الفصل الثالث عشر

أكرم تقدم وهو مذهول وصار يصرخ في وجههم:
_ماذا تقول؟ ما هذا الكلام؟ اختي مخطوفة وأنتم تتحدثون عن حضانة، تبا لك عارف بيك، لن يتحرك الطفل من هنا.
رفيف:
_اهدأ حبيبي، سنجد حلاً.

الشرطي:
_رجاءً دعونا نقوم بعملنا دون أية اعتراضات.

محاسن راحت تلطم على وجهها وتنادي:
_إسراء يا حبيبتي، أين أنت سيأخذون ابنك، آهٍ يا ابنتي.

ويامن يصمت ويحتضن زوجته؛ لتهدأتها، ويهرع أكرم ليتصل بمروان؛ ليخبره:

_ مروان، تعال بسرعة عارف بيك حصل على حضانة اطلس وسيأخذه.

جن جنون مروان:
_ماذا، أيّ حضانةٍ تلك إذا كان الطفل ابني أنا، أنا قادمٌ لأوقف هذه المهذلة، امنعه من التنفيذ.

خرج مروان كالمجنون باتجاه بيت يامن ومحاسن، وقاد بسرعة جنونية، كاد أن يقتل أحد المارة لولا أنه وقف فجأة.

هنا صار يصرخ:
_لاااا ، لااااا، إسراء مفقودة والآن أطلس، لماذا حدث كل هذا في علاقتنا أنا وإسراء لم أتوقف عن حبها لخظة، لكن الغصب أعمى عيوني، وجعلني أقرر الانتقام منها، لكن لا، لن أسمح لك عارف بيك أن تفعل هذا، حتى لو اضطررت لقتلك.

وهنا فكر قليلاً بتوتر ثم أمسك الجوال واتصل بعارف:
_وهدده:
_ احذرك عارف بيك، أن تاخذ ابني معك اياك ان تحاول، ان تؤذي اطلس وان تحاول اخذ حضانته، لا يحق لك فهو ابني، انه ليس حفيدك.

ضحك عارف بيك ثم قال:
_ أنت واثق من نفسك جداً، سوف ادعسك أنت وحبيبتك برجلي يا هذا، لقد كسرت قلب ابنتي كارلا سأدمرك.

رد مروان بغضب:
_ انت من خطفها اذاً.

قهقه عارف بيك وقال:
_ احذر.

_ سوف أقتلك يا عارف بيك هيا أمسك هاتفك وسأرسل لك صوراً تهمك كثيراً.

وما هي لحظات حتى وصلت صورة كارلا ابنته وهي تقبل مارك طليقها السابق.

رساله يقول فيها:
_ احذر أنت، أقل الرسائل تفشيحاّ، هل تريد المزيد.

زمجر عارف غضباً:
حقير، سأقتلك.

_ الصوره هل أعجبتك، احذر ماذا، قد أنشرها على مواقع التواصل خلال نصف ساعة، إذا لم ترجع الي إسراء وتترك أطلس بحاله.

_ خسئت مروان.

_ إذا تحمل القادم وقد أعذر من أنذر.

جن جنون الرجل لقد حاصره مروان بشرف ابنته، فاتصل بها:
_ حقيرة، سأقتلك عندما أصل إليك.

_ ماذا بك يا أبي ما الذي حصل؟

_ ألم أخبرك أن تنهي علاقتك بذاك السافل مارك.

_ ولكن.

قاطعها بغضب:
_ اخرسي سافلة، لقد خربت كل شيء.

_ ماذا يحدث يا أبي، لم أنت غاضب مني هكذا؟

_ مروان لديه صور لك ولمارك يهددني بها، هل أنت راضيه الآن؟

أقفل الخط، فخافت كارلا جداً، اتصلت بمارك؛ لتخبره بالأمر.

_ ماذا أفعل يا مارك لقد اكتشف أمرنا.

_ لماذا تتصلين بي، ما دخلي أنا.

_ أيها السافل، هل تتخلى عني؟

فكر مارك بدهاء، فقرر أن يستغل الأمر لصالحه وقال:
_ طبعا لا يا حبيبتي، اجمعي اغراضك ومصاغك واجلبي معك المال الكافي لنهرب سوياً.

_ أرجوك لا تتخلى عني يا مارك أنا ساتي إليك بسرعه.

_ حسناً أنتظرك.

وبعد ان اقفلت فكر في نفسه:
" انها فرصتك الان يا مارك تغير حياتك، حمقاء يا كارلا."

جمعت كارلا اغراضها واخذت ما يكفي من المال والمصاغ وهربت من المنزل وهي تقول لنفسها:

" ليس لدي خيار اخر، الا الهرب معك يا مارك لأن أبي سيقتلني عند عودتي."

كتبت رسالة على ورقه وتركتها خلفها تقول فيها:
" سامحني يا أبي لكنك لن تراني بعد الآن، لطالما كانت قسوتك علينا هي مصدر ضعفنا، لقد أحببت مارك جداً، وقسوت علي حتى طلقتني منه، وداعاً.".


في بيت يامن ومحاسن عندما وصل مروان غاضباً إليهم فهرعت اليه محاسن وهي تقول:
_ خطفوا حبيبتك إسراء، وسيأخذون أطلس منا يا مروان، أرجوك ساعدنا.

_ لا تقلقي خاله محاسن، إسراء وأطلس لن يحصل لهما شيء.

_آخ يا بني آخ.

يامن:
_ أجل بني، أرجوك افعل شيئا.

أكرم:
_ سآخذ أمي إلى رفيف وأنت إلى قسم الشرطه، هل ترافقني مروان؟

_ اجل طبعا.

ثم نظر الى عارف بيك، ورفع بحاجبه الى اعلى، وقال له:
_ هل فكرت في عرضي يا حماي العزيز، انا انا طوع امرك.

نظر اليه عامر بحقد، وقال:
_ فكرت به جيداً، وسأنسحب الآن، لكن لا تفرح كثيرا سأعود قريباً، وستندم يا مروان.

وهناك في بيت كنان كانت قوى إسراء قد بدأت تنهار.

وكنان المزيف كان قد تركها ورحل دون طعام أوشراب، ولا معيل حتى،

ولكنها كانت تخبط برجليها فيصدر صوت قوي بواسطة الكرسي التي ربطت إليه.

سمعه مصادفة أحد جيران كنان الذي يسكن في الطابق الأرضي، فأبلغ الشرطة، لكن عارف قد اتصل بكنان
المزيف وقال له:
_لقد كشف أمرنا تصرف بسرعة.

_حسناً يا أبي، لكن ماذا سأقول لك، أريد مبلغاً من المال.

_تباً لك، حسناً، سيصلك المبلغ فورا، لكن تصرف.

فتراجع بنان عن وجهته ثم عاد إلى بيته، ليجد إسراء في حالةً يرثى لها.

حيث قالت له:
_أرجوك، كنان ساعدني، سأموت أرجوك، أريد الذهاب إلى أطلس، لقد اشتقت له.

_اخرسي، هيا بنا ساعديني، سأغير مكان تواجدنا.

_أين هو كنان الذي كان يعاملني بلطف، لا أصدق أنك كنان أبدا.

بطرف شفته ابتسم ابتسامة شريرة. وقال لها:
_أتعاطف معك فعلاً، ولكن ليس أمامي ألا أن أتابع المهمة،

وقفت إسراء بمساعدته، لكنها شعرت بالدوار وفقدت الوعي، فحملها وتابع باتجاه الباب.

وبعد قليل وصل الرجل الجار ومعه الشرطة وهو يشرح لهم:
_سيادة الشرطي، لقد كنت أسمع صوت خبطٍ قوي من داخل هذا البيت، رغم أن أصحابه ليسوا هنا منذ وقت بعيد.

أمر الشرطي عناصره:
_اخلعوا الباب.

وفعلا خلعوه ودخلوا؛ ليجدوا آثار حبال مقطعة حول كرسي، ووجدوا أثار دماء على حرف الكرسي ووشاحاً مرمياً، فحملوا ما يلزم للتحقيق.


وفي بيت زمرد، كان قد وصل مروان وبرفقته أطلس بعد أن تفرق عن أكرم في قسم الشرطة، حيث كانت تسأله أمه:
_طمئني يا بني عن ما يحدث معك، هل أنت على ما يرام.

_الحمدلله يا أمي، أطلس معي، وإسراء ستظهر رغم الجميع.

_أنا أتمنى لك كل خير يا ولدي.

ثم نظرت إلى أطلس، وقالت له:
_تعال حبيبي الغالي تعال أنا جدتك أيضاً.

فخاف منها أطلس وقال لمروان:
_من تكون هذه يا شريكي؟

فنزل مروان إلى مستوى طوله وقال له:
_إنها جدتك حبيبي، إنها أمي زمرد هيا سلم عليها.

فاقترب الطفل ونظر تلك النظرة الخجولة:
_مرحبا جدتي زمرد.

صاحت زمرد بحب:
_حبيبي الغالي، تعال إلي.

وضمته وشمت رائحته وراحت تحدثه وتسأله عما يحب وما بتمنى فقال لها:
_أحب ماما إسراء، وشريكي مروان، وأتمنى أن ترجع أمي بسرعة.

وفي هذه اللحظة رن هاتف مروان وفاجأه الرقم:
"إنه المحقق، خيراً إن شاء الله."

_ألو نعم سيادة المحقق.
_سيد مروان، منذ ساعة تواجدنا في بيت طليقتك إسراء لنجد بعض الأدلة هلا حضرت لنتأكد عن طريقك إن كانت خاصتها.

_أمرك سيدي فوراّ

وهنا قال لأطلس:
_مضطر للذهاب يا شريكي، هل تبقى مع جدتك زمرد أم أقلك إلى جدتك محاسن ما رأيك؟

_أريد اللعب مع ابنة خالي أكرم، خذني إلى هناك.

فقالت زمرد:
_أنا أحبك يا صغيري، لم لا تبق معي هنا؟ كم انت ظريف!

طأطأ الطفل رأسه خجلاً وقال:
_أسف لكنني لا أستطيع البقاء أريد الذهاب، فقد تعود أني فجأة ولا تحدني، ستحزن عندما لا تجدني.

وبالفعل قام مروان بايصال الطفل إلى محاسن واتجه إلى المغفر؛ لينظر بالأمر، وفاجأه هناك وشاح إسراء، فقال للمحقق:

_أجل هذا وشاح إسراء يا إلهي، أين هي الآن، افعل شيئاً سيادة القاضي، ما الذي يحدث، كيف وصل الوشاح إلى هنا.

وتذكر ذلك اليوم عندما كان يقف مع إسراء على شاطئ البحر وطيور النورس تحلق في سماء المدينة، حيث جذبها إلى صدره ونظر بعينيها، ثم أخرج ذلك الوشاح ووضعه على رأسها فأغمضت عينيها وراح يقبلها بشغف، فقالت له:

_أحبك مروان، أحبك بحنون، سأحتفظ بهذا الوشاح طوال عمري، ولن أنسى هذا اليوم حبيبي.


سعد يومها مروان وطلب منها:

_سيظل معك طالما كنت تحبين مروان.



وعاد فجأة من الذاكرة ليقول في نفسه:
"آه يا حبيبتي، أنت تحبين مروان، كما هو تباً، للغضب سأجدك ونعود كما كنا "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي