30

وصلت زمرد متأخرةً ومعها جارها الذي عرض عليها الزواج في لقائهما عصراً، وتناقشا معاً حول مصاعب هذا الزواج كونها ام لشاب وصبية متزوجين.

_تفضل بالدخول، وشاركنا.

قادته إلى طاولة ليجلس عليها واستأذنته لتر ما يلزم فاتجهت باتجاه إسراء ومروان الذين كانا يتراقصان كالعصافير التي تغرد في وسط الجميع الذين راحو يرقصون حولهما.

إسراء:
_انظر أمك، لقد وصلت.

_اممم، انظري من جلبت معها.

_يكفيك مروان يسر الأمر، أمك بحاجة ونيس يشاركها بقية حياتها والرجل يحبها وحسن السمعة.

زمرد:
_أين رفيف، لا أراها، أنا أرى فقط طفلها يلعب مع اطلس.

إسراء:
_لقد بقيت في البيت؛ لأنها متعبة.

زمرد باستهزاء:
_متعبة ام ان أخوك أهبل في التعامل معها، لا بد أنها منزعجة منه، لسبب ما.

مروان:
_ماما، يكفي، لدينا ضيوف، وماذا ارى أرى أن السيد حسان قد زارنا هنا ماذا يجري.

_اخرس مروان، إنه ضيف ليس إلا.

_امممم، ضيف.

ضحك مروان وقال لإسراء:
_أشعر ان أمي تمر بمرحلة المراهقة.

زمرد:
_يبدو أنك فقدت عقلك، سأذهب إلى الطفل وأصطحبه إلى أمه.

_لا اتركيه يلعب مع أطلس.

اتحهت زمرد لتبحث عن ابن رفيف لكنها لم تجده مع أطلس.

‏زمرد:
‏أطلس حبيبي، أين ابن عمتك؟ الم يكن يلعب معك منذ قليل.

‏أطلس ببراءة:
‏_نعم، لعبنا معاً لكنه رافق العم الذي أعكاه الفوشار ولم يعطني أنا، رغم اني أحب الفوشار.

‏شهقت زمرد:
‏_ماذا، مع أي عم، ألا تعرف اسمه؟

_لا لم اره من قبل.

_يا إلهي من هو؟

نادت على مروان بسرعة:
_مروان، مروان، تعال بسرعة مصيبة.

ركض مروان بسرعة إليها وتبعته إسراء وأكرم..

_خيراً، ماذا هناك؟

_ابن أختك رفيف.

صاح أكرم بها:

‏_ما به ابني؟ كفانا الله الشر.

_لقد جاء شخص وأعطاه كيس فوشار وأخذه معه.

أكرم:
_يا ربي لطفك يا رب، سأتصل برفيف فوراً، ربما هي من أرسلت خلفه.

زمرد:
_أجل، أجل.

قالت إسراء:
_لا توقف، سنذهب أنا ومروان لنراها ونسألها، أخاف ان لا يكون معها فتفقد صوابها هناك، وحيدةً.

زمرد:
_وهو كذلك بسرعة، طمئنونا فور وصولكما هناك.

بعد عشر دقائق وصلا إليها ورنا جرس الباب، وهناك فتحت رفيف الباب ويبدو وكأنها كانت نائمة.

_ماذا؟ هل انتهت الحفلة بهذه السرعة؟ كم الساعة الآن.

مروان:
‏_التاسعة، نسيت أمي دواءها هنا وجئنا لنأخذه.

‏نظرت رفيف باستغراب وقالت في نفسها:
‏"هل يحتاج دواء أمي وحود مروان وإسراء حتى يجلباه معاً."

راحت إسراء تتظاهر بالبحث عن دواء زمرد في غرفة رفيف، فاستغربت رفيف ذلك وقالت:
_لم أفهم ما يحصل معكما، هل تبحثان في غرفتي عن دواء أمي.

قال لها مروان وأشار لإسراء:
_بحثت في بقية الغرف ولم أجده، وانت إسراء.

قالت له:
ليس هنا، ياربي لطفك.

وجه مروان كلامه لاخته قائلاً:
_ارتدي ملابسك فوراً، أمي متعبة ويجب ان تكوني هناك.

_ما الذي يحدث مروان، ماذا هناك، تذكرت امي لا تتناول أي عقاقير في هذه الفتر فعن اي دواء تبحثان.

_بسرعة اىكبا السيارة سأتصل بالشرطة.

صعقت رفيف:
_إسراء، ما الذي يحدث؟ أخفتموني.

_حبيبتي للأسف هناك خبرٌ سيء.

_انطقي أرجوك، ماذا هناك.

_انزلي الآن من السيارة وسأخبرك هناك.

ركضت زمرد وقالت لمروان:
طمئنوني.

محاسن:
_اين هو؟

أكرم:
أين ابني أرجوكم.

وقعت أصواتهم في مسمع رفيف كالصاعقة فأغمي عليها.

صاح مروان:
_رفيف، رفيف.

إسراء:
_أكرم اطلب الإسعاف فوراً.

طلب أكرم الإسعاف وكان مروان قد اتصل بالشرطة، حيث نقلت رفيف برفقة أمها ومحاسن ويامن إلى المشفى فوراً، ووصل المحقق ليحقق في قضية إختفاء الطفل.

أطلس:
_ماما، أنا خائف جداً، أين رفيقي؟

_لا تخف حبيبي، اهدأ.

المحقق:
_تعال يا أطلس، اشرحلي ماذا حصل، أخبرني يا بطل لنستطيع البحث عن صديقك، اتفقنا.
_اتفقنا يا عمو.

وراح يسرد له ما حصل عندما اقترب الرجل الغريب وأخذه معه.

_هل تستطيع ان تصف شكله، ماذا كان يرتدي مثلاً..

_اممم، كان يرتدي بنطالاً أزرقاً، وقميصا أبيضاً واااا.

_ وماذا، يا أطلس؟

_وكان فيه نقطة سوداء.
_تمام يا بطل، اذهب إلى أمك.

اقترب حسام منهم ثم قال لإسراء:
_بماذا أستطيع المساعدة يا ابنتي؟

_شكراً يا عم، اطال الله في عمرك.

_سألحق بزمرد خانم لأعرف ماذا حرى مع رفيف.

_شكرا لاهتمامك سيدي.
كان أكرم منهاراً جظاً ويلوم نفسه:
_آه يا إسراء، أريد طفلي، كيف أخذوه وأنا هنا، كم أنا أب مهمل، كيف أستخق بدوري كأب، كيف بم انتبه عليه، وها هي رفيف بحالة سيئة بسبب إهمالي.

إسراء :
_لا تقل هذا يا أخي، واثقة أنه سيعود.

مروان يسأل المحقق:
_ما العمل سيادة المحقق؟

_سنتجه باتجاه أختك لنأخذ إفادتها وبعدها سنبحث عن الجاني.
فكرت إسراء فيما حدث مع رفيف فقالت للمحقق:
_سيادة الضابط، هل يعقل؟

_كل شيءٍ جائز.

وفي المشفى استيقظت رفيف وهي تنادي عل ابنها وتصرخ:
_ابني، أريد ابني، هاتوا لي ابني.

ثم نظرت إلى إسراء وقالت لها:
_إنه إياس يا إسراء، أنا متأكدة، لقد خطف ابني.

_يا إلهي، ممكن جداً، لكن هل أخطأت أمامه في شيء.

_أخر مرة اتصل بي وهددني ، غضبت وهددته، فقال لي فقط:

_انتظري إذاً يا رفيف، سنرى.

خفت كثيراً لكنني لم أتوقع أن يخطف ابني، أرجوكم ساعدوني، أربد ابني.

جن جنون العائلة والمحقق أخذ المعلومات وانصرف بعد أن وعدهم بأسرع مساعدة.

راح يؤنب أكرم رفيف:
_هل هذا هو سبب غضبك الدائم لماذا لم تخبريني، ألم تكونِ واثقةً بي من قبل؟ اللعنة، اللعنة.

_ماذا كنت تربدني ان أقول لك ان أحدهم يهددني، ويريد قتلك وقتل اخي مروان.

نظر مروان إليها وإلى إسراء:
_هل يعقل هذا ان لا نسمع بهكذا تفاصيل، هذا يسمى استقلال بمسؤوليتنا تجاه عائلتنا.

زمرد:
_تباً لكماً، حمقاواتان.
محاسن ويامن كانا يضربان الكف بالك.

محاسن:
_يا الله أين ذهب الطفل؟ احمه يا رب.

يامن:
_سنجده، بالتأكيد اهدأي حبيبتي.

اتصل المحقق بعد ساعة من رجوعهم إلى البيت بمروان:
_سيد مروان، طمأن العائلة الطفل معنا الآن وهو بخير.

_حمداً لله، شكراً سيادة الضابط.

هرعت رفيف بسرعة:
_قلي يا أخي طمئني يا مروان، أتوسل إليك.

_الحمدلله لقد وجدوه وقبضوا على إياس ورجاله.

شهقت:
_حمدا لله، أرجوك خذني إليه بسرعة.
قلب الحزن فرحاً من جديد، و الزغاريد ملأت المكان.

اتجهت إسراء ومروان ومعهم رفيف وأكرم في سيارة مروان إلى قسم الشرطة وهناك عندما رأت رفيف ابنها فهرعت تركض إليه تبكي وتضحك وكأنها فقدت أعصابها.

راحت تشتم رائحته بحب وتضمه بقوة و كذلك أكرم حمله وراح يقبله بقوة ويقول:
_أسف حبيبي، أسف، لن أتركك تغفل عن عيني مرةً أخرى.

نزعته رفيف من يد أبوه ونظرت إلى أكرم نظرة استياء، وابتعدت عنه فكسرت قلب أكرم، أما مروان فدخل إلى المحقق ليحد إياس في الداخل.

المحقق:
_تفضل سيد مروان.

_شكرا سيدي.

نظر مروان نظرة حقد بوجه إياس، فقال له المحقق:
_اهدأ سيد مروان، لقد اعترف إياس بما فعل وسيحال إلى المحاكمة.

_هل لي أن أسأله سيدي سؤالا واحداً.

_لك ذلك.

_أريد ان تحضر رفيف وأكرم معي هلا سمحت لي.
_طيب حاضر.
رن زر جرس الحارس، الذي دخل وتلقى أوامر المحقق في إرسال رفيف وأكرم.

_أمرك سيدي.

وعند وصولهما سأل مروان إياس :
فقط أريد أن أفهم لماذا فعلت كل هذا، ما غرضك؟

ضحك إياس وقال له:
_حقاً لا تعلم، سأخبرك إذاً.

كان يتكلم والحاجب يكتب ويكتب، خلفه:
_أنت استلمت مع زوجتك إسراء إدارة شركة كانت سبباً في تدمير حياتي أنا وعائلتي.
سألت إسراء:
_ماذا، كيف هذا؟
_عارف بيك، كان يديرها من قبل، وكان أبي أحد العمال في ذلك الوقت، عارف بيك أذله لفقر حاله ألف مرة، رأيت أبي يبكي بسببه عشرات المرات، كان هذا يبكيني حزناً على أبي.

_وماذنب من عمل معه.

_انت قلتها، عملتم معه.

_تباً لك، هل تريد أن أضربك، وألكم وجهه، هل تريد مني ان أهشم وجهك، ألم تشبهه عندما اخفت أختي وحاولت قتلي و سجنت أكرم، ما ذنبنا نحن، لم نكن نرض عن تصرفاته لكننا
تعاملنا معه، حتى سافر.

_هذا ما حصل، لم اكن أفكر إلا بالانتقام ولم أدرك.

صاح المحقق:
_أيها الحارس، خذوه واودعوه السحن حتى تتم محاكمته.

رفيف:
_سيدي، هل انتهى هذا الكابوس.

مروان:
_أجل حبيبتي، لقد انتهى يا غالية.

ذهب الجميع إلى البيت وهناك تناقش الجميع، وتعاتبوا في ما حصل

أكرم:
_لم اكن أعلم أن قيمتي لديك يا رفيف سيئة لهذا الحد، تخبئين عني أهم التفاصيل، وتورطين طفلنا في عملية خطف.

رفيف:
_حاولت أن أحميكم، هل كنت مخطأة.

مروان:
_أجل مخطأة وجداً، حتى إسراء متواطئة معكِ

إسراء:
_فعلا حباً تعمل خوفاً تلقى.

محاسن:

_حمداً لله على سلامةالجميع، مرت علىخير، ولم يتأذى أحد، اختبار للجميع.

تنتفض رفيف:
_طلقني أكرم، أنا لم أعد أحتمل ما يجري، ويبدو أنك لن تتغير.

محاسن:
_لا لا يا ابنتي، توقفي، اهدأي، لا تخربي حياتكما.

يامن:
_هدؤوا البال يا جماعة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي