الفصل الثامن عشر سفاح آخر

الفصل الثامن عشر: سفاح آخر.

جلس "خالد" أمام اللواء "حافظ مصطفى"، جد "حسام" وهو في حالة ذهول، لا يعرف كيف يتحدث فأكمل اللواء "حافظ" حديثه قائلا له:
- لذلك يا "خالد" كان على "حسام" أن يخبر أحد، وقد اتصل بي من الفندق، وأخبرني لو تحدثت مع "خالد" من الممكن أن يقول إنني أتوهم أو اختلق قصة ما، أو ألقي النكات فقد تعودنا على ذلك معا، لكن يا جدي أريد أن تخبره أنت، أريد أن يعرف أحد بالأمر مثلما فعلت أنت بالماضي، مع قلة من أصدقائك وزملائك يجب أن نتحد حتى يرحل عنا ذلك القاتل لا نريد مجزرة ثانية، لا نريد بني مزار مرة أخرى.
حاول "خالد" أن يتحدث لكن الحديث، لم يخرج الكلام، من فاهو لذلك نظر إلى "حسام" وهو يقول:

- أريد كوبا من الماء يا "حسام".
خرج "حسام" من حجرة المكتب، وذهب مباشرة إلى المطبخ وأحضر له زجاجة مياه وبجانبها كوب فارغ، ودخل بهما مرة أخرى إلى المكتب تناول "خالد"، منه الزجاجة بسرعة وجعل يشرب منها بلهفة، وعندما انتهى، وضع باقي المياه فوق رأسه، أنه يشعر بحالة من عدم الاتزان.
نظر إليه "حافظ مصطفى" نظرة اشفاق:

- عقولنا لم تستوعب الأمر في البداية نحن ايضا، لذلك انت تشعر بعدم الاتزان، وعدم التصديق سأقول لك شيئا واحدا وثق في كلامي.
- جدي أريد منك أن تخبر "خالد"، بالشرح الذي قلته لي لكى يستوعب.

-"خالد" ألم تسمع أحدا يقول أن الأرض، سبع أرضين، كان الجميع يعتقد أن الأرض سبع طبقات، بين كل طبقه وطبقه سماء وأرض، وفي كل أرض سكان، وأنا أقول لك إنه من الممكن ذلك، لكن هناك ما يسمى بالبعد الآخر، يعيشون معنا على كوكب الأرض، ولكن وكأن كوكب الأرض قسم بيننا وبين من يتواجدون في البعد الآخر، حضارات مختلفة عنا سأشرح لك شرحا بسيطا.
وأكمل حديثه:

-تقدم العلم أليس كذلك، وأصبحت هناك منذ سنوات طويلة، أقمار صناعية لماذا إلى الآن لم يكتشفوا وجود "يأجوج ومأجوج" والسد الذي يفصل بيننا وبينهم؟ أتعلم لماذا لأنهم يتواجدون في اعتقادي، في بعد مختلف يفصل بيننا وبينهم بوابة ما، هذه البوابة هي من تم سدها، أما بالنسبة لمدينة "ثينيس" هي كبيرة جدا وبها صحراء وجبال، لقد ذهبت إليها بنفسي.
نظر "حسام" إلى اللواء "حافظ":

- الحقيقة أنني أصدقك، وعندي سببي ذلك المخلب الذي طلب "حسام"، من الطبيب الشرعي أن يصنع له قالب علمت ذلك، من الطبيب الشرعي الذي كان يتحدث عن حيوان ما، لكن من هو الحيوان الذي سيقوم بمثل هذه الجريمة المنظمة وقتها، وقفت وأنا أقول يذكرني ذلك بأفلام المستذئبين، البشر الذين انقلبوا لذئاب في الليالي القمرية، ضحك الدكتور وقال لي لكن الحوادث لم تكن تحدث في ليلة قمرية.
ضحك "حسام" بعدما قال صديقه ذلك، وقال له:
- وغير ذلك يا "خالد" لا أتصور أن يكون في الواقع إنسان يتحول لذئب، أن العمود الفقري للإنسان يختلف اختلافا تاما، كيف انه يتحول لحيوان، وبعد ذلك يتحول لانسان مرة أخرى نجد ذلك في الافلام.

- فهمت ما تقصد له يا "حسام" هم ذئاب، لكن تحولهم ليس تحول كامل، اتعلم انني زرت سنة الماضية "الأقصر"، في الشتاء انت تعلم ان اخوتي الصغار، ما زالوا في الكليه وقد ذهبت معهم فيه اجازه نصف العام الى "الاقصر"، وشاهدت هناك التماثيل جسم إنسان وراس ذئب، وقد تم رسمهم على كثير من المعادن.
تنفس "حسام" الصعداء، أما "حافظ" فقد ضحك وقال:
- اخيرا.

- هيا بنا اذا الآن يا "خالد"، لمقابلة ذلك المسؤول الذي بعثته لنا هيئة الآثار، وكما قال لي يجب أن تأتي بعد الساعة السادسة مساءً، وها نحن ذا قد اقتربنا من الساعة السادسة، موعد غلق منطقة الأهرامات للزوار والسائحين، حتى لا يعلم أحد ماذا حدث هناك.



-أمي لقد وافقت على أن تذهب أختي "لاديس" لبعض الوقت عند "محب"، اعتقد أنها ستغير جوا، هو ليس جوا فقط بل ثقافة مختلفة، أظن أن ذلك سيجعلها تخرج من تلك الحالة، التي هي بها، لكن أرجوك لا تجعلينها تذهب بمفردها، أريد أن تذهب معها " كايلا "، وأنت تعلمين يا أمي أنها ليست خادمة لقد تربت مع أختي الصغيرة، لذلك أعتبرها أختا لنا، واعرف جيدا أنها بحكمتها تستطيع أن تحافظ على "لاديس".

- هذا ما فكرت به يا "آدم"، منذ فترة وقد قلت ذلك "كايلا"، وأريد منك أن لا تخبر "نونيا"، اعتقد انها ستثور نظرا لأن "لاديس" ستذهب الى عدوتها "هادية".
- صدقا يا ولدتي لا اعلم، لماذا تكره "نونيا" "هادية" بهذا الشكل، خصوصا انها لا تشعر تجاهي بأية عاطفة كلما تفكر فيه، هو أن يكون "بافلوس" أبنها الألفا من بعدي، لكن ما اشعر به انها تريد ان يكون الالفا في وجودي واشعر بالغدر من نظراتها.

- وأنا أشعر بذلك يا ولدي، وقد سررت لأنك منذ فترة تتجنب الجميع وتجلس في الجناح الخاص بوالدك، وذهبت للغرفه الملكية في الهرم، وتختفي هناك لعدة أسابيع اعلم جيدا ان مساعديك يأتوك بالأخبار، أولا بأول، لكنني أطمئن عليك، وانت هناك فأنا اعلم جيدا، انه ليس لأي فرد أن يصل إلى تلك الحجرة
- نعم يا امي لا تقلقي.

- هل تذهب يا ولدي، لزيارة ابنك "لوقا".
- نعم يا أمي اذهب هناك، ولكن على فترات متباعدة، أخشى عليهم أن يتبعني أحد.
- من تقصد ذلك القاتل، الذي أخبرني عنه "محب".
وقف "آدم"، وقد هم بالخروج من قصر والدته، لكنه نظر إليها كانت الدموع قد ملأت عينيه، والشيء المذهل أن أشعة الشمس، قد ظهرت عيناه عندما انعكس عليها ضوء الشمس، ذهلت والدته من تلك الدموع فبادر بسرعة قائلا:

- أنت لا تعلمين شيئا يا والدتي، أنا بالفعل أخشى عليهم أخشى عليهم من نفسي، ومن ذلك القاتل، وأيضا أنت لا تعلمين شيئا، عندما أجد حلا لتلك المشكلة سأخبرك بكل ما حدث ويحدث.

- أرجوك يا ولدي أنه من عشيرتنا، ليس هناك مثلنا في تلك المنطقة بل في العالم، والقاتل منا أريد منك أن تكشفه لقد علمت كيف قتل عمك وزوجته، وتلك الجرائم التي تحدث منذ سنوات، أريد أن نمنعها
سمعت أنه في الماضي يا والدتي، ظهرت فكره ذلك القاتل.
سكت لحظة ثم أكمل:

- ليقوم بتنظيف العالم من المجرمين، الذين لا تستطيع عدالة البشر، أن تقضي عليهم يتهربون بطرق مختلفة من العقاب لكن بعد ذلك انقلبت الأمور، وظهر آخر يا أمي يقوم بالذبح يعيشون على طقوس معينة ليفتح بعدا آخر، يجب أن يكون هناك دماء بكميات كبيرة، يلقيها على بوابة ما لذلك هو يأخذ دماءهم يا أمي يريد دماء كثيرة لأشخاص مختلفة، قولي هذا ل"محب" وها أنا قلت هذا السر.

وليس لدي أي كلام آخر، وأنا من ناحية أحاول أقسم لك يا والدتي، أحاول لذلك اذهب إليهم لكي أطمئن عليهم متخفي،ا أعلم أن قلب "هادية" قد فطر من الحزن، لكن هذا لمصلحتهم أخاف عليهم منه أو تعلمين ومني أنا أيضا.

ورحل مسرع بعدما قال تلك الكلمات، وقفت "نجمة" تدور حول نفسها في الغرفة، لا تعلم مع من ستتحدث لقد قطع الاتصال بينها وبين "محب"، من الأمس كما قالوا لها شبكة لا تعلم كيف ذلك ولا تعلم كيف ستبعث بابنتها إلى "محب"، لكنها تعتقد أن هناك من يقوم بالتشويش على اتصالاتها، لذلك ستحاول طوال الليل والنهار ولن تياس.


بعدما عاد "عزيز" هو وأسرته الصغيرة، إلى الطابق الخاص بهم، تذكر كيف كانت "غادة" تضحك مع أخته، حتى أنها ساعدتها في حمل تلك الأطباق بعد تلك الوليمة، التي قامت اخته بتحضيرها، منذ سنوات طويلة لم يأكل بمثل هذه الشهيه، وايضا فان "غادة" لا تصنع له تلك الاصناف، والاشكال من اللحم سواء لحم ضأن و لحم بقري، و حتى لحم الإبل.

- أفرحتم بعمتكم؟
-نعم يا والدي، لقد احببتها جدا و"ميريت" ايضا احبتها هي تحبها، لسببين ولن اقولها حتى لا تغضب مني، ساقول سبب واحد لانها عمتنا.

ضحك "عزيز" بصوت مرتفع، وهو يضع يديه على بطنه.

- وانا اعلم السببين يا ابنتي، وليس لدي مانعا في السبب الآخر، الذي لم تقوليه لقد ظهر الينا جميعا وانا اوافق عليه، انا سعيد وأنتم سعداء وبطني ايضا سعيده منذ سنوات طويلة، لم استمتع بالطعام كما استمتعت به اليوم، أعتقد أنني سأتناول الطعام معهما كل يوم، اما انتم لكم الحريه في الجلوس مع والدتكم.

وكان هذه الكلمه الاخيره، هي من جعلت "غادة" تتحدث:
- اذهب أنت، لا شأن لي بك ،أما بناتي لن يهبطون الى الاسفل، الا وانا معهم خصوصا "ميريت"، وانا اعلم ما حدث في الاسفل انه وليفها، هذا ظاهر للعيان كما قلت لكني أرفض ذلك، حتى لو كان اخر شخص في عشيرتنا لن أزوجها له، ولن اجعله ياخذها مني لن اجعلها تريده بقية حياتها مثلما نحن طرداء، وما فائدة الحب ويعيشون في الخفاء، مثلما عشت ورضيت منذ سنوات طويلة تحت شعار العشق والحب، وقد ندمت بعد ذلك وانت تعلم.

-أعلم أنك لن توافقي بسهولة لكنك ستوافقي، اما جزئية تحت شعار العشق والحب، انت تعشقيني وتحبيني ولو قلت لك الان انني ساسافر الى بلاد بعيده، ستاتين معي، أليس كذلك؟
قامت من مكانها، ودخلت إلى غرفتهم، وأغلقت الباب بصوت مرتفع، فقامت البنتان استأذنوا من والدهما أن ينصرفوا، ويدخلا إلى حجراتهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي