الفصل السادس عطر زهرة اللوتس

الفصل السادس : عطر زهرة اللوتس.

يقف "لوقا"، خارج ذلك المنزل، المكون من ثلاثة طوابق، يسترق السمع الى ذلك الحديث الدائر، بين "حسام" ورئيسه في العمل و"وكيل النائب العام"
- كما قلت لسيادتكم، أريد لهذا الشاب أن يأتي ويعاين الجثة، كما هي في مكانها، وقد أخبرت سيادتك ان اسرته كانت تساعد جدي، في حل بعض القضايا.

- كيف ذلك يا "حسام"؟ انه غير مؤهل هو مازال صغيرا.
_ جده احد كبار الاطباء، وهذا ما جعل حفيده نبغه في نفس مجال جده، هذا الصغير او هذا الشاب كما تقول سيادتك حاصل على شهادة الدكتوراه، وقد تم ذكر اسمه السنة الماضية، في جميع وسائل الإعلام.

كان "لوقا" يبتسم ويكتم تلك الضحكة، التي حاولت أن تفلت منه كيف ل"حسام"، أن يكون كاذب هكذا

- سيكون حضور غير رسمي، وعندما يعلم أحد الرؤساء، سأخبرهم اني لا اعلم شيء.
- سيادتك إن مكان الحادث يعج بالصحفيين خارجا، وأفراد كثيرين من الشرطه، مع اختلاف مراتبهم وهناك مصورين صغار في السن، لذلك سأعطيه كاميرا حتى يتسنى له الدخول،وكانه مساعد الطبيب الشرعي.

- حسنا فلتفعل.

تحرك "حسام" سريعا، في اتجاه صديقه "خالد"، الذي كان يستمع إلى ما يدور.
_ "خالد" اريد منك الان، كاميرا من كاميرات المصورين.
_ حسنا ساذهب لأحضر واحدة من الصحفيين بالخارج مع وعد مني له بإبلاغه تطورات الحادث، حتى يتسنى لي ان احصل على الكاميرا الخاصة به.

- حسنا ستجدني بالخارج انا ايضا، مع ذلك الشاب الصغير، الذي أحضرته معي منذ قليل.

كان الذئب يقف بالخارج، يستمع ويبتسم لما يدور، فهو يستطيع ان يسترق السمع، بل انتقاء الأصوات التي يريد أن يسمعها.

- وعندما وصل "حسام"، امام "لوقا" وجد "لوقا" يضحك، عندما نظر إليه.
ـ لماذا تضحك هكذا؟
ـ فرحت قليلا بشهادة الدكتوراه، التي حصلت عليها السنة الماضية، وأنا لا أعلم عنها شيئا.
_ وكيف عرفت أنني تحدثت بذلك؟
_ شيء بسيط نظرت إليك، وعرفت ما حدث.
_ انت تكذب، تلك الابتسامه الخبيثه، على وجهك تقول ذلك.
_ نعم بالفعل، لقد سمعت كل ما تحدثت به.

وقبل أن يكمل "حسام"، كلامه لمعرفة كيف انتقى صوته، من بقية تلك الأصوات الكثيرة في المكان، وجد "خالد" يأتي ناحيته، وهو ممسك في يده كاميرا.

_ "حسام" ها هي الكاميرا، قد أتيتك بها، يجب أن تجعل الشاب يحترس لها، انها كاميرا رقمية خاصة بالمصورين الصحفيين، أنها غالية الثمن، ولا اريد ان يحدث لها شيئا فاضطر انا لدفع ثمنها.


لم ينتظر "لوقا" شيء ومد يده مرة واحدة، واخذ الكاميرا من يد "خالد"، الذي تعجب لجرأة ذلك الشاب.

_ لا تتعجب يا "خالد"، ساقص عليك كل شيء لاحقا، ولا تتعجب لهذا الشاب فإن له عقليه مختلفه عنا بحكم تربيته.


وبعد ذلك وصل الثلاثة، إلى تلك الحجرة التي توجد بها الجثة، تنحى "خالد" جانبا بسبب تلك الرائحة التي تملأ المكان، يستنشقها ويتعجب.

_ ما هذه الرائحة؟ التي تملأ المكان.
هكذا نطق "حسام" عندما تقدم من الغرفة، وقد امتلأت رئته بذلك العبير الأخاذ، لذلك العطر الغامض.

_ انه عطر زهرة اللوتس.
_ وهل اللوتس عطر؟
_ بالتأكيد لكنه باهظ الثمن، أمي تتعطر به، لديها قنينة من الكريستال، مليئة بعطر اللوتس.

_ "خالد" أول شيء نفعله، هو سؤال أحد المتخصصين في العطور، من أين يأتي هذا العطر؟ ومن يصنعه؟ واين يباع؟ ضروري يا "خالد".

لكن رد عليه "لوقا" سريعا:
_ اعتقدك لن تجده يباع، نظرا لغلو ثمنه على ما أعتقد، أيضا أنه يصنع بالطلب خصيصا.

وقف "خالد"، وكانه يحاول ان يتذكر شيئا.
_ صحيح ما قاله الشاب يا "حسام"، لقد كنت استمع الى "برنامج الخيميائي"، وقد كان هناك منذ عدة شهور معرض في إحدى الدول العربية، وقد عرضوا به هذا العطر، وقد ذكر "الخيميائي" في حديثه أن العطر هذا، باهظ ، وقليلا جدا من يقومون على تصنيعه.

_ حسنا ل تتحدث مع والدتك يا "لوقا"، عند رجوعك للمنزل، و أريد قليل ولو نصف سنتم، من هذا العطر.

_ لا تقلق سأعطيك قنينة صغيرة، فإن والدي عندما يأتي الينا كل عدة أشهر، يحضر لها المزيد، يقولون إن زهرة اللوتس مزروعة لدينا بكميات كبيرة، وبالتأكيد لن يضره أن ينتقص القليل من هذا العطر.


دخل "حسام" الغرفه، بعد أن ارتدوا في أيديهم قفازات خاصة، وايضا ارتدوا في أرجلهم أكياس تغليف الأحذية، التي يرتدونها.

عندما خط "حسام" خطوة واحدة للداخل، وقف لا يعلم ما هذا الذي يشاهده، هذه هي المرة الأولى التي يشاهد فيها مثل هذا الشيء.

_ "خالد" لم تتحدث معي عندما أتيت، وتخبرني عن ما أشاهده ما هذا أنه شيء عجيب!
كان "لوقا" يقف في المكان، كذئب يجعل رأسه إلى الأمام قليلا، وكان أنفه تعمل، وهو مغمض العينين وكأنه يستنشق أي رائحة ما في تلك الغرفه.


_ شيء عجيب يا "حسام" هناك عطر ثقيل جدا، استطيع ان استنشقه لكنه خفيف تطغى عليه رائحة زهرة اللوتس، لذلك لا، تستطيع أنت أن تستنشقه، وأيضا لا أشم رائحة دماء، كيف لجسة تم تقطيعها بهذا الشكل، ولا اشم رائحة دماء.

_ فلتفتح محضر يا "خالد" واكتب ما أمليه عليك، و سنعيد ترتيب ما ستكتبه عندما نرجع ثانية، الى قسم الشرطه،
بداية الجثة لأمرأة في حوالي الرابعة والعشرين، إلى السادسة والعشرين من عمرها، لا ترتدي ملابس وكأنها نزعت منها بإرادتها، الجثة توجد على الأرض ولا توجد أي نقطة دماء بجانبها، مفصولة الرأس مفصوله اليدين، مفصوله القدمان، مفصوله القدم من الاسفل، من الكاحل، ومع ذلك وضعت الأجزاء جميعها في أماكنها الطبيعية، ومع ذلك لا توجد نقطة دماء لكن اشعر ان الجثة بارده ولا اعلم كيف.


_ هنا اقترب "لوقا" من الجثة بدون خوف، وجعل يمد أنفه مرة ثانية، وينظر إليها بتفحص شديد:
_ لقد سحبت الدماء من تلك الجثة أولا، الدماء بأكملها، وأعتقد أنها بردت بعد ذلك، حتى يتسنى للقاتل تقطيعها بهذا النظام وكانها قطعه كبيره من اللحم، وكيف أن العظام من المفصل نظيفه هكذا بيضاء لا توجد بها آثار الدماء،
لكن عندما اقتربت من الجثة وشممت تلك الرائحة، التي تحدثت عنها منذ قليل ايضا، وكان أحدهم وهو القاتل جعل، رأس الجثة تميل الى اليمين، حتى يتسنى لنا أن نشاهد ذلك الجرح الصغير الغائر لأنه ليس جرح، أنه مخلب لكن من مخلبه، في مثل هذا العمق اعتقد انها عميقه.

نظر "لوقا" إلى "حسام"، وكأنه يريد أن يتحدث معه، على انفراد وليس أمام "خالد.

ففهم "حسام" على الفور:
_ "خالد" أريد منك الأن الذهاب، وإحضار أحد المصورين المتخصصين، ليأخذ لنا صورا كثيرة من جميع الاتجاهات والزوايا لتلك الجثة.

_ ها هو "خالد" قد خرج، الان ماذا كنت تريد أن تقول لي؟
_ بداية القاتل منا، لكن هذا المخلب كبير الحجم، أعتقد أنه تم ذبحها من الرقبة أولا بهذا المخلب، لقد علمني جدي كل ما يخص الذئاب، لكن بالفعل هذا الذئب مخلبه مختلف بل أكبر بكثير عن مخالبنا،
أتعرف من الممكن، تأخذ شكل وهيئة ذلك المخلب.
_ كيف ذلك؟
_ أعتقد أن الطبيب الشرعي، يعلم ذلك أطلب أنت منه كل ما سيفعله، هو أخذ تلك الرأس ووضع ماده ما في ذلك الجرح، بعد ذلك ستتجمد تلك المادة ويقوم بسحبها، من ذلك الجرح ويعطينا شكل المخلب بدقه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي