الفصل التاسع عشر مكالمة حالمة

الفصل التاسع عشر:مكالمة حالمة.
-ها نحن في طريقنا للأهرام، ما أتعجب له،لماذا الأهرام؟ بمعني لماذا تم وضع الجثة هناك؟ وعلى هذا الارتفاع شيء غريب أليس كذلك يا "حسام"، "حسام" أتسمعني.
-نعم يا "خالد"، ماذا كنت تقول؟

-نعم، أنا أتكلم منذ وقت طويل، وأنت صامت أتعرف لقد تعجبت بالفعل، لأنها المرة الأولى التي تصمت فيها وتسمعني، وها أنا اكتشفت أنك كنت في عالم آخر.
-أتعجب مما يحدث يا "خالد"، طبعا قص عليك جدي حكايته مع "محب" بإيجاز، أتعلم لقد اتصلت به فأخبرني أن عالم الآثار لن يفيدني بشيء، وإن أذهب إليه بعد ما ننتهي لشيء مهم.
-إذن نركز الآن وبعدها، نذهب إليه يا صديقي.
-نذهب.

-نعم يا صديقي لن أتركك، تواجه تلك الصعوبات وحدك.
ثم ضحك وقال:
-أخاف عليك يا "حسام".
-ممن.
-من أن يقومون على ألتهامك، وأنت في منزلهم.

وصلا بعد ساعة، إلى منطقة الأهرامات في الجيزة.
كان في انتظارهم ضابط شرطة، من شرطة الآثار أدخلهم من البوابة الرئيسية.
وركب معهم عربتهم.
ووصل بالقرب من الهرم الأكبر، فترجلا من السيارة.
واقتربوا حتى وصلوا، تحت سفح الهرم.
كان في انتظارهم دكتور "عبد العزيز"، دكتور الآثار والعلوم المصرية القديمة، أحد باحثي وعلماء الآثار.
-أعرفكم بنفسي أدعى دكتور"عبد العزيز"، وقد تم تكليفي من الوزارة حتى أكون في استقبالكم، وان أسهل لكم تلك المأمورية، التي أتيتم من أجلها، وأنا مستعد لأي سؤال يتوارد في أذهانكم.

شرح له "حسام" الوضع باختصار شديد، وجود سفاح له طريقة معينة إزاحة الدماء من دم الضحية، ثم تقطيعها والجديد تغليفها، وقد وضعها هنا على ارتفاع خمس وسبعون مترا من الهرم.
-بعد إذن سيادتكم دكتور "عبد العزيز" أريد أن أستفسر، هل من الممكن تسلق الهرم بسهولة؟
-نعم بالطبع، هناك أشخاص كثير من المنطقه المحيطه بالهرم، هي منطقة سكنية تدعى "نزلة السمان" يعيش بها جميع من يعملون في تلك المهنة.
-بمعنى.

-أنت أولا وأخيرا مصري أيها الضابط، وتعلم أن "نزله السمان" بها من يقومون ببيع تلك تذكارات أثرية تلك التي يشتريها السائحين، وأيضا هم من يقومون على تصنيعها لديهم محل كثيرة وأيضا يقومون على تربية الخيول، تلك التي تشاهدها في منطقة الأهرام، لكنني كباحث في العلوم المصرية القديمة، اعتبرهم حراس على تلك الأهرام وجدوا منذ سنوات كثيرة ماضية.

-معنى ذلك أن لديهم معلومات، وإجابات عن أسئلتي الكثيرة.
-بالتأكيد من الممكن ذلك، نعرفهم جميعا هنا سأستدعي لك البعض حتى تسألهم تلك الأسئلة التي تحيرك.
-أريد أن استفسر عن شيء واحد، هل يستطيع إنسان تسلق الأهرام.
-بالطبع يستطيع وقد فعلها الكثير.

-سؤال واحد أريد معرفته هنا ومن الممكن أن تسألهم أنت بالنيابة عني، كم مرة يستطيع أن يتسلق الإنسان هذه الأحجار؟ لمسافة خمس وسبعون متر في ظرف وقت قصير.
-للشخص العادي مرة، لكن لمن اعتاد ذلك عدة مرات، ثم إن الحكومة منعت تسلقه منذ عدة سنوات لكن الأمر لا يخلو من محاولات فردية، غير قانونية تحدث مع أول خيوط النهار.
-حسنا بالنسبة لي أريد أن أتسلق حتى ذلك المكان، الذي وجدوا فيه الأشياء.
نظرة "خالد" متعجب:
- الآن!

-نعم يا "خالد" الان، والا كيف سنعين ذلك المكان الذي وجدت فيه الأشياء، أو القطع البشرية لعل هناك اثر ما واتعجب، كيف لم يتسلق الطبيب الشرعي؟ لعل هناك شيئا قد غفلة المجرم.

-صعب ما تقوله يا "حسام".
تحدث دكتور "عبد العزيز":
قبل أن تتسلق نبه على، ان اشرح لك كل ما تبغاه.
-حسنا لقد سمعت أن هناك غرفه ملكيه، هل يستطيع احد الوصول اليها؟

-لم يستطع أحد اكتشافها إلى الآن، منذ عدة سنوات بسيطة، أتينا بريبوت يستطيع الدخول الى الاماكن الصغيره جدا، وكانت لدينا نظرية، أنه يستطيع أن يتسلل ما بين تلك الحجارة كان حدث مهم قد تنقل تناقلته وسائل الاعلام، وللاسف بعدما شعرنا بالامل بعدما ظل الروبوت، يدخل الى ممرات صغيرة جدا، وقف أمامه حجر، ولم يستطع العبور، لذلك لم نستطع إلى الآن العثور على الغرفه الملكيه.

-هذا ما اردت معرفته.
-اعذرني لسؤالي لكن ما دخل هذا السؤال، بسير التحقيق في تلك الجريمة، لعل الجاني أراد أن يثبت لنفسه شيء ما لذلك وضع أجزاء الجثة هنا.
-صحيح يا دكتور، وانا ايضا اعتقد ذلك لكن كان هذا السؤال معلومة، اردت معرفتها لا أكثر.

-حسنا سأقول لك أن هناك نظريات كثيرة، أن هذه الغرفة لن يستطيع احد الوصول اليها ادعى الكثيرون من الهواء ومجانين الاهرامات، انهم يستطيعون الوصول إليها حاول الكثيرون على مر الزمان لكن لم يستطع احد الوصول اليها، وقد تعجب الجميع هل تم بنائه كمقبرة للملك؟ ام ماذا؟ والبعض قال أنها قد بنيت قبل الملك "خوفو" بالاف السنين، لكنه عندما اتى نسبها الى نفسه نظريات كثيره لكن لا نعلم اي نظريه صحيحه، منها كلها نظريات آلاف الكتب قد كتبت منذ القدم ولعل اولهم وصف "هيرودوت".

-نعم لقد سمعت من صديق ما مثل هذا الحديث، وقال لي ان "هيرودوت" كتب في كتابه وصف مصر، أن النيل كان يتواجد هنا بجانب الأهرامات، ومن الممكن أن تكون تلك الحجارة الكبيرة والتي تزن آلاف الاطنان، قد اتت عن طريق النهر.

-والبعض الآخر يقول أن الهرم لم يبنى كمقبرة للملك، إنما بني لمد تلك المدينة التي أطلقوا عليها اطلانتس المفقوده بالكهرباء، ويقال انها كهرباء مغناطيسية نظريات كثيرة.


-حسنا اشكرك جدا دكتور"عبد العزيز" لقد اتى على ما اعتقد الشخص الذي يرشدني إلى طريق تسلق الهرم

وبعدها تسلق كلا من "حسام" و"خالد" الهرم، حتى وصلا لنفس المكان التي وضعت بها أجزاء الجثة:
-ماذا تفعل يا "خالد"؟ لماذا جلست؟
-جلست للراحة قليلا يا صديقي.
-ليس لدينا وقتا للراحة، سأقوم بتصوير كل جزء، حتى اعطي تلك الصور الطبيب الشرعي، وكي اجعل "محب" يشاهدها، اريد منك تصوير تلك الحجارة بأكملها سنتي، كما تعلمنا قم ولا داعي للتباطؤ الآن.


وبعدها بساعه كان يجلسان داخل سيارتهم، وقد اتى لهم فرد من الأمن بزجاجات مياه معدنيه:
-ما اتعجب له يا "حسام"، لماذا وضع القاتل تلك الأجزاء في تلك المنطقة؟
-أقسم لك يا "خالد"، انني شعرت ان هناك من ينظر الينا.
-اتريد اقناعي ان هناك من كان ينظر الينا، عبر تلك الحجارة الكبيرة هائلة الحجم.
-هو شعور ليس إلا، لكن ما اتعجب له هل من الممكن أن تكون هناك بوابه ما؟ أو باب أو مدخل لا اعلم افكار كثيره في عقلي.

-تعلم افكارك غريبه جدا.
-منذ أن علمت بوجود "محب" وعشيرته، وانا اصبحت اطلق العنان لعقلي وتخيلاتي، وكأنني أعيش في عالم من الخيال.
-ماذا سنفعل الان؟

-نذهب مباشرة إلى "محب" أريد أن أعطي له كل الصور، التي قد قمنا بتصويرها وبعد ذلك نتحدث معه قال ان هناك امر ما، يريدني به وبعد ذلك نشرب قهوه، حتى نستطيع ان نواصل الى اليوم الثاني نذهب مباشرة إلى الطبيب الشرعي، نتحدث معه ونعطيه ايضا تلك الصور وبعدها نذهب الى المكتب واعتقد انني سأنام هناك.
-اذا هيا بنا، انا متشوق ان اتعرف على تلك العائلة.


تمسك "تمارا" بهاتفها، تتحدث بصوت خافض، وهي في سريرها تتصنع النوم، حتى إن دخلت والدتها عليها الحجره وضعت الهاتف تحت الوساده:
-اتعلم "بتاري" سعدت الان، انني اعطيتك رقم هاتفي.
ثم صمتت دقيقة وكأنها تجمع كلماتها:
-حبيبي أحن الى ذلك الوقت الذي كنت تأتيني فيه، كم اشتاقك الان اخاف ان تنساني بمرور الأيام.

-لا تقلقي حبيبتي يوما ما، وانا واثق ان ذلك اليوم سيأتي قريبا، سنلتقي من جديد و تلتقي عيناي بعيناك، ونتذكر تلك المكالمات الهاتفية، ستكون ذكرى أعدك بذلك.
-اتعلم فرحت جدا من اجل "ميريت" لا يعلمها احد بقدري، الجميع يعتقدها ضعيفة لكنها قوية، فهي قويه لدرجه انها تظهر رقتها، وهشاشتها، عندما كانت مريضة كنت اجدها تبتسم، كانت تكره أن تظهر ضعفها أمام الجميع باستثنائي، كانت تخفي ذلك الشعور الغريب الذي يأتي غالبيتنا في ذلك الوقت.

-وانا ايضا فرحت من أجلها، وفرحت من أجل "لوقا"هو قريبي أتعلمين ذلك؟
-نعم علمت ذلك من جدي اليوم.
-أريد أن أخبرك أمرا سأتي قريبا، لكن لا تخبري احد، ولن اقول لك متى حتى عندما تشاهدني تتفاجئين مثلهم، لكنني اعتقد انني ساتي مع "لاديس" اخت "آدم"، اعتقد انني من سأقوم بتوصيلها ل"محب"، لتجلس معكم فتره ما حتى تنسى ذلك العشق، الذي ملأ قلبها وأضر بها، عندما غادرها ذلك الغادر، الذي يدعو "ثمودي"، انا لم أحبه منذ أن عرفته هو شخصية غريبة،
-كيف ذلك؟

-تتهاوى عليه النساء يتكلم بعقلانية شديدة يظهر عكس ما يضمر قلبه، تجدين النساء يحدثونه كثيرا ويقفون معه في كل مكان يسير به في مدينتنا، وهو يظهر أنه العاقل لكنه عكس ذلك يهم كل واحدة منهما أنها استثنائيه عنده، وذلك في الخفاء طبعا، ولكن اغلبيه الرجال لدينا يكرهونه هناك نظره غريبه في عينيه، عينيه صغيرتين جدا لكنها تحوي وحش، نظرته قاسية.
-لا تقلق، عندما تأتي لتعيش معنا سارفه عنها.

-حبيبتي أتعلمين أنك بظهورك في حياتي جعلت قلبي يهدأ، حتى أن نبضات قلبي انتظمت، انت منحت السكينة لقلبي، كل كلمة تخرج منك تجعل أوقاتي جميلة، تزيل عني عناء الماضي القاسي واثار الحنين الى والدي، كلمه منك فقط يا حبيبتي تجعلني بخير، ويزول تعبي فما بالك، وانت معي بين أحضاني في منزلي هذا، سارسم لك حتى عندما اتي تجدينه مع "لاديس"، ساخبرها بسرنا حتى تكون همزة الوصل ما بيني وبينك.
-هل بمنزلك حديقة؟

-هو قصر يا حبيبتي بناه والدي لوالدتي، كانت جميلة كانت اسمها "زهره"، كانت تحب اللون الابيض وقد اهتمت بالحديقة حديقتنا مليئة بأشجار الفاكهة، و الزهور تملئها، زهور من كل ربوع الارض، زهور جميله، أجعل بعض الخدم يهتمون بها تتعجبين من جمال وازدهار تلك الازهار.
-كم اتمنى ان اكون معك.
-هذا وعد مني انا "بتاري ابن ليل" انك ستكونين لي، وستعيشين معي في هذا القصر الجميل، ولن اجعل اي شيء في هذا الوجود، يقوم بأبعادك عني، يجب أن تعلمي وتثقي في كلمتي يا حبيبتي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي