الفصل التاسع

_لم يكن بمقدوري العودة فوراً، أنت تعلم أني مطلوب للعدالة.

_أنت أحمق كبير، تركت عائلتك وأملاك أبيك ولحقت الاجرام.

كان يضع العلكة في فمه ويتكلم في نفس الوقت:
_ ارجوك، ادخل بالتفاصيل فوراً.

_اخرس ودعني أتكلم للنهاية، أنت تبعت المتاجرة بالمخدرات، وأصبحت مطلوباً للعدالة، وأنا كوني أبوك، أنقذتك من الشرطة وعليكَ رد الجميل لي.

_ماذا فعلت؟ هلا شرحت لي.

_عندما توفي أخوك أرسلت لك من أجل البطاقة الشخصية، وبدلتها بهويتك، وبالطبع كسبت الطبيب لصالحي، فأعطى وثيقة بوفاتك أنت.

_ماذا؟ أنا الآن ميت بنظر القانون.

_أجل وأنت كنان الآن.

_بربك يا أبي.

_اخرس، لنعقد صفقة بيننا.

_ما هي؟

_ أنا خلصتك من وجه العدالة كونك أصبحت كنان أمام الناس وبالمسرحية التي سنحكيها للناس، وأنت ستنتقم لي من زوجته إسراء، أريدك أن تقتلها وهي حية ترزق، أن تتمنى الموت دون موت.

_اتفقنا، قص علي التفاصيل عنها حتى لا أخطئ ولا أقع في المشاكل.

_تمام.

وفي مكتب مروان كان موسى يتحدث مع مروان وهو يخبره عن ما يشعر به تجاه كارلا..

مروان:
‏_لا أعلم، كيف سأكشفها يا موسى؟

_وكيف هذا؟ ماذا هناك؟

راح يقص عليه ما حدث بينهما وكيف اكتشف أنها لم تنم في بيت أبيها ثم تعبت الطفلة وكشفها بالصدفة.

_أتعلم ماذا يعني هذا موسى، يعني أكبر غبي في العالم، لأنها تحونني.

_لا تظلمها مروان، واجهها وافهم الحقيقة منها

__ المواجهة لن تنفع معك كارلا، فهي أدهى من ذلك بكثير.

_ ماذا ستفعل اذا.

_ ساتصرف بشكل طبيعي واراقبها حتى اكشفها.

_ حسنا معك وهكذا تستطيع ان تواجهها بشكل واضح دون ان تكذب عندما عندما تواجهها بالأدلة.

_ لكني أحتاج مساعدتك يا موسى .

_بكل تأكيد، لكنني أريدك أن تبعد عنك أمر الانتقام.

_اتفقنا.

أما في بيت كارلا، كانت لا تزال هناك تطعم الطفله في سريرها وتحاول أن تعوضها عن التقصير الذي بدر منها:
_ حبيبه ماما اصبحت بخير الان.

_ ماما أين كنت البارحه لماذا لم تكوني معي في المشفى لقد كنت مريضه جدا يا ماما.

_ كنت مشغوله جداً في العمل و اضطررت للنوم خارج البيت سامحيني حبيبتي.

_ اهتم بابا بي في المشفى، وكانت هناك خاله اسراء.

_ إسراء، ماذا كانت تفعل هناك يا طفلتي؟

_ رأيتها تقف مع أبي هناك كلمتني بلطف.

_ حسناً يا حبيبتي هيا إلى النوم.

_ لكنني لا أشعر بالنعاس، اتصلي ببابا واجعليه ياخذنا الى بيت جدي.

_ لن نذهب اليوم يا حبيبتي جدك مشغول سنذهب غدا.

كارلا في نفسها:
" أنت تقابل إسراء، تبا لك، إذا سوف نرى أيها الخائن."

أما في بيت أكرم ورفيف فقد عاد أكرم مضطرباً إلى بيته، غير مبالٍ بشيء ودخل إلى غرفته وهو يسمع صوت زمرد التي تسخر منه.

رفيف:
_رجاءً أمي، لا تزيدي النار على الزيت.

زمرد:
_اخرسي رفيف، كم قلت لك انه غبي، ألم تري كيف دخل ولم يسلم حتى عليه.

_رجاءً لا تسخري من زوجي.

_حمقاء ألا زلتِ تحبينه.

_طبعاً أحبه، إنه زوجي.

_غبية تافهة كأخوك مروان لا زال يحب إسراء بعد كل ما فعلت.

هنا خرج أكرم وقال لزمرد:
‏_حماتي، لا تقلقي سأخرج، وأخلصك مني.

لحقت به رفيف وأمسكت بيده وقالت:
_سامحني حبيبي، أنا أسفة.

طأطأ رأسه ثم نظر بعينيه وقال لها:
_آه منك يا مجنونة كم اشتقت لك.

ضمها إلى صدره وقال لها:
_تعالي نخرج بعيداً عن أمك، ما رأيك؟

دقت له الكف بالكف وقالت:
_موافقة، هيا بنا انتظر لحظة سأوصي أمي بطفلنا.

ومن جهةٍ أخرى حيث كان ذلك بعد وقت مر وفي المساء، حيث مرت إسراء إلى بيتها لترَ ما يجب توضيبه شعرت بأن هناك شيئاً غريباً يحدث.

وعندما دخلت، كان قلبها يدق بسرعة وخافت كثيراً وفجأة سمعت صوتاً ينادي عليها:
_إسراء هل هذه أنت حبيبتي؟

شهقت من شدة الخوف:
_من هناك؟ بسم الله، من هو صاحب الصوت؟ كم يشبه صوت كنان!

وفجأة ظهر من يستحيل أن تراه فأغمي عليها، وعندما استيقظت وجدت نفسها في السرير وأمها وأبوها وأكرم وأطلس بقربها.

أكرم:
_ما الذي حدث معك إسراء؟

_أين هو؟ لقد رأيته وكلمني.

سألتها أمها:
_من هو يا حبيبتي، عندما جئنا وجدناك مغمي عليك، ولم نجد أحداً قربك.

_كنان يا امي رأيت كنان، لقد كان هنا ونادى علي.

الأب:
_يا إلهي، الفتاة فقدت رشدها.

همست الأم للأب وقالت بقلق:
"يامن، يبدو أن ابنتنا ستجن، يا ويل قلبي، تتخيل وجود ميت يكلمها."

أكرم يهمس لأبيه وامه:
_أقترح أن ننقلها إلى طبيب نفسي.

هز الوالدان رأسيهما موافقين، لكن إسراء صرخت:
_لست مجنونة لقد رأيته بأم عيني.

راحت محاسن تسايرها وتخفف عنها، واقترب أطلس من أمه واحتضنها وراح يسألها:
_أمي هل عاد أبي من السماء؟ ألم تقولي أنه من يموت لا يعود ثانيةً.

احتضنته إسراء وقالت له:
_حبيبي، لا تخف، أنا كنت أحلم فقط، اذهب والعب في غرفتك هيا، هيا.

وبعد دخول أطلس إلى غرفته، خاطبتهم إسراء:
‏_أنهوا الحديث رجاءً، لقد خاف أطلس.

وفي بيت عارف بيك كانت تقف كارلا وترحب بأخوها بنان الذي لم تره منذ وقت طويل:
_الحمد لله أنك بخيرٍ يا أخي، سررت لوجودك بيننا.

عارف:
_لا تناديه بعد الآن إلا كنان كما شرحت لك.

_حسناً يا أبي، لن أنسَ، سأناديه كنان أمام البقية.
٠
بنان وهو يمسك الملابس الخاصة بكنان:
_خافت مني إسراء تلك عندما رأتني في بيتها ولن ينتهي الأمر بعد.

فقام عارف وهو يدق بعكازه على الأرض، ودب الرعب والسكون.

_هيا بنان حول حياتها إلى جحيم.
_حاضر ابي، امرك مطاع.

وفي المساء وبينما كانت محاسن تجلس مع يامن وتحدثه عن خوفها على إسراء وهو يخفف عنها،

وفجأة رن جوالها وإذا به رقم غريب

_كنان، أجل كنان.

_كنان كيف هذا؟ أنت ميت، هذا مستحيل.

_حبيبتي، هيا اضرفي البقية وتعالي إلى بيتنا فوراً.

دخلت محاسن لتتفقد حالها فوجدته مغمىً علي ثانيةً.

_يامن، أكرم، أرجوكما تعالا بسرعة.

يامن:
_ما الذي جرى بها، ماذا حصل لها؟

أكرم يضربها على وجهها لكن عبثاً، لم تستيقظ وبعد قليل استفاقت لتحدهم كلهم حولها، وراحت تقص عليهم ماذا حصل.

شهق الجميع:
_مستحيل.

دخل الطبيب بناء على استدعاء أكرم له، فقال لهم الطبيب بعد فحصه لها:
_عليكم لأن تخرجوها من الاكتئاب الذي تتعرض له.

_حاضر سنخرج من هذا المنزل إلى بيتنا القديم هكذا قال الأب.

قالت اسراء:
_اشتقت لأطلس حبيبي، المزيستيقظ بعد.

وفي هذه الأثناء يعاود الرقم الاتصال فيرد هذه المرة أكرم ولكن الخط قد أقفل.

_الحقير أقفل في وجهي.

_ألم اقلك لك ذلك.

وفي بيت زينو كان مروان وقد جاء ليطمئن عليها وعلى الطفل..

_مبارك زينو مبارك، فلتكن حياته أجمل من حياة أبويه.

_اللهم أمين، شكرا لك مروان، لم عذبت نفسك بهدية لم يكن من داع.

فرح موسى جداً لمجيء مروان بعد ذلك الانقطاع الطويل عن بعضهما، وتحدثا مطولاً عن كارلا.

_ألم تواجهها بعد؟

_ليس بعد، لكني سأترك البيت قريباً.

_اهدأ مروان قد تكون على خطأ.

_عن أي هدوء يا موسى.

فقالت زينو:
_رغم اني لا أفهم عم تتكلمون لكن، التروي في أي أمرٍ واجب.

هز لها مروان رأسه وتبسم،.وراح.ينظر.إلى المولود بكل حنان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي