الفصل١٧

كانت محاسن ويامن وأكرم يحدقون باستغراب لما كان يسرده مروان الذي أنهى كلامه قائلاً:
_علينا التعامل مع الوضع بكل انتباه، ويحب أن نساعدها لتستعيد ذاكرتها، تمام.

محاسن تذرف الدمع وتفول:
_حبيبة قلبي لم تتركها الظروف القاسية طوال الوقت، ماذا يحصل معها؟



ومن جهةٍ أخرى كانت كارلا لا تزال متمددة في السرير وأبوها عارف بيك يشعر بالحزن، والندم لأجلها، وكان ينتظر قربها طيلة الوقت ثم قرر أن يسفرها إلى لندن حيث الطب متطور جدا هناك فاتصل ببنان وطلب منه:

_جهز نفسك للسفر، قمت بتدبير الأمر ستسافر باسم جديد، حولت كل أموالي إلى لندن، أختك سيتم علاجها هناك، كل شيء جاهز، بيتنا هناك أصبح جاهزاً للسكن، قمت باتصالاتي بمحامي الخاص هناك.


_هل أنت متأكد أنني لن أتعرض للخطر، لن يكشف أمري.

_هل فهمت ما قلته لك؟ جهّز نفسك للسفر، قابلني.

_تمام.

واتصل عارف بمروان:
_طلق كارلا فوراً، سأنقلها إلى لندن للعلاج، ولن تعود إلى هنا ثانيةً إن كتب لها عمر، وسأصلح خطأي بأمر الشركة لقد جعلت حصتك باسمك وحصة إسراء أيضاً، فعودا إلى عملكما وطورا الشركة من جديد

_سيد عارف، أنا..

_لا أنت ولا أنا، نفذ فوراً، السفر فوري.

_تمام، شكراً لك، أتمنى من الله أن يشفي كارلا سريعاً، أرجوك انتبه لها.

كان مروان مدهوشاً مما سمع فاتصل بالمحامي وبلغه بضرورة الاستعجال بأوراق الطلاق.

وهكذا تم طلاق مروان وكارلا وسافرت خارح البلد للعلاج وهي لا تعي ذلك، وعاد مروان حراً منها وقرر ان ينظم حياته مع إسراء مجدداً ويعمل على إعادة الذاكرة لها وإعادة حياتهما مع بعض.

فاقترح على محاسن ويامن أن يعاود الزواج بها مجدداً كبداية لتذكيرها بماضيها الذي لم تتذكره بعد.

يامن:
_أنا موافق، لابد ان ينتهي ذلك البعد في أجمل علاقة جمعتكما.

محاسن:
_أجل وأنا موافقة، مباركٌ يا بني.

مروان:
_ولكن كيف سنقنع إسراء بذلك.

محاسن بعد تفكير:
_امممم، أنا اقترح أن نوهمها بأنكما كنتما على وشك الزواج ولكن اختفاءها هو الذي عطل الأمر.

مروان:
_فكرة جيدة وذكية، هيا بنا للتنفيذ.


اتجهوا ثلاثتهم إلى باب غرفة إسراء، فقالت لها محاسن:
_ نود أن نتناقش معك في أمر يا ابنتي.

إسراء:
_ حسناً تفضلوا.

يامن:
_ قبل أن تختفي ابنتي كنت على وشك الزواج بمروان.

مروان:
_ أجل،لكن اختفائك منعنا من إتمام الزواج.

إسراء بتفاجئ:
_ حقاً وما المطلوب مني الآن؟

محاسن:
_ أنت الآن بخير، وعلينا إتمام هذا الزواج، فالناس ستتساءل لماذا تأخرنا حتى الان.

يامن:
_ أنت تعرفين يا ابنتي كلام الناس إذا كثر.

مروان:
_ ما رأيك يا إسراء هل أنت موافقة؟
إسراء:
_ لا أدري.

مروان:
_ أعلم أن الموضوع ليس سهلاً عليك، ولكن عليك أن تحاولي حتى تعودَ ذاكرتك مجدداً وافقي هيا.

إسراء بعد صمت وتفكير:
_ حسناً موافقة.

نظر اليها مروان بفرح وقال لها:
_ غدا اذا سيكون عرسنا، سيكون اجمل عرس يجمعني حبيبتي.

شعرت اسراء بالخجل وتبسمت له حيث قالت محاسن:
_ مبارك يا حبيبتي.
ويامن ايضا:
_ يا حبيبتي مبارك, الحمد لله.

وفعلا جهز مروان كل شيء للعرس بسرعه غريبه، وأخبر الجميع ودعاهم لحضور الزفاف في الوقت المحدد.

وفي اليوم التالي شغل الجميع بتجهيز العروس لتستعد لعرسها حيث جلب مروان الفستان لها وكانت به كاللعبة شديدة الجمال.
مروان:
_تبدين رائعة يا إسراء.

_شكراً مروان، ولكن لماذا لا أتذكر شيئاً عنك، ولا عنهم.

_ ساجعله تتذكرين كل الايام الحلوه التي قضيناها معا واللحظات الجميله اعدك بذلك.


هناك في لندن، كان كارلا تزداد سوءاً، والاطباء لم يعطوا اي امل بابيها بنجاتها.

عارف بك:
_ ارجوك ايها الطبيب افعل اي شيء.

الطبيب:
_ لا ندري لماذا لا تتقبل العلاج مع أن حالتها ليست سيئه لهذا الحد.

_ابذل جهدك أيها الطبيب، افعل كل شيء،

_سنبذل قصارى جهدنا، ادعو لها.

ثم يبكي الأب ويندم على كل ما فعله من أخطاء ويقول لنفسه:
"يبدو أن تصرفاتي أثرت على ابنائي فقد فقدت كنان وبنان تائه وكارلا مجرد جثة نائمة، يارب سامحني أرجوك.

وعندها يتصل ببنان لكن خطه مقفل فعرف ان تربيته له كانت فاشلة.

أما في بيت مروان في حديقة منزله حيث يوجد مسبح كبير، ومقاعد كثيرة ونافورة، هناك جلس الحضور وكانت إسراء في غاية الجمال وكذلك مروان كان أنيقاً جداً ، وكم كانا في غاية الجمال ولائقين لبعضهما البعض.

مروان:
"حبيبتي الغالية تبدين في غاية الجمال."
إسراء وهي تشعر بالخجل:
"شكرا مروان."

كانت ردود إسراء غير مقنعة لمروان فقال لنفسه:
"سأصبر عليك حبيبتي، وعندما تتعافين سنعوض كل تلك اللحظات، وتلك الظروف التي مر بها حبنا."


اقتربت محاسن ودمعة الفرح على خدها، ومعها يامن ومن خلفهما أكرم ورفيف وابنهما، وكذلك أطلس بيد زمرد والجميع فرح بهما وراحوا يباركون لهما، ويأخذون الصور التذكارية.


أطلس:
_ماما، بابا، أنتما جميلين جداً.

ابتسمت له إسراء وقالت له:
_حبيبي الحلو.

وقال مروان بعد أن قبله:
_شريكي الغالي، شكراً لك.

ورقص الجميع فرحاً بهم..

موسى:
_مبروك يا حلوين.

زينو:
_مبروك أحبتي ألف مبروك، فرحت لك إسراء وأخيراً.

زمرد راحت ترقص مع ناظم بيك الذي عبر له عن مدى إعجابه قائلاً:
_متى سيأتي دورنا نحن يا غاليتي، متى سيكون لنا يوم خاص بنا كهذا؟

زمرد:
_أخجلتني ناظم بيك.

_فقط وافقي وسأكلم ابنك مروان فورا في موضوع زواجنا.

راحا يرقصان ويرقصان وكأنهما هما العروسين.
قالت رفيف لأكرم:
_انظر أمي والعم ناظم، يبدوان وكأنهما العروسان.

ضحك أكرم وقال لها:
_أرى أن الصنارة قد غمزت والعرس الأخر قادمٌ، لم لا يا رفيف، تستحق الخالة زمرد أن تعيش حياة سعيدة تحت جناح رجلٍ يحبها.

واستمر العرس مع العروسين والأحبة وقتا طويلاً وجميلاً والكل مسرورٌ وفي النهاية بارك لهما الجميع وودعوهما، ثم دخل مروان وإسراء إلى بيتهما.
يامن ومحاسن كانا فرحين جداً وقاما باصطحاب أطلس معهما تلك الليلة.

وعندما وصلا إلى الباب قال لها:
_لا انتظري، لا تدخلي إسراء.

_ماذا هناك مروان؟

حملها مروان بين ذراعيه ودخل بها، فراحت تتحرك عشوائياً وتقول:
_أنزلني انزلني مروان، لسنا صغيرين على هذه الحركات.

_لا، لا، لن أنزلك حتى تعديني.

_بماذا أعدك؟ قلي.

_أن تحبيني مدى الحياة، هيا عديني.
_مروان، أنت تتشاقى، أنزلني.

_عديني هيا.

_أعدك أعدك أنزلني.

وعندما دخل إلى غرفة النوم أنزلها ووضع يده على وجهها بحنان واقترب منها فاحمر خديها.

وعندما جاء ليقبلها أشاحت بوجهها عنه وابتعدت عنه فاستغرب وقال:
_لماذا إسراء؟ ألن تعطي حبنا فرصة؟

_سامحني مروان لكنني أحتاج الوقت للتعود عليك، فأنا لا أتذكر شيئاً.

_حسناً حبيبتي، سأنتظرك وأتمنى أن تعطي حياتنا مع بعض فرصة، لقد مر حبنا بتجارب صعبة جداً وحان الوقت لأن نعيش مع بعض أجمل الحياة.

وتركها لتنزع ملابس العرس وتبدلها وذهب إلى المطبخ، ليجلب مشروباً لهما.

وجلسا معاً وراحا يتحدثان مطولاً ويحاول أن يذكرها بما حدث معهما سابقاً.

وتقصد أن يذكر اسم كنان أمامها فشعرت بدوار وجاء على مخيلتها أوجه مشوشة.

فوضعت يدها على رأسها، فوقع نظر مروان عليها وقال باهتمام:
_ماذا بك يا حبيبتي؟ إسراء، هل أنت بخير؟

_لا لا شيء حبيبي.

_ماذا، ماذا قلتِ إسراء؟

_اااه، اسكت مروان انا نعسة وأريد ان أنام.
_حسناً يا حلوتي ستنامين على ذراعي اتفقنا، على الأقل حققي لي ذلك واعط حبنا فرصة.

_حسنا موافقة.
تصببت عرقاً وخلدا إلى النوم وراح يداعب شعرها بأ صابع يده حتى نامت.

قال لنفسه:
"لن يكول هذا أنا واثقٌ من ذلك."

وفجأة سمع إسراء تتكلم بنومها وتقول بهمهمة:
"حبيبي مروان أنا أحبك كثيراً."
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي