خاتمة الجزء الأول

خاتمة الجزء الأول
أتى "بافلوس"، وأخبرهم أن "حكمت" والده "ثمودي"، اعترفت أن زوجها هو من كان السفاح، وقد ورث ابنه عنه ما كان يفعله،
قد تحدثت بكل ذلك.

-لكنني لم اكن اعلم أنها تاخذ ترياق ما لمرضها، لو تشاهدونها كانت شبيهه بالمسخ قريبه للحيوانات، لكنها انتفضت بعدما اعترفت بما قالته، ووقف قلبها عن العمل، وبعد قليل دخل علينا "ثمودي" ممسكا بخنجر، لم اشاهد مثله من قبل، كان على هيئة وحش بالفعل، وانا قد هربت لم استطع مواجهته وقد جئتكم، اما هو فركع امام والدته، واخذ يبكي بصوت مرتفع، مما اعطانا الفرصة لكي نهرب جميعا أنا و واتباعي من هناك.


وقف "محب" وبجانبه "نجمة":
-وها هو "لوقا" قد اقترب مني المجيء، اعتقد أننا سنقضي على "ثمودي"،بعد عدة ساعات قليلة، فبموت والدته ضعفت إرادته، اعتقد أنها كانت الدافع الوحيد لما كان يفعل، واعتقد أنها اعتقد من ذلك الساحر الذي يتواصل معه في مدينة نيم، أن معه ترياق لمرض والدته.

أكملت "نجمة" الحديثه عنه:

-هو ليس بمرض، لقد اشتغلت في السحر سنوات طويلة، وما اخبث تلك الشخصيات، وقد اصابتها لعنة ما، سواء كانت لعنه كانت تريد أن تسيطر بها على احد ما، او أن ذلك السحر قد لعنها لا اعلم، واعتقد بالفعل أن ذلك هو الوقت الذي نضرب فيه "ثمودي"، سيكون اضعف ما يكون بعد موت "حكمت".

-هيا يا "بافلوس"، فلتضع رجالك عند باب مدخل مدينة "ثينيس"، أعتقد أن لدينا زوار في القريب العاجل، لقد بعثت لي ابنتي هادية، أنها قادمه هي وزوجتك يا "عزيز" وبناتك، يجب أن يكون الكثير من اتباعك في استقبالهم لكي يطمئنوا، ولكي تقوموا على توصيلهم الى هنا، وبعد ذلك لا تتركوا المدخل، اعتقد أن "لوقا" و"بتاري" قد اقتربوا.


-وصدق حدثه، وبعدها بثلاثه ساعات، كانت "تمارا" ومريت يحتضنون والدهم ويبكون، اما غاده فقد وقفت تبكي بعيدا، أنها تريد مشاهدة والدها ووالدتها، وطمأنها "محب" أنه سيبعث أحد إليهم يبلغهم بالأمر.


"محب":
-هيا يا "خالد"، وانت يا "حسام"، الان وقت العمل أعتقد أنه يجب أن ننتقم اجمعنا من "ثمودي"، ومن تلك الجرائم التي فعلها منذ سنوات كثيرة، ومن قبله والده، كل واحد منا له ثأر، أليس كذلك يا "خالد"؟

-نعم بالفعل.

-وأعتقد أنه بموت "ثمودي"، سيطمئن "آدم" لوجود "لوقا" في مدينته مدينه "ثينيس"، وانت يا "بافلوس" يجب أن تقسم الان وامام الجميع، أنك لن تحارب اخاك لكي تصبح الالفة، فأنت تعلم أنه بحكم مولده هو الألفة، ولا اقول ذلك لأنه حفيدي بل هي الحقيقه، وانت تعلم أن جدتك "نجمة" ستقف بجانبه.

"بافلوس":
-إعلم يا "محب" ذلك، ولم أتحدث يوما من الايام، أنني اريد أن اكون الالفه او اكون قائد عشيرتنا، يكفيني ما أنا فيه، فأنا سعيد بتلك المرتبة التي قد وصلت اليها، لقد رباني والدي على ذلك، وهذا ما عشت عليه سنوات طويلة.


قامت "كايلا" سريعا من مجلسها وفتحت الباب، فكانوا يسمعون من الخارج صوت "نونيا"، وهي تتحدث بصوت مرتفع أن يفتحوا لها.

-لقد سمعت ما قلته، وانا اقف بالخارج يا ولدي البكر، كيف تقول ذلك؟
والسنوات الطويلة التي كنت اتحدث معك فيها، أنك الاولى من ذلك الهارب، من هو لكي يعرف مدينتنا، أنه لا يعلم عنها شيئا، وجميع عشيرتنا لم تقبل أن يكون حاكمها فرد مختلف عنا، لم يعش في مدينتنا منذ أن كان رضيع.

-لقد قلت كلمتي يا والدتي، ولن اتراجع عنها ما حييت.

فتح الباب الكبير للقصر مرة أخرى، ودخل "لوقا" بعدما احضره "بتاري" معه، يتلفت يمينا ويسارا في تحفظ شديد، وكان أول من استقبله هو أخيه "بافلوس"، لقد استقبله أن قام باحتضانه، ما هز مشاعر "نجمة"، التي أخذت في البكاء، قد جرت ناحية "لوقا"، واحتضنت حفيداها معا في نفس الوقت.

وكان هذا هو الرد، على ما كانت "نونيا" تتحدث به منذ قليل.

-ها هو ذلك السيف يا جدي معي، ولتعلم بالفعل كما قلت لي، لا يستطيع أحد أن يحمله إلا من عشيرتنا؛ لقد ولد إحدى الجنيات، تلك الجنية التي تدعى هارو، التي قالوا أنك تعرفها، لم تستطع أن تلمسه، إنما قلته صحيح يا جدي، واعتقد بالفعل أن ذلك السيف له أهمية كبرى.

-فلتنهضوا معي، كما قلت لكم يتبقى شيئا واحدا، هو أن نبحث عن ذلك الباب السري في الجناح الخاص ب"جيكاي"، والذي يؤدي إلى تلك السراديب، التي تقوم بتوصيلنا إلى تلك الحجرة، التي تقع في قلب الهرم.

-تحدث "بافلوس" وقال:
وحتى لو عرفنا مكانها يا جدي، قد قال لي والدي منذ سنوات، أن تلك السراديب متشعبة، ولن يستطيع احدا السير في الاتجاه الصحيح في تلك السراديب و نظر الى "لوقا"، الذي قال مسرعا:

-اكون أنا!
لكن لم يقل لي ابي صراحه عن مكان تلك الحجرة أو عن الاتجاهات التي أسير فيها، حتى اصل الى الهرم فكيف يكون أنا؟



تحدثت هادية وهي تبكي، لقد كنت اعلم ان تلك اللعبة، التي كان يلعبها معك والدك منذ صغرك ما هي إلا خريطه ما، الا تتذكر كما يجعلك تسير في اتجاهات معينه وعدد خطوات معينه، كنت اتعجب في البداية، لكني اقسم انني قد عرفت ذلك.


كانت الشمس كانت قد بزغت، وكان "هيثمي" قد فعل ما أمر به "آدم".

أما بالنسبة لباقي المجموعة، وبالفعل ذهبوا جميعا الى الجناح الخاص ب"جيكاي"، واستطاع لوقا وبكل سهوله ان يتعرف على مكان الباب السري، وقام بفتحه والسير فيه، ووراءه الجميع يحملون المشاعر، ووصلوا الى قلب الهرم

-ما اجمل واكبر تلك الحجرة!
وما أعظم ذلك الكرسي، المصنوع من الذهب الخالص.
-نعم يا "نجمه"، هي تلك الحجرة التي اتيت لها مره واحده، وكان يجلس امامي "جيكاي"، وهناك ايضا طاقتين، نوافذ صغيره واحده على العالم الخارجي و القاهرة، والاخرى على مدينتنا، ولا اعلم كيف صنعت، وكيف يكون بجانب بعضهم البعض؟
لكن عندما تنظرين من واحده، تجدين بعدا اخر، وها هي الشمس قد انتصفت، فانظري الى مدينتنا.


-واقتربت بالفعل "نجمة" والاخرين، يشاهدون ثينيس من الاعلى، ولفت انتباههم شيء يلمع من بعيد في الأرض، أشياء لامعة على شيء ما، وكان هناك من بعيد "ثمودي" يسير بمظهر الوحش، في اتجاه ذلك الضوء.

-بافلوس يا اخي، لقد عرفت مكان ابي هيا بنا جميعا.

-نعم يا "لوقا" هيا بنا، وها هو "ثمودي" يسير في نفس الاتجاه.

كان أول من وصل إلى الخارج هو "بتاري"، الذي كان يريد أن يكون له الصدق الاول في قتل ثمودي.

-لأن المسافة كانت بعيدة، فقد امتطوا جميعنا الخيال، إلا نسائهم قاموا بالرجوع مرة أخرى إلى قصر نجمة.

-لقد اتيت اليك يا "آدم"، وهذه المره سأقوم على قتلك، ولن ارحمك ابدا.

تحدث "هيثمي":
-لو اقتربت منه، أو فعلت شيئا ما، سأقوم بقتل نفسي، وبعدها لن تستطيع الرجوع الى هيئتك الأصلية، وستظل بهذه الهيئه وستموت قريبا، شرطي الوحيد ان تترك ادم يخرج من هنا، و سأفعل لك ماتريد.

-كلامك لن يجيء بنتيجه معي، لقد قتل والدتي، قتلوا أمي حبيبتي التي تعيش منذ سنوات طويله، على امل ان اقوم بفتح تلك البوابه، لذلك كنت اقتل الكثير من البشر، حتى احصل على كميات كبيرة من الدماء، اضعها امام تلك البوابه، لذلك الساحر الذي اخبرني بذلك، لكن كنت افعل ذلك لوالدتي، كي تعيش مثلنا مرة اخرى، وها هي قد ماتت وليس لتضحيتي أي معنى الآن، لذلك سأقوم على قتلكم جميعا، وسأحرق بمدينة "ثينيس" بأكملها.


اقترب "ثمودي" من "آدم" يريد الفتك به، واشتبك معا في شجار عنيف، مما جعل آدم رنح من شدة الضربات، لان "ثمودي" في هيئه الوحش، وليست في هيئته العادية التي هو فيها، أقل قوة من آدم".

-والدي نحن هنا لقد اتينا.

-"بافلوس" احمي أخاك.

لم يشعر "ثمودي" الا والجميع يحوطونه، كل فرد منهم يحمل في يده سلاح ما، حتى حسام وخالد كلا منهم يحمل ذلك المسدس الخاص به، بدأ حسام في إطلاق طلقات نارية وبعده خالد، مما جعل ثمودي يترنح، وبعدها دخل الجميع في نفس اللحظه، "محب"و"بافلوس"و"بتاري"، واخيرا "لوقا" الذي كان يمسك ذلك السيف، كل منهم يأخذ مساره الخاص من ذلك القاتل، وبالفعل سقط مضرجا بدمائه، في تلك اللحظه التي انهى فيها "لوقا" حياته بذلك السيف.

والغريب ان في تلك اللحظة، دخلت "لاديس"تريد ان تنظر اليه نظره اخيره، فانتفض قلبها يعتصر الما على ما شاهدته على ذلك الذي احبته يوما ما، كم تمنت لو قامت بإمساك روحه، وإجبارها على عدم مغادرة جسده، لتخبره ماذا فعلت لك، لكي تقوم بتحطيمي هكذا ؟
بعدها جسد بجانبه ووضعت يدها في دمائه، واخذت تبكي وتنوح بصوت يدوي في أرجاء ذلك الكهف.

-هيا قومي معي، اعتقد ان بموته قد ماتت معاناتك، لقد شاهدتيه بعينك، كيف هو
كان قائل تلك الجملة، هو "حسام" الذي امسك يدها، واخرجها معه من ذلك الكهف، وبعدها خرج الجميع معهم و ذلك الشيخ، الذي كان ينظر الى "محب" نظرات تملؤها الرحمة والاشتياق.

تعرف محب على والده، وقد كانت صدمة كبيرة له، ، اجتمع آدم اخيرا مع هاديه، في تلك المدينة الجميلة، التي أعلن فيها "آدم" أن "لوقا" هو الالفا القادم، وهو خليفته بحكم مولده.

واخيرا عاد لوقا مره اخرى الى مدينته، التي سيعيش فيها الى الابد، خرج ووقف أمام القصر، وهو يمسك بيد ميريت ونظر اليها وهو يقول:

- يا "ميريت" انا اعتقد انني لن أغادر مدينتي بمدينة "ثينيس" مرة أخرى، ويتبقى شيء واحد الان، هو ان نتزوج في نفس اليوم، الذي سيتزوج فيه "بتاري" من اختك "تمارا"، اريد ان اكون عائله معك في اقرب وقت، و سأجلس معك نتحدث سويا لكن اولا سأذهب مع بتاري و"بافلوس" لحرق جثة ثمودي.

وبعد ساعتين، اجتمع الشباب لإحراق جثة "ثمودي"، واصر "خالد" و"حسام"، أن يتواجد في تلك الطقوس، يريدون أن يمحوا تلك الذكرى من عقولهم، لكن الحقيقة انهم يريدون ان يمحوها من قلوبهم وذكرياتهم، وبالفعل اجتمع وذهب إلى هناك.
كان أول من دخل هو "لوقا"، الذي صرخ من شدة المفاجأة:

-أين الجثة؟

دخل وراءه الجميع، بعدما كانوا يتسامرون ويضحكون في الخارج، خارج ذلك الكهف الذي عثروا عليه عندما كانوا يبحثون عن آدم.

-كيف ذلك؟
أيعقل أنه لم يمت، ان الكهف يمتد الى الداخل حوالي 10 امتار، ثم نهبط مسافه كبيره الى الاسفل، كيف سيتمكن من الخروج حتى لو كان مصاب هذا اولا، ثم ثانيا ليست هناك أي دماء في الخارج شيء غريب أليس كذلك!

-نعم يا "بتاري" احاول ان اكذب عيني، لكن ما نراه صحيحا، أين ذهب ذلك الشيطان؟

هكذا تحدث "بافلوس"، الذي كان يتحدث بغضب شديد، وقفوا قليلا لا يستطيعون التحدث، ينظرون يمينا ويسارا ويدرون في ذلك الكهف الغريب الذي يتكون من طابقين، ثم خرج ووقف امامه من الخارج، ولان "بافلوس" خبير بالرحلات والمغامرات، وتعلم كيف يكتفي الاثر فنظر جيدا وتتبع الاثر.

-أتشاهدون هذا، هذه العلامات لاقدام ضبع كبير وبجانبه اقدام اخرى، لكنها أقدام بشرية
فرد عليه بتاري مسرعا:

-أعتقدها اقدام أحد المهجنون.

-لا يجب ان نخبر احدا بذلك، حتى نفكر اولا ماذا سنفعل، واول شخص لا يجب أن يعرف ذلك هي "لاديس"، انها لن تتحمل تلك الصدمة.


أعزائي القراء، ننتهي هنا عند الجزء الاول، وسنكمل من الغد احداث شيقة، كلها مفاجآت في أولى حلقات الجزء الثاني،
كونو بالقرب دائما، وشكرا لكم لدعمكم لي، واستعدوا لما هو قادم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي