الفصل الثاني عشر

تتصاعد الخلافات بين مروان وكارلا ويترك مروان البيت نهائياً، فتتصل كارلا بأبيها وهي تبكي..

_أبي ساعدني، لقد تخلى عني مروان وعليك معاقبته.

_لقد عاقبته وانتهى الأمر.

_وكيف هذا يا أقوى أب في العالم؟

_ستفهمين لاحقاً، هاتي الصغيرة معك وتعالي.

_تمام.

كنان المزيف المدعو بنان كان يقف قرب أبيه في اللحظة ذاتها التي حدثت كارلا فيها فقال له:
_طردك له، سيعرض الشركة للإفلاس، لأنني كما فهمت هو زميلك العمل فيها.

_لقد أهان أختك وجرحها ويجب أن يتعاقب.

_فكر بعقلانية يا أبي.

ضحك عارف مقهقهاً بصوتٍ عالٍ، وقال له وهو يحاول إيقاف ضحكته الساخرة:
_قلت لي، عقلانية! أين كانت عقلانيتك عندما تبعت المخدرات، اصمت يا ولد، أنا لا أسامح الخونة.

ضحك بنان وانصرف وهو يشير بيده إلى أعلى وبجهة الخلف.

وبعد قليل وصلت كارلا ومعها طفلتها وهي تبكي.

_آه يا أبي لقد كسر قلبي.

_تبا له، سوف يندم.

يتصل بالسكرتيرة الخاصة به ويطلب منها تبليغ الأعضاء باجتماع مستعجل جداً، بعد ساعة.

وفي هذه اللحظة يتصل مارك فابتعدت لترد عليه يخبر كارلا برغبته في رؤيتها.

_ارجوك مارك ليس الآن، لا أستطيع القدوم.

_أنا لا أطلب منك، أنا آمرك.

_تهذب مارك، لمَ تتحدث معي بهذه اللهجة؟

_معك فرصة ثلاثين دقيقة ستكونين هنا أمامي، وإلا سأضطر يا جميلة أن أتصرف بشكلٍ آخر.

_أهذه لهجة تهديد أسمعها يا مارك؟

_أجل، عندما أطلب منك الحضور تأتين فوراً وبدون أي كلامٍ فارغ.

_لا أستطيع، أرجوك مارك، انظر أبي يقترب مني، علي أن أقفل الخط.

_اسمعي كارلا، معك مهلتي التي أخبرتك بهت، إن لم تأتي ستكون صورك مع أبيك خلال ساعة، أفهمت، انظري الآن إلى جوالك، سأرسل لك إحداها.

وعندما فتحت النت وصلتها صورة فاضحة تجمعهما معاً، كان قد صورها دون أن تعلم فجن جنونها لكنها حاولت ضبك نفسها حتى لا ينتبه أبوها ثم قالت له:

_أيها الوغد، أنا قادمة.

ونظرت إلى أبوها الذي كان يتحدث على الهاتف مع بنان ويخبره بما يجب فعله.

واستأذنته بالانصراف بعد أن قبلت يده.
_ألن تعودي على العشاء؟

_أجل أبي، بالطبع سأعود.

_طيب استمتعي بوقتك.

شعرت بإحساس الخجل من نفسها حيث قالت:
" سامحني أبي، لقد جلبت لك العار."

وفي بيت بنان كانت إسراء لا تزال مقيدة ودموعها تنهمر وتتخبط وتحاول أن تفك يديها لكن عبثاً، حيث دخل بنان وقال لعا بخسة:
_ هل تحاولين الهرب؟ مسكينةٌ إسراء لن ينقذك أحدٌ مني.

تذكرت مروان وتمنت وصوله إليها لإنقاذها وتسلل شريط حياتها معه و تذكرت معنى الحب وقوته وقالت لنفسها:
"سامحني مروان، غروري قد أبعدني عن حبي الأعظم في العالم، انت حبيبي، ولن أحب أحداً في الدنيا كحبك أنت."

في تلك اللحظة كان مروان يسوق كالمجنون بسيارته، ويتذكر إسراء وحبه لها وراح يقول لنفسه:
"لن يحدث لها شيء، لا أستطيع تخيل هذا، رغم كل الخلافات وكل ما جرى اكتشفت أن حبها لا يزال يتملكني، إسراء حبيبتي."

وراح يصرخ بصوت عالٍ:
_إسراء، إسراء، أين أنت؟ ردي علي.

واتصل بالمحقق غاضباً:
‏_سيادة المحقق ماذا استجد معك، يجب ان تعثروا على إسراء بأقصى سرعة.


وفي بيت إسراء كانت محاسن قد جلست طريحة الفراش تهذي بابنتها، ويامن قلق جدا، وباقي العائفة مضطربة.

أكرم:
_يا إلهي، إسراء حبيبتي، ترى ما حالها الآن.
يامن:
_أه يا ابنتي، من خطفك، فلينتقم منه الله، يارب أعد ابتنا إلينا.

وفي هذه اللحظ اقترب أطلس يسأل جده:
_جدي أين هي أمي؟ وعدتني أن تأخذني في نزهة ولم تأت بعد.

وبينما هم يتحدثون ويحاولون التحايل على أطلس وصلت الشرطة فظنّ يامن أنهم جاؤوا لإخبارهم بشيءٍ يخص إسراء فركض إليهم بسرعة:
_طمئنونا يا سادة.

فقال له العنصر المسؤول:
_جئنا لإبلاغكم بأن السيد عارف قد حصل على حضانة الطفل أطلس ونحن هنا لأخذه وتسليمه له.

وبالطبع عرضوا البلاغ الورقي ليامن فأمسكه أكرم وقال:
‏_يا إلهي هذا ما كان ينقصنا.

‏شهقت رفيف:
‏_يا ربي ما الذي يحدث، لا تخبروا خالتي محاسن بهذا.

‏يامن:
_لا لا إياكم.

وبالفعل أخذ الشرطي الطفل، وكان يبكي خائفاً:
ماما، ماما، أريد ماما.

فاتصلت رفيف فوراً بمروان وشرحت له ما حصل فجن جنونه واتجه يقود بهيستيرية، وصار يضرب بيده على مقود السيارة ويصرخ:

_اللعنة، اللعنة، ابني وحبيبتي في آن واحد، يارب بعد ان عادت مشاعري تضح بحبها سلمها لي يا الله واحم ابننا، وسأصلح كل شيء.

وفي بيت مارك دخلت كارلا غاضبة عندما استقبلها بكل لؤم:

_أهلاً حبيبتي، جئت أخيراً.

_لن أنسى أنك فعلت هذا بي، أتهددني يا مارك؟ ألهذه الدرجة وصلت بك الأمور؟

ضحك مارك وأمسك بذراعها وشدها إليه وقال لها بلؤم:

_أنت ملكي أنا، وأتعامل معك كما أشاء أفهمتِ، وليس عليك إلا تنفيذ أوامري، وإلا رأيت ما أستطيع فعله، وأدخلها إلى الداخل، وراح يظهر لها ما صور لها من صورٍ فاضحة تحمعهما معاً.

فتوسلت له:
_أرجوك لا تفعل، أنا متزوجة من مروان وستكون فضيحة كبيرة لو علم الناس، أتوسل إليك.

_كوني مطيعة، ولن يحدث شيء.

فهمست لنفسها:
"أكرهك وأشمئز منك يا سافل ، سترى ما سأفعله بك انتظر، مضطرة للمثول لطلبك هذه المرة لكنك ستندم، أنا كارلا يا مارك "

فصحت من شرودها فجأة على صراخه عليها:
_ألم تجهزي بعد؟ هيا تعالي.

كان يجلس على السرير وينتظر وصولها إليه، وهذه المرة كان التصوير على العلن فقد وضع كاميرا مقابلة للسرير وطلب منها أن تخلع ملابسها.

_هل تجرؤ، لقد تماديت كثيراً.

_هيا حبيبتي.

أما موسى فقد.كان يتصل بمروان عليه:
_أخي هل عرفت شيئاً عنها، أين أنت الآن؟ سآتي إليك.

_لا لا موسى ابق مع زينو والصغيرة، سأجدها وأطمئنكم فوراً.

زينو المسكينة لقد كانت في حالة من الانهيار فهي تحب إسراء بقوة.

زينو:
_امض إلى مروان وساعده في إيجاد إسراء، لا تقلق على الطفلة.


وفي بيت عارف كانت الشركة تسلمه أطلس الذي كان يبكي طالبا أمه.

_جدي، أنت قويٌٌ جداً ، ألست جدي جد لي أمي، أرجوك.

ضحك الرجل حتى علا شارباه وقال له:
_الزم غرفتك يا أطلس، فبابا كنان سيصل حالاً.

_لكن ماما قالت لي :
أن بابا كنان قد صعد إلى السماء.

_قلت لك ادخل إلى غرفتك.

_دخل الطفل بسرعة وإلا.
خاف الطفل ودخل بسرعة وجلس على السرير وراح يبكي ويدعو الله:

_يا رب، أرجوك ساعد ماما، وأعدك لن أجعلها تغضب مني وسأطيعها بكل شيء تريده مني.


أما بنان فقد وصل صدفة إلى بيت أبيه، وهناك سأل :
_أين هي كارلا؟ لم أرها منذ وصولي هنا.

الأب وقد رفع نظارته عن عينيه وأسندها على رأسه:
_دعك من كارلا، وقلي ما أخر الأخبار.

في هذه اللحظة، كان قد وصل مروان بشكلٍ مفاجئ ولاحظ وجود شخصٍ يدير ظهره باتجاه عارف ولكنه لم يرَ وجهه، وبينما هو يتقدم.

لكن عارف قد أسرع إليه ومنعه من الاستمرار بالاقتراب، فسأله:

_ما الذي آتى بك إلى هنا؟ كيف تجرؤ؟

_أنا جئت؛ لأسألك أين إسراء؟

_ولم تسألني أنا وما دخلي بها، وماذا بها هذه أيضاً؟

_إن اكتشفت أن لك يدٌ في هذا سأجعلك تندم ولعلمك أنا جئت لأخذ ابني، أرسل في طلبه فوراً.

_ابنك، عن أي أبن تتحدث؟
_أطلس ابني أنا.

قهقه عارف ووصار يسخر ويقول:
_هل أنت مجنون، أطلس هو ابن ابني كنان رحمة الله عليه، اخرج من بيتي هيا.

مروان:
_سأؤكد لك هذا، أطلس ابني أنا، وهناك طرق عدة للتأكيد عارف بيك.

_اخرج من هنا يا وقح، جئت تهددني، سوف نرى.

_أجل اعتبرها كذلك، وداعاً حتى أكتشف الأمر.

وهكذا ضيع عارف الأمر على مروان وغادر دون أن ينتبه مروان لوجود كنان المزيف.

ولكن مروان لم يكن غبياً فقد شعر أن عارف بيك يخفي شيئاً.


فاختبأ خلف شجرة وراقب الوضع وعندما يأس من الأمر، وهمّ بالرحيل شاهد شخصاً يخرج من بيت عارف، وهنا كانت المفاجأة
"يا إلهي مستحيل، لا يعقل، كيف هذا، مستحيل مستحيل."

وراح يتتبع الرجل قليلاً قليلاً حتى وصل إلى بيت كنان ودخل إليه.

قال مروان وهو في قمة الصدمة:
"ما الذي يحدث، هل أنا أهذي، هل أنا مخطئ، أم أنه أحدٌ أخر، ولكن لم هو هنا في بيت كنان، لماذا وماذا يفعل في الداخل إن لم يكن هو، رباه أكاد أجن، صبرك يا الله، سأراقب ما يحدث حتى أفهم."


وأما كارلا فعادت متأخرة ليلاً، دون أن يراها أحد، دخلت ثملةً وألقت نظرة على ابنتها ثم ذهبت إلى النوم.

دخلت إلى غرفتها تهلوث، وتتكلم بغرابة، فأرسل لها مارك زوجها السابق.رسالةً.على جوالها يقول فيها:

_لا تنسِ، كلما اشتقت لك تحضرين فوراً، أنت ملكي أنا فقط،.تباً لك.


فتحدثت بهلوثة:

_فلتذهب إلى الجحيم مارك، سأخبر مروان عنك، أنا أحببته، لكنه سافلٌ يحب إسراء، أكرهها، وأغار منها، أجل، أكرهها وأكرهك يا مروان.


دخل.أبوها.على صوت صراخها وصفعها بقوة.

وهنا وصلها مقطع فيديو على جوالها فتحته، وإذا به منظرٌ مذرٍٍ جداً، فقذفت بالهاتف على الأرض وصرخت:

_أريد أن أنام، أكرهك يا أبي.

ومن حسن حظها والدها لم يلتقط الجوال وخرج دون أن ينتبه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي