٢٠

الفصل العشرون:
أثناء المسابقة دبّ خلافٌ بين زمرد ومحاسن.

مروان:
_أمي والخالة محاسن، سنفضح، يا إلهي، فلتتوقفا حالاً.

ضرب أكرم على وجهه:
_يا ربي، يا للفضيحة انظروا إليهما كيف تتدافعان.

تشعر رفيف بالخجل وتقول:
_يا للعار ، التلفاز يصوّرهما الفضيحة أصبحت علنية.

هنا أصبحت إسراء تضحك دون توقف وكذلك أطلس..

أطلس:
_هههه، ماما شكلهما مضحكٌ جداً، هههه، انظري الى الجدة محاسن كيف تتصرف، وكذلك الجدة زمرد.

إسراء لا تستطيع الكلام من كثرة الضحك فتقع على ركبها وهي تضحك وتضحك، وهنا وقع نظر مروان عليها فتبسم ونسي ما يحدث حوله وراح يراقبها.

وانتهت المسابقة بخروجهما كلاهما من المسابقة بسبب الشغب الذي حصل بسببهما، لكنهما لم تسكتا طيلة طريق العودة إلى البيت وهما تتشاجران.

محاسن:
_كنت سأفوز، لكنك أنت السبب، كان طعامي هو الأفضل، انت مزعجة أينما ذهبت تظهرين لي.

زمرد:
_أشعر أنني مذنبة جداً لأنني تعرفت على شخصٍ مثلك، يا إلهي.

وعاد الجميع إلى بيوتهم أما مروان وإسراء فمرا إلى السوق لشراء بعض الحاجيات اللازمة للضيفين القادمين.

وهناك راح يحاول تذكرتها ببعض المواقف التي حصلت معهما في هذه الأماكن..

مروان:
_أتذكرين إسراء هنا في هذا المكان تعرفت بك أول مرة.

_وكيف هذا ألسنا أبناء حيٍ واحد.

صدم مروان لجوابها فرد باحتيال:
_لا لم نكن كذلك قبل تعارفنا، انتقلتم بعدها بفترة قصيرة مع أهلك، كانت اول مرة وأنت مع زينو ترتديان ملابس المدرسة الثانوية، آه كم كنت جميلة يومها، أما أنا غكنت أشتري كراساً، وكنت أتشاجر مع البائع بسبب غلاء أسعاره، ورحت أركض بعشوائية دون انتباه فارتطمت بك وأسقطتك أرضاً.

باستغراب تسأل إسراء:
_حقاً مروان، هل كان هذا اللقاء الأول؟

_أجل وبعدها مددت يدك وانا أعتذر بشدة، وزينو انهالت علي تأنيباً، وفاجأني جمال عينيك يومها، فسقط سهم الحب في قلبي من أول لحظة.


_آااه، هل كنت أنت وسيماّ؟

ضحك مروان وقال:
بالطبع لقد وقعت في حبي.

_فوراً.

_لا، يومها صرخت علي واجتمع الناس علينا.
هل تذكرت شيئاً؟

ضحكت إسراء وظهرت غمازة وجهها على الخدين ولكنها لم تتذكر شيئاً، ما أشعر مروان باليأس، فقد أصبحت إسراء مملة بالنسبة له.

حاول أن يذكرها بعدة مواقف عساها تتذكر لكنها في النهاية غضبت منه وقالت بحزن لأنها لم تسطع التذكر:

_لا أستطيع تذكر أي شيء، كف عن هذا لقد بدأ الصداع يهجم على رأسي، وقد تأخرنا على الضيوف.

_حسناً، حسناً، لا تهتمي، اهدأي.

حزن مروان لأنّه فشل، وقال في نفسه:

"علي إيجاد حل لهذا الوضع، إسراء بلا ذاكرة شخصيتها مملة، باردة، أنا أحتاجها أعشقها، وأشتاق شخصيتها القديمة، لا بد من وجود طريقة."

ثم أدخل يده في ذراعها وتابعا إلى البيت بعد ان تبضعا المطلوب.

وعندما وصلا اتصل جاك بمروان وقال له:
_هلا دللتنا على منزلكما لقد وصلنا المدينة.

_أهلا جاك، أين أنتما الآن، نحن متجهان إلى البيت، إن كنتما قريبين نتجه معاً إلى هناك.

_لحظة سأسأل أحداً لتحديد مكاننا

_تمام

سأل جاك بائع زهور فدّله، وأخبر مروان بموقعه واتجه بسيارته مع إسراء إليهما وهناك..

هرعت إسراء بحنان إلى السيدة أم جاك، ورحبت بها:
_خالتي، اشتقت لكِ.

_حبيبتي سارة وأنا أيضاً.

_سررت بلقائكما، كيف حالك جاك.

_أنا بخير شكراً وأنت سارة أقصد إسراء، سامحيني سنحتاج وقتاً لنعتاد اسمك الحقيقي.

تدخل مروان:
_أهلاً وسهلاً، تفضلا سنكمل حديثنا في البيت، هيا بنا.

تبسم الجميع وركبت إسراء مع مروان في سيارتهما التي كان ينام فيها أطلس، وجاك وأمه في سيارتهما وانطلقوا إلى البيت.

وهناك جهزت إسراء الطعام وقدمت الحلويات واستقبلتهما بشكلٍ جيد، وفي لحظة انشغالها سأل مروان جاك:
_لقد فقدت الأمل أن تعود كما كانت، يا رجل، أشعر أنها ليست هي.

فقال جاك:
_ستعود إلى طبيعتها لكنها تحتاج إلى وقت، وربما صدمة، أوموقف يجعلها تتذكر كل شيء.


_يا رب ان لا يتأخر هذا، صدقني جاك أشتاق لشخصيتها السابقة.

ضحك جاك وقال:
_حماكما الله، على فكرة أنا جئت هنا لازوركم مع امي وأطمئن عليكم وبنفس الوقت، جئت لأدعوكم لحضور عرسي.

_أوووه حقاً، خبرٌ مفرح.

ثم نادى على إسراء التي كانت برفقة الخالة وجاءت فهظت له رأسها بأن:
_ماذا؟

_تعالي واسمعي الأخبار المفرحة.

_تمام، هاتها.

_جاك دعانا لحضور عرسه.

شهقت إسراء وقالت:
_مبارك مبارك، بالتأكيد سنحضر، متى العرس؟

_الخميس القادم.

_تمام سنكون هناك، ما رأيك مروان؟

_بالطبع حبيبتي.

ضمت إسراء الخالةبحنان، وفجأة استيقظ أطلس ودخل عليهم وقال وهو يفرك عينيه:
_ماما، أي عرس سنذهب إليه.

ضحك الجميع عليه وقالت الخالة:
_تعال أطلس إلى جدتك، تعال حبيبي.

فخجل اطلس وقال للإسراء:
_ماما، من هؤلاء؟

_عيب اطلس تعال وسلم على الجدة والعم جاك، قل لهم مرحبا ألست الشاطر.

تبسم واقترب منهم وقال:
_مرحباً.

قالا له معاً:
مرحباً يا حلو.

وأمضيا مع عائلة مروان، ليلةً جميلة ورغم إصرار مروان وإسراء عليهما لإمضاء إجازتهم معهم إلا أن جاك اعتذر:

_للأسف كنت أتمنى، لكن علينا العودة، أولاً كوني طبيب ولدي مرضاي، وثانياً كوني عريس ويجب أن أنجز كل شيء قبل حلول الخميس القادم، انتم تعلمون لم يبقَ إلا أربعة أيام فقط.

فقال له مروان متبسماً:
_هكذا لن نمنعك، وسنوافيكم إن شاء الله في بيتكم يوم العرس لنفرح لكم.

_أتمنى ذلك، الدعوة لجميع العائلة، اتمنى حضور الجميع.

ودعوهما وذهبا ودخلا متعبين، لكن أطلس لم يكن متعباً فقد نام مطولاً.

مروان:
_أطلس حبيبي هيا إلى النوم.

أطلس بغنج:
_لست نعساً، أريد أن تبق أمي معي.

مروان بغضب:
_ماذا؟ أمك متعبة.

صار يقفز ويدربك برجليه منزعجاً:
_اريد ماما، ان تقرأ لي قصة، هيا ماما.

_ولكن..

تدخلت إسراء بينهما:
_أطلس حبيبي، سأقرأ لك قصة ولكن تعدني ان تخلد للنوم، فأنا متعبة ونعسة.

_طيب تمام، إن لم أستطع النوم سأشاهد فيلما للأطفال.

قال مروان بفرح وكانه وجد حلاً:
_تمام، يا بطل.

فهمس لإسراء:
_تصرفي.

_اذهب للنوم.

_من اطلس؟ قال لك ما سيفعل.
_لا اقول لك أنت أيضاً هيا، وإلا قرات لك قصة الساحرة الشريرة قبل النوم.

_ماذا؟ كم أنت شريرة إسراء!

_امممم.
ضحك اكلس عليه وقال له:
_هههه ستعاقبك الساحرة وتحرقك بالموقد، أسرع إلى النوم.

_هكذا إذن، بسيطة أسراء وأطلس أفندم.

وفي صباح اليوم التالي رافق مروان وإسراء أطلس إلى مدرسته وانطلقا إلى الشركة التي عبى موظفوها عن فرحهم بعودة مروان وأطلس فاجتمع بهم مروان وقدم التشجيع وعد بالدعم، إن رأى نفس الكادر الحماسي على عهد عارف بيك.

قال احد الموظفين:
_بل ونكون أكثر من ذلك، شكراً لرجوعك إلينا،فاهلاً بعودتك يا بني.

_شكرا لك يا عم، اتمنى أن نكون يداً واحدة، ستعود الشركة بجهودكم مجدداً.

كانت تنظر إليه وإليهم إسراء بكل حب وتفاؤل إلى أن وصلت السكرتيرة الخاصة بمروان عندما كان مع عارف بك وكارلا، فظن أنها ستكون الطعم لإسراء لتعود كما كانت عن طريق تحريك الغيرة من خلالها.

فقال لها:
_اهلاً، لا زلت هنا.

لكنها فاجأته بطلبها الذي أبطل مخططه فوراً:
_جئت لأقدم استقالتي مروان.

_ماذا؟ لمَ؟
_ تزوجت مليونيراً ولم يعد يريدني أن أعمل، فهلا قبلت لي الاستقالة عزيزي مروان.

صدم مروان بالأمر واضطر للموافقة بعد ما تلقاه من ضربة موفقة، سألته إسراء:

_ما بك مروان؟ لم لا تيسر لها الأمر فوراً؟

_أعتقد انني سأفعل.

قال في نفسه:
"تبا لي ولمخططاتي الفاشلة، لكني لن أيأس أبداً، حتى تسترجع ذكرياتنا، أقسم اني قد مللت."

واستيقظ من نفسه ليسمع صوت إسراء:
_هييي مروان، هيا، الفتاة تقف وتنتظر ماذا دهاك؟

وما هي إلا لحظات حتى دخل موسى وقال له:
_لقد وصلت، ألم تبدأو بالعمل بعد، هيا بنا.

سعد الجميع بالنشاط الّذي حل بينهم،


وهناك في بيت زمرد كانت تخطط رفيف لقضاء وقت مميز مع اكرم بعيداً عن العائلة..

_دائماً تهملني، لم أعد أحس أنك تحبني كما السابق.

_يا لقسوة هذا الكلام، اطلبي ما تريدبن رفوفتي.

_خططت للذهاب في نظهة خاصة بنا سيبقى طفلنا هنا مع أمي.

_فكرة عظيمة، ولكن إلى أين؟
_يوم امس صديقةٌ لي نصحتني بفندق يكل على البحر، مخدم وفيه تنزيل في الأسعار للزبائن، وحجزت لنا غرفة؛ لنفضي وقتاً رائعاً.

_يس، ومتى التنفيذ؟

_فوراً.

_هيا بنا.

وفعلاً أخبرت رفيف أمها بقرارها، واتجهوا إلى ذلك الفندق وهم يخططون لتلك الليلة وقد كان الوقت مساءً.

ودخلا بكل عنفوان سعيدين إلى غرفتهما في ذلك الفندق، وراحت رفيف من كثرة فرحتها بأكرم وتلك اللحظة تتحدث كثيراً وتلهو.

فقال لها أكرم:
_على فكرة أنت تتكلمين كثيراً وبلا فائدة وتضيعين علينا الفرصة فقد مر حبنا بمصاعب كثيرة.

فضحكت وقالت:
_أجل فعلاً، ولكن لا بد أنني من فرحتي بدأت أثرثر.

_إذاً هيا بنا.

ولكن وما هي إلا لحظات و طرق الباب عليهم، فقال اكرم:

_لا بد أنه عامل البوفيه جلب المشروب والعشاء.

_أحبك اكرم.

_وأنا أموت في حبك، جهزي نفسك لأجمل ليلة في حياتنا

وفجأة فتحا الباب وإذا بهم عناصر الشرطة.
_خيراً إن شاء الله.

_اقبضوا عليه.

_خيراً إن شاء الله ماذا هناك؟

قبضت الشرطة على مروان ورفيف خافت عليه مثيراً واتصلت بمروان ليلحق بهما إلى القسم، ليفهم السبب.

وعندما وصلا مع عناصر الشرطة أدخلوهما إلى المحقق الذي بدأ يحقق معهما بعد ان وصلا إلى غرفته..

اامحقق:
_ما علاقتك بالمغدور به سام ولماذا قتلته.

_أنا؟؟ من هو سام هذا؟

_كل الأدلة ضدك، ما علاقة زوجتك بالأمر
_سيادة المحقق لابد أن هناك التباس، هل ان أتصل بأهلي ليأتوا إلى هنا.

_لا داع لذلك.

_انا لا أعرف أحداً اسمه سام سيادة المحقق كل القصة أنني كنت وزوجتي نبحث عن فندق لنجدد حياتنا كما تعلم، وللأسف تجديدها اوصلنا إلى هنا.

في الخارج وصل مروان ومعه المحامي وزمرد ومحاسن ويامن، ووجدا رفيف جالسةٌ في الخارج.وتبكي.

هرعت إلى أمها واحتضنتها:
_ماما، أكرم يا ماما.

_تباً لك قلت لك مليون مرة اتركيه ليس من مستواكِ الفكري ولا النفسي، تفولين لي أحبه با أمي، هل رأيت معنى الحب.

فتقاطعها محاسن:
_اخرسي زمرد ليس الوقت المناسب لكلامك الفظ.

مروان :
_يكفي، علينا أن نفهم ما حصل انتظروني وانتم صامتون.


طرق مروان الباب ودخل إلى المحقق:
_سيدي المحقق أنا مروان أورفلي، هل أستطيع ان أعرف ما التهمة الموجهة لزوج أختي أكرم.


_أهلاً وسهلاً مروان بيك، تفضل بالجلوس.

مروان:
_هلا شرحت لي رجاءً.

_أكرم زوج أختك متهم بقتل سام، لقد وصلتنا دعوى ضده بأنه الفاعل وعلينا ان نتأكد من وضعه، فإما براء وإما إعدام.

_إعدام، يا للهول، كفانا الله الشر، سيدي أكرم شخص بعيد عن المشاكل يعمل في مطعم أبيه وأمه، ليس له أعداء.

_التحقيق سيكشف لنا الأمر.

_هل أستطيع أن أخرجه بكفالة.

_القانون لا يسمح بذلك لكنني من أجلك أنت سأقوم بما يساعد، ادفع الكفالة وأخرجه فوراً لكن إياك ان يترك المدينة، فالأمر خطرٌ جداً.

_تمام شكراً جزيلاً لك سيدي.
_سأضعك بصورة القضية اولا باول.
_اتفقنا.
هكذا تم علاج الأمر ثم رافق مروان والجميع أكرم ورفيف إلى البيت، وطيلة الطريق محاسن توبخه.
_أيها الأحمق، لن تتغير، طوال عمري توقعني في المشاكل واليوم انت وزوجتك ما شاء الله.

أكرم:
_ما ذنبي أنا يا جماعة، حظنا العاثر جلبنا إلى هنا.
رفيف:
_أنا السبب، أنا التي حجزت في الفندق.

أكرم:
_حظ عاثر، جاءت الحزينة لتفرح، لم تجد لها مطرح.

محاسن:
_وجه فقر كأبيك.

يامن:
_ لا تضيعي أي حدث لتعلقي علي وتوجهي لي الاهانات حبيبتي محاسن.

_هل أقول كذباً.
_لا،لا طبعاً، معك كل الحق.

أما رفيف فكانت صامتة طوال الوقت، وعندما وصلوا إسراء لاحظت الحزن والغضب باد على وجهها من تعليقات البقية عليه.

رفيف:
_اعتقد اننا حرجنا من تجربة صعبة وبدلاً من التوبيخ والسخرية، والقادم أصعب وعلينا أن نتدارك ااوضع؟
واتجهت فورا ألى غرفتها ثم عاقبت ژنفسها ونامت في الصلون على الكنبة
اكرم:
_ماذا تفعلين، يا رفيف، لا ذنب لك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي