلها عليه مارك وهناك..
مارك:
_أنت حامل للمرة الثانية وهذا خطرٌ عليكِ وعلي، وأنا لبس لدي المقدرة على تحمل مصروف طفلٍ جديد.

_ماذا تقصد مارك؟

_أقصد أن وجودكما سيعرقل سيري، ماذا ستفعلين؟

_ماذا؟ هل ستتخلى عني وعن طفلتك وعن الجنين الذي ترعرع في جوفي مجددا منك يا مارك؟ ألهذه الدرجة؟ ياااه.

_المال الذي معي لا يكفيني وأنت تعلمين ان العائلة تحتاج المال لتتابع، هل أنا مخطئ كارلا.


شدها إلى صدره ونظر بعينيها فقالت له بحزن:
_لقد استغليت ضعفي، والآن تقول هذا، كم كنت غبية عندما وثقت بك.


خافت الطفلة من صوتهما وصارت تبكي فنظر إليها مارك وراح يقول:
_لا تخافي حبيبتي، ألم تخبرك أمك كارلا أنني أبوك؟ وليس مروان.

فنظرت إلى أمها وهي خائفة وركضت إلى الجدغر والتصقت به بخوف، فصارت تكلمها كارلا:
_حبيبتي لا تخافي، أبوك يمزح معك.

_لا، بابا اسمه مروان وليس هذا.

صرخ بها:
_اخرسي وادخلي إلى الغرفة هناك، هيا والا ضربتك.

هرعت الطفلة بخوف إلى غرفتها، وجرى خلاف كبيرٌ بين كارلا ومارك.

_لم أتوقع منك هذا، للأسف أنا تخليت عن نفسي وعن عائلتي، من أجلك، وانظر ماذا, ها أنا أدفع الثمن غالياً.

ومن كلمة لكلمة ارتفعت أصواتهما وراحت تهدد كارلا مارك ويهددها بما لديه من صور،. وتركها وراح يشرب الخمر، وهي تصرخ عليه:

_عليك تحمل المسؤولية تجاهي وتجاه ابنتك أيها الوغد.

_اخرسي كارلا، لم أجبرك على شيء، أنت انصعت لي بإرادتك، مجرد خائنة، فتحملي.


وبينما هما يتشاجران غافلتهما الكفلة وراحت تركض هاربة منهما بسبب خوفها من مارك.

وبعد حوالي ثلث ساعة من الشجار قالت له كارلا:
‏_أنا متعبة وسأدخل إلى غرفتي لأرتاح.

‏_بيتك ومطرحك أهلا بك.

‏ثم أطلق ضحكة يملؤها الاستهتار والسخرية.

‏ وماهي إلا لحظات حتى صرخت كارلا وخرجت تبكي:
‏_مارك، طفلتنا ليست في الداخل.

‏_ماذا تهذين؟ لقد دخلت أمامي إلى تلك الغرفة، هيا ابتعدي عني لأرى.

وفوجأ فعلاً ثم قال:
_ياللمصيبة! أين هي؟

صارت كارلا تبكي وتنوح على ابنتها المفقودة:

_أريد طفلتي، يا مارك، أرجوك.

_اغربي عني، ابحثي عنها، أنا لست معيلاّ لأحد.

فاقتربت منه وراحت تلكمه بيدها على أكتافه، فامسكها بيدها ودفع بها بفسوة فسقطت على بطنها وراحت تبكي من شدة الألم.

_آه آه يا مارك، بطني، ما الذي جرى لطفلي ساعدني، أرجوك.
تركها تتألم واتجه باتجاه الباب ليهرب، فأمسكت كارلا مسدسا كانت تحمله، ووجهته باتجاهه وهددته، لكنه لم يرد عليها، وتابع سيره فأطلقت النار عليه وسقط على الأرض وهو ينظر إليها باندهاش.
_قتلتني يا كارلا.
صرخت كارلا وراحت تنزف وتنزف حتى وصل الناس ليروا ماذا حدث فوجدوا مارك مقتولاً، أما هي فكانت تصرخ من شدة الألم حتى أغمي عليها

واتصلوا بالشرطة التي جاءت برفقة الاسعاف فحملوهما إلى المشفى، وهناك اتصلوا بأبيها الذي جاء بسرعة إليها.

_ما حالها أيها الطبيب؟
_للأسف وضعها سيء، وتحتاج إلى عناية إلهية؛ لتنجو، إما الجنين فقد فقدناه للأسف ولم نستطع إنقاذه.

_جنين!
_أجل سيدي، لقد كانت حامل في الأشهر الأولى من الحمل.

_ما حال الرجل؟
_لقد مات، وهي من أطلق عليه النار، ما يخص الوضع القانوني بإمكانك أن تسأل عنه المحقق.

وفعلاً تقدم عارف بغضب وسأل المحقق عن وضع ابنته في القضية.
المحقق:
_لا نستطيع أن نقرر حتى تستيقظ كارلا ونحقق معها لنعرف تفاصيل الجريمة.
_سياظة المحقق، كان معها طفلة، أين هي؟
_لم نجد أحداً هناك.

_يا إلهي أين ابنتها، ما العمل؟
وانصرف يتصل برجاله ليبحثوا عن الطفلة.

وفي مكان أخر كان بنان قد فك وثاق

إسراء وأخذها إلى مدينة أخرى وهي بحالة سيئة وتركها وهرب، وتماسكت وراحت تمشي بتهالك وتعب، حتى وصلت إلى أمام بيت وسقطت مغشياً عليها.


فتجمع الناس حولها واتصلوا بالإسعاف، ونقلت في حالة سيئة إلى المشفى وبقيت حوالي ثلاثة أيام في شبه غيبوبة حتى استعادت وعيها.

الطبيب المعالج:
_ألا تحمل أية أمور تدل على هويتها.
الممرضة:
_لا أيها الطبيب.
_ألم يسأل عنها أحد طيلة الفترة الماضية.
_للأسف لا.
قالت ممرضة أخرى:
_أقترح أن نصورها وننزل الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي فربما انتبه أحد أقاربها لها.

_فكرة صائبة.

وفي تلك الأثناء كان مروان قد مر إلى المخفر وهناك أكد المحقق اهتمامه الشخصي بالأمر.

وقرر أن يتصل بعارف، حيث عاود تهديده، فقال له:
_لا تعذب نفسك، كارلا بالمشفى ووضعها سيء، ومارك قد مات، يعني لن ينفعك التهديد.

ضرب مروان على رأسه وقال:
"تباً لي، أشعر بأني أسوأ شخصٍ في العالم."

ثم جلس على الأرض وهو يبكي ويصرخ:
_يا رب، خفف عن كارلا، وأعد لي إسراء يا رب.

و وصل إلى بيت محاسن ليخبرهم بمصابه، وهناك كان موسى قد جاء ليسأل عن صاحبه.

موسى:
_ماذا بك يا مروان، هل من خبر؟

محاسن:٠
_طمأن قلب يا بني أرجوك

يامن:
_أجل لو سمحت ، ابنتنا مخطوفة والخاطف طليق، عليكم فعل شيء، آه با ابنتي، آه.
محاسن تمسك بذراع زوجها وتبكي بحرقة وتضع رأسها على رأسه.

مروان:
_سأجدها، فلندهو أن تكون بخير، ارتاحو وأكثروا الدعاء لها.

وفي مكان أخر كانت الطفلة ابنة كارلا قد وصلت إلى مكان بعيد وجلست تبكي على الرصيف حتى قابلتها امرأة جميلة السحنة وقالت لها:
_ماذا تفعل البنت الشطورة هنا، لما تبكين.
فقالت الطفلة:
_هربت من مارك وأضعت الطريق، أريد أمي وجدتي.

احتضنتها السيدة وراحت تحكي لها الطفلة.
_لا تخافي، أنت في مأمن معي

وكأن القدر جمعهم ببعض ليشتتهم ثانيةً.

وأخذتها معهاإلى البيت، ودخلت على زوجها، الذي تفاجأ بأمر الطفلة.

_من تكون؟
_فتاة تائهةوليسل ها أحد.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي