25

اتصل مروان بإسراء وقال لها:
_حبيبتي مري على بيت أبيك وأمك، بعد انهاء العمل، هناك أخبارٌ مفرحة عن أكرم.

_حقاً مروان، يا عمري أنت، تمام، اتفقنا، أراك هناك.


هناك في بيت محاسن ويامن، كان مروان قد قدم مع أمه وأطلس.

محاسن:
_اهلاً بكم، اهلاً ابني مروان، أين إسراء؟

يامن:
_ألم تتذكر بعد؟ ولا أي شيء.

مروان:
_ستلحق بي لديها عمل، أجل للأسف لم تتذكر بعد، سنبذل جهدنا لتفعل.

يامن:
_بالتأكيد ابني.

زمرد:
_بغض النظر هن رأيي فيكِ، لكنني أحبك، ولكن أعلم أنك غيورة وجاحدة، لكن لا أستطيع يجب أن أكل عليكِ لأطمئن عليكِ.

تجمع محاسن شفتيها يميناً ثم يساراً وتحرك كفيها أماماً ويساراً عدة مرات وتقول:
_لماذا حبيبتي، لماذا يجب أن أغار زمرد، ألن تتغيري.

_اصمتي محاسن الغيرة واضحة فأنا جميلة ولدي ذهب وغنية وأنا فقيرة يا حرام فقيرة جداً.

ضحكت محاسن بمشاركة الجميع، وردت لها:
_طيب حسناً، تفضلي بالدخول، هيا جميعاً تفضلوا.

بعد حوالي الساعة وبينما الكل جالسون يتحدثون ويداعبون أطلس، وابن أكرم، قامت رفيف فجأة وردت على هاتفه الذي رن بعد أن ابتعدت عن الجميع:

_ لا أستطيع، الكل مجتمعٌ هنا، يبدو ان هناك معلومات عن أكرم.

صمتت قليلاً وكأنها تستمع لذلك الشخص ثم ردت:
_حسنٌ، حسنٌ سأحاول.

وعادت إليهم وبدا على ملامحها التوتر فسألتها محاسن:
_من المتصل يا رفيف.

_لا لا، إنها زميلتي في العمل.


_هل أنت بخير يا ابنتي؟

_آا ، أجل يا أمي.

هنا وصلت إسراء:
_مرحباً جميعاً، كيف الحال، ما أخباركم جميعاً.

يقول الجميع:
_أهلاً إسراء.

تجلس قرب مروان فيضع يده حول كتفها ويضمها ويقول:
_كانت الحلسة ناقصة واكتملت الآن.

_حبيبي.

زمرد:
_أسها الولد العاق، وجودي لم يكمل الجلسة لكن زوجتك أكملتها، امممم_نظرت إلى محاسن_أترين يا محاسن هذا الجيل، لا يهتم بأمه بل يجل زوجته.

محاسن:
_إنها أيامهم زمرد، تمني لهم أجمل اللحظات

فيقوم مروان ويميك بد امه ويقبلها ثم يقول:
_حبيبتي أمي، لا يأخذ مكانها أحد.

ترد زمرد:
_قلبي وروحي راضيين عنك يا بني.

تتابع إسراء:
_بالتأكيد لا أحد مهما كان، يستطيع أخذ مكانة الأم.

وتقوم إلى محتسن وتضمها وتقبل رأسها، فتبتسم محاسن وتقول:
_حبيبة قلبي الغالية.

يسأل يامن الذي كان يراقب المشهد بصمت وابتسامة:
_هات مروان، لقد حضر الجميع، لم تقل لنا بعد السبب الرئيسي لمجيئك، طبعاً لا أقصد إنه بيتك، لكنك قلت ان هناك أمر يخص إكرم ستكشفه فور وصول إسراء.

فقام مرون وقال:
_نعم يا عم، المفاجأة هي، هي، هي....
حدق الجميع فيه وقالوا جميعاً:
_هي...
_أكرم سيخرج قريباً فقط يحتاج أخر محاكمة ليبت لقاضي في أمره، فقد تبين للمحقق أنه ليس الشخص المطلوب.

صرخ الجميع فرحاً وإسراء قامت واحتضنت مروان وقبلته وصارت تصرخ فرحاً.

محاسن:
_حمداً لله، حمداً لله

لكن الجميع لاحظ ان رفيف، لم تظهر أية فرحة، لكنهم قدروا وضعها النفسي الذي وصلت إليه بسبب ما جرى معها.

وهكذا مر اليوم بتفاؤل عل العائلة وعاد الجميع إلى بيوتهم.

إسراء:
_شكرا مروان، شكرا.

_لا تشكريني، فقط ابق في حياتي مليكة لقلبي.


وانصرفا إلى بيتهما ومعهم اطلس نائماً على كتف والده.

أما رفيف فقد خرجت بسرعة دون إخبار أحد بوجهتها.

أما في لندن فعملية البحث عن الابنة قد بدأت فعارف بيك قرر أن يصلح أخطاءه التي حصلت ودمرت حياة عائلته حسب قناعته.

_عليك أن تجدها بأية طريقة يا ديف.

قال عارف بيك لاحد رجاله هناك في لندن
_بالطبع يا بيك، سأبذل قصارى جهذي.

_بل ستجدها وخلال فترة قصيرة، لقد اعطيتك كل التفاصيل ولم يبقُ لك إلا التنفيذ، نفذ.

_إمرك.

وراح يفكر في نفسه:
"يجب أن أجدها، يجب، لقد كبرت بالتأكيد وتجاوزت الرابعة والثلاثين من عمرها، هل ستتقبل وجودي؟ هل أصبح لديها عائلة؟ سأطلب منها مسامحتي، سأعوضها عن كل ما مضى.

واستمر الحال هكذا عدة أيام حتى اتصل الرحل به وقال له:
‏_وجدتها يا بيك.

‏ كان يرتشف القهوة وشهق وبدا بالسعال وعندما أنهى هذا قال لديف:
‏_أقسم بذلك، هل وجدتها؟ كيف وأين؟

_على رسلك يا سيدي، احل لقد وجدتها، هل آتي إليك؛ لأخبرك التفاصيل أم أنك مشغول، أوامرك؟

_أيها الأحمق تعال على وجه السرعة، تعال طمئني.


وماهي إلا ربع ساعة وقد كان عارف ليك جالساً مع ديف في المكتب يحدثه عن ابنته.

_لقد عثرت عليها في روضة للأطفال، تعمل هناك.

كان شارب عارف بيك يرتطم بشفته لشدة سعادته فسأله بحماس:
_هيا هيا زد لي عنها.

_متزوجة ولديها طفلين سام وعارف.
تفاجأ عارف:
_ماااا ماذا قلت لي أسماءهم.

_سام وعارف، عارف هو الابن الاكبر لها.

دمعت عينه وشعر بالأسف مما فعل وطلب منه المتايعة فأخبره أدق التفاصيل عنها، حياتها، أين تسكن، وكيف تعيش ومن هو زوجها؟

لكن عارف صدم باسم الزوج:
_من هو زوجها؟

_زوجها سالم القادري.

_اللعنة.

_لم يا سيدي، إنه رحل محمود السمعة.

_ما هذه الصدفة الغريبة؟ إنه ابن اكبر منافس لي في الديار.

_ياللهول.

_المهم انك وجدتها، شكرا لجهودك..

_سيدي لا شكر على واجب، هل من طلب اخر.

_مر على المحاسبة واقبض مكافأتك.

_شكرا لك.


كانت سعادة عارف بيك عارمة فقد استدل على ابنته، ولكن سعادته لم تكتمل فابنته متزوجة من الن منافسه، وهذا سبصعب الامر إضافة؟ إلى قلقه بشان تقبلها له.


مضت أيام وعارف بيك يفكر :
"كيف سأواجهها وأقنعها"

أما في بيت إسراء ومروان فقد استيقت إسراء على رسالة من إياس:
(أنتظرك في تمام التاسعة والنصف في مكتبي).

فتركت مروان في السرير دون أن تخبره وانطلقت إلى الشركة؛ لتتكلم مع موسى.

موسى:
_نعم إسراء ما الأمر؟

_لقد اتصل بي إياس وواعدني في ٩:٣٠ تماما.

_وما خطتك؟

_ستذهب معي ولكن بشرط أن تبقَ منتظراً إشارتي.

_تمام.

_هيا فور اتصالي بك تصعد إلي، اتفقنا.

_بالضبط.

وفعلاً نفذا وصعدت إلى إياس وجلست معه في غرفة مكتبه..

_مرحبا سيد إياس، أنا إسراء.

_أعرفك تماماً، لا داعٍ لتعريفك عن نفسك.

_حقاً، والمطلوب.

_المطلوب أن تكوني عيني الساهرة في شركة مروان، وبما أنك فاقدة للذاكرة لن يشعر أحد بأنك تسربين المعلومات.

انتفضت إسراء وقالت:
_كم أنت وغد ووقح!

_إسراء، لا تتجاوزي حدودك، اسمعي عرضي اولاً.

_خسئت، سأجعلك تندم، ألم تجد غيري لتخونني مع مروان، حقاً أنك غبي وأحمق.

_إسراء أعلم أنك دخلت بيته مجدداً بهدف الانتقام.
جزت على أسنانها وقالت بغضب:
_سيد إياس، اخرس، اخرس.

قام من على مكتبه، وراح يصرخ:
_حمقاء، غبية، عاملك كوسيلة بعد أن تخليت عنه.
_اخرس، لا تتكلم.

خرجت غاضبةً منه وهي تهدده:
_إياك، أم تقترب من مروان، أحذرك.

قال هنا إياس:
_تمام لقد عرفت كيف سأجعلك تأتي إلي يا مروان، أنا بانتظارك.

عادت إلى موسى غاضبة:
_الوغد.

_ماذا حدث لمَ، لمْ تتصلي بي؟

_لا تهتم.
ركبت معه السيارة وراحت تقص له ما حصل.
_ذلك السافل وماذا ستفعلين الآن؟

_سأخبر مروان طبعاً.

_وأنا ومع هذا الرأي، أحسنت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي