الفصل الحادي عشر
وصل يامن وأكرم على وجه السرعة ووجدا محاسن متوترة وخائفة على إسراء.
يامن:
_خيراً ماذا حصل حتى طلبتنا على جناح السرعة.
أكرم:
_حتى أنني لم أنم أمي، أنا نعسٌ جداً.
_هل أنهيتما كلامكما؟ لم أعرف كيف استطاعت أن تغط في النوم، فقد كان الرعب صديقها طيلة الليل، فهلا خرجنا معي لأخبركما بما حصل.
وراحت تسرد لهما ما حصل، وكمية الخوف التي تنتابها من أجل ابنتها التي أصبحت في خطر.
يامن:
_يا إلهي، إذا كان كنان حياً فعلاً فمن هو ذلك الذي رأيناهم يدفنوه بأعيننا.
علق أكرم :
_لا بد أن هناك من يحاول تخويفنا، وعلينا معرفته.
تسخر محاسن من ابنها قائلةً:
_لا، فعلا أنت ذكي جداً، هذا ما قصدته بالظبط منذ قدومكما، يا ربي.
رد أكرم باشمئزاز من أسلوب أمه:
_يجب أن نبلغ الشرطة.
يامن:
_تعال معي.
محاسن:
_لا تتأخروا علي، إسراء في خطر.
ذهبا فوراً إلى قسم الشرطة وقدما بلاغاً والمحقق وعدهم خيراً، فعادا إلى محاسن بعد قليل ووجداها نائمة على سريرها لكنهم لم يجدا إسراء.
هز يامن محاسن المتعبة، والتي لم تنم كيلة الليل وصرخ:
_أين هي إسراء يا محاسن، أين ابنتنا؟
أكرم كرر السؤال عليها فاستيقظت بدون وعي وتركيز:
_ما بكما، هل بلغتما الشرطة؟
_أجيبي، أين هي إسراء؟
التفتت إلى يمينها حيث كانت إسراء نائمة وصرخت:
_إسراء، حبيبتي، أين انت؟ يا رب لطفك.
وهرعوا يركضون إلى الممرضات يسألونهم، فقالت إحداهن:
_رأيتها تخرج برفقة رجل شاب أشقر الملامح.
ومن متابعة الممرضة لمواصفات الرجل عرفوا أنه كنان فعلاً، فصارت تلطم محاسن على وجهها وتقول بقلق:
_كانت تخبرنا ولم نصدقها يا ربي، أرجوك يا رب سلم لي إسراء.
وفورا توجهوا إلى الشرطة التي أخذت إفاداتهم ووعدتهم بالبحث الفوري، أما هم فعادوا محطمين إلى بيتهم.
لاحظ الجيران حالتهم واقتربوا منهم لمشاركتهم الحزن، وكانت محاسن تكاد تجن وهي تلطم على وجهها، ويامن بقي صامتاً منهاراً طوال الوقت أما أكرم فلم يعرف ماذا يفعل للتخفيف عنهم.
وفجأة وصلت زمرد ورفيف بعد سماعهم الخبر.
زمرد:
_فليكن الله معكم يا محاسن، ستجدها الشركة لا تخافي.
رفيف:
_أجل، أجل، فعلاً، لا تتركهم يا أكرم.
كان طفلها في حضنها فاقترب منه أكرم وقبله وحدثه:
_حبيبي الغالي، بابا اشتاق لك يا حلو.
وحمله ثم وضعه في حضن محاسن التي كانت تبكي بشدة وراحت تقول:
_انتبه لابنك اكرم وصدقه مهما كان، وألاوقد تخسره كما فعلنا نحن مع إسراء، وقبلت الطفل وأعادته لرفيف وطلبت منها العودة إلى البيت مع زوجها:
_على الأقل من أجل طفلكم، لا تخطئي يا ابنتي.
ودخلت مع يامن إلى البيت وهي منهارة وانفض الناس من حولهم وهم يحوقلون:
_لا حول ولا قوة الا بالله، فليكن الله بعونهم.
اتصلت رفيف بمروان:
_مروان أين أنت؟
_قولي لي رفيف، ماذا هناك؟
_إسراء يا مروان.
_ما بها؟
_لقد اختطفت.
بصدمة:
_ماذا، عم تتحدثين، لقد كانت بالمشفى ليلة البارحة؟ ماذا حصل؟
_أجل يا أخي اختطفت من المشفى، ولا أحد يعلم أين هي الآن.
اهتزت عواطف مروان ووضع أطلس والطفلة في وصاية الخادمة وانطلق كالمجنون، إلى مقسم الشرطة يسأل عنها.
المحقق:
_حتى الآن لا أثر لها سيد مروان.
_أرجوك أيها المحقق ابذل جهدك.
_حسب ما فهمت من أهلها أنها كانت تدعي ظهور كنان في حياتها، رغم أنه متوفٍ، وفي ليلة البارحة قالت لأمها أنها رأته ليلاً لكن أمها لم تصدقها وظنت أنها هلوثات.
_كنان! غريب.
_هناك حلقة مفقودة يجب علينا البحث لايجادها.
وبعد ذلك ذهب مروان الى بيت أهلها يطمئن عليهم، وعندما رآه أكرم استقبله بلطف:
_تفضل، تفضل مروان.
قال له مروان بحزن:
_ كيف حصل هذا ومن فعل ذلك؟ اقسم أنه سيدفع الثمن غالياً.
وعندما رأته محاسن صارت تبكي وتقول:
_ لقد خطفوها يا مروان، كم كانت كاذبة انها تحبك كثيراً.
اخفض مروان رأسه، وقال لنفسه:
" وأنا أحبها كثيراً جداً ولا أستطيع العيشه بدوني لكنها هي من تخلت عني."
يامن:
_ فلنبحث عنها في كل مكان.
مروان:
_ لا تقلق يا عمي سنجدها من فعل هذا الثمن غالياً.
وفجاه لن اتصل رقم غريب باكرم:
_ اسراء موجودة عندنا في الحفظ والصون.
_ ماذا تريدون منها؟
_ سنخبرك بما نريد عندما نجد الوقت المناسب.
اتصل اكرم فورا بالشرطه بعد ان اقفل صاحب الرقم، وحدث المحقق عن المكالمة، فطلب منهم المحقق الحضور فورا.
اكرم:
_ علي الالتحاق بقسم الشرطه فورا.
مروان:
_ انتظر سآتي معك.
وهناك طلب منه المحقق إطالة المكالمة قدر المستطاع؛ لأنهم سيراقبون الخط.
ومن ميلةٍ أخرى عاد مروان غاضباً إلى البيت، ووجد كارلا هناك وقد جهزت له طاولةً مجهزة بكل ما يلزم لتقضي معه ليلة جميلة.
_أهلاً حبيبي، هل جئت أخيراً.
_لست حبيبك.
_أرجوك مروان أعطني فرصة جديدة لنعود كما كنا.
_لم نكن يوماً، إلا مجرد صفقة يا عزيزتي.
_مروان، لم تقسو علي، أنا أحبك كثيراً.
واقتربت منه بغنجٍ ودلال وحاولت أن تضع يدها على خصره لكنه ابتعد عنها.
_أرجوك كارلا لست بمزاجٍ يسمح لي، أنا متعبٌ جداً.
_رجاءً كارلا، ابتعدي عن طريقي.
جن جنونها، وغضبت ثم قالت له:
_لمَ أطلس ابن أخي هنا؟ لماذا جلبته إلى هنا؟
_لأنه ليس ابن أخوك، بل ابني أنا من إسراء، أفهمتِ؟
قال تلك الكلمات، وكادت أن تجن فوقع الكلمات كان كالصاعقة على مسمعها.
فصارت تصرخ وتثرثر بغضب:
_أنت تكذب، ويحك، تباً لإسراء، ألن تبتعد عن حياتي.
_لقد.خطفوها، وإن علمت أن لعائلتك طرف في الموضوع، ستندمون جميعاً.
_ماذا أرى؟ الحب القديم عاد مجدداً.
_لم ينته يوماً.
_يااه يا مروان، كنت تعيش معيوأنت تعشقها، ألا تخجل من نفسك.
دخل إلى الغرفة وحمل ابنه وانطلق عائداً إلى بيت يامن ومحاسن ووضعخ مع جدته، وانصرف يحقق بنفسه في الأمر.
عندما سمع موسى اتصل بمروان:
_هل حقاً ما سمعت يا أخي، هل إسراء مخطوفة؟ من فعل هذا؟ زينو تكاد تجن.
_للأسف هذا ما حصل، قم تعال إلي فوراً.
وفي مكان مهجور هناك كان قد وضع الخاطف المزيف إسراء، وهي مقيدة بالحبال وألصق على فمها شريطاً لاصقاً.
بنان:
_هل تذكرتني يا إسراء؟ أنا كنان الذي أحبك بجنون، وتخليتِ عنه، وجاء وقت الانتقام.
لم تكن تستطيع الرد فقط تتمتم:
_امممم، امممم.
فنزع عنها اللاصق عن فمها وقال:
_تكلمي دافعي عن نفسك.
شهقت إسراء وتنفست بعمق وقالت بخوف:
_من تكون، أنت لست كنان، كنان ميت.
_انا الشبح الذي جاء لينتقم لكنان، كنان الذي تخليت عنه يا إسراء، أكرهك.
_لكنك لست كنان.
_بل أنا هو، والذي مات كان أخي التوأم.
_لم أسمع بهذا من قبل.
_اخي كان مسافراً وعندما هاد من السفر أصابه الحادث فظننتِ أنني أنا؛ لأنني تركت الحفلة وذهبت إليه وأعرته سيارتي.
_يا إلهي، يستحيل هذا.
_بل صدقي، فنار الانتقام من عاشق ليست بأمر سهل، جهزي نفسك.
_لماذا، لماذا، أنا لم أفعل لك شيئاً.
_تلاعبتِ بعواطفي، وقبلتِ الزواج بي، وأنت معلقة القلب بمروان، انتهى الوقت المحدد لحبك، انتظري قراري بانهاء حياتك وحياته.
_أرجوك، لا تؤذي مروان يا كنان، أليس. زوج أختك، أنسيت هذا؟
تبسم تلك الابتسامة الشريرة التي جعلتها تشك بأمره، فألصق مجدداً الشريط اللاصق على فمها وخرج من هناك وهي تتفوه بكلمات يمنعُ خروجَها اللاصق.
اتصل بأبيه وقال له:
_كل شيءٍ على ما يرام يا أبي، أنا قادم لأخذ الدفعة الأولى من المبلغ، اتفقنا.
_تعال أيها الطامع، تعال.
وراح يقهقه كلٌ منهما بطريقة شريرة.
وبقيت المسكينة إسراء في الأسر، ليس لها من معين، ودموعها تنهمر على خدها تتذكر مروان وتتمنى لو تعود بها الأيامإلى الخلف.
يامن:
_خيراً ماذا حصل حتى طلبتنا على جناح السرعة.
أكرم:
_حتى أنني لم أنم أمي، أنا نعسٌ جداً.
_هل أنهيتما كلامكما؟ لم أعرف كيف استطاعت أن تغط في النوم، فقد كان الرعب صديقها طيلة الليل، فهلا خرجنا معي لأخبركما بما حصل.
وراحت تسرد لهما ما حصل، وكمية الخوف التي تنتابها من أجل ابنتها التي أصبحت في خطر.
يامن:
_يا إلهي، إذا كان كنان حياً فعلاً فمن هو ذلك الذي رأيناهم يدفنوه بأعيننا.
علق أكرم :
_لا بد أن هناك من يحاول تخويفنا، وعلينا معرفته.
تسخر محاسن من ابنها قائلةً:
_لا، فعلا أنت ذكي جداً، هذا ما قصدته بالظبط منذ قدومكما، يا ربي.
رد أكرم باشمئزاز من أسلوب أمه:
_يجب أن نبلغ الشرطة.
يامن:
_تعال معي.
محاسن:
_لا تتأخروا علي، إسراء في خطر.
ذهبا فوراً إلى قسم الشرطة وقدما بلاغاً والمحقق وعدهم خيراً، فعادا إلى محاسن بعد قليل ووجداها نائمة على سريرها لكنهم لم يجدا إسراء.
هز يامن محاسن المتعبة، والتي لم تنم كيلة الليل وصرخ:
_أين هي إسراء يا محاسن، أين ابنتنا؟
أكرم كرر السؤال عليها فاستيقظت بدون وعي وتركيز:
_ما بكما، هل بلغتما الشرطة؟
_أجيبي، أين هي إسراء؟
التفتت إلى يمينها حيث كانت إسراء نائمة وصرخت:
_إسراء، حبيبتي، أين انت؟ يا رب لطفك.
وهرعوا يركضون إلى الممرضات يسألونهم، فقالت إحداهن:
_رأيتها تخرج برفقة رجل شاب أشقر الملامح.
ومن متابعة الممرضة لمواصفات الرجل عرفوا أنه كنان فعلاً، فصارت تلطم محاسن على وجهها وتقول بقلق:
_كانت تخبرنا ولم نصدقها يا ربي، أرجوك يا رب سلم لي إسراء.
وفورا توجهوا إلى الشرطة التي أخذت إفاداتهم ووعدتهم بالبحث الفوري، أما هم فعادوا محطمين إلى بيتهم.
لاحظ الجيران حالتهم واقتربوا منهم لمشاركتهم الحزن، وكانت محاسن تكاد تجن وهي تلطم على وجهها، ويامن بقي صامتاً منهاراً طوال الوقت أما أكرم فلم يعرف ماذا يفعل للتخفيف عنهم.
وفجأة وصلت زمرد ورفيف بعد سماعهم الخبر.
زمرد:
_فليكن الله معكم يا محاسن، ستجدها الشركة لا تخافي.
رفيف:
_أجل، أجل، فعلاً، لا تتركهم يا أكرم.
كان طفلها في حضنها فاقترب منه أكرم وقبله وحدثه:
_حبيبي الغالي، بابا اشتاق لك يا حلو.
وحمله ثم وضعه في حضن محاسن التي كانت تبكي بشدة وراحت تقول:
_انتبه لابنك اكرم وصدقه مهما كان، وألاوقد تخسره كما فعلنا نحن مع إسراء، وقبلت الطفل وأعادته لرفيف وطلبت منها العودة إلى البيت مع زوجها:
_على الأقل من أجل طفلكم، لا تخطئي يا ابنتي.
ودخلت مع يامن إلى البيت وهي منهارة وانفض الناس من حولهم وهم يحوقلون:
_لا حول ولا قوة الا بالله، فليكن الله بعونهم.
اتصلت رفيف بمروان:
_مروان أين أنت؟
_قولي لي رفيف، ماذا هناك؟
_إسراء يا مروان.
_ما بها؟
_لقد اختطفت.
بصدمة:
_ماذا، عم تتحدثين، لقد كانت بالمشفى ليلة البارحة؟ ماذا حصل؟
_أجل يا أخي اختطفت من المشفى، ولا أحد يعلم أين هي الآن.
اهتزت عواطف مروان ووضع أطلس والطفلة في وصاية الخادمة وانطلق كالمجنون، إلى مقسم الشرطة يسأل عنها.
المحقق:
_حتى الآن لا أثر لها سيد مروان.
_أرجوك أيها المحقق ابذل جهدك.
_حسب ما فهمت من أهلها أنها كانت تدعي ظهور كنان في حياتها، رغم أنه متوفٍ، وفي ليلة البارحة قالت لأمها أنها رأته ليلاً لكن أمها لم تصدقها وظنت أنها هلوثات.
_كنان! غريب.
_هناك حلقة مفقودة يجب علينا البحث لايجادها.
وبعد ذلك ذهب مروان الى بيت أهلها يطمئن عليهم، وعندما رآه أكرم استقبله بلطف:
_تفضل، تفضل مروان.
قال له مروان بحزن:
_ كيف حصل هذا ومن فعل ذلك؟ اقسم أنه سيدفع الثمن غالياً.
وعندما رأته محاسن صارت تبكي وتقول:
_ لقد خطفوها يا مروان، كم كانت كاذبة انها تحبك كثيراً.
اخفض مروان رأسه، وقال لنفسه:
" وأنا أحبها كثيراً جداً ولا أستطيع العيشه بدوني لكنها هي من تخلت عني."
يامن:
_ فلنبحث عنها في كل مكان.
مروان:
_ لا تقلق يا عمي سنجدها من فعل هذا الثمن غالياً.
وفجاه لن اتصل رقم غريب باكرم:
_ اسراء موجودة عندنا في الحفظ والصون.
_ ماذا تريدون منها؟
_ سنخبرك بما نريد عندما نجد الوقت المناسب.
اتصل اكرم فورا بالشرطه بعد ان اقفل صاحب الرقم، وحدث المحقق عن المكالمة، فطلب منهم المحقق الحضور فورا.
اكرم:
_ علي الالتحاق بقسم الشرطه فورا.
مروان:
_ انتظر سآتي معك.
وهناك طلب منه المحقق إطالة المكالمة قدر المستطاع؛ لأنهم سيراقبون الخط.
ومن ميلةٍ أخرى عاد مروان غاضباً إلى البيت، ووجد كارلا هناك وقد جهزت له طاولةً مجهزة بكل ما يلزم لتقضي معه ليلة جميلة.
_أهلاً حبيبي، هل جئت أخيراً.
_لست حبيبك.
_أرجوك مروان أعطني فرصة جديدة لنعود كما كنا.
_لم نكن يوماً، إلا مجرد صفقة يا عزيزتي.
_مروان، لم تقسو علي، أنا أحبك كثيراً.
واقتربت منه بغنجٍ ودلال وحاولت أن تضع يدها على خصره لكنه ابتعد عنها.
_أرجوك كارلا لست بمزاجٍ يسمح لي، أنا متعبٌ جداً.
_رجاءً كارلا، ابتعدي عن طريقي.
جن جنونها، وغضبت ثم قالت له:
_لمَ أطلس ابن أخي هنا؟ لماذا جلبته إلى هنا؟
_لأنه ليس ابن أخوك، بل ابني أنا من إسراء، أفهمتِ؟
قال تلك الكلمات، وكادت أن تجن فوقع الكلمات كان كالصاعقة على مسمعها.
فصارت تصرخ وتثرثر بغضب:
_أنت تكذب، ويحك، تباً لإسراء، ألن تبتعد عن حياتي.
_لقد.خطفوها، وإن علمت أن لعائلتك طرف في الموضوع، ستندمون جميعاً.
_ماذا أرى؟ الحب القديم عاد مجدداً.
_لم ينته يوماً.
_يااه يا مروان، كنت تعيش معيوأنت تعشقها، ألا تخجل من نفسك.
دخل إلى الغرفة وحمل ابنه وانطلق عائداً إلى بيت يامن ومحاسن ووضعخ مع جدته، وانصرف يحقق بنفسه في الأمر.
عندما سمع موسى اتصل بمروان:
_هل حقاً ما سمعت يا أخي، هل إسراء مخطوفة؟ من فعل هذا؟ زينو تكاد تجن.
_للأسف هذا ما حصل، قم تعال إلي فوراً.
وفي مكان مهجور هناك كان قد وضع الخاطف المزيف إسراء، وهي مقيدة بالحبال وألصق على فمها شريطاً لاصقاً.
بنان:
_هل تذكرتني يا إسراء؟ أنا كنان الذي أحبك بجنون، وتخليتِ عنه، وجاء وقت الانتقام.
لم تكن تستطيع الرد فقط تتمتم:
_امممم، امممم.
فنزع عنها اللاصق عن فمها وقال:
_تكلمي دافعي عن نفسك.
شهقت إسراء وتنفست بعمق وقالت بخوف:
_من تكون، أنت لست كنان، كنان ميت.
_انا الشبح الذي جاء لينتقم لكنان، كنان الذي تخليت عنه يا إسراء، أكرهك.
_لكنك لست كنان.
_بل أنا هو، والذي مات كان أخي التوأم.
_لم أسمع بهذا من قبل.
_اخي كان مسافراً وعندما هاد من السفر أصابه الحادث فظننتِ أنني أنا؛ لأنني تركت الحفلة وذهبت إليه وأعرته سيارتي.
_يا إلهي، يستحيل هذا.
_بل صدقي، فنار الانتقام من عاشق ليست بأمر سهل، جهزي نفسك.
_لماذا، لماذا، أنا لم أفعل لك شيئاً.
_تلاعبتِ بعواطفي، وقبلتِ الزواج بي، وأنت معلقة القلب بمروان، انتهى الوقت المحدد لحبك، انتظري قراري بانهاء حياتك وحياته.
_أرجوك، لا تؤذي مروان يا كنان، أليس. زوج أختك، أنسيت هذا؟
تبسم تلك الابتسامة الشريرة التي جعلتها تشك بأمره، فألصق مجدداً الشريط اللاصق على فمها وخرج من هناك وهي تتفوه بكلمات يمنعُ خروجَها اللاصق.
اتصل بأبيه وقال له:
_كل شيءٍ على ما يرام يا أبي، أنا قادم لأخذ الدفعة الأولى من المبلغ، اتفقنا.
_تعال أيها الطامع، تعال.
وراح يقهقه كلٌ منهما بطريقة شريرة.
وبقيت المسكينة إسراء في الأسر، ليس لها من معين، ودموعها تنهمر على خدها تتذكر مروان وتتمنى لو تعود بها الأيامإلى الخلف.